هل تفضي قدرات الذكاء الاصطناعي إلى «لا شيء» ؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
ترجمة: أحمد شافعي -
لو أنكم سألتم روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي (تشات جي بي تي) عما قد يعنيه صعود الذكاء الاصطناعي بالنسبة لمستقبل الإنسانية، فإنه يعمد إلى إجابة محسوبة فيقول إن «مستقبل الإنسانية مع الذكاء الاصطناعي ليس محسوما سلفا، فسوف يعتمد أثره على كيفية تطور الذكاء الاصطناعي، والقواعد التي ستوضع له، وطريقة اندماجه في مختلف جوانب الحياة».
ولا بأس بذلك الجواب، ولكنه ـ لو تحرينا الصراحة ـ مراوغ. لكن لو أنكم تريدون حقا أن تعرفوا كيف ستنتهي حقبة الذكاء الاصطناعي بالنسبة لنا، فخير لكم أن تطرحوا السؤال على سكوت آرونسن وبوعاز باراك، عالمي الكمبيوتر في جامعة تكساس وجامعة هارفرد على الترتيب. فقد تكبدا بالفعل عناء تصفية النقاش المطول في هذا الأمر ووصلا إلى حفنة من النتائج، وأطلقا على كل نتيجة منها اسما غريبا. يقول آرونسن «لقد كان هدفنا هو أن نوضح السيناريوهات التي يتكلم عنها الناس في الوقت الراهن».
خلال مناقشة مسهبة للأمر على عشاء، انتهى العالمان إلى الاقتناع بوجود خمسة عوالم تشمل جميع النتاجات المحتملة لتطوير الذكاء الاصطناعي. ثم كتب الاثنان منشورا على مدونة آرونسن بعنوان «عوالم الذكاء الاصطناعي الخمسة» راجين من ذلك أن يساعدا أهل المجال على أن يكون حديثهم مجديا حول الغايات النهائية، وحول وضع القواعد الحاكمة لتطوير الذكاء الاصطناعي. يقول باراك «تحرينا نبرة مازحة، لكننا لم نحد عن الجدية في محاولة وضع أساس للنقاش».
إليكم إذن استكشاف لعوالمهما الخمسة على طريقة (اختر مغامرتك بنفسك). وهي لا تخلو من طرافة في ظل منعطف سببه أن طريقة تعاملنا مع الأمور قد تنتهي بنا إلى عالم طوباوي مدعوم بالذكاء الاصطناعي أو إلى محو الإنسانية.
تبدأ رحلة هذه العوالم الخمسة بسؤال بسيط: هل يمكن أن تنتهي قدرات الذكاء الاصطناعي المحتملة إلى لا شيء؟ لا يبدو الأمر كذلك في اللحظة الراهنة، لكن يحتمل كثيرا أن تتوقف مسيرة الذكاء الاصطناعي بسبب شرهه الشديد إلى الموارد. فمن المحتمل أن تتسبب الكهرباء والمياه اللازمتان لإدارة وتبريد خوادم الذكاء الاصطناعي إلى فرض حظر في نهاية المطاف على المزيد من تطويره. أو ربما نستنفد ما لدينا من بيانات نستعملها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية، بمعنى ألا تتحقق للتكنولوجيا مطلقا قوة تغيير اللعبة التي تعد بها فينشأ العالم الذي يطلق عليه آرونسن وباراك اسم «أرض الفشل المدعومة بالذكاء الاصطناعي». يقول باراك «أعتقد أن هذا السيناريو مستبعد. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سوف يغير العالم تغييرا كبيرا».
بفرض أننا لا ننتهي في «أرض الفشل»، على حد تعبير أحد المعلقين، يكون علينا أن نواجه سؤالا آخر: هل تستمر الحضارة في التطور وتظل مألوفة لنا؟ لو أن الإجابة هي نعم، يذهب آرونسن وباراك إلى أننا قد ننتهي في أحد سيناريوهين إضافيين، أحدهما جيد ويطلقان عليه اسم مسلسل تلفزيوني كارتوني هو (مستقبل فيوتشراما) تظهر فيه حضارة المستقبل شديدة الإيجابية. والسيناريو الآخر ليس كذلك كثيرا فيسميانه «ديستوبيا الذكاء الاصطناعي».
نعرف الدستوبيا من قصص خيال علمي لا حصر لها، وأشهرها (1984) لجورج أورويل. وفيها تستعمل الحكومة نظام مراقبة عميقا لإرغام المواطنين على الطاعة العمياء. وتترسخ التفاوتات والانحيازات، وتصبح أماكن العمل أماكن شقاء، ويحصل العاملون على أجور متدنية، اللهم إلا نخبة ضئيلة. يقول آرونسن إن «هناك من قالوا إن سيناريو 1984 غير ممكن لأنه لن يتوافر مطلقا العدد الكافي لمتابعة جميع الشاشات. لكن هذا ممكن مع الذكاء الاصطناعي».
في حال وصولنا إلى هذا، لن يكون ذلك ذنب الذكاء الاصطناعي حقا، لأن دور التكنولوجيا القوية لا يعدو أنها تضخم ما يكون قائما بالفعل، حسبما يقول آرونسن. «سيقول بعض الناس إننا لا ينبغي أن نبدع تكنولوجيا لو أننا نعرف أنها سوف تستعمل في أمور سيئة. لكن لو أننا لن نخترع أي شيء يمكن استعماله في شر، فالواقع أننا لن نخترع أي شيء».
يرجو باراك أن يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى خاتمة أفضل، على غرار مستقبل فيوتشراما، فهذا في رأيه هو أفضل العوالم المحتملة، إذ يقول إن «هذا بالدرجة الأساسية هو السيناريو الذي يكون كل شيء فيه كما هو الآن، لكنه أفضل». ها هنا يستعمل الذكاء الاصطناعي لتقليل الفقر وضمان توافر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والفرص الاقتصادية لمزيد من البشر. وقد يقع ضرر بين الحين والآخر بسبب الشر أو الإهمال البشريين، ولكن سكان هذا العالم من البشر سيكونون على الأرجح مسرورين كثيرا بنصيبهم، إجمالا.
بل إن الوضع قد يكون أفضل من ذلك. إذ يرجو آرونسن أن يأتي يوم محتمل فتوجد فيه يوتوبيا يقودها الذكاء الاصطناعي ويطلق عليها هو وباراك سنجولاريا. وسوف يحدث هذا إذا ما بلغ أثر الذكاء الاصطناعي من العمق أن يجعل مستقبلنا مغايرا لدرجة ألا نعرفه، لكنه مغاير على نحو إيجابي. وها هنا تعيشون جنبا إلى جنب كائنات الذكاء الاصطناعي التي تكون عمليا سلالة فائقة الذكاء تستولي على إدارة الحضارة. ومن حسن الحظ أنها ستكون قوى خيرة، متسامحة مع فقراء الكوكب، من البشر المساكين. ستحل جميع مشكلاتنا المادية، وتمدنا بوفرة لا حدود لها، وتنوب عنا في كثير من مهامنا المضجرة وتوفر التسلية لعقولنا المفتقرة حديثا إلى الحوافز. يقول آرونسن «إنها عمليا جنة الذكاء الاصطناعي».
جميل. لكن ماذا لو أن كائنات الذكاء الاصطناعي ذات القوة الكلية هذه لم تأت بهذا السخاء؟ إذن مرحبا بكم في (جحيم المشابك). وثمة سبب وجيه لهذه التسمية الغريبة. في عام 2003 وصف عالم الرياضيات والأخلاقيات إليزار يودكووسكي ـ الشريك المؤسس لمعهد بحوث الذكاء الآلي في كاليفورنيا ـ تجربة فكرية تكلف فيها الإنسانية الذكاء الاصطناعي بتحسين إنتاج بعض الأشياء العادية، ولنقل إنها مشابك الورق. في حال عدم التفكير جيدا في الخصائص المطلوبة، قد ينتهي الذكاء الاصطناعي إلى محو الإنسانية لوقوفها في وجه حصد جميع موارد الأرض، وربما موارد كل العوالم الأخرى، وتسخيرها جميعا لصنع مشابك ورق أفضل.
كان طرح يودكووسكي أكثر دقة مما يبدو هنا، ولكن الهدف العام بسيط: من الصعب أن نتخيل سيناريوهات لا يكون فيها خلقنا للذكاء الاصطناعي هو آخر ما نفعله نحن البشر. ومن هنا فنحن بحاجة إلى التفكير كثيرا في ما نسمح للذكاء الاصطناعي بالعمل عليه، وفي ربطه بالموارد المادية من قبيل محطات الطاقة أو الأسلحة النووية، وفي إلزام صانعي الذكاء الاصطناعي بالشفافية وإخضاعهم للمحاسبة. ونحن بحاجة إلى التفكير بسرعة أيضا. تقول جريتا دوليبا مديرة الاتصالات في معهد بحوث الذكاء الآلي إن «تغيير السياسات والقواعد يستغرق وقتا طويلا، لأن تروس الحكم بطيئة الدوران. ونخشى أن ينفد الوقت قبل سن تشريعات ذات مغزى».
أما آرونسن وباراك فليسا خائفين كثيرا من احتمال «جحيم مشابك الورق». ففي حين يرى يودكووسكي أن الاحتمال الأرجح، بل الفرض شبه المؤكد، هو أن ينجم حدث كارثي عن بحوث الذكاء الاصطناعي الرديئة، ويعتقد آرونسن أن هذا مستبعد. أما باراك فهو أكثر حذرا، إذ يقول «أنا لست مؤمنا بالاحتمالات البعيدة من قبيل سنجيولاريا أو جحيم مشابك الورق، لكنني أعتقد أن عقولنا يجب أن تبقى منفتحة».
تبدو هذه فكرة طيبة، لكي نتأكد أننا منتبهون لـ«كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي، ووضع قواعده، ودمجه» على حد تعبير (تشات جي بي تي). وإن لم نكن كذلك، فقد نجد أنفسنا بلا أي خيارات في لعبة (اختر مغامرتك بنفسك) التي نلعبها مع تطورات الذكاء الاصطناعي.
الحقيقة أنه حتى في ظل وجود قواعد حسنة النية، من المحتمل تماما أن ننتهي في أحد العوالم المتأثرة بالذكاء الاصطناعي التي نفضّل اجتنابها. وفي هذه الحالة، يجب أن نعمل أيضا على كيفية التنقل بين العوالم. ففي نهاية المطاف، قد نرغب يوما ما في العثور على طريقنا نخرج به من سيناريو دستوبيا الذكاء الاصطناعي لنصل إلى سيناريو فيوتشراما، بل وإلى سنجولاريا. يتساءل آرونسن «هل أرغب في الحياة في عالم تزدهر فيه بلا حدود كائنات حساسة داخل محاكاة لجنة ما؟ نعم، أنا أدعم ذلك كثيرا».
مايكل بروكس مستشار فيزياء في مجلة «New Scientist»، حاصل على درجة الدكتوراه في فيزياء الكم، ويعمل مؤلفاً وصحفياً ومذيعاً
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إلى بالذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحلّ "لغز الحياة": كيف يتصل الحيوان المنوي بالبويضة؟
بفضل الذكاء الاصطناعي، استطاع الباحثون مؤخراً اكتشاف كيفية اتصال الحيوان المنوي والبويضة، أو بمعنى آخر حلّ "لغز الحياة"، ليُضاف ذلك إلى سلسلة من التجارب العلمية التي شكّل الذكاء الاصطناعي خلالها أداة علمية متطورة ذات كفاءة متقدمة.
اعلانتم التوصل إلى الاكتشاف العلمي الأخير بمساعدة برنامج "ألفافولد" للذكاء الاصطناعي، والذي حصل مخترعوه على جائزة نوبل في الكيمياء قبل شهر. تتحدّث رئيسة تحرير مجلة "إبسيلون" الإخبارية العلمية ماتيلد فونتيز فيما يلي للكشف عن المزيد من التفاصيل.
هل توصّلنا إلى حلّ لغز الخصوبة؟تُجيب فونتيز على هذا السؤال بالإيجاب قائلةً: "نعم، توصّلنا إلى حل لغز الحياة: كيف يتصل الحيوان المنوي بالبويضة فيندمجان ويشكلان جنينًا، التفاصيل الحميمة للّقاء. لم نكن نعرف حتى الآن ما الذي يحفز الاتصال، على سطح الحيوان المنوي أو البويضة. أو بمعنى أدق، لم تكن لدينا القصة كاملة".
وتُشير إلى أن "العلماء كانوا قد اكتشفوا بروتينين في خلايا الحيوانات المنوية. ولكن الآن يمكننا متابعة العملية بأكملها. هناك في الواقع ثلاثة بروتينات تجتمع معًا عندما تتلامس مع البويضة، وتشكل هذه البروتينات جسراً يمكّنها من الاندماج".
Relatedالمجر تمنح امتيازات للعائلات الكبيرة لتفتح ملفّ الهجرة والخصوبة في أوروبانتائج مطمئنة لدراسة عن تأثير الإشعاعات الكونية على خصوبة الكائناتالحكومة المجرية تكافح الهجرة بالتحكم في عيادات الخصوبة والنسلهل تمّ إجراء الاختبار على البشر؟تؤكّد فونتيز أنه تم التحقق من النتائج على الأسماك والفئران ثم البشر. وتُعطي مثالاً: "أزال الباحثون بروتين Tmem81 عن طريق التلاعب الجيني، ولاحظوا أن الحيوانات أصبحت عقيمة. وعندما أعادوا تنشيط إنتاج البروتين، أصبحت خصبة مرة أخرى".
وشددت على أن استخدام الأسماك في التجارب مفيد لأنه من الفقاريات القريبة من الإنسان وراثياً إلى حد كبير، كما أنها تُطلق أمشاجها بكميات كبيرة في الماء، وهذا يجعل من السهل استخدامها في الاختبارات. وتكمن الصعوبة في دراسات التكاثر في عدم تمكننا من الحصول على حيوانات منوية تحت تصرفنا لإجراء الأبحاث، ناهيك عن البويضات.
ومن هنا تأتي مساهمة الذكاء الاصطناعي، بحسب فونتيز، فقد تم استخدام برنامج "ألفافولد" للتنبؤ بجميع التكوينات الممكنة لبروتينات الأمشاج، وقد وجد "الحلقة المفقودة" من السلسلة، وهو بروتين Tmem81 الذي يربط بين الحيوانات المنوية والبويضة.
Relatedدراسة أميركية تربط بين التلوّث البيئي والخصوبة وحجم القضيب معلومات خاطئة عن الخصوبة من أبرز العوائق أمام حملة التطعيم في الولايات المتحدة احذري من استخدام تطبيقات الخصوبة هل يُساعد هذا الاكتشاف على مكافحة العقم؟تلفت فونتيز إلى أن هذا الاكتشاف قد يُساهم بالفعل في مكافحة العقم، فضلاً عن أن الأبحاث في مجال الخصوبة ستتعزز بفضل الذكاء الاصطناعي، ذلك أننا اليوم نستطيع اختبار التكاثر بواسطة الكمبيوتر دون الحاجة إلى البويضات أو الحيوانات المنوية.
ووفقاً لرئيسة التحرير، فإنّ أكثر ما يبهر الباحثين في الوقت الحالي هو الاكتشاف نفسه: التوصل الى حل المسألة الأساسية للخصوبة، ومعرفة أن الآلية هي نفسها تمامًا لدى الأسماك والفئران والبشر.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أزمة الخصوبة في أوروبا: أي دولة أوروبية لديها أقل عدد من الأطفال؟ دراسة: "انخفاض كبير" في معدلات الخصوبة في 97% من البلدان كيف سيؤثر البريكست على إخصاب البريطانيات.. وما علاقة الحيوان المنوي لرجال الدنمارك؟ خصوبة الحمل الذكاء الاصطناعي أبحاث طبية الصحة دراسة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. قصف وقتل وحصار مميت لشمال غزة وحزب الله يقصف الجليل وقاذفات أمريكية بالمنطقة لحماية إسرائيل يعرض الآن Next إسبانيا وجهودٌ مضنية للبحث عن جثث غرقت في وحلِ أسوء كارثةٍ طبيعية في تاريخ البلاد المعاصر يعرض الآن Next ولادة الأمل من رحم الآلام والدمار.. افتتاح أول مدرسة في مخيمات الإيواء في غزة يعرض الآن Next كامالا هاريس تظهر بشكل مفاجئ في برنامج كوميدي قبل الانتخابات يعرض الآن Next بعد مرور 4 سنوات على الحادثة.. فرنسا تحاكم 8 أشخاص اتهموا بالضلوع في جريمة قطع رأس معلم اعلانالاكثر قراءة هل دولتك من بينها؟.. الصين تضيف 9 دول لتسهيل العبور بدون تأشيرة صور بالأقمار الصناعية.. هل تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة عبر مسار التدمير الممنهج في جنوب لبنان بعد وفاته بعام.. 400 سيدة يدعين أنهن ضحايا اعتداء جنسي من رجل الأعمال المصري محمد الفايد الوثيقة الأمنية الأكثر سرية: كيف بات الإسرائيليون ضحية حملة كذب من آلة السم التابعة لمكتب نتنياهو بريطانيا: اختيار كيمي بادينوك يمينية متطرفة مؤيدة لإسرائيل من أصل نيجيري لرئاسة حزب المحافظين اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024فيضانات - سيولروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةضحاياإسبانياإيرانمدارس مدرسةاعتقالقطاع غزةالإسلامالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024