عربي21:
2024-11-27@14:13:39 GMT

ومن غزة أيضا.. يبدأ تغيير الواقع

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

المشهد في غزة غريب وعجيب، ففي غزة كما يرى العالم تُقصف البيوت وتسقط على سكانها، وتُحرق الدبابة ميركافا" وناقلات الجنود، والانفجارات تطال كل شيء المخابز والمدارس والمستشفيات ومحطات الوقود وخزانات المياه، وحتى حضانات الأطفال تتوقف عن العمل.

إنه مشهد لا يخضع لمنطق العقل، ولا لقوانين الحرب، ولا لقواعد العلم والأخلاق، ولا لضوابط الحضارة والإنسانية، إنه مشهد تشترك في صناعته وصياغته قوتان متناقضتان:

القوة الأولى: قوة همجية وبربرية متفلتة من أي ضوابط، تمارس المذابح والإبادة الجماعية، وقد تعودت على حروب خاطفة تقضي فيها على عدد من الدول في أيام معدودة، فتحطم قدرتها العسكرية وتحتل أرضها، ثم تشرب نَخب البطولة وتحتفل بالانتصارات.

وفي هذه الحرب بالذات وبشكل واضح تساعدها عدد من الدول الكبرى؛ تفتح مخازنها وكل مواردها لتمويل تلك الحرب على غزة، مستهينة بكل القوانين، ومحمية بفيتو الكبار الذين يمارسون القتل بـ"شياكة" -مباشرة أو بالقرار- وهم يجلسون في مقاعد مجلس الأمن ويرتدون حلة أنيقة وربطة عنق من نوع فاخر، بينما يصنفون من يعارضهم أو يعترض عليه بأنهم إرهابيون.

القوة الثانية: هي إرادة شعب يعاني من الاحتلال أكثر من سبعين سنة، يقاوم هذا الجيش بصمود وقدرة هائلة على امتصاص الكوارث بثبات وإصرار على البقاء في أرضه ورفض التهجير القسري.

ومع الفارق الهائل في الإمكانيات والتدريبات والتكنولوجيا والسمعة العالمية يدخل نفس الجيش المحتل في حرب داخل مدينة غزة، استمرت حتى الآن لأكثر من مئة وأربعين يوما، والعدو المحتل يعتمد أقسى وأفظع أنواع الإبادة الجماعية كأول سلاح في كسر الإرادة وتحقيق الهزيمة النفسية لعدوه، بحثا عن انتصار وهمي، يغطي به هزيمته، فإذا به في غزة يواجَه بإصرار متألق يعلو فوق الجراح ويسمو فوق الآلام، ويواجِه حالة الفقد للأهل والأحبة بسلام نفسي قَل أن تجده إلا في غزة، فتسمع الدنيا من الشعب الأعزل عبارات أيقظت ضمير العالم، وخطفت سمع سكان الأرض وأبصارهم، وأبكت عيون الكثيرين في كل الدنيا رجالا ونساء. وكان للنغم الطاهر الذي يتردد على ألسنتهم في تلك العبارات سحر جديد دفع غير المسلمين إلى البحث عن معنى تلك الكلمات: "الحمد لله"، "إنا لله وإنا إليه راجعون"، "نلتقي في الجنة"، "كلنا مشروع شهادة"، ومن ثم تفجرت أيضا ينابيع الوعي من عمق المأساة في غزة.

وتعجب الجميع وتساءلوا:

أي نوع من الناس هؤلاء؟

هل هم من سكان الأرض؟

من أين جاءوا بكل هذه القوة وهذا الثبات؟

ولماذا تقصف إسرائيل هؤلاء وتحتل أرضهم وتجرف مزارعهم وتدمر مساكنهم؟

ولماذا تصر إسرائيل على إذلالهم وسحقهم وقتلهم؟

ولماذا أيضا يصمت العالم على جريمة المحتل الغاصب؟

وبدأت دورة الوعي الجديد تسري في العقول والوجدان سريان الضوء والسنا في الليل الطويل المعتكر.

ورأت الدنيا كلها وشاهد العالم في صمود نساء غزة وأطفالها انتصار الإرادة، حتى وإن دُمرت البيوت وقصفت المدارس، والكنائس، والمساجد، والمستشفيات.

الأبطال الصغار أطفال غزة يعيدون للوجود الأمل بعد يأس طويل، ويستعيدون مهابة الإنسان في دنياه، وكأن الزمن قد قفز بهم وتجاوز بوجودهم عصور الوهن وقلة الحيلة والهوان والاستضعاف، فتسمعهم يرددون ببساطتهم وتلقائيتهم: "سنعود لبيوتنا المدمرة، وسنجلس على الحطام، وسنبقى على الأرض لأنها أرضنا، ولن نغادرها مهما فعلوا بنا".

وأمام هذه القوة المدمرة والمزودة بأحدث أساليب الفتك والقتل والأرض المحروقة، ومع طول أمد الحرب، كان صمود شعب غزة أمام كل تلك المذابح سببا في إزالة الغشاوة عن عيون شعوب العالم ليرى الصورة على حقيقتها، حيث أشلاء الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين العزل تتناثر في الشوارع وبين الركام، فأزالت تلك الصور عن وجه المحتل مساحيق الماكياج الإعلامي ومصانع الخداع والكذب.

وبذات الأسباب كان أهل غزة سببا في تحريك عقل المواطن الغربي ومعه كل شعوب الدنيا لتستعيد يقظة ضميرها الإنساني وتستفيق من خداع استمر لأكثر من نصف قرن، فاستردت الدنيا وعيها المسروق، وكأن قدر أهل غزة ومهمتهم خلال مئة وأربعين يوما وتزيد قليلا أن يعيدوا للدنيا بتضحياتهم العظيمة وعيها المفقود، ويردوا للزمن اعتباره، وللعروبة شرفها الشارد الضال، ويشيّدوا من جديد بنيان الإنسانية الذي تهدّم بالخوف من غرور القوة وصلافة الاستبداد ووحشية الغابة حين يمتلك حيوانها الضال أدوات الفتك والقتل والتدمير.

ولأول مرة في تاريخ الكون يشعر الرأي العام العالمي أنه كان يتناول معلومات مغلوطة، وأنه كان أسيرا معصوب العينين معزول الوجدان، خاضعا لما تمليه عليه مصانع الكذب ومراكز الخداع، ليظل مخدرا وتحت السيطرة الكاملة للصوص الحضارة وتجار الحروب وسرّاق أحلام الشعوب.

وبذلك الصمود أحيت غزة ليل الأحرار وبددت ظلامهم، وأعادت إليهم إحساسا جديدا بالحياة كان قد غاب عن الناس وافتقدوه تحت وطأة الخنوع والخضوع، والتطبيع مع الواقع اليائس والبائس، وكأن قدر الأحرار أن يعيشوا مقهورين أبدا، ومحبطين أبدا، ولا سبيل لهم إلى الحرية والكرامة والعزة أبدا.

ولأكثر من مئة وأربعين يوما وكل أهل غزة كانوا وما زالوا الظهير والسند الشعبي والرصيد الحضاري لإرادة قررت في إصرار إحياء القضية وبعثها من جديد، بعد أن خطط البعض لتصبح ذكرى أليمة، لا يملك أصحابها غير البكاء على أطلالها.

أكثر من مئة وأربعين يوما وأهل غزة يثبتون للوجود بتضحياتهم أن الإرادة لا تهزم، وأن الرجولة في الأمة لن تموت، ربما تدخل في غيبوبة لبعض الوقت فتغيب عن المشهد الحضاري، ولكنها لن تموت، وأن من يعيشون في الحصار هم الأحرار حقا.

ثم كانت قصة الأسرى.. وما أدراك ما الأسرى! الأسرى الذين أطلقت المقاومة سراحهم أثبتوا للعالم كذب دولتهم..

ولأكثر من مئة وأربعين يوما وصمود غزة يكشف عوار المجتمع الدولي وقد أضحى مجروحا في عدالته ومفضوحا في تحيّزه.

والفضيحة الأكثر والأكبر هي فضيحة بعض الأنظمة العربية حين تخلت عن غزة، بينما قامت جنوب أفريقيا بما كان يجب أن يقوم به العرب، فتأكد لكل شعوب المنطقة حجم خيانة بعض حكامهم وتواطئهم.

ولم تعد تصريحات الاستهلاك المحلي بالشجب والإدانة كافية لستر فضائحهم ورغبتهم لدى العدو بالتخلص من الغريم السياسي في غزة، ولو اقتضى الأمر إبادة كل أهلها.

وتساءل الناس في استغراب وذهول:

هل صحيح أن أصلكم عربي؟

وأن شخوصكم أعراب في الجنس والدم واللسان؟

من أي أبناء العُرْب أنتم وقد لوّثتم تاريخ العروبة ومرّغتم أنفها في أوحال العار؟

وسيقول التاريخ كلمته فيمن تآمروا على غزة وموّلوا حملة العدو ضدهم، وستلعنهم ألسنة الناس في كل جيل، وسينظر إليهم أبناؤهم وأحفادهم مستنكرين:

لماذا جلبتم لنا العار وكنتم رمزا للخسة حين كُنْتُمْ عونا للعدو على إخوتنا؟!

لماذا تكرهون الشرفاء وتتآمرون عليهم؟

لماذا ساهمتم بأموالكم في هدم البيوت ويتم الأطفال وصرخات الثكالى؟

لماذا كان إصراركم على الخيانة وكان يمكنكم أن تكونوا شرفاء؟

من أجل ماذا تستمطرون على أنفسكم لعنة الناس وغضب السماء وبراءة الله ورسوله منكم؟

أي شيء في دنياكم يغسل كل هذا العار؟

وكم من الأموال وخزائن النفط تكفي لستر تلك الفضيحة؟

وبأي وجه تعيشون بين البشر إن كانت أخراكم ليست في الحسبان وهي جد قريبة وقادمة لا محالة؟

في غزة ليس التاريخ فقط هو الذي تعاد صياغته، بل البطولة والإنسان والجغرافيا أيضا.

غزة يكتب عنها التاريخ ليسجل أكبر فضيحة لقادة الغرب ومراكز القرار فيه، وهم يرون صنيعتهم إسرائيل تمارس إبادة جماعية بآلة الحرب التي قدمها لها الغرب وبلا ثمن.

الحضارة الحديثة ستقف في حالة من الخزي والعار أمام ما يحدث حين سكت قادتها ولم ينطقوا ببنت شفة، وهم يرون بنك الأهداف الإسرائيلية يستهدف الأطفال والأمهات والمدنيين الذين لا ذنب لهم.

غزة بعدد شهدائها، وحجم البيوت التي تهدمت فيها، والدماء الزكية التي أريقت على أرضها؛ تنتصر وتنهزم الأنظمة العربية، وترتفع ويسقط أغلب القادة العرب، وتشمخ بإباء وكرامة رغم الآلام والجراح، بينما كل خصومها من الصهاينة في العواصم العربية يلحقهم العار، ويلعنهم الناس والأشياء.

كل الشرفاء في الوطن، وكل الشرفاء في العالم، ومعهم شعب غزة؛ يدركون أن هناك من باعوها لتبقى عروشهم، وخذلوا شعبها ليبقوا هم فوق صدور الشعوب، وأسلموا أطفالها لمحرقة حليفه.

غزة استطاعت أن تصمد لأكثر من مئة وأربعين يوما أمام حملات الإبادة والاستئصال، لكن المؤامرة كبيرة وبحجم دين وطن، وستحدث مذابح وبالملايين، وسيعاد رسم خريطة المنطقة برمتها من جديد وفق رؤية الذين يستعملون إسرائيل رأس حربة لتنفيذ مخططهم في مجتمع "المليار الذهبي"، ومن ثم فهناك دول ستختفي من الوجود، وأخرى يعاد تقسيمها، فهل ستصمد فلسطين وحدها أمام الخيانات؟ أم تتحرك الشعوب لتكسر السكين قبل أن تجري على عنق الضحايا؟

حفظ الله غزة وأهلها من شر سماسرة السياسة الذين يبيعون أوطانهم ويفرضون عليها الهزائم والذل، ويسوقون للتطبيع ولقبول خطط العدو على أنها المخرج والملاذ الآمن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال غزة الاحتلال جرائم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

آفاق التحالفات الإقليمية المقبلة

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

 

مُنذُ بَدء عملية "طوفان الأقصى" تنامى اعتقادٌ لدى بعض النخب الثقافية العربية بأن الموقف من الحرب العدوانية الإرهابية على الشعب الفلسطيني وبقية محور المقاومة، قد أفرز تيارين واضحين في الأمتين العربية والإسلامية، ويعتقد هؤلاء أنهما سيؤسسان قواعد سياسية جديدة لمجمل التحالفات الاستراتيجية المقبلة في عموم منطقة الشرق الأوسط كلها.

مدى دقة هذه التقديرات في رصد المتغيرات القادمة انطلاقًا من المعطيات القائمة هو ما سنحاول تسليط الضوء عليه، عبر التذكير بطبيعة البُنى الاقتصادية والاجتماعية التي تُحدِّد بشكل عام المسارات الأساسية في رسم التوجهات السياسية؛ سواءً في اللحظة الراهنة أو المستقبلية، دون إهمال البُعد الآيديولوجي في الاصطفافات السياسية المرحلية. وإذا أُخِذَت هذه الحيثيات في الاعتبار، لن يبقى من تلك التطلعات سوى النزعات المثالية والانتهازية، التي تُستخدم لتمويه التناقضات، ولا ريب أن إعطاء مثل هذه القضايا الأهمية التي تستحق قد يُسَهِّل استشراف الأفق القادم، وممكناته على كافة الصعد السياسية والتحالفية وغيرها. وبطبيعة الحال، فإن الظروف الاستثنائية وما يرافقها من إرهاصات قادرة على أن تُداعِب أحلامًا خيالية، جُلُّها تنطلق من فرضية ترى أن ترتيب الواقع نظريًا يُمكن من ترتيبه واقعيًا! غير أن وقائع الحياة العملية تدحض باستمرار مثل هذه التصورات القائمة على توليفات غير متناسقة شكلًا ومضمونًا، والتي تساهم في ستر الحقائق المُستوحَاة من التجربة التاريخية.

لن يحتاج المرء للكثير من الاجتهادات الفكرية لرؤية الأمور كما تجري من الناحية الفعلية، التي لم يطرأ عليها إلى الآن تغيير جدي في الرؤى والمواقف الآيديولوجية السابقة؛ فما زالت جميع الأطراف الفاعلة سلبًا وإيجابًا ترى في اللحظة الراهنة لحظة عابرة وتحالفاتها مؤقتة؛ الأمر الذي يجعل التمسُّك بالثوابت التقليدية- بصرف النظر عن مدى صحتها- أمرًا قائمًا. ومن يتتبع الخطاب السياسي والإعلامي يلحظ ذلك بيُسرٍ، وهذا في حد ذاته مؤشر أولي على ثبات القناعات الفكرية والسياسية التاريخية، باعتباره انعاكسًا لثبات المواقع الطبقية والتناقضات التاريخية، وأن أي جهد يسعى لتحري الحقيقة خلف الستار الكثيف من التلميحات والتصريحات المتناقضة، وعليه أن يُعطي المرتكزات المادية والفكرية، الأوليةَ، بحيث لا يغيب طغيان ركائز آيديولوجية راسخة قائمة على احتكار الحقيقة، وإكسابها الطابع الكُلي غير القابل للمراجعة والنقد العلمي، والتي تحمل في ذاتها ميكانيزمات تستبعد التقاطعات الاستراتيجية البعيدة.

هذا المدخل بخطوطه العامة قد يحمل في داخله مسارًا آخرَ صاعدًا، لم يأخذ مداه داخل الواقع الخاص لكل حالة، وهو بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى تتضح معالمه بشكل كافٍ. وربما هذا أحد مكامن حذر القاعدة الجماهيرية العربية التي ما زالت- رغم عنف الصراع وتفاعلاته- تعيش تناقضًا حادًا بين الانحياز المُطلق لنهج تُعِدُهُ وسيلةً للخلاص من السيطرة الاستعمارية الكولونيالية، وبين الأطر القائمة التي لا تُشكِّل وجودَها حالة اطمئنان كافية. وبتناقضاتها تلك يتجلى وعي جدلي مُركَّب يستمد مشروعيته من مخزون نظري وعملي مُتجذِّر في تُربة الواقع الاجتماعي، ويتمظهر بين قُطبي المقاومة والتغيير الاجتماعي؛ كخيار استراتيجي وبين الضمانات التي يجب أن تصُب في مصلحتها اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وفكريًا. ولا ضير من الاعتراف بأن مبعث تردُّدِها هو الإحساس الغامض بأنَّ كل ما هو مطلوب منها يُراد به تكريس خياراتٍ ما زال حولها جدل فلسفي وفكري وسياسي، ولم يُشكِّل يومًا عنصرَ إجماعٍ، لا في جانبه الفكري والفقهي، ولا في جانبه السياسي والتنظيمي؛ وهي معضلة بحاجة إلى الكثير من الممارسات النزيهة حتى تأخذ حيِّزها المُستَقِر في العقل والوجدان؛ بعيدًا عن توظيف الدواعي الآنية في بوتقة نعرات الماضي القاتلة.

ولعل المسألة الجوهرية في صياغة التحالفات القادمة، تتوقف بالدرجة الأولى على دور الأمة العربية في تجاوز الإخفاقات ولَمْلَمَة أوضاعها الذاتية والاعتراف بالهزيمة كمعطى موضوعي، وما نتج عنها من تِيهٍ، جعلها عرضةً للانتهاكات المزدوجة، وهو أمر طبيعي في ظل تفشي المشاريع القُطرية التي تتطلب ظهيرًا خارجيًا من ناحية، واستغلال المشروع الإمبريالي والصهيوني للحالة المتردية لبسط سيطرته المطلقة من ناحية أخرى. وما بينهما من حركة موازية للمشاريع الإقليمية الخاصة، وكلها تدور رحاها في فضاء الجغرافيا العربية المُنهكة بالحروب العبثية، بحيث لا تستطيع التحالفات المُجزَّأة صدها، مهما كانت مبررات اللحظة الراهنة؛ الأمر الذي يفرض ضرورة وأهمية إعادة الاعتبار للمشروع القومي، كإطار وَحْدَوِيٍ جامعٍ، وانتشالِ ما تبقى من شتات عوالم التقسيم الاستعماري بكل صعوباته وتعقيداته، وإطلاق الفعالية الفكرية والنقد الحُر الذي يطال الماضي والحاضر، دون محاذير مُسبَقة، حتى يُبحر العقل طليقًا في عالم المعرفة والحقائق العلمية والتحرر من التعصب البدائي الأعمى.

وعلى ضوء حركة الجدل بين الواقع والفكر، سيتضح مدى المساحات المشتركة مع الذات والآخر، بكافة أبعادها الإقليمية والدولية، ثم يأتي العمل السياسي ليؤطِّر حصيلة الإنتاج المعرفي، والاحتكام لشروط الزمان والمكان، وفق صيغ ومقاربات نيِّرة، تُفرزها عملية الجدل الموضوعي ومُتطلبات الواقع واستحقاقاته.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محمد عبده لـ "الفجر الفني": ردود أفعال "رقم سري" مُرضية.. والمسرح أمتع حاجة في الدنيا (خاص)
  • كاتس أيضاً إلى المحكمة الجنائية الدولية
  • عمرو سعد يبدأ تصوير مسلسله الجديد «سيد الناس»
  • دراما رمضان 2025.. أحمد رزق يبدأ تصوير مسلسل «سيد الناس»
  • أحمد رزق يبدأ اليوم تصوير مسلسل سيد الناس رمضان 2025
  • مسلسلات رمضان 2025.. عمرو سعد يبدأ تصوير أولى مشاهد «سيد الناس»
  • على الدين سلامة يبدأ استعداداته لبطولة الملك حمد الدولية للجولف بالبحرين
  • «اللهم اكفني شر الدنيا وما فيها».. دعاء الصباح اليوم الإثنين 25-11-2024
  • الشتاء قادم في أوروبا.. وتقلب أسعار الطاقة آت أيضا
  • آفاق التحالفات الإقليمية المقبلة