وجه مشرق بعيدًا عن أجواء الحرب.. حقائق لا تعرفها عن السودان
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
يعد السودان إحدى أكبر دول إفريقيا ويتشارك حدودًا مع سبع دول هي إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وتشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا وليبيا.
عُرف هذا البلد بأوضاعه الأمنية غير المستقرة فالاقتتال الدائر في الخرطوم يتصدر الأخبار. كما خاض السودان أطول حرب أهلية في إفريقيا استمرت 22 عامًا بين عامَي 1983 وعام 2005. وكانت تلك الحرب الأهلية الثانية بعد تلك التي نشبت في جنوب السودان عام 1955.
لكن للسودان وجه آخر مشرق يطل على التنوع الثقافي والحضاري والبيئي. في ما يأتي حقائق قد لا تعرفها عن السودان استنادًا لموقع “إنجوي ترافيل”.
يضم أهرامات تفوق مصر عددًا
كان السودان موطنًا لواحدة من أقدم الممالك القديمة في العالم، والتي كانت مأهولة بالسكان. ويضم أكثر من 200 هرم قديم، وهو ما يفوق عدد الأهرامات الموجودة في مصر. وقد بُنيت جميعها إبان الحضارة النوبية القديمة منذ عام 2500 قبل الميلاد.
وربما يكون الموقع الأثري المدرج في قائمة اليونسكو لجزيرة مروي الأكثر شهرة في البلاد، حيث يضم 100 هرم يرجع تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي.
ورغم أن الأهرامات في السودان أصغر قليلًا من نظيراتها المصرية، لكنها تضم عناصر من مصر الفرعونية واليونان وروما.
كما يعد جبل البركل المدرج في قائمة اليونسكو موقعًا شهيرًا بأهراماته. ويضم خمس مناطق أثرية مختلفة تحتوي على مقابر وأهرامات ومعابد وقصور يعود تاريخها إلى 900 عام قبل الميلاد.
الدولة الأكبر في إفريقيا
كان السودان يمثل في ما مضى أكثر من 8% من القارة الإفريقية بأكملها أي ما يمثّل 2% من إجمالي مساحة اليابسة في العالم.
فخلال ذلك الوقت، كان السودان أكبر دولة في إفريقيا وعاشر أكبر دولة في العالم، وذلك قبل انفصال جنوب السودان عنه في عام 2011.
فعلى الأثر، أصبح السودان ثالث أكبر دولة في إفريقيا وفي المرتبة الخامسة عشرة على مستوى العالم.
السودان موطنًا لمملكة “كوش”
كانت مملكة “كوش” الإفريقية القديمة تقع في ما يعرف الآن بجمهورية السودان. وسيطرت الممالك الكوشية الثلاث على المنطقة لأكثر من 3000 عام.
الفترة الأولى كرمة (2450 – 1450 ق.م.)، تلتها فترة نبتة (1550 – 1070 ق.م.)، ثم مروي (300 ق.م – 300 م).
وفي مرحلتها الأولى، تركزت المملكة في نبتة. ثم بعد غزو الملك كاشتا لمصر، حكم الملوك الكوشيون كفراعنة الأسرة الخامسة والعشرين في مصر.
وكانت عاصمة الإمبراطورية حينها في مروي، التي تعد الآن أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو المشهورة عالميًا، فاشتهرت المنطقة بأكملها بوصفها مركزًا تجاريًا رئيسيًا للذهب والعاج وخشب الأبنوس وجلود الحيوانات من إفريقيا والصحراء العربية والبحر الأبيض المتوسط.
كما تم تصدير القرود والفيلة والزرافات إلى حدائق الحيوان الخاصة في جميع أنحاء آسيا والبحر الأبيض المتوسط.
موطن لمركز أبحاث تحت الماء
إلى ذلك، كان السودان موطنًا لواحدة من أكثر التجارب التي أُجريت تحت الماء إثارة للاهتمام في العالم. ففي عام 1963، أنشأ المستكشف وعالم المحيطات جاك كوستو محطة الجرف القاري الثانية.
وقد شكلت المحطة مركزًا للأبحاث تحت الماء يقع على عمق 10 أمتار تحت سطح البحر قبالة ساحل بورتسودان.
وفي الستينيات، أصبحت المحطة موطنًا لخمسة رواد مائيين عاشوا في القاعدة تحت سطح البحر لمدة 30 يومًا. وتمكن الرجال من الوصول إلى الهواء والماء والغذاء وغيرها من الضروريات، بالإضافة إلى غواصة صغيرة تتسع لشخصين للاستكشاف تحت الماء. وقد قام كوستو بتوثيق التجربة في فيلمه “عالم بلا شمس”.
وحتى الآن، يمكن لعشاق الحياة البحرية الغوص حول الموقع وإلقاء نظرة خاطفة داخل مرآب الغواصة، التي تغطيها الشعاب المرجانية.
حياة بحرية وبرية متنوعة
والسودان يعد أيضًا ملاذًا لعشاق الحياة البحرية، حيث تزخر محمية سنقنيب البحرية الوطنية المدرجة في قائمة اليونسكو بالثدييات البحرية والأسماك وأسماك القرش والسلاحف وغيرها.
وتقع الحديقة على بعد 25 كلم قبالة سواحل السودان ومحاطة بالشعاب المرجانية.
أمّا على اليابسة، فتعد حديقة الدندر الوطنية واحدة من أقدم الحدائق الوطنية في إفريقيا. وتمتد على مساحة 10291 كيلومترًا مربعًا من الحدائق المحمية.
وتضم المحمية المذكورة نباتات وحيوانات متنوعة؛ بما في ذلك الطيور المهاجرة والجاموس والغزال والزرافة والكودو الأكبر وهارتبيست والأسد والنعامة والظبي القصبي والظبي الروان والظباء المائية. ويعيش هناك أيضًا وحيد القرن الأسود والفهد والفيل والضبع وابن آوى.
السودان جزء من مشروع الجدار الأخضر
ويدخل السودان في مشروع الجدار الأخضر الكبير، إلى جانب بوركينا فاسو وتشاد وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والسنغال.
وتهدف هذه المبادرة الطموحة إلى بناء جدار من الأشجار بطول 8000 كيلومتر عبر إفريقيا مباشرة لإنشاء أكبر هيكل حي على هذا الكوكب. وسوف تمتد عبر كامل عرض القارة، على طول السافانا الساحلية القاحلة والطريق من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي.
وقد أطلقت مبادرة الجدار في عام 2007، وتم تصميمه ليكون رمزًا للأمل في مواجهة التصحر، أحد أكبر التهديدات التي يواجهها الكوكب.
قناة العربي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: کان السودان فی إفریقیا فی العالم تحت الماء موطن ا
إقرأ أيضاً:
بعد 30 عاماً من السكون.. أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال
تبلغ مساحة الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» 3800 كيلومتر مربع (1500 ميل مربع)، أي أكبر من ضعف مساحة لندن الكبرى، ويبلغ سمكه 400 متر (1312 قدماً). انفصل عن القارة القطبية الجنوبية في عام 1986؛ لكنه سرعان ما علق قبالة الساحل مباشرة. وأدى عمق الجبل الجليدي إلى انغماس قاعه في قاع بحر ويديل، وهو جزء من المحيط الجنوبي؛ حيث ظل ثابتاً لأكثر من 30 عاماً، ثم بدأ في التحرك شمالاً في عام 2020، ولكن منذ الربيع، كان يدور في مكانه، بعد أن حوصر في عمود دوار من الماء بالقرب من جزر أوركني الجنوبية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وقالت هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، إن الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» ينجرف الآن نحو الشمال.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أندرو مايجرز، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي: «من المثير أن نرى الجبل الجليدي يتحرك مرة أخرى بعد فترات من التجمد. نحن مهتمون بمعرفة ما إذا كان سيسلك المسار نفسه الذي سلكته الجبال الجليدية الكبيرة الأخرى التي انفصلت عن القارة القطبية الجنوبية». ويُعتقد أن الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» سيغادر المحيط الجنوبي في نهاية المطاف ويدخل المحيط الأطلسي؛ حيث سيواجه مياهاً أكثر دفئاً، ومن المرجح أن يتفكك إلى جبال جليدية أصغر حجماً ويذوب في النهاية.
ويقوم الدكتور مايجرز وهيئة المسح البريطانية بالقطب الجنوبي بفحص تأثير الجبال الجليدية على النظم البيئية المحلية، بعد مرورها من خلالها.
قبل عام، جمع الباحثون على متن سفينة الأبحاث الملكية «السير ديفيد أتينبورو» بيانات من المياه المحيطة بـ«إيه تو ثري إيه».
وقالت لورا تايلور، عالمة الكيمياء الحيوية الجيولوجية التي كانت جزءاً من الطاقم: «نعلم أن هذه الجبال الجليدية العملاقة يمكن أن توفر العناصر الغذائية للمياه التي تمر عبرها، مما يخلق أنظمة بيئية مزدهرة في مناطق أقل إنتاجية»، وتابعت: «ما لا نعرفه هو الفرق الذي يمكن أن تحدثه الجبال الجليدية المعينة، وحجمها وأصولها في هذه العملية».