60 مليار جنيه.. الحكومة: تخصيص قطعة أرض بحدائق الأندلس لإقامة نشاط عمراني متكامل
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
كتب- محمد سامي:
شهد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، توقيع عقد بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركة "يو دي سي" للتطوير العقاري إحدى الشركات التابعة لمجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة الإماراتية؛ لتخصيص قطعة أرض بمنطقة حدائق الأندلس بالقاهرة الجديدة لإقامة نشاط عمراني متكامل.
ووقع الاتفاقية كل من المهندس أمين غنيم، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع الشئون العقارية والتجارية، ومحمد زاهد البطرني، الرئيس التنفيذي لشركة "يو دي سي" للتطوير العقاري.
وعلى هامش التوقيع، أوضح وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أنه بموجب العقد يتم تخصيص قطعة أرض بمساحة 665505.63 م2 أي نحو 157 فدانًا على الطريق الدائري الأوسطي على شارع الـ 90 الجنوبي بمنطقة حدائق الأندلس بجوار مثلث الأمل التابعة لمدينة القاهرة الجديدة، لصالح شركة "يو دي سي" للتطوير العقاري إحدى الشركات التابعة لمجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة الإماراتية؛ بهدف إقامة نشاط عمراني متكامل (سكني، إداري، ترفيهي، تجاري، فندقي) باسم ذاكريست The Crest بالتعاون مع شركة الكازار، وسيتم تنفيذه على أعلى مستوى بما يضاهي أعمال الشركة في أنحاء العالم، وسيتم تسويقه محليا وعالميا، على أن تكون مدة تنفيذ المشروع 8 سنوات تبدأ من تاريخ استصدار قرار اعتماد التخطيط والتقسيم.
كما أشار محمد زاهد البطرني، إلى أنه تم الاتفاق على سداد قيمة الأرض بالعملة الأجنبية، بإجمالي استثمارات يزيد على الـ ٦٠ مليار جنيه، موضحًا أن هذا المشروع سيسهم في استقطاب العديد من الشركات للعمل بمصر، مما يوفر العملة الأجنبية، وكذا فتح آفاق أخرى للشباب بتوفير فرص العمل المتنوعة من خلال الاستفادة من خبرات أكبر الأسماء في مجال التطوير العقاري في مصر.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "يو دي سي" للتطوير العقاري التزام الشركة بعرض المخطط العام للمشروع والبرنامج الزمني لتنفيذ المشروع في مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ التعاقد، لافتًا إلى أن المشروع يمثل النواة الأولى لاستثمارات مجموعة محمد عمر بن حيدر في مصر، موضحًا أن الشركة تتطلع إلى فتح آفاق للتعاون المشترك بمشروعات أخري، في ظل ما توفره الحكومة من دعم وتسهيلات ومرونة في الإجراءات لبناء مصر الحديثة، وكذا البيئة المواتية لجذب الاستثمار في مصر.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: ليالي سعودية مصرية مسلسلات رمضان 2024 سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان الدكتور مصطفي مدبولي تخصيص قطعة أرض طوفان الأقصى المزيد للتطویر العقاری
إقرأ أيضاً:
المشروعات العمرانية في عهد محمد علي.. كيف غيّرت وجه مصر؟
يُعد محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، حيث نفّذ مشروعات عمرانية ضخمة غيّرت البنية التحتية للدولة وجعلتها أكثر تطورًا مقارنة بعصور ما قبل حكمه، لم تكن هذه المشروعات مجرد تحديثات، بل كانت جزءًا من استراتيجيته لإحكام سيطرته على مصر وتحويلها إلى قوة إقليمية كبرى، خاصة من خلال تطوير الزراعة والصناعة والمواصلات، مما انعكس بشكل مباشر على العمران والتخطيط الحضري.
كان الري والزراعة من أهم المجالات التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال فترة حكمه، إذ اهتم بشق الترع والقنوات لضمان وصول المياه إلى الأراضي الزراعية، وكان من أبرز هذه المشاريع ترعة المحمودية التي تم إنشاؤها عام 1819 لتوفير المياه لمدينة الإسكندرية. كما بدأ العمل في مشروع القناطر الخيرية لتنظيم مياه النيل والتحكم في فيضانه، مما ساعد على توسيع الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج، إلى جانب ذلك، أدخل زراعة القطن طويل التيلة، وهو ما جعل مصر من أهم الدول المنتجة والمصدّرة للقطن على مستوى العالم.
لم تقتصر مشروعات محمد علي على الزراعة فقط، بل شملت أيضًا إعادة تخطيط المدن وتحديثها، وخاصة القاهرة، حيث قام بتوسيع الشوارع وإنشاء ميادين جديدة وبناء أحياء سكنية حديثة مثل حي الأزبكية، الذي أصبح مركزًا إداريًا وثقافيًا مهمًا في ذلك الوقت. كما حرص على إنشاء المباني الحكومية والمصانع بالقرب من العاصمة لتعزيز دورها كمركز اقتصادي وإداري.
كان بناء القصور والمنشآت الحكومية جزءًا أساسيًا من خطة محمد علي العمرانية، حيث شيد العديد من القصور الفخمة التي تعكس تأثره بالأساليب المعمارية الأوروبية، مثل قصر الجوهرة داخل قلعة صلاح الدين. كما أنشأ دواوين الحكومة لتنظيم إدارة الدولة، مما ساعد في إرساء نظام إداري أكثر تطورًا.
شهدت البنية التحتية والمواصلات أيضًا طفرة كبيرة خلال هذه الفترة، حيث تم تطوير شبكة الطرق بين المدن لتسهيل حركة التجارة والتنقل. وحرص على تحديث موانئ الإسكندرية لجعلها مركزًا تجاريًا عالميًا، إلى جانب إدخال وسائل نقل جديدة مثل العربات التي تجرها الخيول لنقل الركاب والبضائع.
لم تقتصر النهضة العمرانية على المشروعات الزراعية والإدارية، بل امتدت إلى الصناعة، حيث أنشأ العديد من المصانع الحديثة، مثل مصانع الغزل والنسيج، والصناعات الحربية التي ساهمت في دعم الجيش المصري. كما أسس ترسانة بحرية في بولاق والإسكندرية، مما جعل الأسطول المصري من أقوى الأساطيل في المنطقة في ذلك الوقت.
ساعدت هذه المشروعات في تحويل مصر إلى دولة حديثة ذات بنية تحتية قوية، لكنها في الوقت نفسه عززت سلطة محمد علي المطلقة، حيث كان يهدف من خلالها إلى السيطرة على الموارد وضمان ولاء الطبقات الحاكمة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذه الإصلاحات وضعت الأساس لنهضة مصر العمرانية والاقتصادية التي استمرت لعقود طويلة. ولكن يبقى التساؤل: هل كانت هذه النهضة العمرانية في الأساس لصالح الشعب أم لتعزيز قوة الدولة فقط