RT Arabic:
2025-01-01@20:28:34 GMT

الحاج "مالك الشباز".. من وحول الجريمة إلى أحضان الإيمان

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

الحاج 'مالك الشباز'.. من وحول الجريمة إلى أحضان الإيمان

حين هم الحاج مالك الشباز بالحديث في قاعة مسرح "أودوبون" في نيويورك، تعالت ضجة خصام بين الحاضرين، وحاول الحاج ومساعدوه تهدئة الوضع، وفجأة ركض رجل إلى المسرح وأطلق النار.

إقرأ المزيد "حدائق العار البشرية" للترفيه عن "العالم المتحضر"

المهاجم أطلق النار مباشرة على الحاج مالك الشباز يوم 21 فبراير 1965، ثم التحق به شخصان آخران وأطلقا النار هما أيضا على الشباز، فسقط الرجل ميتا، وكان يبلغ من العمر 39 عاما، بعد أن تلقى 21 رصاصة، وكانت زوجته الحامل وبناته الأربع يجلسن في الصف الأمامي، ويحاولن في هلع الاحتماء من الخطر.

مالك الشباز كان اسمه عند ولادته في عام 1925 في مدينة في مدينة أوماها بولاية نبراسكا مالكولم ليتل. انتقلت أسرته لاحقا إلى مدينة لانسينغ في ميشيغان خوفا من تهديدات جماعات "كو كلوكس كلان" العنصرية المتطرفة على خلفية نشاط والده في مجال الدفاع عن حقوق السود.

اشتدت التهديدات ضد والد مالكولم وتحولت إلى جريمة بقتله من قبل عنصريين متطرفين في عام 1931، في حين رفضت سلطات ميشيغان محاكمة المسؤولين عن الجريمة.

مالكولم انتزع من أسرته من قبل العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية في عام 1937. لاحقا ترك مقاعد المدرسة الثانوية، وانتقل للعيش في بوسطن، وهناك خالط أصحاب السوء وتورط في أنشطة إجرامية.

ألقت الشرطة القبض عليه في عام 1946 وكان يبلغ من العمر 21 عاما ووضع في السجن بتهمة السطو.

في السجن تعرف مالكولم على تعاليم الإسلام على يد أتباع لزعيم حركة "أمة الإسلام"، أليجا محمد، التي يعرف المنتمون إليها باسم المسلمين السود.

تأثر مالكولم بتعاليم زعيم هذه الطائفة، ووضع لنفسه برنامجا مكثفا للتعليم الذاتي، وبدأت شخصيته الجديدة في التبلور. اعتنق الإسلام وأضاف إلى اسمه حرف "إكس" وأصبح يدعى مالكولم إكس، ليرمز بذلك إلى هويته الإفريقية المستلبة.

أطلق سراح مالكولم إكس بعد ست سنوات، وأصبح من الأعضاء النشطين في حركة أمة الإسلام في حي هارلم بنيويورك.

مكانته زادت داخل الحركة مع مرور الزمن، حيث اشتهر في أوساط الأمريكيين من أصول إفريقية في نيويورك وفي جميع أرجاء الولايات المتحدة بفضل مواقفه الصلبة وخطبه النارية.  

اتخذ مالكولم إكس خطا مستقلا عن زعيم الحركة أليجا محمد، وكوّن فلسفته الخاصة منذ مطلع عام 1960، وزادت الهوة بين الرجلين وكان يرى مالكولم أن الزعيم يهادن السلطات ولا يساند كما يجب حركة الحقوق المدنية النشطة في ذلك الوقت.

خرج مالكولم إكس من صفوف حركة "أمة الإسلام" رسميا في عام 1963، وسافر إلى السعودية حيث أدى مناسك الحج، وتعرف عن قرب على تعاليم الإسلام وأصوله، وعاد إلى الولايات المتحدة باسم جديد هو الحاج مالك الشباز، وهناك أسس في يونيو من عام 1964 حركة الوحدة الأفرو أمريكية، التي دعت إلى هوية سوداء، ورأت أن العدو الأكبر للأمريكيين من أصول إفريقية يتمثل في العنصرية وليس في العرق الأبيض.

اتسعت حركة الحاج مالك الشباز ومالت فلسفته بشكل متزايد نحو الاعتدال، إلا أن الرصاص الذي انطلق في 21 فبراير عام 1965، أنهى مسيرته كقائد بارز مفوه في حركة النضال من أجل الحقوق المدنية لأبناء جلدته.

اتهم ثلاثة أعضاء في حركة أمة الإسلام باغتيال الحاج مالك الشباز، ووجت إليهم تهمة القتل من الدرجة الأولى، وأدين الثلاثة لاحقا وحكم عليهم بالسجن 20 عاما.

خلال المحكمة التي التأمت في عام 1966 أقر أحد المدانين بذنبه، لكنه أكد براءة الاثنين الآخرين.

الاثنان أطلق سراحهما في الثمانينيات، وتمت تبرأتهما فقط في عام 2021 في أعقاب تحقيق أظهر اكتشاف وثائق لمكتب التحقيقات الفيدرالي كانت حجبت عن الدفاع والادعاء أثناء المحاكمة. أحد الاثنين كان توفى في عام 2009، في حين أن الثاني كان ناهز من العمر 83 وقد تمت تبرئته، وفي العام التالي جرت الموافقة على تعويضهما بمبلغ 36 مليون دولار على الظلم الذي لحق بهما.

المؤرخ المتخصص زاهر علي يقول إن الحاج مالك الشباز رأى محنة السود في إطار أكبر بكثير، وأنه :"تخيل دائما حرية السود التي تتجاوز حدود الولايات المتحدة.. لقد رأى نفسه دائما كمواطن في العالم، ومتصل بالسود في جميع أنحاء العالم".

هذا المؤرخ يعتقد أيضا بأن أجهزة الأمن الأمريكية اعتبرت مالكولم تهديدا، وقد "عملت على تقويض جهوده، وأثارت الصراع وفاقمته، وعجلت فعلا بالظروف التي من شأنها أن تؤدي إلى مقتله".

زاهر علي شدد على أن مالكولم إكس "لم يبشر بالعنف، بل بشر بالدفاع عن النفس"، مضيفا في هذا السياق أن "أمريكا لم تكن أبدا غير عنيفة مع السود، لذا بدلا من اتهام مالكولم بالعنف، علينا أن نسأل أمريكا عن عنفها".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف مكة المكرمة أمة الإسلام فی عام

إقرأ أيضاً:

إنكار المجاعة: الجريمة الكبرى لعصابة بورتسودان

 

إنكار المجاعة: الجريمة الكبرى لعصابة بورتسودان.

فتحي محمد عبده
1 يناير 2025

في مسرحية تعبر عن التفسخ الأخلاقي والسياسي، تواصل حكومة بورتسودان الانقلابية، بقيادة الحركة الإسلامية، تجاهل معاناة ملايين السودانيين الذين يواجهون الموت جوعاً. فبدلاً من مواجهة الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد، اختارت السلطة الانقلابية إنكار الواقع وسحب عضوية السودان من الآلية الدولية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مطلع هذا الأسبوع، في خطوة تُظهر انعدام الإحساس بالمسؤولية تجاه حياة وكرامة السودانيين والسودانيات.

القرار الذي اتخذته حكومة بورتسودان يكشف عن عقلية تتشبث بالسلطة على حساب ملايين الجوعى والمحتاجين. في وقت يحتاج فيه السودان وأهله إلى دعم دولي عاجل لمواجهة انهيار الأوضاع الإنسانية، فضلت عصابة بورتسودان الانخراط في معارك سياسية واتهامات وإشاعات ضد الحركة المدنية والسياسية السودانية التي استشعرت هذا الخطر، وبدأت تحذر منه وتعمل على مواجهته، بما في ذلك مناشدات ونداءات استغاثة للمجتمع الدولي والإقليمي وأصدقاء الشعب. فقد تجاهلت سلطة بورتسودان الحقائق الدامغة التي قدمتها المنظمات الدولية بشأن تفشي المجاعة في أجزاء واسعة من البلاد. والأرقام لا تكذب؛ 24 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يقترب 1.5 مليون من الموت جوعًا. ومع ذلك، تواصل هذه المجموعة المجرمة إنكارها، متذرعة بمؤامرات “خارجية” متوهمة.

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ظل السودانيون يدفعون ثمنها من دمائهم وأرواحهم وقوتهم وسكينتهم، والآن تسعى الحكومة للاستفادة من شرعية “شكلية” وهمية لإسكات المنظمات الإغاثية وتقويض جهود المساعدات الإنسانية، واستخدام “السيادة” كدرع لحماية مصالحها السياسية وغطاء للفساد والتقصير.

أوضاع النازحين واللاجئين في جميع ولايات السودان تفضح أكاذيب بورتسودان. آلاف الأسر تتكدس في مخيمات لا تصلها المساعدات، بينما تتفاقم معدلات سوء التغذية بين الأطفال، وتزداد الوفيات بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع. هذه هي النتيجة الحتمية لسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها هذه المجموعة المجرمة في بورتسودان، غير مكترثة بمصير الشعب الذي من المفترض أن تحميه.

أن قرار الانسحاب من آلية التصنيف المرحلي المتكامل ليس إلا وسيلة لإخفاء حجم الكارثة ومنع الرقابة الدولية بتشويه الحقائق وتسييس قضية المجاعة فبدلاً من التعاون مع المنظمات المعنية ووضع خطط عاجلة للتخفيف من الأزمة، تختار اختار هولاء صب الزيت على النار بتصريحات متعجرفة واتهامات باطلة، متجاهلين أن هذا السلوك يدفع الملايين نحو الهلاك حرفيا.

في ظل هذا الواقع المأساوي أمام السودانيين ومستقبلهم العاتم، تبرز ضرورة ملحة لتوافق سياسي بين السودانيين والسودانيات، وتقرير مصيرهم دون ارتهان لعصابة آخر همها السودان وأهله. هذا التوافق يكون مؤسسًا على أهداف ومقاصد وطنية واضحة، على رأسها مجابهة الأوضاع الإنسانية في البلاد، بما في ذلك الجوع الذي يحاصر الناس من جميع الاتجاهات. ومستندًا إلى شرعية ثورة ديسمبر المجيدة، فالامن والخبز، السلطة كل السلطة للشعب. فالثورة فتحت الباب لبناء عقد اجتماعي جديد يؤسس لسودان يسوده السلام والحرية والكرامة. وما أحوجنا إلى مشروع وطني يحقق تطلعات الشعب في العدالة والحكم الديمقراطي، وينهي سياسات وحِقب القمع والاستبداد.

ولا داعي للإشارة إن الحركة الإسلامية التي تتحكم بمفاصل النظام في بورتسودان اليوم لا تمثل إلا مصالحها الضيقة ونهجها الاستبدادي، مستعدة للتشبث بالحكم حتى لو تطلب ذلك إقامته فوق مدفن آخر طفل سوداني جائع. فحياة السودانيين لا قيمة لها في ميزان هذه العصابة الإجرامية.

الوسومالمجاعة انكار فتحي محمد عبده كارثة

مقالات مشابهة

  • إنكار المجاعة: الجريمة الكبرى لعصابة بورتسودان
  • عاصمة الطب «1»
  • تعرّض لوعكة صحية.. نائب سابق يدخل المستشفى
  • وفيات الثلاثاء .. 31 / 12 / 2024
  • الحاج حسن: الزراعه في قلب استراتيجياتنا الوطنية
  • من البعرة إلى البعير: حكم وحكمة يناقش رحلة الفطرة نحو الإيمان
  • رينارد: هدفنا اللقب.. وسنسعى لفرض أسلوبنا على منتخب عُمان
  • الخريجي يناقش مع سفير السودان لدى المملكة دفع الله الحاج علي مستجدات الأوضاع
  • أسامة حمدان: إسرائيل تعرقل الصفقة وسلوك السلطة بمخيم جنين مُخز
  • شاهد | من شعب الإيمان للسيد القائد وقواته المسلحة.. رسائل شكر ووفاء وجهوزية