شاركت وزارة البيئة فى مؤتمر "التوعية بأهمية الاستثمار البيئي والتحول للاقتصاد الأخضر في تحقيق التنمية المستدامة" والذى يُقام تحت رعاية الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وقطاع تنمية الأعمال والادارة العامة لتكافؤ الفرص التابعة لها بالتعاون مع وزارة البيئة، ويهدف إلى توعية الشركات بأهمية الاستثمار البيئي وكيفية تعزيز الاستدامة البيئية والتمويل المناخي وشهادات الكربون، وذلك بحضور الدكتورة داليا الهوارى نائب رئيس الهيئة، ولفيف من خبراء البيئة، وذلك بمقر الهيئة الرئيسي بصلاح سالم.

حاضر  في تلك الندوة خبراء من وزارة البيئة حيث قامت م. سماح صالح مسئول التنمية المستدامة ورئيس وحدة تكافؤ الفرص، بإلقاء محاضرة حول مفهوم الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري والاستدامة البيئية.. بين (الواقع والمأمول)، والدكتور كريم مرسي مستشار وزيرة البيئة للقطاع الخاص، وإلقاء الضوء حول التمويل المناخي وشهادات الكربون، والاستثمار البيئي.. الفرص وقصص النجاح.

أوضحت م. سماح صالح أن رؤية وزارة البيئة لتحقيق الاستدامة البيئية تستهدف أن يكون البعد البيئي محورًا أساسيًا فى كافة القطاعات التنموية والاقتصادية بشكل يحقق أمن الموارد الطبيعية ويدعم عدالة استخدامها والاستغلال الأمثل لها والاستثمار فيها، بما يضمن حقوق الأجيال القادمة فيها، ويعمل على تنويع مصادر الإنتاج والأنشطة الاقتصادية، ويساهم في دعم التنافسية وتوفير فرص عمل جديدة، والقضاء على الفقر، ويحقق عدالة اجتماعية، مع توفير بيئة نظيفة وصحية وآمنة للإنسان المصري.

وزيرة البيئة ومحافظ القليوبية يضعان حجر أساس المدينة المتكاملة لمعالجة المخلفات وزيرة البيئة: بفضل دعم القيادة السياسية إستطعنا التغلب على تحديات كبيرة بملف المخلفات الصلبة

واستعرضت م. سماح صالح الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، مشيرة أن الهدف الاستراتيجي الثالث منها يتضمن بناء بيئي متكامل ومستدام، عن طريق استدامة الموارد الطبيعية، والإدارة المتكاملة للمخلفات بأنواعها، والمحافظة على التنوع البيولوجي واستدامة النظم الأيكولوجية، ومواجهة تحديات تغير المناخ، مضيفة أن الهدف الاستراتيجي الرابع يتضمن اقتصاد متنوع معرفي تنافسي، يسعى إلى العمل على تحسين الإنتاجية والتنوع والقيمة المضافة، وتحسين مناخ الأعمال ورفع القدرة التنافسية، وزيادة فرص العمل اللائق، إضافة إلى التحول نحو الشمول المالى وتحفيز التصنيع، ومساندة المشروعات المتوسطة والصغيرة، وتحقيق الاستدامة المالية.

كما استعرضت التحديات المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مشيرة إلى أن هناك عدد من الفرص الاستثمارية فى قطاعات واعدة فى عدد من المجالات مثل السياحة البيئية، وتحويل المخلفات إلى طاقة، والنقل المستدام، والطاقة النظيفة، وبدائل المنتجات البلاستيكية، كما استعرضت عدد من المشروعات الوطنية التى تم تنفيذها فى مجالات طاقة الرياح، وتحلية مياه البحر وتوليد الطاقة الشمسية، ومحطات المعالجة الثلاثية، والسياحة البيئية، وتطوير المحميات الطبيعية، ونظم الرى الحديثة وغيرها.

من جانبه استعرض د. كريم مرسي مستشار وزيرة البيئة للقطاع الخاص والإستثمار خلال محاضرته مصادر تمويل المناخ، وفرص للقطاع الخاص القائمة للاستثمار في المشاريع المناخية، وكيفية استفادة هذا القطاع من الاستثمارات المناخية، كما استعرض سوق الكربون والفرص الاستثمارية.

أوضح مرسى أن عملية تمويل المناخ تستخدم لمعالجة تغير المناخ حيث تغطى مجموعة واسعة بدءًا من الحد من انبعاثات غازات الدفيئة (التخفيف) إلى مساعدة الناس والنظم البيئية على التكيف معها، حيث يتضمن التخفيف الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلًا عن تدابير كفاءة استخدام الطاقة لتقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري، كما يشمل تمويل مشاريع حماية الغابات التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، كما يساعد التكيف المجتمعات والبلدان على الاستعداد لآثار تغير المناخ والتعامل معها، مثل ارتفاع منسوب مياه البحر، والظواهر الجوية الأكثر تطرفا، والتغيرات في الإنتاجية الزراعية، ويمكن أن يشمل بناء أسوار بحرية، وأنظمة إنذار مبكر، ومحاصيل مقاومة للجفاف.

وأشار مرسى إلى  أن مصادر التمويل المناخي تأتى من مجموعة متنوعة من المصادر، والتي يتم تصنيفها على نطاق واسع إلى مصادر عامة وخاصة وبديلة، تشمل المؤسسات المتعددة الأطراف تشمل منظمات مثل البنك الدولي، وصندوق المناخ الأخضر، ومرفق البيئة العالمية، التي توجه الأموال من البلدان المتقدمة إلى الدول النامية لمشاريع المناخ، والتعاون الثنائي حيث تقدم الدول المتقدمة بشكل مباشر المنح والقروض والمساعدة الفنية للدول النامية من أجل العمل المناخي، والحكومات الوطنية حيث تخصص الميزانيات المحلية الأموال للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه داخل بلدانها، كما تشمل  المصادر الخاصة المؤسسات المالية التجارية وتقديم البنوك وشركات التأمين وشركات الاستثمار بشكل متزايد القروض والسندات والمنتجات المالية الأخرى للمشاريع الصديقة للمناخ، والشركات والتى تستثمر العديد من الشركات في عملياتها الخاصة لتقليل بصمتها الكربونية وتطوير تقنيات جديدة صديقة للمناخ، وتتضمن المصادر البديلة أسواق الكربون، السندات الخضراء وغيرها.

وأضاف مرسى أنه يمكن للقطاع الخاص الاستثمار في المشاريع المناخية عن طريق الاستثمار المباشر فى مشاريع مثل الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والبنية التحتية المستدامة، والحلول القائمة على الطبيعة، والتقنيات الخضراء كالاستثمار في التقنيات المبتكرة لالتقاط الكربون وتخزينه، وإنتاج الهيدروجين، مشيرًا أنه يمكن الإستثمار أيضا فى المنتجات والخدمات المالية مثل السندات الخضراء عن طريق إصدار أو شراء سندات مخصصة للمشاريع الصديقة للمناخ، والشركات الناشئة التي تعمل على تطوير حلول مناخية تحويلية، كما يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص التعاون مع الحكومات للمشاركة في تمويل مشاريع المناخ والاستفادة من الموارد العامة.

وتابع مرسى أن الاستثمار في الحلول المناخية يفتح الأبواب أمام الأسواق المتنامية للطاقة النظيفة، والبنية التحتية المستدامة، والتكنولوجيات الخضراء، والمنتجات والخدمات القادرة على التكيف مع المناخ، كما يؤدي تنفيذ تدابير كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وبناء بنية تحتية قادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، إلى تخفيضات كبيرة في التكاليف على المدى الطويل، مشيرًا أنه يمكن أيضًا للتقنيات والممارسات الصديقة للمناخ أن تعزز الكفاءة التشغيلية، واستخدام الموارد، والإنتاجية الإجمالية، كما يمكن للتكيف الاستباقي مع المخاطر المناخية أن يخفف من الاضطرابات المكلفة ويضمن استمرارية الأعمال.

وأشار د. كريم مرسي إلى خطة تنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا في مصر حيث تسعى هذه الخطة الطموحة إلى الحصول على نحو 27.6 مليار دولار من استثمارات القطاع الخاص في المشروعات المتوافقة مع المناخ في مختلف القطاعات، مما يوفر فرصًا كبيرة لمؤسسات القطاع الخاص.

كما قام مرسى بإلقاء نظرة عامة على سوق الكربون الطوعي في مصر، وأنواع أرصدة الكربون، مشيرًا إلى أن المشاركة في هذا السوق اختيارية، والشركات تختار طوعًا تعويض انبعاثاتها كجزء من أهداف الاستدامة الخاصة بها.

وأشار مرسى إلى إنشاء وحدة الاستثمار البيئي والمناخي من قبل وزارة البيئة المصرية لجذب الاستثمارات في المبادرات الخضراء فى عدد من المجالات مثل الطاقة المتجددة حيث تهدف مصر إلى تحقيق 42% من حصة الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، ومحطات تحويل المخلفات إلى طاقة حيث يمكن لأشكال الطاقة أن تقدم حلولًا مستدامة، والزراعة المستدامة لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة،إضافة إلى مجال السياحة البيئية حيث توفر الموارد الطبيعية الغنية والتراث الثقافي في مصر إمكانات لتنمية السياحة البيئية، والاقتصاد الحيوي حيث يمكن استبدال الوقود الأحفوري بالموارد البيولوجية المتجددة لخلق مستقبل أكثر استدامة وصديقة للبيئة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزارة البيئة البيئة المناخ الاقتصاد الاخضر إدارة المخلفات الاستثمار البیئی الطاقة المتجددة وزارة البیئة وزیرة البیئة للقطاع الخاص تمویل المناخ الاستثمار فی تغیر المناخ عدد من

إقرأ أيضاً:

خبراء يستعرضون استراتيجية الدول العربية للهيدروجين منخفض الكربون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد المحور الثالث للمؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، نقاشات موسعة حول استراتيجية الدول العربية للهيدروجين منخفض الكربون، أدار المحور الدكتور المهندس ناجي حسين المغربي- رئيس لجنة الطاقة باتحاد المهندسين العرب، وتحدث فيه كل من الدكتور المهندس محمد الصاوي- خبير استراتيجي في الطاقة، والدكتور المهندس طارق الترهوني- رئيس قسم الطاقات المتجددة والمستدامة بجامعة عمر المختار بليبيا ومقرر لجنة الطاقة باتحاد المهندسين، والمهندس محمد الغامدي – المدير العام لخدمات TIC مختبر الطاقة المتجددة – شركة المختبر الخليجي.
خلال مداخلته أكد الدكتور المهندس محمد الصاوي، أن الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الاخضر السبيل لنهضة مصر، وأن استغلال 4% من مساحة مصر في انتاج الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) والهيدروجين الأخضر - يمكنها من إنتاج ما يقرب من 4%من الطاقة المتداولة على مستوى العالم، وأن الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر هما السبيل لخروج مصر من المشاكل الاقتصادية  وما لذلك من تأثير إيجابي على الميزان التجاري للدولة وزيادة الثروة القومية لمصر ورخاءها.
وأوضح "الصاوي" أنه تم تطوير واستخدام خلايا وقود الهيدروجين على مستوى تجاري لاستخدامها في وسائل النقل المختلفة، وأن الهيدروجين يمثل البديل والحل الاستراتيجي المتوفر للبشرية لإنتاج الطاقة النظيفة لما له من مزايا عديدة وفريدة والقدرة في أن يستخدم في كل أنواع التطبيقات المختلفة للطاقة وأي تطبيقات أخرى تتطلب طاقة حرارية.
واختتم "الصاوي" مداخلته بالإشارة إلى أن أوروبا سوف تستورد ما يقارب 46% من مكونات الطاقة الأساسية كهيدروجين من شمال افريقيا بحلول عام 2050، وأن تصدير الهيدروجين عن طريق الأنابيب أقل تكلفة من 10 إلى 20 مرة من نقل كمية طاقة كهربائية مكافئة عن طريق الكابلات، وأن بناء بنية أساسية جديدة لتداول للهيدروجين أقل تكلفة من 10 إلى 20 مرة من بناء بنية أساسية للكهرباء لتداول كمية مكافئة من الطاقة الكهربائية.
فيما استعرض الدكتور المهندس طارق الترهوني- رئيس قسم الطاقات المتجددة والمستدامة بجامعة عمر المختار بليبيا ومقرر لجنة الطاقة باتحاد المهندسين العرب "استخدام تقنيات الطاقات المتجددة في إنتاج الهيدروجين" حيث تناول إنتاج الهيدروجين الأخضر من فضلات القمامة التي تحتوي على عنصر الكربون وذلك باستخدام "(MCFC) فيول سيل"، وحصلت هذه الورقة على أفضل ورقة على مستوى العالم عام 2014، وتم نقل هذه الطريقة إلى ليبيا وحصلت على جائزة ليبيا للابتكار 2021، حيث تم استخدام ماكينة DFC فيها لإنتاج الكهرباء والهيدروجين والحرارة.
وأشار الترهوني إلى أنه قد تم استخدام الهيدروجين في عدة مجالات من أهمها النقل والاستخدام الشخصي وكذلك تقليل أوجه الإنفاق في الكهرباء إلى حوالي 27% من إجمالي الصرف.
واختتمت جلسات المحور الثالث للمؤتمر بمداخلة للمهندس محمد الغامدي– المدير العام لخدمات TIC مختبر الطاقة المتجددة – شركة المختبر الخليجي، تحت عنوان "موثوقية واستدامة مكونات محطات الطاقة الشمسية: استعراض تأثير درجات الحرارة المرتفعة"، ألقى الضوء فيها على قصة نجاح أحد المشاريع في الوطن العربي لاختبار أنظمة الطاقة المتجددة وهو "المختبر الخليجي"، وتسليط الضوء على الخدمات التي يقدمها، مستعرضا في جولة سريعة كيفية اختبار أنظمة الطاقة الشمسية، موضحا أن المختبر يقدم  خدمات الاختبار والفحص والشهادات وكذلك الاستشارات بما يتوائم مع أفضل الممارسات العالمية.

1000082028 1000082027 1000082026 1000082025

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تتابع تنفيذ مشروعي "الملاذ الآمن للحياة البرية" بوادي الريان وإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون
  • وزيرة البيئة تتابع مشروع إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون
  • وزيرة البيئة تؤكد ضرورة تعزيز مشاركة القطاع الخاص في المحميات الطبيعية
  • أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تنسحب من اتفاقية المناخ
  • الصين تدعو إلى تعزيز التعددية والتنمية الشاملة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس
  • خبير بيئي: برنامج الصناعات الخضراء المستدامة يحد من آثار تغير المناخ
  • «التوطين»: 12.7% نسبة الوظائف الخضراء في الإمارات
  • حبوب اللقاح تروي قصة مناخ ليبيا الفريد
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة رعي بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • خبراء يستعرضون استراتيجية الدول العربية للهيدروجين منخفض الكربون