آفاق ومساحات عمل جديدة للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
فتحت معركة "طوفان الأقصى" المشهد الفلسطينيّ على أبعاد متعددة للقضية الفلسطينية، ومسارات العمل الوطني المقاوم والمناهض للاستعمار والصهيونية، بوصفها الفكرة، ومن ثم الحركة التي حمّل عليها مشروع إقامة كيان سياسي لليهود في فلسطين.
رغم قساوة المشهد وحجم الألم النّاجم عن حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورغم الشعور العام بالتقصير وعدم القدرة على لجم توحّش وفاشية الاحتلال، فإن هذه الحرب -وبمعزل عن الطريقة التي يمكن أن تنتهي بها وتضع فيها أوزارها- يمكن أن تشكل فرصة تاريخية، للقوى الفلسطينية الحزبية والشعبية، وكذلك للنشطاء، لمواجهة المشروع الصهيوني وتعزيز حضور القضية الفلسطينية وحشد الدعم والتأييد لها على صُعد عدة، منها:
أولًا: إعادة الاعتبار للبعد العالمي للقضية الفلسطينية، بوصفها قضية تحرر وعدالة وتقرير مصير لشعب عانى من الاحتلال منذ ما يزيد على المئة عام، خاصة بعد التراجع الكبير في حضور القضية الفلسطينية وتبنّيها من قبل العديد من دول وشعوب العالم خلال العقود الماضية، نتيجة لسياسات عديدة -ومن أكثر من طرف- حاولت حشر القضية الفلسطينية في سياقها الفلسطيني فقط، وتجريدها من بُعدها العربي والإسلامي، ناهيك عن العالمي.إن حجمَ التأييد الشعبي والتحولات في الرأي العام العالمي -الذي ترتّب على هذه الحرب، سواء لاعتبارات الدعم والدفاع عن القيم الإنسانية والعالمية كالحرية والعدالة، أو لرفض ومواجهة الظلم والإجرام والفاشية والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحقّ الفلسطينيين- كبيرٌ وعميقٌ إلى حد يمكن معه القول إن القضية الفلسطينية أصبحت اليوم هي قضية رأي عام دولي، وقضية دول وشعوب كثيرة على مستوى العالم، لا تنتمي للعالم العربي والإسلامي، بل إن بعضها أصبح بحكم الموقف والممارسة هو أقرب للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية من أي دولة عربية.
لم يعد الأمر مقتصرًا فقط على عدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين، كما غيرهم من شعوب العالم، في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، بل إن تقدير هذه الدول -وبالذات الصديقة والحليفة لـ "إسرائيل"- أن الطريق الوحيد لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطٌ بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأن كل محاولات تجاوز الفلسطيني وقضيته لم ولن تنجح
فدولة جنوب أفريقيا وشعبها اليوم هم أقرب إلى فلسطين وأعمق صلة من دول كثيرة مجاورة لها جغرافيًا وتربطها بها روابط تاريخية ودينية وقومية. وكذلك العديد من شعوب ودول العالم، هم أكثر التصاقًا وتفاعلًا مع معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه من كثير من الشعوب في المنطقة.
ثانيًا: وضع "إسرائيل" في قفص الاتهام أمام العدالة الدولية، الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخها، فقد عاش الفلسطينيّ طوال عقود الاحتلال وهو يتعامل مع عدوّ فوق القانون، وتتوفر له الحماية القانونية، فضلًا عن السياسية والعسكرية والاقتصادية من قبل القوى المهيمنة على النظام الدولي.لكن هذه الحرب وما وقع فيها من جرائم فاق قدرة العالم الغربي على الاستمرار في توفير الحصانة القانونية للاحتلال، ووجدت "إسرائيل" نفسها في قفص الاتهام أمام أهمّ منصة قانونية دولية (محكمة العدل الدولية)، وقريبًا ستجد نفسها في قفص الاتهام أمام المحكمة الجنائية الدولية، وعدد كبير من المحاكم القُطْرية في العديد من دول العالم.
وذلك نتيجة جهد ليس فقط لدول كجنوب أفريقيا، بل ولمئات، إن لم يكن آلاف المحامين والحقوقيين والمؤسسات الحقوقية، الذين استجابوا لنداء ضمائرهم وقيمهم الرافضة للعدوان والظلم والإجرام.
ما يعني أن الاحتلال الإسرائيلي سيواجه -ولسنوات طويلة- معركة قانونية قاسية، ستهشّم وجهه وصورته الزائفة التي رسمها بدعم غربي، وحاول من خلالها تضليل دول وشعوب كثيرة حول العالم، وسيقف ابتداء من هذه اللحظة في الخانة الصحيحة التي تمثّله كاحتلال فاشيّ وعنصريّ ومجرم.
ثالثًا: التحول في العديد من المواقف الرسمية وزيادة الحديث العلني عن -والتعبير عن الرغبة في- الاعتراف بدولة فلسطينية، والإقرار بالحقوق السياسية للفلسطينيين، دون انتظار "عملية سلام" أو "تسوية سياسية"، ودون مراعاة موقف حكومة الاحتلال. فحتى الرعاةُ التاريخيون للكيان -الولايات المتحدة وبريطانيا- تحدثوا علانية عن إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية، كما ورد على لسان وزراء الخارجية في الدولتَين.فلم يعد الأمر مقتصرًا فقط على عدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين، كما غيرهم من شعوب العالم، في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، بل إن تقدير هذه الدول -وبالذات الصديقة والحليفة لـ "إسرائيل"- أن الطريق الوحيد لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطٌ بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأن كل محاولات تجاوز الفلسطيني وقضيته لم ولن تنجح.
فلا الاتفاقيات الثنائية ولا الرعاية الأمنية والعسكرية، ولا التطبيع مع العديد من الدول العربية، يمكن أن يجلب الاستقرار والأمن. فقط هو إعطاء الفلسطينيين حقوقَهم والتعامل معهم بما يستحقونه من احترام وتقدير يمكن أن يقود إلى ذلك.
رغم هذا التطور في المواقف، فإن أحدًا لا يمكنه أن يبيع الوهم تجاه دور وموقف الولايات المتحدة تحديدًا المنحاز بالمطلق للاحتلال، إلا أن ذلك سيشكل فرصة للفلسطيني للعمل مع العديد من الدول الأخرى للاستمرار في ممارسة الضغط لإنجاز الحقوق الفلسطينية، على قاعدة أن الاستمرار في التماهي مع رؤية وسياسات الاحتلال يشكل خطرًا دائمًا، وينعكس بشكل خطير على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
رابعًا: التغيير الكبير في صورة "إسرائيل"، كما كان يحلو لقياداتها- وبالذات بنيامين نتنياهو- أن يروّجوا أمام العالم، وبالذات الغربي منه، بوصفها تشكل الامتداد الحضاري للغرب في مواجهة "بربرية الشرق"، والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تعيش في محيط من الأنظمة الشمولية والدكتاتوريات، وأنها دولة القانون واحترام حقوق الإنسان، في محيط يسوده القمع والاستبداد.هذه الصورة تغيرت بشكل كبير، وأظهرت هذه الحرب الوجه الحقيقي للاحتلال، ونفت عنه كل مزاعم التحضر والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، كاشفة عن حجم العنصرية والتوحش والفاشية الكامنة في أعماقه والمنتشرة بين مكوناته المختلفة.
لقد تلاشت أيضًا صورة الضحية والمضطهد والمُهَدد وتنامت صورة التوحش والإجرام والإبادة الجماعية والخطابات الفاشية. في ذات الوقت برزت بشكل كبير الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني، وتنامت الانطباعات الإيجابية حوله على مستوى العالم، فالفلسطيني اليوم هو الإنسان الصامد المضطهد الذي يفيض بمعاني الإنسانية والشجاعة والكرامة والصبر.
رغم الانحياز المخلّ من قبل وسائل الإعلام الغربية ودورها المعيب وغير المهني، وبالذات في بداية الحرب، حين تبنّت الرواية الصهيونية المزيفة بشكل كامل، فإن حجم الجرائم الإسرائيلية، ومستوى الانحطاط في السلوك العسكري، وتطور خطاب الكراهية والفاشية والعنصرية لدى جمهور ونخب الاحتلال، والذي لم يسلم منه أحد -سياسيين وعسكريين وأكاديميين وصحفيين- قد فاق كل ذلك قدرة الإعلام الإسرائيلي والغربي على التضليل وتزييف الحقائق، وسرعان ما ظهرت الصورة جلية واضحة، وامتلأت شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي بصورة الدمار والمجازر والإرهاب الذي مُورس بحق الفلسطينيين. وكشفت أشلاء وجثث الضحايا المدنيين- وبالذات من النساء والأطفال – حجمَ الجريمة وزيف الادعاءات حول تحضر وأخلاقية جيش الاحتلال.
تضع هذه التحولات وغيرها الفلسطينيين وأصدقاءهم أمام مسؤوليات كبيرة، للبناء على هذه التحولات الإستراتيجية والآفاق الكبيرة التي تلوح في الأفق، واستثمارها لصالح القضية الفلسطينية وحركة النضال الفلسطيني المستمر لنيل حقوقه.
وهي تقود إلى العمل على قاعدة أن القضية الفلسطينية قضيةٌ عالميةٌ معنيٌّ بها كل مؤمن بالإنسان وكرامته وحقوقه الأساسية، وهي بذلك تحتاج من الفلسطيني- وبالذات من قوى المقاومة- فلسفة عمل وآليات وهياكل جديدة وربما مختلفة عن القائم اليوم.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة العدید من هذه الحرب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اللواء سمير فرج في حواره مع «الأسبوع»: السيسي أخرجنا من العباءة الأمريكية.. وموقف مصر من القضية الفلسطينية «مشرف»
حروب الجيل الرابع والخامس هدفها نشر الشائعات والأكاذيب
على المصريين الثقة في رئيسهم وجيشهم
القضية الفلسطينية ستعيش أسوأ فترة في عهد دونالد ترامب
كشف اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، عن التحديات التي تواجهها مصر في ظل التواتّرات الإقليمية الحالية وسبب الاستهدافات التي تهدف إلى النيل منها، مرورا بتفاصيل حروب الأجيال الخمسة، وبتفاصيل الخداع الاستراتيجي في 1973، وصولا إلى رؤيته الواضحة بشأن المستقبل الذي توقعه للرئيس عبد الفتاح السيسي حين كان ملازم أوّل، كما وجّه سمير فرج رسالة للإعلام المصري يعبّر فيها عن أهمية الصمود أمام الإشاعات والأكاذيب التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد، وكشف عن آخر توقعاته وآرائه في ملف القضية الفلسطينية وعن توقعاته بشأن الحرب في لبنان، ويقدّم اللواء سمير فرج رؤيته بشأن مصر في الوقت الحالي، ونظرة بعيدة الأفق في حال الشرق الأوسط في الوقت الحالي، مؤكدا بذلك على أهمية الوقوف خلف القيادة السياسية، وعن حكمتها بشأن الخطوات التي اتخذتها في تسليح الجيش.. وإليكم نص الحوار:
من واقع خبرة حضرتك العسكرية مصر تواجه تهديدات غير مسبوقة منذ 4000 سنة، لماذا مصر بالتحديد؟موقعها الفريد، لو نظرت على الخريطة ستجدها مصر هي قلب العالم، حدودها تقع في أفريقيا وآسيا، وعلى البحر متوسط والبحر أحمر، وكما قال جمال حمدان، عالم الجغرافيا الكبير، إن أجمل مكان ليس نعمة ولكنه نقمة، بسبب طمع الجميع فيه، كل من يريد أن يكون له سيطرة على العالم سيريد التحكم في مصر، والسيطرة عليها، وسيحاول في ذلك، ولكن القيادة السياسية مستيقظة لكل هؤلاء وتقف لهم بالمرصاد.
نريد شرحاً لحروب الأجيال الخمسة؟حروب الجيل الأول هي التي كان يستخدم فيها السهم والرمح والعجلة الحربية الذي بدأه القدماء المصريين وحذا العالم كله حذوهم، فنحن أقدم جيش في العالم، حروب الجيل الثاني بدأت بعد اختراع الصين للبارود نابليون بدأ في الاستفادة من ذلك بصنع المدفع والبندقية، أما حروب الجيل الثالث فبدأت عند بداية الحرب العالمية الأولى التي دخلت فيها الدبابة الطائرات والصواريخ وغيرها من الأسلحة. وبالنسبة لحروب الجيل الرابع فعند رؤية المقدمة التي كتبتها كلية الدفاع في الناتو عنها، ستراهم يقولون: «عندما قامت حرب 67 التي يسمونها بحروب الأيام الستة «بسبب استيلائهم وقتها على سيناء والجولان والضفة»، الجيش المصري انهزم ولكن مصر لم تسقط، بسبب وجود شعب أعاد الرئيس الذي تنحى ووقف مع الجيش وعاد لينتصر من جديد، ومن هنا تم إثبات أن وجود المعدات العسكرية الجديدة والمعدات النارية الثقيلة ليست كافيا للانتصار في الحرب، فالحروب القادمة ليست مدفع لمدفع وليست دبابة لـ دبابة وإنما ستعتمد على العقل، بحيث يكون المستهدف الشعب، فإذا وقع الشعب وقعت الدولة. أما حروب الجيل الخامس تم استخدام فيها التكنولوجيا الحديثة بحيث يتم نشر الأخبار الكاذبة، ويكون من خلال وضع حوالي 100 حساب تغطي مطالب الشعب منهم، ثم بعد ذلك تبدأ في نشر الأخبار والشائعات الكاذبة وسط التغطيات.
ماهو الهدف الحقيقي من حروب الجيلين الرابع والخامس؟إسقاط الدولة من خلال تفكيك مفاصلها، كعزل الجيش عن الشعب، والتشكيك في الشرطة كما تم حرق جميع أقسام الشرطة في 25 يناير، التشكيك في القضاء، التفريق بين أفراد الشعب دينيا كالإيقاع بين المسلمين والمسيحيين، الإيقاع بين سكان الوجه القبلي والوجه البحري.
هل هناك جيل سادس من الحروب؟يتم الآن دراسة وضع ما يشابه الحروب التخيلية، بوضع صورة حرب تخيلية بين دولتين، ولكن ما زال الأمر تحت الدراسة حتى الآن، ولا يمكن توقع موعد ظهور هذا النوع من الحروب.
ما هو أقوى نوع من أنواع الحروب؟حروب الجيل الرابع والخامس، بسبب أنه في هذه الحروب ليس هناك خسران لـ قوات أو أفراد شعب أو آلالات أو معدات ولا أي شيء، فلو نظرنا سنجد أن الحرب بالأسلحة تجعل الدولة تخسر المعدّات والأسلحة والذخيرة، بجانب خسارتها للسمعة الدولية، فروسيا عندما هاجمت أوكرانيا كثير من دول العالم هاجمتها، واعترض على فعلها.
لماذا وضعت المخابرات الأمريكية تصور حروب الجيل الرابع؟بعد عشر سنوات من فشل أمريكا وخسارتها لـ 59 ألف عسكري في فيتنام، كان في أفغانستان ملك اسمه ظاهر شاه، الذي تم عمل انقلاب عليه، وأتت بعده جماعة طالبان الشيوعية، التي اتفقت مع روسيا أن تتقدم بقواتها إلى أفغانستان، وعندما بدأت تقترب روسيا من الخليج العربي، أقنعت أمريكا المجاهدين في أفغانستان على رأسهم أسامة بن لادن ببداية حرب ضد الشيوعيين، وأعطوهم المال والسلاح. بن لادن حصل على 5 مليارات دولارات من أمريكا وحارب روسيا، ليتم بعد عشر سنين انسحاب القوات الروسية بسبب صعوبة الحرب في الأرض الجبلية، وليكوّن بعدها بن لادن تنظيم القاعدة أكبر تنظيم إرهابي في العصر الحديث، كان بن لادن يقول إن أساس الشيطان في العالم هي أمريكا، وكان فكره أن يتم ضرب أمريكا في البداية ليرتاح العالم من شرّها، ليحدث بعدها ضرب برجين التجارة والبنتاجون في 11 سبتمبر، ولتخسر أمريكا ثاني خسارة في حياتها في معركة واحدة. وخرج بعدها من بطن بن لادن الزرقاوي الذي خرج من أفغانستان وذهب إلى سوريا والعراق ليكوّن تنظيم «داعش». أي أنه تم وضع ذلك المصطلح بعد الخسارات المتتالية لأمريكا لتحاول التغطية على فشلها في مثل هذه الحروب.
ما هو تعريف اللواء سمير فرج للخداع الاستراتيجي؟الخداع الاستراتيجي هو عدم معرفة العدو بنيتك الحقيقية في الحرب، كما حدث في 1973، أرسل السادات محمد حافظ إسماعيل لهنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي، الذي أخرج أمريكا من مستنقع فيتنام وحصل على نوبل بسببها، وقال له محمد حافظ إسماعيل ماذا نفعل؟ مضت 6 سنوات على الحرب ونريد التخلص من هذا العناء، فقال له كيسنجر قضيتكم كالطبق البارد الذي لا يمكن أكله أو الوصول إلى حل فيه، أي أنها تحتاج لطبق ساخن، فعندما علم الرئيس السادات أرسل محمد حافظ إسماعيل من جديد بعد شهر يقول لكيسنجر نحن لا نستطيع تسخين الطبق، وليؤكد أن مصر لن تستطيع دخول حرب، والروس تركونا وذهبوا، وأن مصر ترجوا بداية التفكير في حل سلمي، ليبدو بعدها أمام إسرائيل أننا لن نحارب، وذلك في نفس الوقت الذي نخطط فيها لاجتياح خط بارليف.
تحدث أمين هويدي، وزير الحربية، ورئيس المخابرات الأسبق، في كتابه ( الفرص الضائعة)، عن حرب المعلومات، كاشفاً أن المعلومات السرية 80% منها نحصل عليها من المصادر الرسمية وفي الأخبار، ولكن المهم أن نرتبها، فهل يتفق الدكتور سمير فرج مع ذلك أم لا؟
لأجل اتخاذ القرار يجب أن يتم الاستناد على المعلومات المتاحة، وترتيبها وتحليل كل المعلومات بشكل صحيح، كالتأكد من المكان الذي يتمركز فيه العدو، فمن الضروري في مثل هذه الأوقات التأكد من المعلومات وترتيبها، ويجب أيضا على الشعب عدم الاستماع للشائعات أو تصديق أي أكاذيب تحاول تفتيت الدولة وتفكيكها.
نعود إلى الخلف كيف كانت نظرة اللواء سمير فرج في الملازم أول عبد الفتاح السيسي؟، ونريد التحّدث عن التقرير السري الذى كتبته في الملازم أول عبد الفتاح السيسي.عندما أتى الملازم أول عبد الفتاح السيسي إلى الكتيبة 34 ضابط مشاة، وعندنا في الجيش لا يأخذ إلا 4 فقط امتياز، ويجب عند إعطاء الامتياز كتابة السبب، وأنا كتبت في تقريري عن الملازم أول عبد الفتاح السيسي حينما أعطيته الامتياز:«ضابط صاحب قرار ننتظر له مستقبل».
الملازم أول عبد الفتاح السيسي قلت أنه صاحب قرار فهل هناك وجه شبه بين قراره عندما كان في الكتيبة 34 وقراره وهو وزير دفاع لمصر؟الملازم أول عبد الفتاح السيسي اتخذ قراراً بالسير في طريق مليئة بالألغام وكان من الممكن في أي وقت ينفجر لغم، وكان يحمل روحه على يده في ذلك الوقت، وبالمثل كان يخاطر أيضا بحياته حينما اتخذا قراراً بتخليص مصر من الإخوان، وبعد 50 عاما عند البحث عن عبد الفتاح السيسي ستجد كلمات من نور في صفحات التاريخ تقول أنه خلص مصر من الإخوان، وأنقذ البلاد من الأخونة الإرهابية.
وجدنا بعض الأصوات المرتفعة انزعجت يوما ما من الرئيس السيسي في موضوع تسليح الجيش ثم بعد ذلك اكتشفوا أن الرئيس السيسي كان معه ما هو رأيك في هذا الأمر؟إسرائيل أخذت البلوك رقم 9 من لبنان، وأخذت 2 من حقول الغاز الخاصة بلبنان، التي لا تستطيع أن تنير أضوائها والتي معظم مناطقها مظلمة طوال الشهر الماضي. طالما أنت ضعيف لا تتكلم، ولو كانت ضعيفا كانوا أخذوا حقل زهر، ولكن هناك حساب جيد لرد الفعل المصري الذي سيحوّل كل شيء بالنسبة لهم، وهذا ما نسميه الردع. ومن الردع هناك الإيجابي والسلبي، الإيجابي هو أن تكون هناك قوة عسكرية يتم استخدامها وقت الحاجة، فعندما قتل 21 مصري على يد داعش، أخذ قرار الرد عليهم ليلا وفي وقت الفجر كان القصف وتصفية كل البؤر الإرهابية في ليبيا، ليعود حق الـ 21 مصري، فهل هناك من حاول مسّ شعرة مصري في ليبيا؟. أما بالنسبة للردع المعنوي هو ما حدث في الفترة الماضية كاستعراض تخرج الكليات العسكرية، ووقوف رئيس الأركان على خط الجبهة في رفح ويرى استعدادات القوات، أي أن كل هذه رسائل إلى من يهمه الأمر، تقول الرسائل «احذر هذا الجيش قوي والأفضل لك ألا تقترب منه».
كيف ترى مجهودات الرئيس السيسي في الحفاظ على الأمن القومي المصري؟أول شيء تقوية الجيش فطالما الجيش القوي تبقى البلاد قوية والعكس صحيح، والشيء الثاني هو استطاعة الرئيس السيسي في تحقيق حلم لنا ألا وهو تنويع مصادر السلاح، فالرئيس السيسي فعل ما لم يستطع فعله مبارك، وهو إخراجنا من تحت العباءة الأمريكية وحصولنا على أسلحة متنوعة من روسيا والصين وكوريا وغيرها من الدول. لم تكن لدينا طائرات لتصل إلى عمق إفريقيا أو منابع النيل، فماذا نفعل ننتظر العطش ليصيبنا؟ لم ينتظر السيسي هذه اللحظة وإنما استورد طيارات الرفال والميج 29 وغيرها من الطائرات والأسلحة التي تمكّن حماية الأمن القومي المصري.
رسالة الدكتور سمير فرج للإعلام؟أدعو الإعلام المصري إلى الاهتمام بالإعلام الإلكتروني بشكل أكبر، نحن نحتاج إلى التمكّن من الوصول إلى الجماهير جيدا، وإشباع احتياجها، والتمكّن من الحصول على ثقتهم في الإعلام، كي لا ينجرفوا وراء الشائعات، وكي نستطيع محاربة الأبواق الإعلامية الإرهابية في الخارج، التي تهدف إلى تفكيك البلاد وإلى زعزعة ثقة الشعب بجيشه وحكومته، يجب مراعاة الاهتمام بهذا الشأن أكبر في الفترة القادمة، لا أنكر أني أرى تطورا ولكن يجب أن نصل إلى مرحلة التمكّن كالتي وصلت إليها الصحف العالمية.
فلسطين وموقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية لماذا كل هذه المحاولات التي تسعى لإبعاد مصر عن القضية الفلسطينية على الرغم من أن هذا لن يحدث؟الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان تشكك دائما في موقف مصر، ولكن موقف مصر المشرف الذي يرفض التهجير القسري للفلسطينيين، ويرفض الإبادة الجماعية والعدوان على غزة وكافة الانتهاكات ضد الفلسطينيين، وعند النظر سترى أن مصر هي أكثر من وقفت بجانب القضية الفلسطينية، أكثر من 80% من المساعدات مصر والشعب المصري اقتطعها من قوت يومه وأرسلها لإخوانه الفلسطينيين، مصر هي المنشئة لمعسكرين طبيّين في خان يونس ورفح، وللمخبز الذي يقدّم أرغفة الخبز بشكل يوم للشعب الفلسطيني، ولمحطة تحلية المياه، ولبرج مواصلات، ومصر هي المستضيفة لأكثر من ألف فلسطيني يتم معالجتهم هم وعائلاتهم. وهذا ليس غريبا عن مصر وليس جديدا في السابق أول من قدّم ياسر عرفات لمنظمة التحرير كان الرئيس جمال عبد الناصر. نحن عندنا ثوابت، بعدم تهجير الفلسطينيين وبوقف الإبادة الجماعية، ويكفينا المناشدة وعدم توقف الرئيس السيسي في كل مكان يذهب إليه في العالم عن المطالبة بوقف إطلاق النار ودعم مصر في جهودها لذلك، والمطالبة بحل الدولتين وإنشاء دولة للفلسطينيين.
مصير القضية الفلسطينية في ظل تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية؟أسوأ فترة ستعيشها القضية الفلسطينية، لأن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، لا يؤمن بحل الدولتين، ويدعم بنيامين نتنياهو في تطرّفه، فنحن متجهون إلى نفق مظلم ومرحلة صعبة في حل القضية الفلسطينية.
هل سيستمر نتنياهو في تنفيذ خطة الجنرالات؟ وهل ينوي البقاء في غزة فعلا؟نتنياهو لن يوقف الحرب حتى يقتنع بأن حزب الله انتهى عسكريا، ثم سيعود بعدها وسينفذ القرار 1701 بأن لا يدخل أرض لبنان، سوى اليونيفيل والجيش اللبناني، ولكنه لن يبقى في غزة أيضا، فكما تركها في 2005 سيتركها أيضا في هذه المرة، ولن يبقى فيها، وأؤكد على أن نتنياهو يعلم جيدا أنه ليس هناك سلاح يدخل لحماس عبر محور فيلادلفيا، ولكن هي مجرد حجج واهية هدفها التطويل في أمد الحرب، فهو يظن أنه بذلك ستظل إسرائيل لمدة عشر سنوات أو أكثر لا يهددها أحد من غزة أو لبنان.
رسالة اللواء سمير فرج للمصريين؟يجب أن تثقوا في جيشكم ورئيسكم وفي الحكومة، حتى مع تعايشنا في المشاكل الاقتصادية، ومع غلو الأسعار، ووجود البطالة، ولكن يجب نتحمل هذه الفترة الخطيرة، التي لو نظرنا بتأمل سنجد أننا البلد الوحيد المستقر في الشرق الأوسط، ليبيا منذ 12 عام ولا يستطيع شعبها عمل حكومة ودولة وانتخابات، السودان في نفق مظلم، اليمن لن تعود كما كانت ولو بعد 15 عاما، العراق لو لم يأتيها رجل صاحب قرار كالرئيس السيسي، ستنقسم إلى دولة كردية وشيعية وسنية، سوريا فيها مشاكل كبيرة، و4 دول تتواجد قواتها في الوقت الحالي داخل أرضها، أمريكا لها قوات في سوريا، وروسيا لديها قاعدة جوية وقاعدة بحرية، وتركيا كذلك، لبنان منذ سنتين ولا تستطيع عمل انتخابات و انتخاب رئيس دولة، أي أن مصر هي البلد الوحيدة المستقرة، فيجب أن نحافظ على بلدنا، ولا نستمع للإشاعات، كي لا نقع.
سمير فرج يكشف عن أساليب حروب الجيل الخامس وأهدافها
سمير فرج لـ المصريين: «ثقوا في رئيسكم.. وقفوا صفا واحدا لعبور هذه المرحلة الصعبة»
اللواء سمير فرج: القضية الفلسطينية ستعيش أسوأ فتراتها بعد نجاح دونالد ترامب
اللواء سمير فرج: حروب الجيلين الرابع والخامس هدفها إسقاط الدولة والوقيعة بين الجيوش والشعوب
اللواء سمير فرج: العالم الآن يخشى الجيش المصري ويخاف من ردة فعله
اللواء سمير فرج: الرئيس السيسي حقق حلم الجميع بالخروج من عباءة أمريكا.. وتنويع مصادر السلاح