أوضح السفير عمرو حلمي عضو مجلس الشيوخ، أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت منذ عام ١٩٧٢ حق النقض الفيتو  ٤٦ مرة لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تنتقد إسرائيل أو تتناول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومقتضيات حمايته، وأنه على الرغم من المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية أيضا فإن الأسلحة الأمريكية لا تزال تتدفق على إسرائيل دون أدنى عوائق في انتهاك واضح حتى للمعايير الأمريكية التي تحكم تصدير الأسلحة لمختلف الدول والتي تم تحديدها لضمان عدم استخدامها في عمليات عسكرية تخالف  مبادئ القانون الدولي، وهو الأمر الذي يوضح دون أدنى مجال للشك مدى التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل التي تمارس أقصى أساليب العدوان والقتل والتجويع والعقاب الجماعي وذلك  في تجاهل تام للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان ولاتفاقيه جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ المعنية بحماية المدنيين زمن النزاعات المسلحة ولميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف حلمي أن استخدام  الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض " الفيتو " اليوم  ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن الدول العربية في الأمم المتحدة والذي طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة - والذي يعد الفيتو الأمريكي  الثالث منذ تفجر أحداث ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - جاء ليمنح اسرائيل مجددا المباركة الأمريكية لمواصلة العدوان والإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين الذين سقط منهم حتى الآن ٢٩ ألف مدنيا معظمهم من الاطفال والنساء في كارثة انسانية واخلاقية لم يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، موضحا  أن حصول مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر على تأييد ١٣ دولة عضو في مجلس الأمن مع امتناع بريطانيا عن التصويت يعكس تعنت الموقف الأمريكي الذي بات يعاني مما يشبه العزلة حتى داخل مجلس الأمن المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين.

وتابع عضو مجلس الشيوخ: النظام الدولي بات يتأرجح على حافة الهاوية بعد أن أصبح الامتثال للقانون الدولي يتوقف على هوية الضحية والجاني نتيجة لمواصلة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض "الفيتو " بعد أن أصبحت الأمم المتحدة عاجزة تماما على وقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة وهو العدوان الذي بدأت تداعياته تمتد لتهدد الأمن والاستقرار الإقليمي بأسره، وأنه حتى مع ما يتردد عن التوجه الأمريكي لطرح مشروع قرار على مجلس الأمن فإن صياغته لا تتضمن مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار في تحرك يبتعد عن الجدية والموضوعية التي تتناسب مع خطورة الأوضاع الإنسانية والسياسية التي تشهدها المنطقة بأسرها الأمر الذي يتزامن مع الفشل الأمريكي في اجبار اسرائيل على التراجع عن تنفيذ مخططاتها لاجتياح رفح أو في دفعها إلى التوقف عن تنفيذ أهدافها لتفريغ غزه والضفه الغربيه من الفلسطينيين وإجبارهم على التهجير القسري إلى خارج  بلادهم وهو ما يجهض عمليا فرص تفعيل حل الدولتين الذي أصبح أكثر من أي وقت مضى مطلبا دوليا يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني  الذي لا يمكنه الاستمرار في قبول الاحتلال الاسرائيلي الى ما لانهاية.

وأكد حلمي، أن المجتمع الدولي لم يعد أمامه من خيارات سوى مواصلة العمل الجاد من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية الكافية دون عوائق إلى من يحتاجونها في جميع أنحاء قطاع غزة، واتخاذ الخطوات الكفيلة بتسريع إدخال المساعدات الإنسانية العاجله، إضافة إلى استئناف إمدادات الكهرباء والمياه والسماح بدخول الوقود والغذاء والدواء، وأن على كافة الديمقراطيات الغربية ان تراجع مواقفها اذ ان خصوصيه علاقاتها مع إسرائيل لا يجب ان تذهب الى حد مباركه المذابح والتغاضي عن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في كافة ربوع أراضيه المحتلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الامريكية حق النقض الفيتو الفيتو مجلس الأمن إسرائيل

إقرأ أيضاً:

مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا


أفادت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة ان موسكو وواشنطن طلبتا عقد مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا ومتوقع عقدها غدا الاثنين.

وأفاد المرصد السوري بارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في أحداث عنف الساحل السوري إلى 830 قتيل.

وتتواصل اشتباكات مدن الساحل السوري، رغم انخفاض وتيرتها مقارنة بالأيام الماضية، حيث تحولت المواجهات من المدن إلى المناطق المفتوحة في ريف جبلة والقرداحة.

ووسعت القوات الحكومية السورية، بدعم من وزارة الدفاع وقوات الأمن العام،  نطاق عملياتها العسكرية، وتمكنت من دخول عدة مناطق دون مقاومة كبيرة، مثل مدينة القدموس، في حين استمرت الاشتباكات في مناطق أخرى، خاصة في محيط جبلة والقرداحة، حيث لا تزال مجموعات مسلحة تابعة للنظام السابق متمركزة هناك.

وأكدت مصادر أمنية العثور على مقبرة جماعية تضم خمسة جثامين، أربعة منها تعود لعناصر من قوات الأمن العام، وواحدة لمدني، ويُعتقد أن هذه الجرائم ارتُكبت على يد مجموعات تابعة للنظام السابق.

ويشارك في العمليات العسكرية أكثر من 50 ألف عنصر من القوات الحكومية، مدعومين بمجموعات تطوعية، بعضها متهم بارتكاب جرائم قتل جماعي وتخريب.


كما أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية، الأحد، قرارا بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري التي وقعت بتاريخ 6 مارس 2025، الخميس الماضي.


وحسب بيان الرئاسة السورية فقد جاء القرار في إطار الحرص على تحقيق المصلحة الوطنية العليا وضمان السلم الأهلي وكشف الحقيقة

مقالات مشابهة

  • مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا
  • إسرائيل تطرح منظومة "أرو" المتقدمة على"القبة الذهبية" الأمريكية
  • المقررة الأممية لحقوق الإنسان: تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • من هم قيادات الحوثيين الذي شملهم قرار العقوبات الأمريكية؟
  • أكسيوس: إسرائيل ترفض مفاوضات مباشرة بين أمريكا وحماس
  • صراع خفي في الدوحة.. إسرائيل تفشل محادثات سرية مباشرة بين أمريكا و”حماس”
  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا الذي سيعقد في مدينة جدة الأسبوع المقبل