الأم الحنون للدراما السورية.. وفاة الفنانة ثناء دبسي عن عمر ناهز 83 عاما
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
السومرية نيوز – فن وثقافة
رحلت الفنانة السورية ثناء دبسي، الثلاثاء، عن عمر ناهز 83 عاماً، بعد صراع مع المرض، تاركةً بصمة فنية فائقة الرقة، لاسيما في تأديتها لشخصية الأم في الكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية، والذي جعلها تحظى بلقب "الأم الحنون في الدراما السورية". وقدمت ثناء في حياتها عشرات الأدوار العميقة جسدتها باقتدار، رافعة من حساسية وفعالية الأداء التلفزيوني، وذلك بعد أن بنت تجربتها على أسس المسرح المتينة من خلال الكثير من العروض التي ميَّزتها بحضورها الرائق والذكي.
بدأت رحلة الفنانة ثناء منذ أن كانت تلميذة، إذ شاركت في الحفلات المدرسية بمدينتها حلب، وهناك تعلمت رقص السماح وغناء الموشحات والقدود والتمثيل، لتنتقل بعدها للتلمذة على يد الموسيقي الراحل بهجت حسان بمشاركة أختها ثراء، وذلك ضمن فرقة نادي المسرح الشعبي الذي أقام حينها العديد من الأنشطة الفنية.
وكانت ثناء دبسي من أوائل الفنانات المنتسبات للمسرح القومي في سورية عند انطلاقته سنة 1960، واعتبرت إحدى رائداته، حيث شاركت بعمر 20 عاماً في مسرحية "شيترا" عن نص للشاعر الهندي طاغور، ثم تلتها مسرحية "أبطال بلدنا" تأليف المصري يعقوب الشاروني.
ووصل ما قدمته ثناء على خشبة المسرح من عروض للمسرحيْن القومي والعسكري نحو 16 عرضاً عن نصوص لكتّاب عرب وأجانب، لكنها توقفت سنة 1978، لتعود إلى الخشبة للمرة الأخيرة خلال عرض "تخاريف" سنة 2000.
وسجلت ثناء دبسي أول ظهور لها في الدراما التلفزيونية عام 1963 من خلال مسلسل "ساعي البريد"، وبعد 7 أعوام شاركت في مسلسل "حارة القصر"، إلا أن حضورها المميز كان عام 1977 من خلال المسلسل التاريخي "هارون الرشيد".
وشاركت بعد ذلك في مسلسلات "شجرة الدر سيرة آل الجلالي"، "رسائل الحب والحرب"، "الحكاية الثانية من سيرة بني هلال"، "الأميرة الخضراء"، "الذئاب"، "أبو كامل"، "قلوب خضراء"، "باب الحديد" و"ترجمان الأشواق".
ومن الشخصيات التي لا تنسى وكانت بصمتها فيها وازنة، شخصية "الآنسة كفاية" في مسلسل "الفصول الأربعة"، والتي أبرزت عبرها صورة نموذجية عن المعلمة المثقفة التي تركت أثراً طيباً في نفوس طالباتها.
وتميزت ثناء دبسي أيضاً في المسلسل الاجتماعي "قوس قزح" حيث لعبت فيه دور "أم سعيد" صمام أمان العائلة وميزانها الصادق الذي لا يخيب، كما شاركت في بطولة مسلسل "عصي الدمع".
وقدمت ثناء عام 2006 واحداً من أروع أدوارها من خلال المسلسل الاجتماعي "غزلان في غابة الذئاب" الذي ترك بصمة كبيرة في ذاكرة السوريين حيث جسدت دور الأم الأرملة التي تعيل ابنتيها في منزل بسيط.
واتسم أداء الفنانة الراحلة بالدراسة الواعية للحالة النفسية للشخصية، مع قدرتها الفائقة على ضبط انفعالاتها، وتحمّل مظالم الحياة، ومن ذلك ما جسدته في مسلسل "زمن العار" لأم عاجزة، إلى جانب مشاركاتها في "عشاء الوداع"، "بنات العيلة" و"الواهمون"، الذي قيس فيه أداؤها بميزان الذهب.
ولا يمكن أن ينسى الجمهور إبداعها المميز في إذاعة دمشق التي قدمت فيها العديد من الأعمال إلى جانب أختها الفنانة ثراء الدبسي.
وكانت ثناء حاضرة مع انطلاقة السينما عام 1972 بفيلم "المخدوعون" الذي يعد من أهم 100 فيلم عربي في تاريخ السينما العربية تلته أفلام "اللجاة"، "قيامة المدينة"، "حدودة مطر"، وفي عام 2008 كان لها حضور في الفلم القصير "شوية وقت".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: ثناء دبسی فی مسلسل من خلال
إقرأ أيضاً:
بعد حديث الحكومة السورية عن زيادة الأجور 400 بالمئة.. ما هي الدولة التي ستمول؟
قال دبلوماسي أمريكي إن قطر تعتزم المساعدة في تمويل الزيادة الكبيرة في أجور موظفي القطاع العام في سوريا٬ التي تعهدت بها الإدارة الجديدة هناك. ويأتي ذلك في إطار المساعدات التي تقدمها الدوحة وعدد من الدول العربية للحكومة الجديدة في دمشق بعد شهر من الإطاحة برئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن قطر ظلت تضغط بشدة على واشنطن لإعفاء سوريا من العقوبات، حتى تتمكن من توفير التمويل بطريقة رسمية.
وأصبح دعم الإدارة السورية الجديدة ممكناً بعد أن أصدرت واشنطن، الاثنين، إعفاءً من العقوبات على سوريا سمحت بموجبه بإجراء معاملات مع المؤسسات الحاكمة هناك لمدة ستة أشهر.
وقال مسؤول عربي إن المحادثات جارية بشأن تمويل قطر لرواتب موظفي الحكومة السورية، لكن لم يتم التوصل إلى شيء بعد، مضيفاً أن دولاً أخرى، مثل السعودية، قد تنضم إلى هذه الجهود.
وصرح مسؤول سعودي، الثلاثاء، بأن المملكة ملتزمة بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للمساعدة في دعم سوريا، وأن دعمها الحالي "يركز على المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية وأماكن الإيواء والإمدادات الطبية".
والأحد الماضي٬ أعلن وزير المالية السوري، محمد أبازيد، أن الحكومة ستزيد رواتب العديد من موظفي القطاع العام بنسبة 400% الشهر المقبل، بعد استكمال إعادة الهيكلة الإدارية للوزارات لتعزيز الكفاءة والمساءلة.
وتقدر كلفة زيادة الرواتب بنحو 1.65 تريليون ليرة سورية (127 مليون دولار)، وستُمَوَّل من خزانة الدولة الحالية، والمساعدات الإقليمية، والاستثمارات الجديدة، بالإضافة إلى الجهود الرامية إلى فك تجميد الأصول السورية الموجودة حالياً بالخارج.
وقال أبازيد إن هذه هي "الخطوة الأولى باتجاه الحل الإسعافي للواقع الاقتصادي في سوريا"، مضيفاً أن رواتب موظفي القطاع العام عن الشهر الماضي ستُصرف هذا الأسبوع.
وأشار الوزير إلى أن هذه الإجراءات تأتي كجزء من استراتيجية أوسع لحكومة تصريف الأعمال في سوريا لتحقيق الاستقرار في اقتصاد البلاد بعد صراع وعقوبات امتدت لنحو 14 عاماً.