انطلقت أمس أعمال ثانية الندوات الثقافية لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” التي تعقد على مدار يومين في أبوظبي وتناقش الحياة الأدبية والثقافية والعلمية في الحضارة الأندلسية وتأثيرها على المشهد الفكري المعاصر.
وتأتي هذه الندوة قي أعقاب النجاح الكبير الذي حققته الندوة الثقافية الأولى ضمن البرنامج الثقافي لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، والتي أقيمت في العاصمة الإسبانية مدريد في سبتمبر الماضي، وسجلت حضوراً لافتاً لعددٍ كبير من العلماء والمختصين والمهتمين بالحضارة الأندلسية.


وتتضمن الندوة مجموعةً من الجلسات التي تبحث محاور متعددة، من ضمنها الأدب والفن والترجمة والنهضة التعليمية والأكاديمية خلال الحقبة الأندلسية.
وتشهد الجلسات مشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين والمؤرخين وممثلي المجتمع الأكاديمي من مؤسسات تعليمية وثقافية مرموقة، منها جامعة الإمارات وجامعة الشارقة والجامعة الأردنية وجامعة تلمسان وجامعة بويرتوريكو وغيرها.
حضر جلسات الندوة سعادة الدكتور عبدالله الريسي، المستشار الثقافي في ديوان الرئاسة وسعادة عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية وسعادة اينيغو دي بالاسيو سفير المملكة الإسبانية لدى الدولة وعدد كبير من المختصين والمفكرين والمتخصصين في الحضارة الأندلسية من الإسبان ومن دول عربية وغيرها من دول مختلفة.
وقال سعادة عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية في كلمته الافتتاحية خلال الندوة الثقافية “ نتطرق خلال هذه الندوة الثقافية إلى جوانب وتجليات الحضارة الأندلسية في الميادين الأدبية والعلمية والثقافية والفنية، وما مثلته هذه الحضارة كحقبة مضيئة في تاريخ البشرية، وقوةٍ دافعة لتطور وتقدم أوروبا والعالم أجمع”.
وأضاف ” يأتي تنظيم هذه الندوة في إطار مبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز المعرفة حول الحضارة الأندلسية وصون إرثها، وتسليط الضوء على الأندلس كحاضرةٍ للأدب والمعرفة، وكنموذجٍ قلَّ نظيره في تلاقي الثقافات وتمازُج الحضارات والتسامح والتآزر بين الشعوب”.
وأكد أن هذه الندوة الثقافية تحمل في طياتها مدلولاتٍ ومضامين ثقافية وفكرية عميقة، إذ نسدل من خلالها الستار على البرنامج الثقافي المصاحب لمبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة”، والتي أعطت بدورها بعداً جديداً للمبادرات الفكرية والمشاريع الثقافية.
وقال “ نُعرب عن فخرنا واعتزازنا بالجهود المشهودة والمساهمات الجليلة لدولة الإمارات في صون إرثنا الحضاري العربي، تماشياً مع التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة”.
ولفت إلى أن ندوة “الأندلس ملتقى الحضارات والثقافات” تأتي لتواصل البناء على النجاح الكبير الذي حققته الندوة الثقافية الأولى التي احتضنتها العاصمة الإسبانية مدريد، وجمعت متخصصين وعلماء في الدراسات الأندلسية بتخصصاتها الثقافية والأدبية والعلمية كافة.
وأشار إلى أن الندوة تفرد حيزاً واسعاً للإضاءة على المشهد الثقافي الأندلسي، وما حققته الحضارة العربية في الأندلس من نهضة وازدهار علمي ومعرفي، طال أثره العالم بأسره كما تركز الندوة في جلساتها على مكونات هذه الحضارة، والعوامل التي مكَّنتها من تقديم نموذجٍ متفرد في التقدُّم على مختلف الصعد كما تعكس الندوة مكانة الأندلس كبوتقة للثقافات، وحاضنة للتنوع والحوار الثقافي، ورمزٍ للتسامح والتعاضد، وهي مقوماتٌ أفضت إلى جعل الأندلس طفرةً علمية استثنائية في مسيرة الحضارة الانسانية.
وتناولت الندوة في يومها الأول مواضيع تتمحور حول الأدب الأندلسي ومدى تأثيره في الأدب العربي، وكذلك ترجمة الأدب الأندلسي، بالإضافة إلى جلسات العلوم الأندلسية، مع التركيز بشكل خاص على المدارس والجامعات خلال العصر الأندلسي. وتمحورت الجلسة الأولى حول “الأدب الأندلسي” وترأستها د. نورة الكربي- جامعة الشارقة، وتحدث فيها الدكتور هشام بن سنوسي، جامعة تلمسان في الجزائر، عن موضوع “صورة الأندلس في القصص العربية”، في حين تطرق الدكتور صلاح جرار، جامعة الشارقة، إلى “خصوصية الأدب الأندلسي، وحركة التحقيق للأدبيات”.
كما تحدث الدكتور سيلفادور بينيا مارتي، جامعة مالقة عن الأدب الأندلسي، وناقش الدكتور خايمي سانشيز راتيا، موضوع “الترجمة بالأدب الأندلسي”.
وتتمحور ثانية جلسات اليوم حول “العلوم والمعارف الأندلسية” التي يترأسها د. أدريان ديمان، جامعة الإمارات، ويتحدث خلالها الدكتور محمد الجمل، جامعة الإسكندرية، عن “معالم الإنجاز الحضاري الأندلسي”، فيما يتناول الدكتور خوسيه ميغيل بويرتا، من المجلس العالي للبحوث العلمية بمدريد موضوع “علوم ومؤلفات الأندلسيين من خلال موسوعة مكتبة الأندلس”.
من جانبه، يتطرق الدكتور ماريبيل فييرو، المجلس العالي للبحوث العلمية بمدريد، إلى موضوع “المدارس والجامعات الأندلسية”، ويناقش الدكتور محمد المقدادي، “علم الفلاحة والحدائق في الأندلس”.
إلى ذلك، تشهد الندوة في يومها الثاني تنظيم جلسة “الموريسكيين والموروث الفني والأدبي” ويترأسها د. أحمد المنصوري من جامعة الإمارات، وتتحدث خلالها الدكتورة إيناس سحابو، المعهد العالي في تونس، عن موضوع “الموريسكيين والفن الأدبي”، فيما يتطرق الدكتور لويس بيرنابي نونس، جامعة آليكانتي في إسبانيا، إلى “مصير الموريسكيين الوجودي وفي ذاكرة الإسبان”. بدورها، تناقش الدكتورة ماريا تيريزا نارفايز، جامعة بويرتوريكو “الأدب الخميادي كوسيلة لحفظ التراث ودرع الأندلسيين الحصين”، ويتحدث الدكتور رفائيل لوبيث غوزمان، عن “تأثير الفن الأندلسي الموريسكي في القارة الأمريكية”.
يُذكر أنَّ مبادرة “الأندلس: تاريخ وحضارة” تهدف إلى تعميق المعرفة حول الحضارة الأندلسية من خلال فعالياتها الفنية والثقافية المتنوعة، والتعريف بإرث هذه الحضارة الفريدة وبصمتها المؤثرة في النهضة الفنية والفكرية والعلمية والمعمارية على الصعيدين الأوروبي والعالمي.
وتُعنى المبادرة بإبراز التقدم الحضاري للأندلس، ومكانتها الإنسانية كنموذجٍ للتعايش والتسامح والتقدُّم العلمي والثقافي والاجتماعي. وتسعى دولة الإمارات، من خلال هذه المبادرة، إلى إبراز الروابط والقيم الإنسانية المشتركة بين الحضارات، والاحتفاء بالحضارة العربية في الأندلس باعتبارها حقبةً تاريخية مشرقة ومثالاً لتلاقي الثقافات.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الندوة الثقافیة تاریخ وحضارة هذه الندوة فی الأندلس الندوة فی من خلال

إقرأ أيضاً:

منصة “سماوي” توقع اتفاقية تعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية

تشارك منصة وتطبيق سماوي في النسخة الرابعة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب لعام 2025، لتقدم مساهمة رصينة في الحراك الثقافي العربي والعالمي، هذه المشاركة تأتي في إطار سعي المنصة المستمر لتعزيز مكانتها كأداة محورية في تطوير المحتوى الأدبي الرقمي، بما يواكب تطورات العصر وتطلعات القراء والمبدعين.

في هذا الحدث البارز -الذي يأتي تحت شعار “مجتمع المعرفة .. معرفة المجتمع”- تتفاعل سماوي مع طيف واسع من الأدباء والناشرين والمبدعين، حيث تشارك رؤيتها في إثراء التجربة الثقافية وتعميق الحوار بين مختلف الثقافات، من خلال التقنيات الحديثة التي تعتمد عليها، تسعى المنصة إلى فتح آفاق جديدة في مجال النشر الرقمي، مما يسهم في إعادة تشكيل العلاقة بين النصوص والقارئ، هذه المشاركة تمثل خطوة جديدة نحو بناء مستقبل أدبي رقمي يواكب التحولات الكبرى في عالم الأدب والنشر.

خالد بامحمد، الرئيس التنفيذي والمؤسس لمنصة سماوي، كشف عن توقيعه اتفاقية تعاون بين المنصة ومركز أبوظبي للغة العربية، الذي مثله أثناء التوقيع مديره التنفيذي الدكتور سعيد حمدان الطنيجي، وتتضمن الاتفاقية مجموعة من بنود التعاون التي تهدف إلى تعزيز وتطوير المحتوى العربي الإلكتروني، من خلال توفير المحتوى الرقمي القيم لدى مركز أبوظبي للغة العربية. وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم إتاحة إصدارات الكتب التي يصدرها المركز على منصة وتطبيق “سماوي” بشكل إلكتروني وصوتي، مما يسهم في توسيع دائرة الوصول إليها.

أوضح أحمد هيكل، المدير التنفيذي لمنصة “سماوي”، أن المنصة ستفيد قطاع النشر والثقافة بالتقنيات المتقدمة التي تقدمها، بما يساهم في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت بشكل نوعي. وستسهم هذه التقنيات في توفير حلول مبتكرة وفعالة لدعم قطاع النشر وتعزيز حضور المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية. وفي إطار هذا التعاون، سيعمل مركز أبوظبي للغة العربية على تقديم مجموعة من ملخصات الكتب القيمة، التي ستُطرح قريبًا عبر تطبيق “سماوي”، بهدف تعظيم الفائدة الثقافية للمستخدمين.

ما هي منصة سماوي؟
تم إطلاق منصة “سماوي” في عام 2022م كأحد البرامج والمشروعات الرائدة لشركة “مجموعة أيقونات” التي تأسست عام 2017 في المملكة العربية السعودية، وعلى مدار ثلاثة أعوام فقط، تمكنت “سماوي” من التحول إلى الصدارة داخل المجموعة، جنبًا إلى جنب مع المشروعات الأخرى، بفضل جهودها الاستثنائية في رقمنة صناعة الطباعة والنشر في العالم العربي، لتصبح أول منصة عربية لطباعة الكتب عند الطلب.

تُمكن “سماوي” مجتمع النشر العربي من تحقيق أهدافه عبر توفير أحدث تقنيات النشر، وتسهيل وصول الناشرين والمؤلفين بأفكارهم وقصصهم إلى القراء في جميع أنحاء العالم، تطمح “سماوي” لأن تكون الاختيار الأول للناشرين والمؤلفين والقراء في العالم العربي، وتستمر في تقديم أحدث التقنيات في النشر وخدمات الطباعة حسب الطلب والرقمنة.

اقرأ أيضاًالمجتمعمقهى حبر بالمدينة المنورة يحتفي بعام الحِرف اليدوية 2025

تطبيق سماوي للكتب الإلكترونية والصوتية
يقدّم تطبيق “سماوي” تجربة فريدة من نوعها في عالم القراءة، حيث يدمج بين الكتب الإلكترونية والصوتية ضمن منصة واحدة، مما يغني القارئ عن الحاجة إلى استخدام تطبيقات متعددة. ويتيح التطبيق لمستخدميه الوصول إلى آلاف الكتب المتنوعة، العديد منها يُعرض بشكل حصري ولأول مرة، بصيغة رقمية مبتكرة تُمكّن القارئ من التبديل بسلاسة بين القراءة والاستماع حسب رغبته.

وحرصًا على تلبية احتياجات مختلف فئات القراء، يوفر “سماوي” نظامين مرنين للاستخدام؛ الأول يعتمد على الاشتراك الشهري أو السنوي، ويمنح المشتركين إمكانية الوصول الكامل إلى جميع الكتب الإلكترونية والصوتية مع حرية تغيير الأجهزة المستخدمة في أي وقت، فيما يسمح النظام الثاني بشراء الكتب بشكل فردي، بحيث يمكن للمستخدم اقتناء كتاب محدد وقراءته أو الاستماع إليه بشكل دائم دون الحاجة إلى اشتراك.

ويُعد “سماوي” أول تطبيق من نوعه في العالم العربي يجمع هذا التكامل المبتكر بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي، ليمنح القارئ تجربة غنية ومتجددة مع آلاف العناوين الحصرية التي تظهر للمرة الأولى بصيغة رقمية متطورة، بما يعزز مكانته كمنصة رائدة في إثراء المحتوى الثقافي العربي

رابط منصة سماوي: https://www.samawy.com/

مقالات مشابهة

  • الدكتور علي بن تميم لصدى البلد: لغتنا العربية عظيمة.. ومعرض أبوظبي للكتاب سيكون الأجمل
  • “شارع المتنبي” في “أبوظبي للكتاب” يحيي روح بغداد الثقافية
  • منصة “سماوي” توقع اتفاقية تعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية
  • «أبوظبي للكتاب».. خبراء يناقشون حماية الذاكرة الثقافية
  • “خارجية الحكومة الليبية” تنظم ندوة لتعزيز العلاقات الأخوية الليبية التونسية
  • تاريخ يعيد نفسه… أوروبا تلبس ثوب “الرجل المريض” الذي خاطته للعثمانيين
  • افتتاح أكبر مساحة فنية غامرة في العالم في المنطقة الثقافية في أبوظبي
  • قمة أبوظبي «الثقافية» تستكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع
  • مستشفى قوى الأمن بمكة ينظّم ندوة “قيادة الإبداع والابتكار” بالتعاون مع المجلس السعودي للجودة
  • برعاية نائب أمير مكة.. انطلاق أعمال “مؤتمر الاتصال الرقمي” في جامعة الملك عبدالعزيز