ودَّع منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية مونديال الإمارات بعد الخسارة المثيرة أمام المنتخب البرتغالي -ثالث التصنيف العالمي- بثلاثة أهداف لهدفين في اللقاء الذي أقيم لحساب الجولة الأخيرة من دور المجموعات في ملعب مدينة دبي للتصميم بكأس العالم التي تقام خلال الفترة من 15-25 فبراير الجاري، لتضرب البرتغال موعدا أمام بيلاروسيا في ربع نهائي البطولة، بينما خرج منتخبنا بعد أن حقق فوزا وحيدا على المكسيك وتعرّض لهزيمتين كانت الأولى أمام البرازيل.

بدأ منتخبنا الوطني المواجهة بتشكيلة مكونة من سعيد الفارسي في حراسة المرمى واللاعبين خالد العريمي ويحيى المريكي ومنذر العريمي والعائد من الإيقاف عبدالله الصوطي، بينما لعب المنتخب البرتغالي بالحارس بيدرو مانو وجوردان وأندريه لورينكو والأخوين ليو وبي مارتينيز. الشوط الأول بدا حذرا من الجانبين حيث وضع المدربان طالب هلال الثانوي وماريو نارسيسو في حسبانهما أن أحدهما سيودّع البطولة مبكرا؛ لهذا ساد الحذر معظم ردهات هذا الشوط، وكانت الفرص شحيحة مع أفضلية لمنتخب البرتغالي لينتهي المشهد الأول بين الطرفين بالتعادل السلبي.

الشوط الثاني أخذ فيه المنتخب البرتغالي زمام المبادرة لأنه يعلم أنه منتخبنا بمقدوره التسجيل في لحظة وتعقيد مهمته في مرافقة البرازيل للدور القادم، وتمكن ليو مارتينيز هدّاف البطولة من تسجيل الهدف الأول بعد كعب خدع به دفاع منتخبنا عند الدقيقة الخامسة من الحصة الثانية. منتخبنا اندفع للأمام بُغية التعديل ولكن مرة أخرى كرة أكروباتية من جوردان تهز شباك منتخبنا بهدف ثانٍ لتتعقد مهمة منتخبنا في العودة، وينتهي الشوط على وقع تسديدة قوية من خالد العريمي جاءت في عارضة الحارس بيدرو مانو واهتز معها الملعب من قوتها.

الشوط الثالث كان حاسما لتهديد هوية المتأهل لهذا تخلى منتخبنا عن حذره وركز على الهجوم وطالب مدرب الأحمر اللاعبين بالتسديد المباشر والضغط على المنافس، وتمكن عبدالله الصوطي من هز الشباك البرتغالية عند الدقيقة الثالثة معلنا تقليص الفارق. المباراة شهدت بعد ذلك خشونة من الطرفين في إيقاف كل الهجمات، وأصبحت المواجهة مفتوحة على مصراعيها، وقبل 26 ثانية من النهاية تحصّل منتخبنا على جزائية بعد أن لمس جوردان الكرة بيده انبرى لها أفضل لاعب في المباراة القائد خالد العريمي ووضعها بكل أريحية على يسار الحارس وسط فرحة عارمة من قبل لاعبي الأحمر وجهازيه الفني والإداري بالعودة، ولكن خبرة البرتغاليين مكنتهم من تسجيل هدف ثالث قبل 10 ثوان فقط من النهاية بعد رأسية من الهدّاف ليو مارتينيز هزت شباك الأحمر وأغرقت الملعب بدموع لاعبي الأحمر الذين بكوا حزنًا ومرارةً بضياع حلم التأهل التاريخي الأول للدور ربع نهائي. وفي المجمل العام سدد منتخبنا 44 كرة باتجاه مرمى البرتغال مقابل 37 للمنافس منها 13 بين الخشبات مقابل 12 للبرتغاليين، وتحصّل لاعب منتخبنا الوطني خالد العريمي على جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد أن نال الجائزة في مواجهة المكسيك.

الحظ والخبرة وقفا عائقَين

وبعد اللقاء قال لاعب منتخبنا الوطني عبدالله الصوطي للموقع الرسمي للفيفا: لاعبو منتخبنا قدّموا كل ما لديهم في المباراة. واجهنا البرتغال وهو منتخب قوي للغاية، وكنا قادرين على السيطرة في اللقاء، ولكن لم يحالفنا التوفيق وأهدرنا العديد من الفرص. وأضاف: بالتأكيد مجموعتنا كانت قوية، وتضم البرازيل والبرتغال المرشحَين للقب، ولكن لم نكن نفكّر بهذه الطريقة، واستطعنا أن نُضاهي قوة منتخب البرازيل وأن نحرز ثلاثة أهداف في مواجهتنا معه، والفوارق كانت بسيطة، وكذلك أمام البرتغال لم يحالفنا الحظ في بعض التفاصيل الصغيرة التي أدت لهذه النتيجة. وأنهى السوطي حديثه بالقول: طموحنا الآن هو التركيز في البطولات المقبلة، والصعود إلى النسخة التالية من كأس العالم وتحقيق نتائج أفضل.

من جانبه قال اليقظان الهنداسي: أودّ تهنئة منتخب البرتغال، وأتمنى حظا أوفر لنا مستقبلًا. مجموعتنا كانت قوية وتضم أفضل منتخبين، والمواجهات كانت صعبة وبالرغم من ذلك قدمنا أداءً جيدًا للغاية، وآمل أن نكتسب الخبرة ونكون قادرين على منافسة مثل هذه المنتخبات الكبيرة. وتابع: ما ينقصنا بعض الشيء للفوز في مثل هذه المباريات الكبيرة هو الخبرة، ومعظم لاعبي المنتخبات المرشحة تلعب لأندية كبيرة وهذا يُشكّل الفارق بالتأكيد. قدمنا مباريات جيدة وقاتلنا حتى اللحظات الأخيرة، وبالنسبة لي هذه البطولة مثالية، والتنظيم وكل شيء كان رائعًا، وهذه أول مشاركة لي في كأس العالم، وسنستعد جيدًا ونركز على الجانب البدني في البطولات المقبلة، كما سنكتسب المزيد من الخبرة.

"خامسة" بالسيناريو نفسه

هذه المشاركة هي الخامسة لمنتخبنا الوطني في كأس العالم بعد 2011 و2015 و2019 و2021، وهي تعد واحدة من أفضل المشاركات من الناحية الفنية قياسا بقوة المجموعة التي وقع فيها حيث جاء مع البرازيل -صاحبة التصنيف الأول عالميا- والبرتغال -المصنفة ثالثا عالميا- حيث قدم منتخبنا مستوى جيدا ووقف الند بالند أمام المنتخب البرازيلي قبل أن يخسر 5-3، وكانت الخسارة التي تعرّض لها منتخبنا أمام البرتغال هي الرابعة على التوالي مع المنتخب ذاته في 2011 و2019 و2021، في الظهور الأول خسر مبارياته الثلاث أمام البرتغال والأرجنتين والسلفادور، وفي نسخة البرتغال 2015 خسر من سويسرا وإيطاليا وحقق فوزه الأول على كوستاريكا 7-2 وفي مشاركته الثالثة التي أقيمت في باراجواي 2019 حيث أمام البرازيل والبرتغال وفاز على نيجيريا وفي البطولة الماضية التي أقيمت في روسيا فاز منتخبنا الوطني على السنغال وخسر أمام البرتغال والأوروجواي وضمت قائمة المنتخب للبطولة 12 لاعبا وهم: سعيد الفارسي ويونس العويسي لحراسة المرمى، وعبدالله الصوطي ونوح الزدجالي وأحمد العويسي ومنذر العريمي واليقظان الهنداسي ومسلم العريمي وخالد العريمي وعبدالرحمن الفزاري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منتخبنا الوطنی أمام البرتغال

إقرأ أيضاً:

زياد الجزيري: الكرة التونسية قادرة على استعادة أمجادها قاريا وعالميا

شكّل تعيين الاتحاد التونسي لكرة القدم نجم منتخب تونس السابق والنجم الساحلي زياد الجزيري مديرا رياضيا للمنتخب الأول إحدى أبرز القرارات في الأيام الأولى لمجلس إدارة الاتحاد الجديد برئاسة معز الناصري.

ففي 25 يناير/كانون الثاني انتخب ممثلو أندية الكرة معز الناصري بالأغلبية لرئاسة اتحاد الكرة (2025 ـ 2029) لينهوا بذلك حالة شبه الفراغ الإداري التي دامت أكثر من عام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2روابط ألتراس أندية تونس تقلق إسرائيل.. التيفو أصدق إنباء من القصفlist 2 of 2رونالدو يدخل نادي الـ40 بأرقام وإحصاءات خرافية وأمنية 1000 هدفend of list

لكن الحدث الأبرز لم يكن فقط انتخاب الناصري بل في أول القرارات التي حظيت بإجماع كل الأطراف في الكرة التونسية بمنح زياد الجزيري، منصب المدير الرياضي للمنتخب الأول، في مهمة استبشرت لها الأوساط الكروية نظرا للتجربة الكبيرة والمسيرة اللافتة للجزيري.

وسيكون الجزيري مكلفا بمهام المدير الرياضي للمنتخبات، بمساعدة نجم الترجي التونسي السابق خليل شمام.

وفي مقابلة حصرية مع الجزيرة نت، تحدث الجزيري عن الوضع الراهن للكرة التونسية وأهداف اتحاد الكرة الجديد خلال الفترة المقبلة، كما تطرق إلى الحديث عن رهانات منتخب نسور قرطاج القادمة.

منصب المدير الرياضي لمنتخب تونس.. ما الذي يمثله هذا التعيين بالنسبة إلى مسيرتك الكروية لاعبا ومسؤولا؟

أعتقد أن المهمة التي أتحملها منذ بداية فبراير/شباط الجاري هي تكليف قبل أي شيء، العمل في المنتخب أعتبره واجبا وطنيا، كلنا جنود في هذا الوطن، وأهدفنا هي أن نسهم من موقعنا في إنجازات لافتة لكرة القدم التونسية.

إعلان

نجاحي في هذه المسؤولية سيكون رهين وقوف الجميع، مسؤولين وأندية ولاعبين سابقين وحاليين وجماهير وراء المنتخب الأول ومنتخبات فئات الشباب.

ينتظرنا عمل كبير في الفترة المقبلة ونحن أمام ضرورة وضع أسس قوية لبناء منتخب قادر على استعادة مكانته في الكرة العربية والأفريقية ولم لا العالمية.

فيم تتمثل مهامك بالأساس، بجانب مهمة اختيار المدرب الجديد للمنتخب الأول؟

طبعا المهام الفنية ستكون حكرا على المدرب ومساعديه، ولكن كل ما يهم علاقة اللاعبين بالجهازين الفني والإداري ستكون من مشمولات الإدارة الرياضية التي تتناول كل الإشكاليات والملفات بين اللاعب والمدرب، وبين اللاعب والاتحاد، بجانب التنسيق بخصوص المعسكرات الإعدادية أو المباريات الودية والرسمية وغيرها.

تم حسم ملف الجهاز الفني باختيار سامي الطرابلسي مدربا جديدا للنسور.. على أية أسس تم الاختيار؟

الدولة التونسية أقرت ضرورة التعويل على مدرب وطني محلي، وبالتالي تم استبعاد الخيار الأجنبي. عندما تناولنا ملف الجهاز الفني الجديد كانت على طاولة التفاوض والتشاور 3 أسماء، هي سامي الطرابلسي ومعين الشعباني ومهدي النفطي، وجميعهم يملك الكفاءة والخبرة والتجربة الدولية مع المنتخب كلاعبين.

بالنسبة إلى الطرابلسي سبق له تدريب المنتخب في 2011 و2013 وهو الوحيد بين المرشحين الثلاثة الذي شارك في كأس أمم أفريقيا لاعبا ومدربا، وتوج مع تونس ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين في 2011 وبالتالي كانت كل المواصفات المتوفرة في تجربته تؤهله ليكون عن جدارة المدرب الجديد.

سامي الطرابلسي سبق له تدريب المنتخب التونسي في 2011 و2013 (رويترز) تمر الكرة التونسية بفترة صعبة كان من أبرز مظاهرها الخروج المخيب للآمال من الدور الأول لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2024، برأيك ما هي أبرز الأولويات التي تنتظركم لإعادة الاستقرار للمنتخب الأول؟ إعلان

الكرة التونسية تمر بفترة صعبة منذ سنوات، وخصوصا بعد كأس العالم قطر 2022، أعتقد أن انعدام الاستقرار الإداري والظروف التي أحاطت باتحاد الكرة والمنتخب الأول في 2023 و2024 كان ثمنها باهظا وظهر بالخصوص في تداول 4 مدربين في أقل من عام على الجهاز الفني.

البنية التحتية وندرة الملاعب وغياب أسس التكوين عمّق معاناة كرة القدم في تونس، وهذا أثر على نتائج ومكانة المنتخبات والأندية وهو ما سيكون أولوية في عمل اتحاد الكرة الحالي في الفترة بين 2025 و2029 لاستعادة الإشعاع القاري ثم التألق عالميا.

كيف تقرأ مستقبل الكرة التونسية خاصة بعد تجاوز فترة التسيير المؤقت وانتخاب مكتب جامعي قار ورسمي برئاسة معز الناصري؟

الاستقرار أساس نجاح كل عمل، ففي فترة التسيير المؤقت لاتحاد الكرة كان الوضع يتراوح بين التسيير والفراغ الإداري وكانت تداعياته وخيمة على المشهد برمّته.

الآن من المهم جدا أن تكون خارطة الطريق أمام اتحاد الكرة وأن يعرف كل مكونات المنتخب والاتحاد ما لهم وما عليهم، من لاعبين ومسؤولين وجهاز فني وهذا سيمهد الطريق نحو النجاح في الاستحقاقات القريبة.

ما هي أهداف منتخب تونس على المدى القريب؟

النسق السريع لكرة القدم وللمنافسات القارية والعالمية لم يمنحنا الوقت للانتظار، فبعد أسابيع قليلة سنخوض مباراتين هامتين في تصفيات كأس العالم 2026، أمام كل من ليبيريا ومالاوي، وبدأنا من الآن الإعداد للمباراتين لأن التأهل لكأس العالم للمرة السابعة في تاريخ البلاد والثالثة تواليا سيكون أحد أعظم أهدافنا للفترة المقبلة.

كنت واحدا من نجوم الجيل الذهبي للمنتخب التونسي بين 2003 و2006 والمتوج بكأس أمم أفريقيا 2004 فضلا عن مشاركة لافتة في كأس القارات وكأس العالم.. ما الذي ساعد تونس في تلك الفترة على تحقيق إنجازات كروية لا تزال تبحث عنها حتى الآن؟ إعلان

كانت تلك الفترة مثالية وتزامنت مع إشعاع الكرة التونسية ولم نكن لنحقق تلك الإنجازات الفريدة لولا وجود اتحاد كرة يرأسه حمودة بن عمار وهو واحد من أكبر الكفاءات في الكرة التونسية.

أيضا كان هناك عمل كبير في الأندية لتمويل المنتخب الأول بلاعبين متميزين ونجح الجهاز الفني بقيادة الفرنسي روجيه لومير في توظيف خبرته الكبيرة لتحقيق النجاح خصوصا أنه كان يملك أهم عنصر للنجاح وهو اللاعبون، أذكر من بين زملائي وجود نجوم كبار أمثال حاتم الطرابلسي وراضي الجعايدي وخالد بدرة وكريم حقي ومهدي النفطي وسيلفا سانتوس وجوهر المناري.

برأيك من هو أفضل منتخب في تاريخ تونس: 1978 في مونديال الأرجنتين، أم 1996 و2004 في كأس أمم أفريقيا؟

هو قطعا منتخب تونس في مونديال 1978 نظرا للجيل الذي كان يضمه أمثال الصادق ساسي عتوقة وطارق ذياب والراحل حمادي العقربي وتميم الحزامي وغيرهم كثيرون، وكان يقودهم المدرب الأسطورة عبد المجيد الشتالي.

جيل منتخب تونس 1978 هو الأفضل على الإطلاق بعد أن أبلى البلاء الحسن في المونديال وهزم المكسيك كما أجبر بطل العالم ألمانيا على التعادل.

ما الذي ينقص اللاعب التونسي ليخط مسيرة احترافية في أوروبا مثلما يفعله بعض اللاعبين العرب؟

التكوين بالأساس والبنية التحتية الرياضية من ملاعب وتجهيزات وغيرها، الكرة التونسية تتوفر على الموهبة والذكاء بجانب وجود مدرسة تدريبية أثبتت نجاحها حيثما حلت، ولكن يبقى تراجع دور الأكاديميات نتيجة ندرة الملاعب وفضاءات التكوين العائق الأكبر لبروز نجوم في قيمة محمد صلاح أو عمر مرموش أو أشرف حكيمي وحكيم زياش ونجوم آخرين من الجزائر.

مقالات مشابهة

  • إعلان قائمة المنتخب الوطني للكرة النسائية لمواجهة رواندا
  • غدا.. منتخب الشباب في مواجهة مصيرية أمام إيران في كأس آسيا
  • المنتخب الوطني للجيدو أشبال يحرز 9 ميداليات ذهبية في البطولة الإفريقية
  • عدسة سانا توثق الكنوز الأثرية في المتحف الوطني بدمشق.. لوحات فسيفسائية ومنحوتات نادرة تروي قصص الحضارات التي تعاقبت على سوريا
  • مبادرات محلية أمام المتحف الوطني بدمشق تدعو لمواجهة التنقيب غير الشرعي عن الآثار السورية
  • رشيد يستعد لإعلان القائمة.. وبرانكو يطلب مواجهة منتخبنا في دبي!
  • زياد الجزيري: الكرة التونسية قادرة على استعادة أمجادها قاريا وعالميا
  • منتخب الشباب يتعثر أمام نظيره الأوزبكي في كأس آسيا
  • المنتخب الوطني للريشة الطائرة يتوج بالبطولة الإفريقية
  • كوبارسي يمدد عقده مع برشلونة حتى 2029