أجمع محللون وخبراء على أن المنطقة مرشحة لجميع الاحتمالات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتطورات في البحر الأحمر، فضلا عن عدم إمكانية التنبؤ بقرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

يقول الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إن عسكرة البحر الأحمر بالأساطيل الغربية والأميركية تجعل المنطقة ساحة خصبة للتوتر الشديد، "وقد تصاب إحدى السفن العسكرية"، في ظل عدم القدرة على تقدير حجم القدرات الحوثية.

 

ويضيف مكي -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن الحلول الحالية ترقيعية لكونها مجرد محاولات لصد ضربات مستمرة من دون القدرة على تدمير المنصات أو منع الهجمات، علاوة على عدم رغبة واشنطن في شن حرب.

 

ويخلص إلى أن حرب غزة مرشحة للتصاعد "وقد يتورط الجميع بأزمة الشرق الأوسط، وقد تندلع حرب شاملة تتورط فيها دول كبرى، من بينها أوروبا الغربية".

 

وينبه إلى أن واشنطن منخرطة بالحرب وقرار شنها كان بالاتفاق بينها هي وعواصم غربية مع تل أبيب "لتصفية المنطقة من الجماعات المسلحة بسبب وجود مشاريع تطبيعية مستقبلية تدمج إسرائيل بالشرق الأوسط كدولة قائدة".

 

وحسب مكي، لم يطالب أي مسؤول أميركي بوقف دائم لإطلاق النار، بل طالبوا بهدنة إنسانية مؤقتة، مع تأكيد ضرورة هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفا أن واشنطن وعواصم غربية تدعم إسرائيل دبلوماسيا وعسكريا وإعلاميا.

 

كل الاحتمالات مفتوحة

 

بدوره، يؤكد الباحث المختص بالقضايا الإقليمية محمد صالح صدقيان أن المشكلة في استمرار العدوان على غزة والتهديد باجتياح رفح، وليست في الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون؛ "فما يحدث بالبحر الأحمر وباب المندب انعكاس لما يحدث في غزة".

 

ويضيف صدقيان أن الإيرانيين حذروا من فتح جبهات جديدة بعد أكثر من شهر لاندلاع حرب غزة، "وقد تفتح جبهات أخرى جديدة، لأن طهران لا يمكن أن تسيطر على أفعال حلفائها".

 

ويصف من ينظر لأزمة البحر الأحمر بعيدا عن حرب غزة بأنه غير واقعي، مستدلا بحديث الحوثيين أنهم سيتوقفون عن شن هجمات ضد السفن المتجهة لإسرائيل إذا توقف العدوان على غزة.

 

ويلفت صدقيان إلى أن نتنياهو لم يحقق أهدافه الإستراتيجية، وقد يقدم على حماقة من نوع معين خارج فلسطين المحتلة، ويؤكد أن كل الاحتمالات مفتوحة حول الطريقة التي ستنتهي بها الحرب الحالية.

 

ويزيد أنه بعد 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تولدت قراءة إيرانية بعدم توسيع نطاق الحرب، حيث عملت طهران على تنفيذ هذه القراءة، لأن نتنياهو يريد استدراج الأميركان والإيرانيين إلى صدام.

 

"تشتيت للانتباه"

 

من جانبه، يرى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس أن الحوثيين استهدفوا خط ملاحة دوليا وحولوه إلى صراع ضمن أجندة إقليمية، مضيفا أن آلاف السفن اضطرت لتحويل مسارها لرأس الرجاء الصالح، مما ضغط على التجارة الدولية.

 

وينبه إلى أن الحوثيين استهدفوا 25 سفينة، بعضها ليست لها علاقة بإسرائيل، مما دفع 25 دولة لتشكيل ائتلاف لحماية السفن والشركات التجارية، معتقدا أن ما يحدث تشتيت للانتباه ويساعد الإسرائيليين، وليس الفلسطينيين.

 

ويؤمن بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملون من أجل السلام باليمن، ولكن الحوثيين لا يودون ذلك، واستهدفوا السفن التي ليست لها علاقة بإسرائيل وأخذوا بحارة رهائن.

 

وحول تصويت مجلس الأمن الأخير ضد مشروع قرار جزائري بشأن وقف إطلاق النار بغزة، يرى لورانس أن واشنطن مخطئة باستخدام الفيتو وكان عليها ألا تستخدم حق النقض، لكنه أشار إلى ما سماها "لعبة دبلوماسية بمجلس الأمن"، قبل أن يضيف أنه كان يجب على الجزائريين التواصل مع واشنطن مثلما فعل الإماراتيون سابقا.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء إقالة غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي؟.. خبراء يجيبون

في خطوة اعتبرت تصعيدًا جديدًا في السياسة الإسرائيلية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا له.

من جانبها قالت الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إن هذه الخطوة تعكس الخلافات المتزايدة حول إدارة الحرب على غزة، التي اندلعت منذ 7 أكتوبر، والتي يبدو أنها مستمرة لسنوات قادمة وسط ضغوط من قادة اليمين المتشدد، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لدفع نتنياهو نحو إعادة الاستيطان في غزة كما كان قبل خطة فك الارتباط.

صفقة تبادل الأسرى والتوجهات المتشددة

أوضحت فوزي في تصريحات خاصة لـ  "الفجر" أن إقالة غالانت جاءت أيضًا بسبب تباينات حول صفقة تبادل الأسرى، حيث يسعى نتنياهو لتأخير أي مقترحات في هذا الشأن، رغم الوساطات المصرية والقطرية المدعومة من الولايات المتحدة. ويعتبر كاتس من أقرب الشخصيات إلى نتنياهو والداعمة لسياسته المتشددة تجاه غزة، حيث يُنتظر منه تنفيذ "خطة الجنرالات" الهادفة إلى تصعيد العمليات العسكرية حتى لو تطلب الأمر إخلاء شمال غزة ودفع سكانه نحو الجنوب.

الضفة الغربية: صراع بين الإدارة العسكرية والمدنية

أشارت فوزي كذلك إلى أن الخلافات امتدت إلى كيفية التعامل مع الضفة الغربية، حيث يدفع اليمين المتشدد لتحويل إدارتها من سلطة عسكرية إلى سلطة مدنية، بهدف السيطرة وتوسيع المستوطنات،بينما ترى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن هذا التحول سيزيد من حدة التوترات في ظل الظروف الأمنية الراهنة.

ديمتري دلياني: كاتس أكثر تطرفًا وخطرًا على الفلسطينيين

وفي هذا السياق، قال ديمتري دلياني، المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن تعيين كاتس، المعروف بتوجهاته العنصرية، يعكس نوايا حكومة نتنياهو لتصعيد الجرائم ضد الفلسطينيين. وأضاف دلياني أن كاتس يمثل تهديدًا أكبر على الفلسطينيين مقارنة بسلفه غالانت، إذ دعا إلى تصعيد العمليات العسكرية منذ بدء الحرب على غزة.

مواقف كاتس تجاه إيران والخدمة العسكرية للحريديم

أشار دلياني في تصريحات خاصة لـ  "الفجر" أيضًا إلى أن كاتس يحمل أجندة أكثر تشددًا تجاه إيران، ما قد يؤدي إلى خطوات عدائية جديدة تزيد التوترات الإقليمية. وفيما يتعلق بالخدمة العسكرية.

أكد دلياني أن كاتس سيسعى لتعزيز قبضة الجيش داخل حكومة نتنياهو، لكنه سيتماشى مع وعود نتنياهو لحلفائه السياسيين، خصوصًا في إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، في تناقض واضح مع قرار غالانت الأخير بإصدار 7،000 أمر تجنيد للحريديم، وهو ما أثار اعتراضات واسعة.

 تعيين كاتس قد يعمّق التطرف والعنف

واختتم دلياني بتحذير من أن تعيين كاتس في وزارة الدفاع سيعمق سياسات "إرهاب الدولة" والإبادة، وقد يساهم في تصعيد مستويات التطرف داخل حكومة الاحتلال في ظل الاستقطاب المتزايد بين القيادة الإسرائيلية والأطياف المجتمعية المختلفة.

مقالات مشابهة

  • هل سيعيد ترامب سياساته الشرق أوسطية أم يطرح رؤية جديدة؟.. خبراء يجيبون
  • هل ينجح ترامب في وقف الصراعات العالمية وتثبيت الاستقرار في بؤر التوتر؟.. خبراء يجيبون
  • مركز تحليل السياسات الأوروبية يعلق على تراجع القوة البحرية الغربية
  • تداول 13 ألف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • المهمة البحرية الأوروبية تعين قائدا جديدا لـ"أسبيدس" لحماية السفن بالبحر الأحمر
  • ماذا وراء إقالة غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي؟.. خبراء يجيبون
  • اندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين والمقاومة المشتركة في الحديدة
  • السفن الحربية الالمانية تتجنب المرور في البحر الاحمر
  • دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين
  • هاريس ضد ترامب… هل يتمكن الرئيس الأمريكي الجديد دفع الحوثيين بعيداً عن البحر الأحمر؟!