شارك الدكتور سعيد علام نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون خدمة المجتمع و تنمية البيئة، اليوم في فاعليات ملتقى "المستقبل ينتمى لأفريقيا" في دورته الثانية، والذي تنظمه جامعة الإسكندرية ممثلة في المركز الجامعي للتطوير  المهني بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وجامعة سنجور، ويعقد في الفترة من ١٩-٢١ فبراير الجاري بمكتبة الإسكندرية، وذلك تحت رعاية الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية.

وأكد نائب رئيس الجامعة على اهتمام جامعة الإسكندرية بالإعداد الجيد لخريجيها من مختلف الكليات لتأهيلهم لسوق العمل لمواكبة متطلباته المتغيرة، موضحاً أن جامعة الإسكندرية تعمل على سد الفجوة بين الجوانب الأكاديمية والمهنية، لذا أنشأت الجامعة المراكز الجامعية للتطوير المهني لتقديم الدورات التدربية وورش العمل وفرص للتدريب أثناء الدراسة وبعد التخرج، ولفت أن هذه المراكز قدمت خدمات التطوير المهني لأكثر من 20 ألف طالب وخريج على مدار الثلاث سنوات الماضية.

السبت.. عرض أفلام «ثالثهما» و«باب البحر» و«البر المزيون» بنادي سينما أوبرا الإسكندرية

 وأشار الدكتور أيمن فريد مساعد وزير التعليم العالي للتخطيط الإستراتيجي أن الملتقى يسعى إلى سد الفجوة بين التعليم العالي وسوق العمل الإفريقي ويهدف إلى الوقوف على التحديات المتعلقة بتوفير فرص عمل مستدامة للشباب المصري والإفريقي، كما يدعم ثقافة ريادة الأعمال والأعمال الحرة تماشياً مع رؤية مصر 2030 لتحسين مستوى معيشة جميع الفئات الاجتماعية من خلال توفير العمل الجيد والتدريب وصقل المهارات وتشجيع البحث العلمي والابتكار ووضع استراتيجيات موحدة لمكافحة البطالة ونقص العمالة فى أوساط الشباب، وأستعرض الدكتور أيمن فريد تاريخ إنشاء مراكز التطوير المهني وريادة الأعمال بالجامعات المصرية منذ عام 2012 وحتى الآن موضحاً أن جامعة الإسكندرية كانت من أولى الجامعات المصرية سعياً في هذا الاتجاه مع جامعات المنصورة وعين شمس.


   يتناول الملتقى خلال فاعليات اليوم 3 جلسات وهى : التعليم في العصر الرقمي ( خلق فرص عمل جيدة) ، ريادة الأعمال والتعليم ( المستقل فى ضوء أحدث التقنيات )، مستقبل التوظيف في أفريقيا ( تعزيز الرأس المالي البشرى في أفريقيا) .
    شارك فى فاعليات الملتقى هبه الرافعي القائم بأعمال رئيس قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية والبروفيسور تييرى فيردل رئيس جامعة سنجور وممثلي القطاعات المختلفة بمكتبة الإسكندرية وجامعة سنجور والدكتورة عائشة حمدي مدير المركز الجامعي للتطوير المهني بكلية الأعمال والممثل الإقليمي للمشروع.


وتم علي هامش الملتقي افتتاح معرض للتوظيف بمشاركة اكثر من ١٥ شركة لعرض أحدث فرص العمل و التدريب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاسكندرية خدمة المجتمع و تنمية البيئة جامعة الإسكندرية جامعة سنجور رؤية مصر 2030 جامعة الإسکندریة

إقرأ أيضاً:

التحول الديموغرافي وتوجيه مجتمعات المستقبل

في الحديثِ عن المستقبل تبرز بعض العوامل والإشارات التي تأخذ حيزًا أكبر من غيرها في نقاشات المستقبل؛ وذلك كونها تتصل بعالم (الأشياء)، وتكون ملموسة ومشاهدة بشكل مباشر في حياة الأفراد (متخصصين وعامة)، وبالتالي فإن تقديرهم لأولويتها في تحريك المستقبل وتغيير واقع الحياة الإنسانية والمجتمعات يكون أكبر. ومن ذلك التقنيات الحديثة وأهمها ما تولده اليوم فتوحات الذكاء الاصطناعي من تطبيقات وبرمجيات تتقدم بالزمن، وتغير خارطة تموضع الذكاء، وتعيد فتح جدلية تفوق ذكاء الآلة في مقابل ذكاء البشر. غير أن بعض العوامل والإشارات الأخرى المرتبطة بالمستقبل - رغم رصدها - وتكرار الحديث عنها فإنها لا تأخذ ذات الحيز من (الهاجس البشري) في ضرورة العمل والقدرة على تدبير مسارات التكيف أو التعامل معها، وقد يرد ذلك لكونها غير ملموسة أو محسوسة بشكل مباشر، ولا تؤثر على المعيش المدرك اليومي، وقد ترتبط في الذهنية العامة بمستقبل يمكن السيطرة عليه وتفاديه أو سهولة التكيف معه، ومنها المتغير الديموغرافي؛ والذي تكمن حساسيته ليس فقط في المؤشرات (الكمية) المتصلة بتوقعاته وسيناريوهاته، وإنما في القراءات الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن يولدها ذلك (الكم)، بحسب طبيعة كل مجتمع وتركيبته وسبل تدبير نظامه السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي.

ثمة مؤشرات لا يمكن إغفالها في الحديث عن متغير الديموغرافيا ومستقبله، فالنمو العالمي لأعداد السكان بنحو 18% بين عامي 2025 حتى 2050 يحمل في طياته أوجهًا متباينة لطبيعة هذا النمو، وتوزيعه، والحصص الاقتصادية لمكاسبه، والأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على نقصه في أقطار واقتصادات بعينها. واقتراب معدلات الخصوبة العالمية من (مستويات الإحلال) حسب توقعات عام 2050 لتكون عند (2.1) ولادة لكل أمرة يفتح أسئلة حول الدوافع والمسببات الصحية والاجتماعية لوضع الخصوبة العالمي، ففي السياق الاجتماعي هل تبدو ثمة أفكار وإيديولوجيا جديدة ناشئة تحرك المجتمعات نحو حسر موجات الزواج، أو حين الزواج حسر معدلات الإنجاب (طواعية). انشغلت النظرية الاجتماعية خلال العقود الفائتة بتبرير ذلك بسبب تركيبة الأسر الجديدة (النواة)، وممارسات الفاعلين الأسريين، من خروج المرأة بشكل موسع للانخراط في العمل والاقتصاد، إلى تزايد المسؤوليات الاقتصادية للمربين، إلى دخول مفاهيم جديدة في معادلة التربية، وهو ما استدعى الأسر الجديدة إلى تبني عقيدة (الإنجاب المحدد) في مقابل (التربية المكتملة)، ولكن لا يزال السؤال قائمًا: هل هذه المبررات الاجتماعية تصلح وحدها لتفسير حالة الخصوبة العالمية اليوم؟ أم أن هناك متغيرات تتعلق بقناعات الأفراد أنفسهم قد تغيرت حتى في ظل انخراطهم في تكوين أسر جديدة. ومن المؤشرات البارزة في سياق المتغير الديموغرافي تحصل القارة الإفريقية على نصيب الأسد من حصة النمو السكاني العالمي، في مقابل انحسار تلك النسب في أوروبا وبعض بلدان أمريكا الشمالية، وتطرح هذه المؤشرات أسئلة حول سؤال الطلب على القوى العاملة، وخاصة في الاقتصادات المتقدمة التي ستعاني من الانحسار في معدلات السكان في سن العمل، وهل سيغير ذلك خارطة الهجرة العالمية، لتكون هجرة قائمة على الطلب أكثر من كونها هجرة قائمة على الحاجة مثلما هو الوضع العالمي الراهن. كيف ستنشأ كذلك أنماط جديدة للعمل عن بعد، والعمل في قارات مختلفة من قارة واحدة لشخص واحد، وكيف سيعالج انتماء الإنسان الاقتصادي ومساهمته الاقتصادية ضمن منظومات الناتج المحلي القومي وإنتاجية العمالة في ظل خدمته في أكثر من قُطر وقارة. وفي المقابل كيف تستفيد إفريقيا (اقتصاديًا) من حالة الانفجار السكاني في بعض دولها، خصوصًا مع توسع نطاق القوى العاملة، وهل ستركز المؤسسات الرائدة في التعليم والتدريب جهودها في الدول الإفريقية لخلق جيل من المهارات والمعارف قادر على تحقيق الانتقال الاقتصادي.

الواقع أننا يمكن تقسيم دول العالم في سبيل تعاملها مع المتغير الديموغرافي اليوم إلى خمسة نطاقات أساسية: دول عملت على تمكين سياسات الهجرة إليها بشكل مطلق ومباشر عبر الحوافز والتسهيلات وسياسات الجذب والاستقطاب، ودول عملت على تمكين تلك السياسات وفي سياق مواز طورت سياسات للهوية الوطنية ولحماية التركيبة السكانية الأصيلة، ودول تحاول تقييد مسائل الهجرة والإقامة والمحافظة على المكون الأصيل لمجتمعاتها، ودول لا زالت تنتهج سياسات غير متسقة بين الجذب والاستقطاب وبين محاولات تمكين المكون الأصيل لمجتمعاتها، ودول تحاول المراهنة على نظم تنمية الموارد البشرية والحماية الاجتماعية للتعامل مع المتغير الديموغرافية دون النظر إلى السياسات الأخرى التكميلية مثل سياسات الهجرة والإقامة. تكاد الخارطة العالمية تتقسم - حسب حدود رصدنا - بين هذه النطاقات الخمسة. وفي تقديرنا فإن حساسية المتغير الديموغرافي تتطلب سياسات يتم صنعها بحساسية ودقة؛ بحيث توازن في (حالتنا المحلية) بين أربعة عناصر أساسية: حاجيات نمو الاقتصاد وتنويعه وتوسيع هياكله الانتاجية، المحافظة على عناصر الهوية الوطنية بوصفها سمة للتنمية والنمو، تحقيق الاكتفاء الاقتصادي للسكان خاصة فئة السكان في سن العمل، وديمومة البيئة المتكاملة لرعاية الأشخاص ما بعد سن العمل والحفاظ على مستويات أفضل من الصحة العامة لهم. وفي تقديرنا كذلك فإن التعامل مع المتغير الديموغرافي لن يكون محصورًا بمجرد وجود السياسة السكانية بل يكون عبر عملية تنسيق ومواءمة كافة السياسات الاجتماعية والاقتصادية لتكون متفقة على مقصد (سيناريو) ديموغرافي واضح ومحدد، تنطلق منه وتتمحور حوله، فإذا كان مقصد السيناريو تعظيم الاستفادة من السكان في سن العمل باعتبار فرصة النافذة الديموغرافية، سعت قطاعات التعليم والتدريب والتأهيل لتغيير مقارباتها نحو تحقيق هذا المقصد، ووسع الاقتصاد فرصه للعمل والريادة لهذه الفئة، وحسنت مؤسسات الرعاية الشبابية الظروف الكاملة للنمو الأمثل لهذه الفئة بما يخدم تحقيق مقاصد السيناريو الوطني المنشود.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد السفارة الأمريكية لمناقشة سبل التعاون
  • مركز نور البصيرة بجامعة سوهاج ينظم مسابقة رمضانية في حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف للطلاب ذوي الإعاقة
  • رئيس جهاز العبور الجديدة يتفقد ليلا وحدات سكن لكل المصريين لدفع العمل
  • آليات عمل الجهة الإدارية المختصة بالتوجيه المهني لراغبي التدريب في قانون العمل
  • التحول الديموغرافي وتوجيه مجتمعات المستقبل
  • من التنمر إلى التمكين..نحو مجتمع دامج للأشخاص ذوي الإعاقة.. ندوة بجامعة الزقازيق
  • جامعة الأقصر تشارك في ملتقى "إدراك" للقاءات الحوارية بين الجامعات والمعاهد.. صور
  • جامعة سوهاج تشارك في ملتقى إدراك لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية
  • أمريكا.. وزارة العدل تجري تحقيقًا في احتجاجات حرب غزة بجامعة كولومبيا
  • وظائف جديدة بجامعة حلوان.. قدم الأن