"تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية".. كتاب جدبد للاب يعقوب الفرنسسكانى
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
اصدرت منشورات الفرنسيسكان كتاب "تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية" للأب يعقوب شحاته الفرنسيسكاني .
يتناول الكتاب المسيرة التاريخية لطائفة الاقباط الكاثوليك فى 248 صفحة، يبدأ الكتاب بالحديث عن أحوال مصر قبل انتشار المسيحية بها، وكيفية ذلك الانتشار، والبدايات المبكرة للكنيسة المصرية.
ويركز الكتاب على المسألة الخاصة بطبيعة السيد المسيح والجدل الذي دار حولها، ومجمع خلقيدونية الذي ناقش تلك المسألة والنتائج التي ترتبت عليه من انقسام الكنيسة المصرية إلى كنيسنين: الكنيسة المونوفيزية أو اليعقوبية (الأقباط الأرثوذكس حاليا)، والكنيسة الخلقيدونية أو الملكية (وتمثلها اليوم كنيسة الروم الأرثوذكس بالإسكندرية)وتناول الكتاب تلك الفترة التي اتسمت بالصراع بينهما، ومحاولات التوفيق بينهما من قبل الأباطرة البيزنطيين، حتى مجئ العرب واستيلائهم على مصر، لتتغير الأحوال تمامًا.
تناولت الفصول اللاحقة محاولات الكنيسة الرومانية العديدة لعودة الوحدة بينها وبين كنائس مصر.
بعد ذلك يأتي الحديث عن ارساليات الفرنسيسكان واليسوعيين والدور الذي قاما به في حياة الكنيسة. ويلي ذلك الفصل الذي تناول تأسيس الرئاسة الكنسية للأقباط الكاثوليك سنة 1741، والأشخاص الذي تناوبوا على رئاستها.
يتناول الفصل الخامس من الكتاب قرار البابا ليون الثاني عشر سنة 1824 بتأسيس بطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك والدوافع والأحداث التي أدت لصدور هذا القرار الذي لم يتم تفعيله على أرض الواقع.
كان هدف باباوات روما من تأسيس الكنيسة القبطية الكاثوليكية، أن تستعيد الكنيسة المصرية دورها الرائد الذي غابت عنه منذ انفصلت عن الكنيسة الجامعة بعد مجمع خلقيدونية، وأن تعود لتقدم مساهماتها في إطار وحدتها، وأن تُبرز لجميع الشعوب التي تمثل الكنيسة الجامعة ذلك التراث الروحي والتعليمي والأخلاقي الذي تميزت به كنيسة مصر في القرون الأولى للمسيحية.
الفصل السادس يدور حول الدور المحوري الذي قام به البابا ليون الثالث عشر في نهضة الكنيسة القبطية الكاثوليكية، وقراره بإنشاء بطريركية الأقباط الكاثوليك من ثلاث أيبارشيات هي القاهرة والمنيا وطيبو (الأقصر) ثم اختيار الأنبا كيرلس مقار كأول بطريرك عليها، ودوره بمساعدة البابا ليون في تعظيم شأن بطريركية الأقباط الكاثوليك، من نواحي كثيرة.
ويأتي الحديث عن المحنة التي ألمت بالكنيسة القبطية الكاثوليكية بعد وفاة البابا ليون الثالث عشر، والصراعات التي اندلعت في داخلها والتي أدت حتميا لإقالة البطريرك مقار سنة 1908، والفترة العصيبة التي مرت بها الطائفة من جرّاء تلك الأحداث الأليمة.
في الفصل قبل الأخير يدور الحديث عن عودة المنصب البطريركي للكنيسة بعد نحو أربعين عاما، وتولي المنصب الأنبا مرقس خزام، ومسيرة النهضة التي بدأت تدب في عروقها بعد استتباب الأمور بها، وتناول الحديث أثناء الشخصيات الرئيسية التي قادت مسيرتها تلك.
في الفصل الأخير تناول الحديث الوضع الحالي لبطريركية الأقباط الكاثوليك، والإيبارشيات المكونة لها، وسلسلة البطاركة والأساقفة منذ بدء إنشائها حتى يومنا الحالي، والأنشطة المختلفة التي تقوم بها، والمؤسسات المرتبطة فيها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الکنیسة القبطیة الکاثولیکیة الحدیث عن
إقرأ أيضاً:
الثقافة تصدر «كل النهايات حزينة» لـ "عزمي عبد الوهاب" بهيئة الكتاب
صدر حديثا عن وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «كل النهايات حزينة» للكاتب عزمي عبد الوهاب.
ويتناول الكتاب، اللحظات الأخيرة في حياة أبرز الكتاب والمبدعين في الأدب الإنساني، من بينهم دانتي أليجييري، أنطونيو جرامشي، وفولتير، ولودفيك فتجنشتاين، وصادق هدايت، وأوسكار ويلد، وراينر نعمت مختار، وجويس منصور، وجورجيا آمادو، وثيربانتس، وغيرهم.
ويقول عزمي عبد الوهاب في تقديمه للكتاب: «ظللت مشغولاً بالنهايات لسنوات طويلة، لكن بداية أو مستهل كتاب "مذاهب غريبة" للكاتب الكبير كامل زهيري كان لها شأن آخر معي، فحين قرأت الفقرة الأولى في هذا الكتاب، تركته جانبا، لم أجرؤ على الاقتراب منه مرة أخرى، وكأن هذه الفقرة كانت كفيلة بإشباع رغبتي في القراءة آنذاك، أو كأنها تمتلك مفاتيح السحر، للدرجة التي جعلتني أتمنى أن أكتب كتابا شبيها بـ"مذاهب غريبة".
تذكرت على الفور أوائل القراءات التي ارتبطت بكتاب محمد حسين هيكل "تراجم مصرية وغربية" وبعدها ظلت قراءة المذكرات والذكريات تلقى هوى كبيرا لدي، كنت في ذلك الوقت لم أصدر كتابًا واحدًا، لكن ظلت تلك الأمنية أو الفكرة هاجسا، يطاردني لسنوات، إلى أن تراكم لدي من أثر القراءة كثير من مواقف النهايات، التي تتوافر فيها شروط درامية ما، وكلها يخص كتابا غربيًا؛ لأن حياة الأغلبية العظمى من كتابنا ومثقفينا تدفع إلى حافة السأم والتكرار والملل.
إنها حياة تخلو من المغامرة التي تصل حد الشطط، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الثقافة العربية، التي تميل إلى التحفظ، وربما أن تلك الثقافة لم تكشف لي غرائب النهايات، هناك استثناءات بالطبع، شأن أية ظواهر في العالم، قد يكون الشاعر والمسرحي نجيب سرور مثالا لتلك الحياة المتوترة لإنسان عاش على حافة الخطر طوال الوقت، حتى وصل إلى ذروة الجنون، لكن دراما "نجيب سرور" مرتبطة بأسماء كبيرة وشخصيات مؤثرة، تنتمي إلى ثقافة: "اذكروا محاسن موتاكم" حتى لو كانت لعنة نجيب سرور ظلت تطارد ابنه من بعده، فقد مات غريبا في الهند مثلما عاش أبوه غريبا في مصر وروسيا والمجر».
ويضيف عبد الوهاب: « يمكن أن أسوق أسماء قديمة مثل "أبي حيان التوحيدي" الذي أحرق كتبه قبل موته، أو ذلك الكاتب الذي أغرق كتبه بالمياه، في إشارة دالة إلى تنصله مما كتب، أو ذلك الكاتب الذي أوصى بأن تدفن كتبه معه، وإذا كان الموت هو أعلى مراحل المأساة، فهناك بالطبع شعراء وكتاب عرب فقدوا حياتهم، بهذه الطريقة المأساوية كالانتحار ، مثل الشاعر السوداني "أبو ذكري" الذي ألقى بجسده من فوق إحدى البنايات، أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، والشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي أطلق الرصاص على رأسه في شرفة منزله، والروائي الأردني "تيسير سبول" الذي مات منتحرا بعد أن عاش فترة حرجة من عام ١٩٣٩ إلى ۱۹۷۳م.
لكن المختفي من جبل الجليد في تلك الحكايات، أكبر مما يبدو لنا على سطح الماء، خذ على سبيل المثال "خليل حاوي" فقد أشيع في البداية أن الرصاصات، التي أطلقها على رأسه، كانت إعلانًا للغضب، ومن ثم الاحتجاج على الصمت العربي المهين، إزاء اقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ومن ثم حصار بيروت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وفيما بعد، حين استفاق البعض من صدمة الحدث، قيل إن ما جرى كان نتاج علاقة حب معقدة، دفعت بالشاعر إلى معانقة يأسه والانتحار، فهل كان انتحار الروائي الأردني "تيسير سبول" صاحب أنت منذ اليوم أيضًا احتجاجا على ما جرى في العام ١٩٦٧ م ؟
ربما يوجد كثير من النماذج، لكن تظل الأسماء الغربية الكبيرة، قادرة على إثارة الدهشة كما يقال، ونحن دائما مشغولون بالحكاية أكثر من المنجز، وكأن هذا من سمات ثقافتنا العربية، فالاسم الكبير تصنعه الحياة الغريبة لا الإنتاج الأدبي.
ومع ذلك يمكننا أن نتوقف أمام اسم كبير مثل "إدجار آلان بو" وكيف كان آخر مشهد له في الحياة، فهو أحد الكتاب الذين غادروا الحياة سريعا، وحين مات وجدوه في حالة مزرية، يرتدي ملابس لا تخصه، وحين تعرف عليه أحد الصحفيين، نقله إلى المستشفى، ومات وحيدا، بعد أربعة أيام، في السابع من أكتوبر عام ١٨٤٩م، ولم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف».