إقبال واسع على المنتجات العمانية بمعرض جلفود 2024
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
تواصل سلطنة عمان، ممثلة بالمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، مشاركتها في معرض الخليج للأغذية "جلفود 2024"، أحد أكبر المعارض التجارية السنوية للأغذية والضيافة في العالم، والذي يقام في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسط إقبال واسع على منتجات الشركات والمصانع العمانية المتخصصة في قطاع الصناعات الغذائية.
وأشار عدد من مسؤولي التسويق والمبيعات في الشركات والمصانع العمانية المتواجدة في معرض الخليج للأغذية جلفود 2024 تحت جناح سلطنة عمان إلى الدور البارز الذي تلعبه المعارض المتخصصة في الغذاء في توسيع رقعة انتشار المنتج العماني حول العالم بصورة عامة، وما تنعكس عليه المشاركة من نتائج إيجابية مستقبلية من خلال التواجد جنبا إلى جنب مع مجموعة كبيرة من الشركات الإقليمية والعالمية بصورة خاصة، لاسيما أن "جلفود" يختتم فعالياته بتوقيع عقود تجارية واتفاقيات.
ويقول بدر الرشيدي، مدير التسويق في شركة الصفاء للأغذية، إن الشركة تتواجد في معرض جلفود للمرة السابعة لما يمثله هذا المعرض من فرصة للشركات للتعرف على أهم التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال صناعة الدواجن بشكل خاص والغذاء بشكل عام، كما يعد فرصة جيدة للتعرف على عملاء وأسواق جديدة، بالإضافة إلى التعرف على شركات جديدة في مجال الشحن والتصدير والتخزين، والتعريف بمنتجات الشركة المتنوعة من اللحوم والدجاج والنقانق والبرجر والفواكه والخضروات.
من ناحيته أوضح عبدالله الغيثي، مدير المبيعات في شركة لبان للأغذية "ديليسيو" أن معرض جلفود يساعد منتجات الشركة ويسهل توسعها من خلال التواصل مع مستثمرين ورواد أعمال من المنطقة بشكل خاص وعالميين بشكل عام، حيث يعد "ديليسيو" منتجا عمانيا، وهو متواجد حاليا في السوق الخليجي، ونسعى من خلال التواجد في مثل هذه المعارض العالمية إلى الوصول إلى ما هو أبعد من الأسواق الخليجية.
وقال رامي اللواتي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الحلول الغذائية المميزة "زاهب" إن المؤسسة تعد من المشاريع الواعدة في الأمن الغذائي بسلطنة عمان، والمتخصصة في مجال تصنيع اللحوم، ونطمح تدريجيا إلى التوسع والانتشار العالمي، وهذا ما يتضح من خلال توسعنا في معرض جلفود، فبعد أن تواجدنا العام الماضي إلى جانب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، نشارك هذا العام إلى جانب المشاريع الكبيرة المتخصصة في قطاع الصناعات الغذائية، الأمر الذي سيساهم بصورة كبيرة في تواجد منتجات "زاهب" قريبا في مختلف الأسواق الخليجية كمرحلة أولى، ومن بعدها نبدأ التفكير في الأسواق الآسيوية وغيرها من الأسواق التي تتاح بها الفرص.
وقال محمد البلوشي، مدير تطوير الأعمال في شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها: أن تواجد الشركة هذا العام للتسويق بصورة رئيسية عن منتجاتها الجديدة والمتمثلة في الكاتشب والخط الثاني لمنتج زيت الزيتون، والذي بدأت الشركة مؤخرا بإنتاجهما وتوزيعهما في السوق المحلي بعد الطلب المتزايد عليهما على المستوى المحلي، ونبدأ بالتسويق لهما خارجيا من خلال جلفود 2024 باعتباره معرضا يمثل الحدث الأكبر من نوعه في العالم في قطاع الصناعات الغذائية والضيافة، ويوفر لنا الفرصة للتسويق عن بقية منتجات الشركة مثل زيت الطعام والسمن النباتي والسمن الطبيعي ومنتجات الزبدة والمارجرين، كما أن المعرض فرصة للاطلاع على توجهات صناعة الأغذية الحديثة، والالتقاء بالمستثمرين والمنتجين من مختلف أرجاء العالم بهدف إيجاد أسواق جديدة لمنتجات الزيوت لدينا والتوسع في الأسواق التي تصل إليها منتجاتنا فعليا.
وأوضح مال الله الحمداني مدير التسويق في المصنع العماني للمواد الغذائية "المدهش" قائلا: دائما ما يضع المصنع إبراز المنتجات العمانية وإظهارها بحلة جديدة تليق بالجودة التي وصلت إليها في مثل هذه التظاهرات الدولية في مقدمة أولوياتها قبل كل شيء، وهذا ما يتحقق فعلا على أرض الواقع عبر تواجد المصنع في مختلف معارض المنتجات العمانية التي تُنظم من قبل مدائن داخل سلطنة عمان وخارجها، وبعد ذلك يتطلع المصنع من هذا معرض جلفود تحديدا لتحقيق أهداف أخرى كالتسويق والترويج عن منتجاته التي تتميز بجودة عالية تجعلها واسعة الانتشار، حيث إن جلفود بمثابة المنتدى الدولي الذي يلعب دورا بارزا في الالتقاء بالمستثمرين ورجال الأعمال والموزعين، وكذلك عملائنا من مختلف الدول التي نصدر إليها للتعرف على أبرز التحديات التي تواجههم والوقوف على حلها، كما أن تواجدنا فرصة جيدة لترسيخ الصورة الذهنية لمنتجات مصنعنا التي أصبحت ذات سمعة طيبة لدى شريحة كبيرة من المستهلكين على المستويين المحلي والخارجي.
يذكر أن "مدائن" تهدف من خلال التواجد في هذا المعرض إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية للحملة الوطنية للترويج عن المنتجات العمانية "صنع في عمان" والمتمثلة في التعريف بالمنتج العماني خارج سلطنة عمان وإيجاد منافذ جديدة وشرائح مختلفة من المستهلكين له على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك بعد نجاح "مدائن" خلال السنوات السابقة في تنفيذ حملات ترويجية على المستوى المحلي بصورة مكثفة عبر الأنشطة التعريفية المتنوعة والمعارض المتنقلة في جميع محافظات سلطنة عمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتجات العمانیة سلطنة عمان معرض جلفود جلفود 2024 فی معرض من خلال
إقرأ أيضاً:
هويات المدن
الكثير من المدن على مر التاريخ قديمة وحديثة استطاعت أن تخط لها هوية خاصة بها تميّزها عن غيرها من مدن العالم، فاستطاعت أن تحقق شهرة واسعة بفضل هويتها التي اختطتها لنفسها وميّزتها عن باقي المدن والمجتمعات. وقد تكون تلك المدن قد استفادت من ميزة المكان والتاريخ والثروات لتكرس ذلك الإرث لصالحها أو أنها ابتكرت لها هوية جديدة اختلقتها لنفسها وصقلتها بمجموعة من العوامل أسهمت في صنع تلك الهوية.
من يزر أثينا يعرف أنها عاصمة التاريخ والتراث الإنساني، كذلك روما والقاهرة، ومن يزر فيينا يعرف أنها عاصمة الموسيقى الكلاسيكية القديمة، وباريس عاصمة الموضة، ولندن عاصمة للضباب والرياضة، ونيويورك عاصمة للنشر وغيرها الكثير من الأمثلة التي استطاعت بها تلك المدن ترسيخ هويتها العمرانية والحضارية لتُعرف بين مدن العالم بالهوية التي اختطتها لنفسها، واستطاعت تعزيز مكانتها الاقتصادية والثقافية والعمرانية بفضل عناية المخططين والعمرانيين والمطورين ممن أسهموا في تكريس تلك الهوية في كل بقعة وشبر من تلك المدن.
في عالم اليوم تداخلت وتشابهت أساليب التخطيط الحضري والعمراني في معظم دول العالم، فلم تعد لكثير من المدن هوياتها الخاصة بها التي تميّزها عن غيرها من المدن الأخرى سواء في داخل الدولة أو خارجها بسبب تشابه وتماثل أنماط البناء والتعمير وتشابه أنماط التخطيط الحضري ابتداء من القرى الصغيرة المتناثرة وانتهاء بكبريات المدن القديمة التي توسعت وفقدت هويتها الخاصة بها أو المدن حديثة المنشأ وفق أسس عمرانية حديثة لم تعد تراعي الخصوصية العمرانية والهوية الحضارية للمدن والمجتمعات والإنسان.
غير أن التقدم الحديث الذي دخل على موضوع التخطيط الحضري من سهولة تصميم وبناء المدن يمكن أن ينظر إليه على أنه بمثابة ميزة تنافسية يمكن أن تسهم في تكوين هويات حضارية ومعمارية لمدن قديمة قائمة أو لمدن مستحدثة يمكن تشكيلها وفق الهوية التي يُراد لها أن تكون عليها في تصميمها المعماري والحضاري.
محليا، لدينا إرث ضخم وكبير في التخطيط الحضري والعمراني، فالعمارة العمانية القديمة كانت ولا تزال شاهدة على خلق واستحداث هويات حضرية لمدن عمانية ميّزتها عن غيرها من المدن العمانية الأخرى، فعلى سبيل المثال فقط نجد أن نزوى عُرفت بأنها بيضة الإسلام وأنها معقل الدين والتاريخ والتراث بفضل عمارتها التي ميّزتها عن غيرها من مدن عُمان الأخرى في قلعتها وسوقها وجامعها، وأيضا صور التي عُرفت بأنها مدينة البحر والترحال وأنها ميناء بحري مفتوح للسفر حول العالم، ومسقط عاصمة للتاريخ والاقتصاد، وظفار موئل للسياحة والزراعة والاستجمام وغيرها من الأمثلة على مدن عُمان القديمة التي تميّزت بهوية ونمط معماري يختلف عن باقي الأنماط المعمارية الأخرى المتوزعة ما بين السهل والجبل والبحر.
التخطيط الحضري في عالم اليوم لم يعد يراعي الكثير من تلك الخصائص الحضرية والهويات التي تميّز كل حاضرة أو مدينة أو قرية عمانية عن أخرى، فتداخلت كل الأنماط المعمارية مع بعضها البعض فبات من الصعب التفريق بين مدينة في ظفار عن مدينة في صحار أو قرية في صور عن قرية غيرها في بهلا؛ فكل الأنماط المعمارية والسكانية متشابهة وبذلك اختفت الهويات المحددة لكل مدينة على حدة إلا ما بقي من إرث قديم ما زال حاضرا ولم يتم البناء عليه.
لدينا فرصة كبيرة في المحافظات والولايات لخلق هويات مختلفة للقرى والمدن العمانية المختلفة بفضل التنوع الثقافي والاجتماعي والسكاني الذي تمتاز به كل محافظة عن غيرها، ويمكن الاستفادة من دروس المدن الكبرى في خلق تلك الهويات الحضارية للمدن العمانية، فيمكن أن نرى مدينة تختص بالتراث والأخرى بالبحر والصيد، وغيرها بالاستثمار الاقتصادي، وغيرها بالسياحة الجبلية، وأخرى بالثقافة والمعرفة، وغيرها بالموسيقى والفنون، وغيرها بالزراعة والنخيل، وغيرها باقتصادات المعرفة الحديثة، وغيرها بالشباب، وكثير من الأمثلة يمكن طرحها على مدن عمانية تعد شبه مهيأة لتكوين هوية حضارية لها.
قد لا تكون المهمة سهلة كمثل كتابة هذا المقال خصوصا مع توسع المدن وتمددها، لكن لا يوجد مستحيل في طريق التعمير والتغيير ويمكن البدء في إعادة الهويات الحضارية للمدن العمانية إلى نصابها الصحيح مع مراعاة التطورات الحديثة الحاصلة في الاقتصاد والعمران.
عبدالله الشعيلي رئيس تحرير جريدة عمان أوبزيرفر
مهرجان الفيلم العربي في تورنتو.. نافذة المهاجر على السينما العربية