الصين تعرب عن تقديرها لسياسة فرنسا الخارجية "المستقلة"
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
أعرب وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، للرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الثلاثاء، عن تقدير بكين "استقلالية" الموقف الفرنسي، وذلك خلال لقائهما في باريس الثلاثاء.
وفي آخر محطة له من جولة أوروبية، وصف وانغ خلال اجتماعه مع ماكرون الصين وفرنسا، بأنهما "قوتان مهمتان في عالم متعدد الأقطاب".
وقال وانغ وفق بيان لوزارة الخارجية الصينية، "علينا تعزيز التنسيق الاستراتيجي وتعميق التعاون الاستراتيجي وتقديم مساهمات لتعزيز السلام والاستقرار العالميين".
وأضاف أن "الجانب الصيني يقدّر التزام فرنسا بسياسة خارجية مستقلة".
وسعت فرنسا والصين إلى تعزيز علاقاتهما في السنوات الأخيرة، حيث زار وزير الخارجية الفرنسي بكين في نوفمبر الماضي، ودعا البلدين للاستجابة "للتحديات الكبرى".
كما زار ماكرون الصين في أبريل الماضي، ولقي استقبالا حارا من مئات الطلاب في إحدى جامعاتها جنوب البلاد.
لكنه واجه لاحقا اتهامات بالتقرب من بكين، وأثار جدلا عندما قال إن أوروبا لا ينبغي أن تكون "تابعا" للولايات المتحدة، في حال نشوب نزاع مع الصين بشأن تايوان.
وأضافت بكين أن وانغ أعرب الثلاثاء، عن أمله في أن "تواصل فرنسا لعب دور بنّاء في تنمية العلاقات بين الصين وأوروبا بشكل صحي ومستقر".
من جهتها، لفتت باريس إلى تأكيد الجانبين على تعزيز التجارة الثنائية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إن "النقاش ركّز بشكل أساسي على تكثيف التبادلات بين البلدين، خاصة في قطاعي الزراعة والطيران".
كما ركّز الجانبان على ما وصفته فرنسا بـ "الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الصين" في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأضافت الرئاسة الفرنسية، "لقد أعربا عن نفس الهدف المتمثل في المساهمة في السلام مع احترام القانون الدولي".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ماكرون الصين فرنسا وزير الخارجية الفرنسي بكين الصين فرنسا الصين وفرنسا وزير الخارجية الصيني الرئيس الفرنسي ماكرون الصين فرنسا وزير الخارجية الفرنسي بكين أخبار الصين
إقرأ أيضاً:
ثلاث رسائل رئيسية في زيارة ماكرون للبنان
كتب ميشال ابو نجم في" الشرق الاوسط": ثلاث رسائل أساسية يحملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته القصيرة للبنان الجمعة، وهي الزيارة الثالثة من نوعها بعد الزيارتين اللتين قام بهما بعد حادثة تفجير المرفأ صيف عام 2020؛ وتتناول "سيادته على أراضيه، وإصلاحه اقتصاده لتوفير التنمية والازدهار، والمحافظة على وحدته".
تريد باريس أن تكون إلى جانب لبنان اليوم وغداً، كما كانت بالأمس، وهي تعتبر، وفق المصادر الرئاسية، أن لبنان "بلد أكبر من حجمه"، وأنه "يتحلى، في الشرق الأوسط اليوم، بقيم سياسية ورمزية واستراتيجية". وتعتبر هذه المصادر أن "انخراط فرنسا إلى جانب لبنان، اليوم، يمكن أن يتم في ظروف أفضل بعد انتخاب عون وتكليف سلام، وبسبب التطورات التي حصلت في الإقليم". وباختصار، تريد باريس أن "تساهم في بزوغ لبنان الجديد".
يحتل ملف «السيادة» الأولوية في المقاربة الفرنسية، التي تذكر مصادرها بما قامت وتقوم به باريس لمساعدة الجيش اللبناني، إن بالتجهيز أو بالتدريب، أو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإقامة لجنة المراقبة.
وتركز فرنسا على أهمية تمكين الدولة اللبنانية بفرض الرقابة على حدودها، والسيطرة على كامل أراضيها، معتبرة أن ذلك يعد "جزءاً لا يتجزأ من تنفيذ القرار 1701". وتضيف المصادر، المشار إليها، أن ثمة "فرصة للبنانيين لإظهار أنهم قادرون على ترميم سيادتهم". أما بخصوص الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، فقد قالت المصادر الرئاسية إن باريس تريد أن يتم وفق البرنامج الموضوع له، داعية إسرائيل، و"حزب الله" أيضاً، إلى الالتزام به.
ثمة عنصر آخر أشار إليه قصر الإليزيه، في معرض العمل لسيادة لبنان، ويتمثل في تركيز وزير الخارجية الفرنسي، عند زيارته لدمشق ولقائه أحمد الشرع، على "ضرورة احترام السيادة اللبنانية، وفرض الرقابة على الحدود، ومنع التهريب، وألا تكون سوريا مصدر تهديد لجيرانها"؛ وهي المسائل نفسها التي تناولها ميقاتي في زيارته إلى سوريا مؤخراً.
تقيم باريس فاصلاً بين عودة السيادة وبين دعوة "حزب الله" للتحول إلى حزب سياسي مثل بقية الأحزاب العاملة في لبنان، وهي تدرج هذا التحول في إطار المحافظة على وحدة لبنان. وتقوم القراءة الفرنسية على اعتبار أن "حزب الله" فقد الكثير من قدراته العسكرية ومن قياداته، وخسر استراتيجياً بسبب سقوط نظام الأسد، ويصعب عليه اليوم التزود بالسلاح كما كان الحال في السابق.
وبالنظر لكل هذه التحولات، فقد ذكرت مصادر "الإليزيه" أن الرئيس ماكرون "شجع دوماً (حزب الله) على التحول إلى حزب سياسي، وأنه كان جزءاً من طاولة الحوار التي ترأسها ماكرون في عام 2020، وأن الطريق إلى ذلك يمر عبر التخلي عن سلاحه، والدخول بشكل كامل في اللعبة السياسية" اللبنانية. وترى باريس أنه "بدلاً من ميزان القوى الذي كان سائداً في السابق، فإن المطلوب أن يدخل (حزب الله) في عقد سياسي حكومي، ما يمكن من عودة المؤسسات إلى عملها الطبيعي، ويحافظ على وحدة جميع اللبنانيين".
أما الرسالة الثالثة التي يحملها ماكرون، فعنوانها "رغبة باريس في الاستمرار في مواكبة اللبنانيين ومساعدتهم على القيام بالإصلاحات البنيوية المطلوبة منهم"، التي تمر بداية بتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعد شرطاً لإعادة إنهاض الاقتصاد اللبناني.
وتعتبر فرنسا أن لا مساعدات للبنان "من غير ترميم الثقة الدولية به"؛ الأمر الذي يحتاج إلى توفير الشفافية و«تنظيف» الاقتصاد. والأهم من ذلك، أن باريس التي تريد العمل من أجل إنهاض الاقتصاد اللبناني، تصر على إجراء الإصلاحات من أجل أن تكون قادرة على تعبئة الأسرة الدولية من أجل مساعدة لبنان. ولدى سؤالها عما إذا كانت فرنسا تحضر لمؤتمر دولي، على غرار الذي دعت إليه الخريف الماضي لدعم الجيش واللبنانيين، لم توفر إجابة واضحة، بل فهم أن فرنسا لن تتردد في القيام بكل مع هو مفيد من أجل مساعدة لبنان.
وأشارت المصادر الفرنسية، أكثر من مرة، إلى العمل المشترك الذي تقوم به باريس بالتشاور والتنسيق مع السعودية، وأيضاً مع الولايات المتحدة، بما في ذلك فريق العمل الذي سيصل إلى البيت الأبيض في «حقائب» دونالد ترمب، مؤكدة أن التشاور "مستمر" مع واشنطن، وأن الطرفين "توصلا إلى رؤية مشتركة" بالنسبة للبنان.