انطلاق أعمال الندوة الثقافية لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” في أبوظبي
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
انطلقت أمس أعمال ثانية الندوات الثقافية لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” التي تعقد على مدار يومين في أبوظبي وتناقش الحياة الأدبية والثقافية والعلمية في الحضارة الأندلسية وتأثيرها على المشهد الفكري المعاصر.
وتأتي هذه الندوة قي أعقاب النجاح الكبير الذي حققته الندوة الثقافية الأولى ضمن البرنامج الثقافي لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، والتي أقيمت في العاصمة الإسبانية مدريد في سبتمبر الماضي، وسجلت حضوراً لافتاً لعددٍ كبير من العلماء والمختصين والمهتمين بالحضارة الأندلسية.
وتتضمن الندوة مجموعةً من الجلسات التي تبحث محاور متعددة، من ضمنها الأدب والفن والترجمة والنهضة التعليمية والأكاديمية خلال الحقبة الأندلسية.
وتشهد الجلسات مشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين والمؤرخين وممثلي المجتمع الأكاديمي من مؤسسات تعليمية وثقافية مرموقة، منها جامعة الإمارات وجامعة الشارقة والجامعة الأردنية وجامعة تلمسان وجامعة بويرتوريكو وغيرها.
حضر جلسات الندوة سعادة الدكتور عبدالله الريسي، المستشار الثقافي في ديوان الرئاسة وسعادة عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية وسعادة اينيغو دي بالاسيو سفير المملكة الإسبانية لدى الدولة وعدد كبير من المختصين والمفكرين والمتخصصين في الحضارة الأندلسية من الإسبان ومن دول عربية وغيرها من دول مختلفة.
وقال سعادة عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية في كلمته الافتتاحية خلال الندوة الثقافية “ نتطرق خلال هذه الندوة الثقافية إلى جوانب وتجليات الحضارة الأندلسية في الميادين الأدبية والعلمية والثقافية والفنية، وما مثلته هذه الحضارة كحقبة مضيئة في تاريخ البشرية، وقوةٍ دافعة لتطور وتقدم أوروبا والعالم أجمع”.
وأضاف ” يأتي تنظيم هذه الندوة في إطار مبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز المعرفة حول الحضارة الأندلسية وصون إرثها، وتسليط الضوء على الأندلس كحاضرةٍ للأدب والمعرفة، وكنموذجٍ قلَّ نظيره في تلاقي الثقافات وتمازُج الحضارات والتسامح والتآزر بين الشعوب”.
وأكد أن هذه الندوة الثقافية تحمل في طياتها مدلولاتٍ ومضامين ثقافية وفكرية عميقة، إذ نسدل من خلالها الستار على البرنامج الثقافي المصاحب لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، والتي أعطت بدورها بعداً جديداً للمبادرات الفكرية والمشاريع الثقافية.
وقال “ نُعرب عن فخرنا واعتزازنا بالجهود المشهودة والمساهمات الجليلة لدولة الإمارات في صون إرثنا الحضاري العربي، تماشياً مع التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة”.
ولفت إلى أن ندوة “الأندلس ملتقى الحضارات والثقافات” تأتي لتواصل البناء على النجاح الكبير الذي حققته الندوة الثقافية الأولى التي احتضنتها العاصمة الإسبانية مدريد، وجمعت متخصصين وعلماء في الدراسات الأندلسية بتخصصاتها الثقافية والأدبية والعلمية كافة.
وأشار إلى أن الندوة تفرد حيزاً واسعاً للإضاءة على المشهد الثقافي الأندلسي، وما حققته الحضارة العربية في الأندلس من نهضة وازدهار علمي ومعرفي، طال أثره العالم بأسره كما تركز الندوة في جلساتها على مكونات هذه الحضارة، والعوامل التي مكَّنتها من تقديم نموذجٍ متفرد في التقدُّم على مختلف الصعد كما تعكس الندوة مكانة الأندلس كبوتقة للثقافات، وحاضنة للتنوع والحوار الثقافي، ورمزٍ للتسامح والتعاضد، وهي مقوماتٌ أفضت إلى جعل الأندلس طفرةً علمية استثنائية في مسيرة الحضارة الانسانية.
وتناولت الندوة في يومها الأول مواضيع تتمحور حول الأدب الأندلسي ومدى تأثيره في الأدب العربي، وكذلك ترجمة الأدب الأندلسي، بالإضافة إلى جلسات العلوم الأندلسية، مع التركيز بشكل خاص على المدارس والجامعات خلال العصر الأندلسي. وتمحورت الجلسة الأولى حول “الأدب الأندلسي” وترأستها د. نورة الكربي- جامعة الشارقة، وتحدث فيها الدكتور هشام بن سنوسي، جامعة تلمسان في الجزائر، عن موضوع “صورة الأندلس في القصص العربية”، في حين تطرق الدكتور صلاح جرار، جامعة الشارقة، إلى “خصوصية الأدب الأندلسي، وحركة التحقيق للأدبيات”.
كما تحدث الدكتور سيلفادور بينيا مارتي، جامعة مالقة عن الأدب الأندلسي، وناقش الدكتور خايمي سانشيز راتيا، موضوع “الترجمة بالأدب الأندلسي”.
وتتمحور ثانية جلسات اليوم حول “العلوم والمعارف الأندلسية” التي يترأسها د. أدريان ديمان، جامعة الإمارات، ويتحدث خلالها الدكتور محمد الجمل، جامعة الإسكندرية، عن “معالم الإنجاز الحضاري الأندلسي”، فيما يتناول الدكتور خوسيه ميغيل بويرتا، من المجلس العالي للبحوث العلمية بمدريد موضوع “علوم ومؤلفات الأندلسيين من خلال موسوعة مكتبة الأندلس”.
من جانبه، يتطرق الدكتور ماريبيل فييرو، المجلس العالي للبحوث العلمية بمدريد، إلى موضوع “المدارس والجامعات الأندلسية”، ويناقش الدكتور محمد المقدادي، “علم الفلاحة والحدائق في الأندلس”.
إلى ذلك، تشهد الندوة في يومها الثاني تنظيم جلسة “الموريسكيين والموروث الفني والأدبي” ويترأسها د. أحمد المنصوري من جامعة الإمارات، وتتحدث خلالها الدكتورة إيناس سحابو، المعهد العالي في تونس، عن موضوع “الموريسكيين والفن الأدبي”، فيما يتطرق الدكتور لويس بيرنابي نونس، جامعة آليكانتي في إسبانيا، إلى “مصير الموريسكيين الوجودي وفي ذاكرة الإسبان”. بدورها، تناقش الدكتورة ماريا تيريزا نارفايز، جامعة بويرتوريكو “الأدب الخميادي كوسيلة لحفظ التراث ودرع الأندلسيين الحصين”، ويتحدث الدكتور رفائيل لوبيث غوزمان، عن “تأثير الفن الأندلسي الموريسكي في القارة الأمريكية”.
يُذكر أنَّ مبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” تهدف إلى تعميق المعرفة حول الحضارة الأندلسية من خلال فعالياتها الفنية والثقافية المتنوعة، والتعريف بإرث هذه الحضارة الفريدة وبصمتها المؤثرة في النهضة الفنية والفكرية والعلمية والمعمارية على الصعيدين الأوروبي والعالمي.
وتُعنى المبادرة بإبراز التقدم الحضاري للأندلس، ومكانتها الإنسانية كنموذجٍ للتعايش والتسامح والتقدُّم العلمي والثقافي والاجتماعي. وتسعى دولة الإمارات، من خلال هذه المبادرة، إلى إبراز الروابط والقيم الإنسانية المشتركة بين الحضارات، والاحتفاء بالحضارة العربية في الأندلس باعتبارها حقبةً تاريخية مشرقة ومثالاً لتلاقي الثقافات.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الندوة الثقافیة تاریخ وحضارة هذه الندوة فی الأندلس الندوة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
برنامج جدة التاريخية يكشف عن أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير الواجهة البحرية “بحيرة الأربعين”
جدة : البلاد
أعلن برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة, عن بدء أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير الواجهة البحرية لبحيرة الأربعين، التي تهدف إلى إعادة حفر المنطقة التي رُدمت نتيجة التوسع العمراني في العقود الماضية وإعادة تشكيل البحيرة وإنشاء الرصيف البحري وتحسين جودة المياه.
ويسعى البرنامج إلى إعادة البحر إلى ميناء البنط التاريخي بوصفه نقطة الوصول للحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة، وإنشاء متحف البحر الأحمر ضمن مساعي البرنامج لاستعادة أهمية الميناء لما كان يمثله من قيمة تاريخية وتأثير جوهري على جدة وأهلها وثقافتها.
وتتضمن المرحلة بناء بيئة متكاملة بمقومات طبيعية تشمل واجهات بحرية بطول 5 كيلومترات وتطوير البنية التحتية والتجهيزات اللازمة لها، وإيجاد بيئة مستدامة تحيط بالواجهة البحرية, التي تمثل ركيزة أساسية ضمن المخطط العام لإعادة إحياء المنطقة وتأهيلها لتكون رافدًا اقتصاديًا مهمًا ووجهة جاذبة للأعمال, كما يتطلع البرنامج من خلال أعمال التطوير إلى تمكين المشاريع الثقافية والإبداعية مما يجعل من منطقة جدة التاريخية وجهة سياحية عالمية، وذلك تحقيقًا لركائز رؤية 2030.
ويعمل البرنامج في المرحلة الثانية من المشروع على تجريف 350 ألف متر مكعب من قاع البحيرة، ووضع نظام تهوية للمياه لتحسين حركة وجودة المياه والاستدامة البيئية، وإيجاد بيئة صحية للحياة البحرية, كما سيقوم البرنامج بإعادة تشكيل ما يعادل مساحة مليون متر مكعب من البحيرة، إلى جانب إنشاء رصيف بحري بطول 972 مترًا طوليًا وجدرانًا بحرية ساندة تبلغ 490 مترًا طوليًا، وتوفير تجهيزات للبنية التحتية، وذلك تمهيدًا لإنشاء مارينا مخصصة لليخوت الكبيرة والأنشطة الترفيهية، وإنشاء محطات مستقبلية للتاكسي المائي، تربط جدة التاريخية ببحر أبحر والكورنيش، ومعالم أخرى على طول ساحل البحر الأحمر.
وتشمل المرحلة الحالية إنشاء ممشى بحري بطول 4.4 كلم, معلق على دعامات بمساحة 1313 مترًا مربعًا ومصمم بمواصفات تتيح للمشاة وراكبي الدراجات والعائلات قضاء أوقات ترفيهية ممتعة في المنطقة الجنوبية التي تعزز تجربة الزوار، وتجعل من المنطقة نقطة تفاعلية ووجهة سياحية جاذبة.
وفي السياق نفسه, كشف برنامج جدة التاريخية عن أبرز المنجزات للمرحلة التحضيرية التي تحققت ضمن المرحلة الأولى من المشروع، التي شملت حفر مساحة تعادل 185 ألف متر مربع، وأكثر من 12 ألف متر طولي من البنية التحتية، بالإضافة إلى إزالة أكثر من 200 ألف متر مربع من الطرق، وتسوية مساحة 300 ألف متر مربع، وإزالة العديد من المباني التي شملت محطة حافلات “سابتكو”، وجسر المشاة، والعديد من مواقف السيارات، بالإضافة إلى نقل وترميم مجسم السفينة.
يُذكر أن برنامج مشروع جدة التاريخية يهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري للمنطقة، وإعادة الترابط إلى نسيجها العمراني، وتنمية مجالها المعيشي لتكون مركزًا جاذبًا للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصدًا لروّاد الأعمال، وتحسين تجربة الزوار، والتعريف بما تضمه المنطقة من معالم تراثية وثقافية وتجارب سياحية مميزة، بما يسهم في جعلها وجهة ثقافية وسياحية عالمية.