لجريدة عمان:
2025-11-15@20:22:19 GMT

هل تفضي قدرات الذكاء الاصطناعي إلى «لا شيء» ؟

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

هل تفضي قدرات الذكاء الاصطناعي إلى «لا شيء» ؟

ترجمة: أحمد شافعي -

لو أنكم سألتم روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي (تشات جي بي تي) عما قد يعنيه صعود الذكاء الاصطناعي بالنسبة لمستقبل الإنسانية، فإنه يعمد إلى إجابة محسوبة فيقول إن «مستقبل الإنسانية مع الذكاء الاصطناعي ليس محسوما سلفا، فسوف يعتمد أثره على كيفية تطور الذكاء الاصطناعي، والقواعد التي ستوضع له، وطريقة اندماجه في مختلف جوانب الحياة».

ولا بأس بذلك الجواب، ولكنه ـ لو تحرينا الصراحة ـ مراوغ. لكن لو أنكم تريدون حقا أن تعرفوا كيف ستنتهي حقبة الذكاء الاصطناعي بالنسبة لنا، فخير لكم أن تطرحوا السؤال على سكوت آرونسن وبوعاز باراك، عالمي الكمبيوتر في جامعة تكساس وجامعة هارفرد على الترتيب. فقد تكبدا بالفعل عناء تصفية النقاش المطول في هذا الأمر ووصلا إلى حفنة من النتائج، وأطلقا على كل نتيجة منها اسما غريبا. يقول آرونسن «لقد كان هدفنا هو أن نوضح السيناريوهات التي يتكلم عنها الناس في الوقت الراهن».

خلال مناقشة مسهبة للأمر على عشاء، انتهى العالمان إلى الاقتناع بوجود خمسة عوالم تشمل جميع النتاجات المحتملة لتطوير الذكاء الاصطناعي. ثم كتب الاثنان منشورا على مدونة آرونسن بعنوان «عوالم الذكاء الاصطناعي الخمسة» راجين من ذلك أن يساعدا أهل المجال على أن يكون حديثهم مجديا حول الغايات النهائية، وحول وضع القواعد الحاكمة لتطوير الذكاء الاصطناعي. يقول باراك «تحرينا نبرة مازحة، لكننا لم نحد عن الجدية في محاولة وضع أساس للنقاش».

إليكم إذن استكشاف لعوالمهما الخمسة على طريقة (اختر مغامرتك بنفسك). وهي لا تخلو من طرافة في ظل منعطف سببه أن طريقة تعاملنا مع الأمور قد تنتهي بنا إلى عالم طوباوي مدعوم بالذكاء الاصطناعي أو إلى محو الإنسانية.

تبدأ رحلة هذه العوالم الخمسة بسؤال بسيط: هل يمكن أن تنتهي قدرات الذكاء الاصطناعي المحتملة إلى لا شيء؟ لا يبدو الأمر كذلك في اللحظة الراهنة، لكن يحتمل كثيرا أن تتوقف مسيرة الذكاء الاصطناعي بسبب شرهه الشديد إلى الموارد. فمن المحتمل أن تتسبب الكهرباء والمياه اللازمتان لإدارة وتبريد خوادم الذكاء الاصطناعي إلى فرض حظر في نهاية المطاف على المزيد من تطويره. أو ربما نستنفد ما لدينا من بيانات نستعملها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية، بمعنى ألا تتحقق للتكنولوجيا مطلقا قوة تغيير اللعبة التي تعد بها فينشأ العالم الذي يطلق عليه آرونسن وباراك اسم «أرض الفشل المدعومة بالذكاء الاصطناعي». يقول باراك «أعتقد أن هذا السيناريو مستبعد. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سوف يغير العالم تغييرا كبيرا».

بفرض أننا لا ننتهي في «أرض الفشل»، على حد تعبير أحد المعلقين، يكون علينا أن نواجه سؤالا آخر: هل تستمر الحضارة في التطور وتظل مألوفة لنا؟ لو أن الإجابة هي نعم، يذهب آرونسن وباراك إلى أننا قد ننتهي في أحد سيناريوهين إضافيين، أحدهما جيد ويطلقان عليه اسم مسلسل تلفزيوني كارتوني هو (مستقبل فيوتشراما) تظهر فيه حضارة المستقبل شديدة الإيجابية. والسيناريو الآخر ليس كذلك كثيرا فيسميانه «ديستوبيا الذكاء الاصطناعي».

نعرف الدستوبيا من قصص خيال علمي لا حصر لها، وأشهرها (1984) لجورج أورويل. وفيها تستعمل الحكومة نظام مراقبة عميقا لإرغام المواطنين على الطاعة العمياء. وتترسخ التفاوتات والانحيازات، وتصبح أماكن العمل أماكن شقاء، ويحصل العاملون على أجور متدنية، اللهم إلا نخبة ضئيلة. يقول آرونسن إن «هناك من قالوا إن سيناريو 1984 غير ممكن لأنه لن يتوافر مطلقا العدد الكافي لمتابعة جميع الشاشات. لكن هذا ممكن مع الذكاء الاصطناعي».

في حال وصولنا إلى هذا، لن يكون ذلك ذنب الذكاء الاصطناعي حقا، لأن دور التكنولوجيا القوية لا يعدو أنها تضخم ما يكون قائما بالفعل، حسبما يقول آرونسن. «سيقول بعض الناس إننا لا ينبغي أن نبدع تكنولوجيا لو أننا نعرف أنها سوف تستعمل في أمور سيئة. لكن لو أننا لن نخترع أي شيء يمكن استعماله في شر، فالواقع أننا لن نخترع أي شيء».

يرجو باراك أن يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى خاتمة أفضل، على غرار مستقبل فيوتشراما، فهذا في رأيه هو أفضل العوالم المحتملة، إذ يقول إن «هذا بالدرجة الأساسية هو السيناريو الذي يكون كل شيء فيه كما هو الآن، لكنه أفضل». ها هنا يستعمل الذكاء الاصطناعي لتقليل الفقر وضمان توافر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والفرص الاقتصادية لمزيد من البشر. وقد يقع ضرر بين الحين والآخر بسبب الشر أو الإهمال البشريين، ولكن سكان هذا العالم من البشر سيكونون على الأرجح مسرورين كثيرا بنصيبهم، إجمالا.

بل إن الوضع قد يكون أفضل من ذلك. إذ يرجو آرونسن أن يأتي يوم محتمل فتوجد فيه يوتوبيا يقودها الذكاء الاصطناعي ويطلق عليها هو وباراك سنجولاريا. وسوف يحدث هذا إذا ما بلغ أثر الذكاء الاصطناعي من العمق أن يجعل مستقبلنا مغايرا لدرجة ألا نعرفه، لكنه مغاير على نحو إيجابي. وها هنا تعيشون جنبا إلى جنب كائنات الذكاء الاصطناعي التي تكون عمليا سلالة فائقة الذكاء تستولي على إدارة الحضارة. ومن حسن الحظ أنها ستكون قوى خيرة، متسامحة مع فقراء الكوكب، من البشر المساكين. ستحل جميع مشكلاتنا المادية، وتمدنا بوفرة لا حدود لها، وتنوب عنا في كثير من مهامنا المضجرة وتوفر التسلية لعقولنا المفتقرة حديثا إلى الحوافز. يقول آرونسن «إنها عمليا جنة الذكاء الاصطناعي».

جميل. لكن ماذا لو أن كائنات الذكاء الاصطناعي ذات القوة الكلية هذه لم تأت بهذا السخاء؟ إذن مرحبا بكم في (جحيم المشابك). وثمة سبب وجيه لهذه التسمية الغريبة. في عام 2003 وصف عالم الرياضيات والأخلاقيات إليزار يودكووسكي ـ الشريك المؤسس لمعهد بحوث الذكاء الآلي في كاليفورنيا ـ تجربة فكرية تكلف فيها الإنسانية الذكاء الاصطناعي بتحسين إنتاج بعض الأشياء العادية، ولنقل إنها مشابك الورق. في حال عدم التفكير جيدا في الخصائص المطلوبة، قد ينتهي الذكاء الاصطناعي إلى محو الإنسانية لوقوفها في وجه حصد جميع موارد الأرض، وربما موارد كل العوالم الأخرى، وتسخيرها جميعا لصنع مشابك ورق أفضل.

كان طرح يودكووسكي أكثر دقة مما يبدو هنا، ولكن الهدف العام بسيط: من الصعب أن نتخيل سيناريوهات لا يكون فيها خلقنا للذكاء الاصطناعي هو آخر ما نفعله نحن البشر. ومن هنا فنحن بحاجة إلى التفكير كثيرا في ما نسمح للذكاء الاصطناعي بالعمل عليه، وفي ربطه بالموارد المادية من قبيل محطات الطاقة أو الأسلحة النووية، وفي إلزام صانعي الذكاء الاصطناعي بالشفافية وإخضاعهم للمحاسبة. ونحن بحاجة إلى التفكير بسرعة أيضا. تقول جريتا دوليبا مديرة الاتصالات في معهد بحوث الذكاء الآلي إن «تغيير السياسات والقواعد يستغرق وقتا طويلا، لأن تروس الحكم بطيئة الدوران. ونخشى أن ينفد الوقت قبل سن تشريعات ذات مغزى».

أما آرونسن وباراك فليسا خائفين كثيرا من احتمال «جحيم مشابك الورق». ففي حين يرى يودكووسكي أن الاحتمال الأرجح، بل الفرض شبه المؤكد، هو أن ينجم حدث كارثي عن بحوث الذكاء الاصطناعي الرديئة، ويعتقد آرونسن أن هذا مستبعد. أما باراك فهو أكثر حذرا، إذ يقول «أنا لست مؤمنا بالاحتمالات البعيدة من قبيل سنجيولاريا أو جحيم مشابك الورق، لكنني أعتقد أن عقولنا يجب أن تبقى منفتحة».

تبدو هذه فكرة طيبة، لكي نتأكد أننا منتبهون لـ«كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي، ووضع قواعده، ودمجه» على حد تعبير (تشات جي بي تي). وإن لم نكن كذلك، فقد نجد أنفسنا بلا أي خيارات في لعبة (اختر مغامرتك بنفسك) التي نلعبها مع تطورات الذكاء الاصطناعي.

الحقيقة أنه حتى في ظل وجود قواعد حسنة النية، من المحتمل تماما أن ننتهي في أحد العوالم المتأثرة بالذكاء الاصطناعي التي نفضّل اجتنابها. وفي هذه الحالة، يجب أن نعمل أيضا على كيفية التنقل بين العوالم. ففي نهاية المطاف، قد نرغب يوما ما في العثور على طريقنا نخرج به من سيناريو دستوبيا الذكاء الاصطناعي لنصل إلى سيناريو فيوتشراما، بل وإلى سنجولاريا. يتساءل آرونسن «هل أرغب في الحياة في عالم تزدهر فيه بلا حدود كائنات حساسة داخل محاكاة لجنة ما؟ نعم، أنا أدعم ذلك كثيرا».

مايكل بروكس مستشار فيزياء في مجلة «New Scientist»، حاصل على درجة الدكتوراه في فيزياء الكم، ويعمل مؤلفاً وصحفياً ومذيعاً

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إلى بالذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هاغينغ فيس.. كيف تقود المصادر المفتوحة ثورة الذكاء الاصطناعي؟

في عالم الذكاء الاصطناعي، برزت شركة "هاغينغ فيس" (Hugging Face) كقصة نجاح استثنائية تجسد كيف تحولت فكرة بسيطة إلى أداة عالمية.

وأصبحت هذه الشركة أساسية في مجال معالجة اللغة الطبيعية، وهي التقنية التي تسمح للآلات بفهم اللغة البشرية.

وما كان في بدايته تطبيق دردشة بسيطا سرعان ما تحول إلى أكبر مستودع عالمي للنماذج، وباتت "هاغينغ فيس" تمثل المكافئ لمنصة "غيت هاب" (GitHub)، ولكن في مجال الذكاء الاصطناعي.

ووفرت الشركة بيئة تعاونية للمطورين مع استضافة مئات الآلاف من النماذج، إلى جانب أنها تنافس من حيث التأثير شركات ضخمة تقدر قيمتها السوقية بالمليارات.

لم يقتصر عمل "هاغينغ فيس" على بناء منتج فقط بل بنت منصة يعتمد عليها المطورون والمؤسسات يوميا (شترستوك)التأسيس والسنوات الأولى

تأسست الشركة عام 2016 على يد رواد الأعمال الفرنسيين كليمان ديلانج وجوليان شوموند وتوماس وولف.

وفي البداية، ركزت الشركة على تطوير روبوت دردشة يعتمد على معالجة اللغة الطبيعية، وهي تقنية كانت حديثة حينها لدرجة أن شركات التكنولوجيا الكبرى هي الشركات الوحيدة التي تستخدمها بسبب تكلفتها التي قد تصل إلى 1.6 مليون دولار من أجل تدريب نموذج واحد.

وكان على روبوت الدردشة دمج نماذج متعددة من أجل استخراج المعلومات واكتشاف النبرة العاطفية للرسائل النصية وتوليد الإجابات وفهم مواضيع المحادثة المختلفة.

ونتيجة لذلك، ركز مؤسسو الشركة على بناء مكتبة من أجل تشغيل النماذج المختلفة، مع إصدار بعض محتويات هذه المكتبة عبر "غيت هاب" على شكل مشاريع مفتوحة المصدر.

وشهد روبوت الدردشة انتشارًا وإقبالا كبيرًا، وتبادل مستخدموه أكثر من مليار رسالة، وأدرك مؤسسو الشركة أن نقاط القوة الرئيسية هي النماذج الداخلية ومكتبة النماذج المدربة مسبقًا.

التطور إلى منصة ذكاء اصطناعي رئيسية

في عام 2017، نشرت "غوغل" ورقة بحثية تقدم تقنية جديدة أحدثت ثورة في هذا المجال تسمى "ترانسفورمر" (Transformer).

إعلان

وسرعان ما طورت الشركات نماذج لغوية استنادًا إلى تقنية "ترانسفورمر"، مثل "بيرت" (BERT) و"جي بي تي تو" (GPT-2).

وفي عام 2018، طرحت "هاغينغ فيس" عبر "غيت هاب" نسخة مفتوحة المصدر من نموذج "بيرت" تستخدم إطار العمل "باي تورش" (PyTorch).

وبشكل غير متوقع، سلطت هذه النسخة الضوء على الشركة ضمن مجتمع المصادر المفتوحة، وشكلت بداية رحلتها نحو المنصة المفضلة لمطوري وباحثي الذكاء الاصطناعي.

وبعد أشهر من إصدارها، حققت هذه النسخة نجاحًا باهرًا في مجال مشاريع الذكاء الاصطناعي عبر "غيت هاب"، وتجاوزت سرعة تطويرها بكثير سرعة مشاريع أخرى مفتوحة المصدر مماثلة.

وساعد هذا النجاح غير المتوقع في اتخاذ قرار بتغيير مسار الشركة وتحويلها إلى منصة ذكاء اصطناعي من خلال نشر كل ما تعلموه خلال مرحلة تطوير روبوت الدردشة.

وتدريجيًا، أصبحت "هاغينغ فيس" مصدرًا يلجأ إليه المهندسون والباحثون والهواة، وبدأ المبرمجون والباحثون يضيفون المشاريع والأدوات.

ومن أجل تأكيد مسارها الجديد، أطلقت الشركة "ترانسفورمرز" (Transformers)، وهي مكتبة أدوات مفتوحة المصدر مصممة لتبسيط عملية إنشاء النماذج.

وحظيت هذه المكتبة بشعبية كبيرة في مجتمع الذكاء الاصطناعي بفضل سهولة استخدامها وشمولية توثيقها.

وبفضلها، أصبح بالإمكان استخدام النماذج بسرعة من أجل إنجاز مهام، مثل تصنيف النصوص وتلخيصها وتوليدها واستخراج المعلومات، مما يوفر الكثير من الوقت والموارد الحاسوبية.

واليوم، يستطيع أي شخص الوصول إلى نحو 200 ألف نموذج مختلف، حيث سمحت الشركة للمطورين بتخصيص النماذج المتقدمة ونشرها باستخدام بضعة أسطر من التعليمات البرمجية.

ويقارن هذا التغيير بنجاح "سلاك" (Slack)، التي فشلت بصفتها شركة ألعاب في جذب الاهتمام، ولكنها حولت أداة الاتصال الداخلية إلى منصة تعاون مؤسسية بمليارات الدولارات.

تأسست الشركة عام 2016 على يد رواد الأعمال الفرنسيين كليمان ديلانج وجوليان شوموند وتوماس وولف (شترستوك)من المحادثات إلى مستودع النماذج المفتوحة

بعد توجهها نحو الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، طورت "هاغينغ فيس" مجموعة منتجات متكاملة لسد الفجوة بين البحث والإنتاج في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أدركت هذه المشكلة بالصدفة، وبدأت في التعمق فيها.

وبدلا من التنافس مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبحت توفر الأدوات الأساسية التي تدعم منظومة الذكاء الاصطناعي بأكملها وتسمح بالوصول إليها وتحسينها، على عكس العديد من شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

وتتولى الشركة نقل أبحاث الذكاء الاصطناعي من المختبر إلى الاستخدام، مما يسمح باستخدام نماذج وموارد البحث بسهولة.

وطورت الشركة مركزًا يجمع النماذج المدربة مسبقًا ومجموعات البيانات والتطبيقات التفاعلية، ووفرت مستودعات ونظام نسخ وتعاون وآليات ترخيص وواجهات برمجة تسمح بدمج النماذج في الأنظمة.

ويتيح هذا المركز للمستخدمين عرض النماذج في مساحات تفاعلية، والتعاون مع مستخدمين آخرين في المشاريع، والمشاركة في مسابقات وتحديات.

كما يضم المركز تطبيقات متنوعة تستفيد من الذكاء الاصطناعي، مثل إنشاء القصص المصورة، وإزالة خلفيات الصور، وإنشاء الموسيقى، وغيرها.

إعلان

وبالإضافة إلى مكتبة "ترانسفورمرز"، طورت الشركة مكتبات تغطي كل شيء، مثل "توكنيزر" (Tokenizers) و "داتاسيت" (Datasets) و"أكسيلريت" (Accelerate).

ومن خلال المنظومة المتكاملة لتطوير الذكاء الاصطناعي التي أسستها "هاغينغ فيس"، أصبح بالإمكان تحميل النماذج وتشغيلها وتعديلها ونشرها ومشاركتها.

ومن أجل التأكيد على أهمية المصادر المفتوحة، عقدت الشركة ورشة عمل بحثية بعنوان "بيغ ساينس" (BigScience) جمعت مئات الباحثين من خلفيات وتخصصات مختلفة لإنشاء نموذج لغوي مفتوح المصدر بهدف أن يكون بديلا للنماذج التجارية.

ونتج عن هذا التعاون "بلوم" (Bloom)، وهو نموذج لغوي كبير مكون من 176 مليار معلمة ومدرب على 46 لغة طبيعية و13 لغة برمجية، مما وضعها في مصاف المساهمين البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومن المبادرات الأخرى "سيف تينسورز" (SafeTensors)، وهي مكتبة برمجيات تتيح للمستخدمين مشاركة النماذج دون المساس بأمنها أو أدائها مع تقليل حجمها ومتطلبات عرض النطاق الترددي.

كما تقدم الشركة أيضًا حلولا مدفوعة للأفراد والشركات الراغبين في تسريع مشاريع الذكاء الاصطناعي، تشمل "كومبيوت" (Compute) و"إنتربرايس" (Enterprise) و"برايفت هاب" (Private Hub)، إلى جانب الشراكة مع العديد من الشركات التقنية، مثل "أمازون".

وتلجأ العديد من الشركات إلى "هاغينغ فيس" من أجل الاستفادة من قدراتها، حيث  تستخدم "فايزر" (Pfizer) نماذج "هاغينغ فيس" في اكتشاف وتطوير الأدوية من أجل تحليل كميات كبيرة من البيانات الطبية الحيوية بسرعة ودقة، مما يسرع بشكل كبير الوقت اللازم لإيجاد علاجات جديدة.

ومن ناحية أخرى، تستخدم "إنتل" أدوات "هاغينغ فيس" لتحسين تصميمات رقاقاتها، مستفيدة من الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأداء وتحديد العيوب المحتملة حتى قبل إنشاء النماذج الأولية المادية.

وفي القطاع المالي، تستخدم "بلومبيرغ" (Bloomberg) نماذج "هاغينغ فيس" لتوفير تحليل فوري للأخبار المالية وبيانات السوق، مما يساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات مدروسة.

وتستفيد "إيباي" (eBay) أيضًا من هذه النماذج، حيث تستخدمها لتحسين خوارزميات البحث وتحسين مطابقة البائعين والمشترين، مما يزيد من رضا العملاء والمبيعات.

ختامًا، لم يقتصر عمل "هاغينغ فيس" على بناء منتج فقط، بل بنت منصة يعتمد عليها المطورون والمؤسسات يوميًا، ومثلما أحدثت "غيت هاب" ثورة في تطوير البرمجيات من خلال توفير مستودع مركزي للتعاون في التعليمات البرمجية، أنشأت "هاغينغ فيس" مركزًا لابتكار الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في تشخيص سرطان الجلد
  • باحثون يحذرون من أنانية الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في الطب: تشخيص أسرع أم خطر أكبر؟
  • التفاصيل الكاملة لولادة أول طفل بالعالم باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • من الأساطير إلى الخوارزميات.. 40 محطة صنعت تاريخ الذكاء الاصطناعي
  • «بان».. يستكشف محاكاة الذكاء الاصطناعي للواقع في بيئات متغيرة
  • ولادة أول طفل بالذكاء الاصطناعي.. المعجزة الإلكترونية التي تغير المستقبل
  • لماذا تحتضن الاقتصادات الناشئة الذكاء الاصطناعي؟
  • الذكاء الاصطناعي .. ثورة تكنولوجية هائلة !
  • هاغينغ فيس.. كيف تقود المصادر المفتوحة ثورة الذكاء الاصطناعي؟