بغداد تؤهل نفسها بـ 5 أسباب لتكرار حدث 2012 باستضافة القمة العربية 2025
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
قال عضو مجلس النواب صباح الشيخ حبيب، اليوم الاربعاء (21 شباط 2024)، إن هناك 5 أسباب موضوعية تجعل بغداد مؤهلة لاستضافة القمة العربية 2025، فيما استبعد وجود معرقلات سياسّة أمام هذه الاستضافة.
وقال حبيب في حديث لـ"بغداد اليوم"، انه" بغداد استضافت القمة العربية عام 2012، رغم التحديات الامنية انذاك والوضع حاليا اختلف بشكل كبير من ناحية الاستقرار ومدى تمكن القوات الأمنية من فرض سيطرتها على جميع المناطق كما ان المعركة مع الارهاب تقترب من نهايتها مع وجود فلول مبعثرة في بعض المناطق لكن الاوضاع العامة مستقرة وبنسبة كبيرة".
واضاف، ان" بغداد مهيأة لاستضافة القمة العربية 2025 لخمسة اسباب موضوعية، أولها دور بغداد المحوري في المنطقة واهمية ان تكون الحلول للازمات من خلالها بسبب علاقاتها الوثيقة مع كل الاطراف بالاضافة الى ان كل الدول باتت تدرك بأن أمن المنطقة يمر بالعراق، مؤكدا بأن إمكانية ان يؤثر الصراع بين الفصائل المسلحة وامريكا على اجراء القمة غير وارد لانه صراع له محددات سياسية ولايمكن ان ياخذ مدى اكبر واوسع".
واستبعد الشيخ حبيب ان" تكون هناك معرقلات لعقد القمة العربية في بغداد لاسباب سياسية لان الجميع يدرك بأنه لايمكن حل ازمات الشرق الاوسط دون حوارات مع كل الاطراف ذات العلاقة والتاكيد على وحدة الصف حيال القضايا المهمة في المنطقة بشكل عام".
واستدرك النائب بالقول، إن" عقد القمة سيحمل ايجابيات لبغداد من ناحية قدرتها على فرض الأمن واعطاء رسائل للراي العام حول مدى الاستقرار الذي سيجلب الاستثمارات والمشاريع ويؤكد دور بغداد المحوري في المنطقة".
وأعلن العراق يوم امس الثلاثاء (20 شباط 2024) عن تقديم طلبه لاستضافة القمة العربية لعام 2025 في العاصمة بغداد، حسب متحدث الحكومة باسم العوادي.
وقال العوادي في بيان: "نظرا لاستعادة دور العراق المستحق إقليميا وعالميا، وانسجاما مع توجه الحكومة نحو تعزيز موقعه ونقل الصورة الحقيقة الإيجابية عنه، التي بدأت تترسخ بدلا عن تلك المشوهة، بسبب الظروف الصعبة التي استطاع بلدنا العريق تجاوزها بهمة وتضحيات أبنائه".
وأضاف البيان: "قدم العراق طلبا لاستضافة القمة العربية لعام 2025 في العاصمة بغداد وتسعى الحكومة إلى استكمال مقومات هذه الاستضافة بما يناسب الضيوف من قادة الدول العربية، وفقا للأعراف الدبلوماسية وبما يتلاءم مع مكانة البلد المستضيف وسمعته لذا شرعت الحكومة بتهيئة وتأمين المستلزمات الضرورية لذلك".
وتابع البيان: "إن العزلة التي عانى منها العراق إبان نظام الحكم الدكتاتوري، وحربنا ضد الإرهاب طيلة الحقبة الماضية، لم تتح الفرصة لتأهيل البنى التحتية الأساسية للدولة، بما يسمح باستضافة الأحداث الإقليمية والعالمية المهمة والكبيرة، مما فوت فرصا كثيرة كان من الممكن أن يلعب فيها العراق دورا فاعلا ومؤثرا في الساحة الدولية".
وأردف: "إزاء ما تقدم وبغية الاستعداد للقمة العربية في بغداد عام 2025، وغيرها من الأحداث الدولية المتعلقة بالعراق، التي أقيمت سابقا في دول مجاورة أو إقليمية للأسباب آنفا ولإنهاء هذا الوضع غير الطبيعي أصبحت الحاجة ملحة لتهيئة البنى الأساسية اللازمة، ومنها تأهيل مقرات الضيافة الحكومية المتردية بشكل كبير وواضح للعيان".
وأشار البيان: "وبعد تداول وثيقة على منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى تأهيل عدد من (الدور) فقد اقتضى التنويه إلى أن الحكومة قد ارتأت تأهيل شامل لبعض المجمعات الرئاسية، التي تضم عددا من دور الضيافة الكبرى والتي شغلت سابقا من قبل بعض الوزراء والنواب، مما جعلها بحاجة إلى إجراء عملية صيانة وتأهيل شامل".
وأكمل "وقد أعدت وزارة الإعمار والإسكان الكشوفات المطلوبة ووفقا لمحدداتها السعرية والفنية، وعرضتها وزارة التخطيط على مجلس الوزراء لإقرارها، وحصلت الموافقة بقرار المجلس في 2024/2/7".
وستكون هذه القمة حال عقدها في بغداد الأولى بعد نحو 13 عاما من استضافة قمة 2012، وستعد رابع قمة يستضيفها العراق، بعد قمم 1978 و1990 و2012.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: لاستضافة القمة العربیة
إقرأ أيضاً:
اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانيا
برلين – تحديات عدة تواجه المرأة العربية في ألمانيا تجعلها تعيش حالة من الغربة المزدوجة، إذ تحاول من جهة الحفاظ على هويتها العربية التي نشأت عليها، ومن جهة أخرى التأقلم مع مجتمع غربي بثقافته المختلفة وأسلوب حياته المغاير، وذلك على الرغم من درجة التمايز في التجارب الشخصية والمعرفية.
وتعد ألمانيا من أكثر الدول جذبا للمهاجرين، بمن فيهم النساء العربيات اللواتي قدمن لأسباب متنوعة، مثل الدراسة أو العمل أو اللجوء.
ومع تزايد عدد أفراد الجالية العربية تسجل المرأة العربية حضورا أكبر في مختلف مجالات الحياة رغم الصعوبات التي تواجهها في البداية من حيث التكيف مع المجتمع ومواجهة التحديات أو استغلال الفرص المتاحة.
تعد اللغة الألمانية من أبرز العقبات التي تواجه المرأة العربية، إذ إنها أساس التواصل اليومي والاندماج في سوق العمل والمجتمع، لكن كثيرا ما ترتبط هذه المشكلة بالعنصر الزمني المطلوب لتعلم لغة البلد الجديد، لكن هناك جانب آخر يواجه العديد من النساء ويكمن في صعوبة التوفيق بين الحياة الأسرية والطموح المهني.
وتلخص ماسا تيفور التحديات التي تواجه المرأة العربية في ألمانيا في صعوبة تعلم اللغة الألمانية وقلة المعارف لممارسة اللغة معهم.
وتقول تيفور للجزيرة نت "رغم وجودي في ألمانيا منذ 10 سنوات فإنني لا أملك سوى صديقين ألمانيين وألتقيهما مرة كل بضعة أشهر، كما أنني شعرت بصعوبة إيجاد مكاني في هذا المجتمع، فأنا أتعرض للانتقاد من الألمان لأنني عربية، ومن العرب لأنني متأقلمة مع الحياة في المجتمع الألماني، لذا لا أشعر بالانتماء لأي من المجتمعين".
إعلانأما منال عبد الحفيظ شريدة -وهي مترجمة لغوية- فتقول إن "التحدي كان في قبول المجتمع الألماني لي كامرأة عربية، لكن الأمر كان أسهل نسبيا بالنسبة لي لأنني لا أرتدي الحجاب، ومع ذلك، فإن الحفاظ على هويتي كامرأة عربية كان تحديا كبيرا، لأنني لا أرى الاندماج ضرورة تعني الانصهار في المجتمع الألماني أو تبني عاداته بالكامل".
وأضافت شريدة للجزيرة نت أن تربية الأبناء في هذا المجتمع تشكل تحديا آخر، إذ يفرض المجتمع المشاركة في تقاليده مثل الاحتفال بأعياد الميلاد، وهو ما قد يضع الأطفال في مواقف محرجة أمام زملائهم الألمان "لكننا نحرص على توضيح موقفنا لهم، ونعرّفهم أيضا بأعيادنا الإسلامية".
من جهتها، ترى المسؤولة النسائية والإعلامية في الهيئة الإدارية للجالية الأردنية سوسن الحمود أن من أكبر التحديات المرأة في ألمانيا هو التوفيق بين العمل والأسرة.
وقالت سوسن للجزيرة نت "في بلادنا العربية هناك دعم عائلي قوي من الجدة، العمة، أو الأخوات في رعاية الأطفال، بالإضافة إلى توفر مربيات وعاملات منازل بأجور معقولة، أما في ألمانيا فإن الاعتماد على خدمات الرعاية المنزلية مكلف للغاية، إذ يتم احتساب الأجور بالساعة، مما يشكل عبئا ماليا على الأسر".
وأضافت أن "اختلاف الثقافات يلعب دورا كبيرا، فمن الصعب الحفاظ على ثقافة البلد الأم بالكامل لأننا نعيش في مجتمع منفتح، مما يجبرنا على البحث عن حلول وسطية".
ورغم التحديات فإن ألمانيا توفر العديد من الفرص التعليمية والمهنية للنساء من خلال الجامعات والمعاهد وبرامج التدريب المهني، كما تقدم الحكومة برامج لدعم المرأة في مجالات التعليم والعمل ورعاية الأطفال، إلى جانب دعم منظمات المجتمع المدني للنساء المهاجرات.
بدورها، تقول رشا ديب الفنانة التشكيلية التي وصلت إلى ألمانيا قبل 10 سنوات إن "البيئة الألمانية توفر فرصا متعددة، ومع ذلك فمدى استفادة المرأة العربية من هذه الفرص تعتمد على قدرتها على الاندماج مع المجتمع الألماني".
إعلانوأضافت ديب للجزيرة نت أن تعلم اللغة الألمانية كان تحديا كبيرا بالنسبة لها كونها بدأت باستخدام الإنجليزية في البداية، ثم أدركت أن إتقان الألمانية كان ضروريا لتحقيق النجاح المهني والاجتماعي.
ويشهد تمكين المرأة في ألمانيا تطورا متزايدا، مما يفتح آفاقا جديدة للنساء العربيات، خاصة في ريادة الأعمال والعمل الحر، إذ توفر الحكومة الألمانية دعما ماديا وإرشاديا للراغبات في بدء مشاريعهن الخاصة.
وتقول ديب إن "الهجرة منحتني فرصة لإعادة تشكيل أفكاري وأسلوب عملي الفني، لقد ساعدتني هذه التجربة في التعبير بحرية عن القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المرأة، كما أضافت بعدا جديدا إلى أعمالي الفنية".
وتواجه المرأة العربية تحديات إضافية عند تولي مسؤولية الأسرة بمفردها، إذ ترى لونا قزاز أن التحدي الأكبر يتمثل في "إدارة حياتي كأم وحيدة مسؤولة عن أطفالي، الصعوبات التي واجهتها شملت تعلم اللغة، والتعامل مع مجتمع مختلف تماما في عاداته وتقاليده، لكن التحدي الأكبر كان الصور النمطية، إذ واجهت رفضا متكررا من الشركات عند التقدم للعمل، فقط لأنني محجبة".
أما ماسا تيفور فتشير إلى الضغط الاجتماعي الذي تعاني منه الفتاة العربية في ألمانيا، قائلة إن "هناك توقعات لا تنتهي، الأهل ينتظرون من ابنتهم أن تكون قوية وتدعمهم، في حين يتوقع المجتمع الألماني أن تكون مستقلة تماما، وأن تحقق نجاحا مهنيا وإلا فلن تعتبر ناجحة وفقا لمعاييره".
ورغم التحديات المتعددة التي تواجهها المرأة العربية في ألمانيا فإن الفرص المتاحة تمكّنها من تحقيق ذاتها على الصعيدين المهني والاجتماعي شرط قدرتها على مواجهة الصور النمطية، وكذلك التوفيق بين هويتها وثقافة المجتمع الجديد، والاستفادة من الفرص المتاحة.
إعلان