عائلات في غزة تعيش قرب ركام منازلها تجنبا لازدحام مراكز الإيواء
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
تلجأ بعض العائلات الفلسطينية في مدينة غزة إلى الإقامة على أطلال منازلها المدمرة، تجنبا للازدحام الكبير في مراكز الإيواء والمدارس، رغم الخطر الذي يهددهم جراء تواصل قصف الاحتلال في المناطق المحيطة، والتي تطال أيضا مراكز الإيواء.
وبين أنقاض منزله الذي دمره الاحتلال خلال الحرب، يبذل الفلسطيني عادل عبد القادر (55 عاما) جهودا جبارة، في البحث عن قطع من الخشب لتدعيم مسكنه المؤقت المبني من الصفيح والقماش.
ويعيش عبد القادر، هو وعائلته المكونة من 5 أفراد تحت دمار منزله، بعيدًا عن المدارس المكتظة بالنازحين، حيث يواجهون صعوبات في تأمين الرعاية الصحية لأبنائهم هناك في ظل انتشار الأمراض المعدية.
ظروف قاسية
ويتحمل عبد القادر، هذه الظروف القاسية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وسط نقص الموارد والحاجة الماسة للمياه والغذاء، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 21 كانون أول/ ديسمبر المنصرم انسحب مقاتلو لواء "جولاني" من غزة، "ليلتقطوا أنفاسهم بعد تكبدهم خسائر فادحة"، وفق ما أورده موقع "واللا" الإخباري و"القناة 12".
وفي ركن أسفل درج منزله الذي يحتضن غرفة صغيرة متصدعة، اختار عبد القادر مكانًا مؤقتًا ليكون مأوى لعائلته حاطه بألواح من الصفيح المهترئ وقطع القماش والنايلون، وجلس هو وأبنائه وزوجته يحتمون من أجواء المطر والبرد الشديد.
وتحاول هذه العائلة التأقلم في ظل الظروف القاسية التي تعيشها، بانتظار الأمل بانتهاء الحرب على غزة وإعادة بناء منزلهم المدمر.
وخلال ساعات النهار، يبذل عبد القادر برفقة أبنائه وزوجته جهودا جبارة بجمع الحطب والأوراق من بقايا المنزل المدمر، لإشعال النيران وتدفئة أجساد الأطفال الصغار، وأيضًا لإعداد الطعام.
ويعاني الأطفال من عائلة عبد القادر، من نقص في الملابس بعد أن دمر جيش الاحتلال منزلهم، واضطروا للنزوح من منطقة إلى أخرى خلال الأشهر الماضية.
ونزحت تلك العائلة من منزلها وتوجهت إلى مستشفى الشفاء خلال الأيام الأولى للحرب، لكن اقتحام المستشفى من قبل الجيش الإسرائيلي دفعها للانتقال إلى مدرسة تأوي النازحين بمدينة غزة.
الاكتظاظ السكاني
وفي 15 تشرين أول/ نوفمبر الماضي، اقتحم الجيش الإسرائيلي، مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
لكن الاكتظاظ السكاني في تلك المدرسة وانتشار الأمراض دفعها للعودة إلى منزلها المدمر، خشية على حياة الأطفال من إصابتهم بمرض معدي في ظل عدم وجود رعاية صحية جيدة في القطاع.
والأحد الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 تشرين أول/أكتوبر الجاري، بلغ مليوني شخص.
وحسب المكتب فإن 700 ألف شخص مصاب بأمراض معدية نتيجة النزوح، من بينهم 8 آلاف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي.
وقال الفلسطيني عبد القادر، أثناء جلوسه على أطلال منزله، للأناضول: "المدارس تكون مرتعا للأمراض، والأطفال يصابون بأمراضٍ معدية"، مضيفا أنه "رغم تدمير المنزل، إلا أننا لا نجد غيره للعيش، عدنا إلى المنزل لأننا نفضل الموت هنا".
وتابع: "هنا لا مكان يصلح للعيش غير المنزل المدمر، لا يوجد هنا مياه ولا طعام، أو كهرباء، لا حياة هنا".
ويخشى عبد القادر أثناء جلوسه بين الركام، أن تتساقط عليه الحجارة والجدران المتهالكة، ويكون أطفاله وزوجته ضحية لهذا الوضع المأساوي.
وقال: "الأطفال يعانون من نقص في الطعام، لا يوجد شيء يمكنهم تناوله، الحياة صعبة للغاية، أين الأمم المتحدة والدول؟ نحن بحاجة إلى لقمة خبز لأطفالنا ومياه".
وطالب الفلسطيني عبد القادر بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن يعيش الشعب الفلسطيني في القطاع بكرامة وأمن.
ليست عائلة عبد القادر وحدها التي عادت لمنزلها المدمر، بل عادت أيضًا عائلة أبو الليل لمنزلها الذي وجدته مدمرًا وغير صالح للسكن.
وسط أروقة منزل مدمر
مع ذلك، نجح رائد أبو الليل (44 عامًا)، رب الأسرة، في تنظيف غرفة بعضها لا يزال صامدًا رغم قصف المنزل، وأحاطها بالقماش وبعض الأخشاب.
و جلس أبو الليل وعائلته في تلك الغرفة، وسط أروقة المنزل المدمر، في ظل نقص المياه والغذاء بحسب قوله.
وقال للأناضول: "نزحنا من بيتنا في حي الشجاعية في بداية الحرب لمستشفى الشفاء، وعندما تم اقتحامه وإطلاق النار علينا، لجأنا إلى منزلنا المدمر وتركنا ملابسنا وفراشنا في المستشفى".
وأضاف: "لا مساعدات ولا مياه ولا طعام، بصعوبة نجد شيئا نطعم أطفالنا، نضطر لتناول الأعشاب وخبيزة و الأرز وأعلاف الحيوانات".
وتابع: "الحياة صعبة، نتمنى تهدئة تنهي الحرب، ونأمل أن يتعاطف العالم معنا، فقد دُمرت بيوتنا بأكملها"، مشيرا إلى قلقه على سلامة أطفاله من تساقط الحجارة والجدران المتهالكة نتيجة التصدعات الكبير في الغرفة التي يقيمون فيها.
بدورها، تقول زوجة أبو الليل، أم العبد (40 عاما): "الوضع هنا صعب، لا مياه ولا كهرباء، حتى لم يتبقَ معنى للأموال لنشتري الطعام لأطفالنا".
وأضافت: "تعبنا كثيراً من النزوح من مستشفى الشفاء إلى الشجاعية، وجلسنا بين الخراب والدمار"، منوهة إلى أن "سعر كيلو الأرز 40 شيكلا (11 دولارا)، من يمتلك المال يشتري، ومن لا يمتلك لا يستطيع الشراء".
وتعيش مدينة غزة والشمال حصارا مشددا منذ بداية توغل جيش الاحتلال البري في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، وخرجت جميع المشافي والمراكز الطبية عن الخدمة وأخليت قسرا الرئيسية منها كمجمع الشفاء ومستشفى القدس وغيرهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الحرب النازحين غزة الاحتلال الحرب النازحين الدمار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد القادر مدینة غزة أبو اللیل
إقرأ أيضاً:
منزل بسعر فنجان قهوة..بلدة في إيطاليا تعرض منازلها للبيع بدولار واحد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أن المنازل الرخيصة للغاية التي تبيعها البلدات الإيطالية، لا تزال متاحة، إذ سبق أن باعت بلدة بيني منازل بأسعار بسيطة تعادل ثمن فنجان قهوة، وهي الآن بصدد طرح مجموعة جديدة من العقارات.
وتقوم البلدة الواقعة في منطقة أبروتسو وسط إيطاليا، ببيع منازلها المهجورة بسعر فنجان قهوة "إسبريسو" في محاولة للحدّ من هجرة السكان.
وتتميز العملية بكونها أفضل للمشترين، إذ ليس هناك حاجة لدفع ضمان، بل التزام المشتري بإعادة تصميم المنزل الذي سيشتريه.
منذ انطلاق البرنامج في عام 2022، بيعت 6 بيوت، غالبيتها لأشخاص من الجنسية الإيطالية.
وذكر عمدة البلدة جيلبرتو بيتروتشي أن الدفعة التالية من العقارات ستكون متاحةً للبيع خلال الأسبوعين المقبلين.
قال بيتروتشي لـ CNN: "يُحتمل وجود أكثر من 40 من المباني الشاغرة في البلدة التي تحتاج إلى أصحاب جدد، وجميعها تقع في المركز التاريخي الذي يشهد تراجعًا في عدد سكانه منذ أن بدأت العائلات بالهجرة قبل عقود".
وأضاف: "رُغم أن إجمالي عدد سكاننا يبلغ حوالي 1،200 نسمة، إلا أنّه لم يتبقَّ سوى ألف شخص يعيشون في منطقتنا القديمة الرائعة المعرّضة لتتحوّل إلى بلدة أشباح".
ترميم المنازل المهجورةوُلِد بيتروتشي في بلدة "بيني"، وشعر أنّه مضطرٌّ لفعل شيءٍ ما لإحياء قلب مسقط رأسه العريق قبل فوات الأوان.
وأشار إلى أن غالبية هذه المنازل القديمة كانت مملوكة لعائلات محلية عملت في الزراعة، وهاجرت بحثًا عن مستقبل أفضل في أماكن أخرى، لا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، عندما دمّر القصف جزءًا كبيرًا من التراث المعماري في البلدة.
شهدت سبعينيات القرن الماضي موجة هجرة أخرى عندما غادرت العائلات إلى الولايات المتحدة، وبلجيكا، وفنزويلا، والبلدات والمدن الكبرى المجاورة للعمل في المصانع.
قواعد شراء منزل مقابل يورو واحد