الأسبوع:
2025-01-09@00:26:30 GMT

كل أسبوع.. عليكم بما تطيقون

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

كل أسبوع.. عليكم بما تطيقون

إذا تأملنا جميع العبادات سنجدها تقوم على مبدأ اليسر والتسهيل على الناس، وقد ميز الله تعالى أمة الإسلام عن غيرها من الأمم بيسر العبادات فقد قال الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام: "عليكم بما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا"، ويسر العبادة يخفف على الناس المشقة ويجعل أداء العبادة سهلا ميسورا.

وتبقى القدوة الحسنة بعد ذلك هى أحد ركائز بناء الإنسان والمجتمع، وهي عامل التحول السريع الفعال، فالقدوة عنصر مهم في كل مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين فهم في أمس الحاجة للاقتداء بالنماذج الحية، وتشتد الحاجة إلى القدوة الحسنة كلما بعد الناس عن قيم الإسلام وأخلاقه وأحكامه، كما أن الله - -عز وجل- - حذر من مخالفة القول للفعل الذي ينفي كون الإنسان قدوة بين الناس فقال: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".

وللأسف الشديد في وقتنا الحالي يعيش الناس صراعا رهيبا، بسبب فقد القدوة الحسنة فى ظل إبراز النماذج السيئة والشاذة على أنها كريمة المجتمع، وتقديم القدوة السيئة الفارغة لتكون مثالا لهم، ومن السهل جدا تقديم منهج نظري في التربية في غاية الإتقان والإبداع، ولكنه يظل حبرا على ورق لا قيمة له، إلا إذا تحول إلى واقع عملي يطبقه، فكثير من الناس يتغنى بالصدق ولكن ندر الصادقون، ويتغنون بالأمانة ولكن ندر أهل الأمانة، وقل الوفاء، ونقضت العهود.

فما أحوجنا الآن للقدوة الحسنة التي تعيننا على السير في خطى ومنهج واضح سليم لا تشوبه شائبة، وقد شرع الله -عز وجل- لنا منهجا معجزا، تحولت فيه المقولات والنظريات التربوية إلى واقع عملي في حياة الناس، حيث بعث الله -عز وجل- نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- قدوة تتحرك بين الناس، ليعلموا أنه المنهج الحق الذى لا مراء فيه، فهو يتجسد في القدوة الطيبة والمثل الأعلى نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- خير الخلق وأشرف المرسلين.

ولا أحد ينكر أننا في حاجة دائمة إلى إبراز القيم والأخلاق والمبادئ السامية، والتوعية الدائمة بصحيح الدين وإيضاح جانب اليسر والسماحة في الشريعة الغراء ونبذ كل ألوان التشدد والمغالاة، والتأكيد دائما على أن القدوة الحسنة هي أحد الركائز الأساسية في بناء الإنسان والمجتمع.

ولذا، فإن الرسول- صلى الله عليه وسلم - حينما هاجر إلى المدينة قام ببناء المسجد لبناء الإنسان روحيا وسلوكيا، وفق مبادئ إيمانية ترسخ فيه القيم والفضيلة والدعوة إلى الخير وتحمل المشاق في سبيل تحقيق ذلك، ولتحقيق هذا الهدف المنشود لا بد من أن تتحرك كل القوى وتتوحد الجهود.

وليتنا ندرك جميعا أن بناء الحضارة يبدأ ببناء الإنسان الصالح اليقظ لمصلحة وطنه والخائف على تراب بلده من الطامعين، والمترصدين له بالأفكار الخبيثة، والدعوات الشيطانية لهدم الدولة.

فى الوقت نفسه لا بد من تجلية جانب اليسر والسماحة في الشريعة الغراء، ومن ثم التعامل مع أحكامها في ضوء المقاصد العليا والكلية لديننا الحنيف، ونبذ كل ألوان التشدد، والتنطع والمغالاة بما ينافي روح الدين وسماحته، فقد قال- صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين"، وقال أيضا: "إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين"، وقال أيضا: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"، وقال أيضا: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثا، وقال أيضا: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا.. .".

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الهداة المهديين، لا من الضالين ولا المضلين، وباعد بيننا وبين الغلاة المتنطعين.

[email protected]

اقرأ أيضاًفضل الدعاء في ليلة النصف من شعبان.. «أحب الأدعية»

فضل الصيام في شعبان.. موعد السحور والإفطار غدًا الأربعاء 21 فبراير

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسلام بناء الإنسان القدوة الحسنة الدين الحنيف صلى الله علیه وسلم القدوة الحسنة وقال أیضا

إقرأ أيضاً:

مجرد رقم «الأخيرة»

السعادة هى فن نصنعه بأيدينا، وكذلك التعاسة، قد يعترض كثيرون على مقولتى، ما يجعلنى أطرح سؤالا يبدو تقليديا لكنه مهم كوجود الإنسانية جمعاء، «هل يصنع الإنسان حياته وقدره»، نعم يصنع الإنسان حياته وقدره، وأستثنى بالطبع من هذا موعد ميلاده وموته، أما رزقه فهو مرتبط بسعيه، وقد لا يأتيه رزقه المالى قدر سعيه مما يغضب له الإنسان ويشعره بعدم عدالة السماء «والعياذ بالله»، ولكنه لا ينتبه إلى أنه يأخذ رزقه كاملا فى باقى نعم الله عليه بها من ستر، صحة، أسرة طيبة، زوجة أو زوج صالح، أولاد، مركز اجتماعى أو علم نافع، وهكذا، وقد لا يدرك كثيرون أن رزق المال هو أدنى الأرزاق، وكم من أثرياء حرموا اشياء كثيرة منها الصحة مثلا مما أفقدهم متعة المال، يصنع الإنسان حياته باختياراته من خلال عقله الذى ميزه الله به عن سائر مخلوقاته، يختار طريق الخير والصلاح لنفسه ولغيره، أو طريق الشر، فقد هدانا الله النجدين لنختار، أما مسألة أننا مسيرون وكل ما نعيشه مقدر ومكتوب، فهو أمر يخلط به الناس مسألة أن المكتوب لا يعنى أن الله كتب لنا طريقنا فى الحياة بالقلم والمسطرة لنسير عليه مغمضى العينين، بل يعنى أن الله يعلم وهو عالم الغيب، يعلم ما سيفعله كل مخلوق من مخلوقاته فى حياته، وكيف سيتصرف فى النعم التى أنعم عليه بها، وإلا لو كنا نسير وفق خطة مسبقة وضعها الله لنا، لما جعل هناك ثوابا وعقابا وجنة ونارا، وهى قضية قديمة حسمها الأئمة والشيوخ، لكنى أوردها هنا لزوم ما أريد قوله لنفسى أولا قبل أن أقوله لكم، أن الإنسان هو من يختار كيف يسير حياته، ليس فقط فى الدراسة والعمل والتعامل مع البشر غيره لتحقيق مستقبل ناجح وتحدى صعوبات الحياة بإرادة قوية، بل هو من يختار كل تفاصيل حياته، حتى وقوعه فى الحب هو اختيار مسبق له، لأن الإنسان يضع فى اللاوعى اشتراطات للشخص الذى يمكن أن تحبه فتاة أحلام، فارس أحلام، فإذا صادف هذا الشخص تلاقى هواه النفسى مع الواقع، فوقع فى الحب معتقدا أنه لم يختر وأن القدر اختار له هذا الحبيب بكل ما به من خير أو شر قد يتكشف فيما بعد. ولأن الله سبحانه أورثنا الأرض بعد أن نفخ فينا من روحه، فلا يصح أن نهمل ونتغافل ونتكاسل، ونلقى بلائمة الفشل فى حياتنا على ما كتبه الله لنا وأن هذا هو قدرنا، فهذه أكذوبة نعلق عليها تقاعسنا، فهناك ملايين النماذج فى الحياة خلقها الله بعجز وإعاقات لكنها تحدت وحققت نجاحات سجلها التاريخ، وأسوق مثلين فقط، ستيفن وليام هوكينج أشهر عالم فيزياء ولد قعيدا ومعاقا، ولم يستسلم لعجزه، طه حسين لو استسلم لظروف بيته وفقدان بصره لجعل حياته كلها عتمة وظلاما، ولم يصبح وزيرا ولا عميد الأدب العربى ولم يعرفه العالم، إذن عدم اشتراط الإنسان على الله اكتمال النعم ليسعى وينجح ويسعد فى الحياة، هو الرضا الذى يمنح النجاح والسعادة، وإيلاف النعم أى اعتيادها يفقد الإنسان الشعور بها وبأهميتها، فيشعر بالضجر من حياته وعدم الرضا ويطلب المزيد من الله، ولا يتأدب حتى فى طلبه من الله بل يطلبها ساخطا غاضبا منكرا كل ما وهبه الله من نعم أخرى، ويوقف كل رضاه وسعادته على ما غاب عنه. هؤلاء البشر معتادو النعم منكرو فضلها، لو حرمهم الله من نعمة فقط مما اعتادوها كأن يفقد عينا أو يدا، جزءا من جسده، أو يصاب بمرض يجعله غير قادر حتى على تناول ساندويتش فول كان يزهده ويستنكر تكرار طعمه من قبل بسبب ضيق ذات اليد، عندها سيفيق من غفلته ويتنبه أن الله أسبغ عليه نعما لا تحصى، ومن معتادى النعم من يملأ حياته تشاؤما وبكاء ونواحا مما يلقى به فى أتون الشيخوخة والمرض بسرعة بسبب عشقه للهم والغم وتضخيم المشاكل وتهويل الصغائر، ويمكن لشاب أن يصبح عجوزا لهذه الأسباب، فيما يمكن لعجوز ان يظل شابا فى مظهره وصحته لتمسكه بالتفاؤل والطاقة الإيجابية والرضا بعطايا الله وحمده وشكره. مؤمنة أنا بأن عاشق البهجة ستأتية السعادة من حيث لا يدرى ولا يحتسب، ومعتنق الحزن سيأتيه الهم والغم من حيث لا يدرى أيضا، من يضخم المشاكل ستتضخم، ومن يهون منها ويعمل ما عليه وترك الأمر لله مدبر كل أمر ستهون المشاكل وتنفك العقد.

 فمن صبر على الابتلاء واعتقد إيمانا فى قول الله تعالى: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، سيرى الخير قادما من قلب ما اعتقد أنه شر، وسيرى النور قادم من حلكة الظلام

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه
  • مجرد رقم «الأخيرة»
  • أمين الفتوى يوضح أقوى علاج للسحر والحسد.. فيديو
  • هل المسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.. الشيخ خالد الجندي يجيب (فيديو)
  • حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند البيع والشراء
  • عماد الدين حسين: حزب الجبهة الوطنية في مرحلة الإشهار ومن المبكر الحكم عليه
  • رشوان توفيق: رأيت في المنام أيضا سيدنا إبراهيم وموسى وعيسى
  • وفاة الداعية السوري سارية الرفاعي في إسطنبول.. تعرف عليه
  • بين الدين والعلم
  • من حافظ إلى بشار الأسد.. هكذا سقط النظام السوري في لبنان أيضا