في منعطف عسكري جديد.. استعمال الحوثيين للدرون البحري لأول مرة يفاقم مخاطر الأساطيل الحربية الغربية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
رغم الضربات الأمريكية والبريطانية ضد المواقع الحوثية لوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب، أقدم الحوثيون في تطور عسكري مقلق على استعمال الدرون البحري ضد السفن، مما يفاقم قلق شركات الشحن البحري الدولي بل وحتى الأساطيل الحربية الغربية.
في هذا الصدد، كان الاعتقاد بأن الهجمات الجوية التي تنفذها القوات الأمريكية والبريطانية على مواقع عسكرية للحوثيين ستعمل على تقليص عملياتهم العسكرية التي تستهدف السفن في البحر الأحمر أو ربما ستضع حدا لها.
ويعلن الحوثيون بين الحين والآخر تنفيذ هجمات ضد سفن ومنها ضد سفينتين مساء الاثنين من الأسبوع الجاري، غير أن الخبراء يرصدون العمليات العسكرية النوعية التي تبرز مدى جاهزية الحوثيين وتوفرهم على أسلحة متطورة.
في هذا الصدد، من أبرز التطورات العسكرية هو استعمال الحوثيين يوم 17 من الشهر الجاري لدرون بحري، وفق ما جاء في بيان للقيادة العسكرية الوسطى الأمريكية يوم الأحد الماضي. وأكد البيان العسكري تدمير الدرون البحري علاوة على صواريخ مجنحة. ووصف الموقع العسكري الفرنسي “أوبكس 360” استعمال درون بحري بالتطور الملفت والخطير.
ولا يعرف بالضبط هل نجح الدرون البحري في إصابة سفينة ما أو جرى تدميره في نقطة الانطلاقة، ذلك أن البنتاغون لا يقدم معطيات دقيقة حتى لا يستفيد منها الطرف الآخر. وعموما، يشكل الدرون البحري تحديا أكبر بكثير من الطائرات المسيرة أو الدرون الجوي، لسببين، الأول صعوبة رصد الدرون البحري مقارنة مع الجوي، وثانيا لأن السفن الحربية الغربية تصبح عرضة لتهديد أكبر ولن تستطيع القيام بدور الحماية والحراسة البحرية يشكل عادي. وسيكون الدرون البحري أخطر على السفن الحربية الأوروبية لأنها لا تتمتع بأنظمة دفاعية مثل الأمريكية.
وفي تطور آخر، نجح الحوثيون مجددا هذا الاثنين في إسقاط درون أمريكي متطور وهو “إم كيو 9″، وهو الدرون الذي يمكنه التحليق على ارتفاع 50 ألف قدم، ويحمل صواريخ موجهة. وعسكريا، يمكن القول إن إسقاط الحوثيين لدرون من هذا النوع كان صدفة عسكرية، لكن تكرار إسقاطه يعني توفر الحوثيين على مضادات طائرات متطورة للغاية، قادرة على مواجهة أحدث العتاد الأمريكي.
وعادة ما ينظر إلى هذا الأمر من زاوية مختلفة، لا تقتصر فقط على الحوثيين، بل إن نجاح الحوثيين في ضرب السفن وإسقاط الطائرات المسيرة يقدم صورة واضحة عن التقدم الإيراني في مجال الأسلحة، علما أن إيران لا تفوت للحوثيين سوى نسخ ثانية لا ترقى الى النسخ المتقدمة التي يحتفظ بها الجيش الإيراني.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي أمريكا البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يهدد الحوثيين: ماذا وراء التصعيد؟
شمسان بوست / متابعات:
توعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جماعة الحوثيين، يوم الأحد، بالتحرّك ضدهم “بقوة وتصميم”، وذلك غداة إطلاقهم صاروخاً من اليمن سقط في تل أبيب وأسفر عن إصابة 20 شخصاً بجروح. وقال نتنياهو في مقطع فيديو بثّه مكتبه: “كما تصرّفنا بقوّة ضدّ الأذرع المسلّحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرّك ضدّ الحوثيين… بقوة وتصميم وحنكة”، على حد زعمه.
وجاء الهجوم الصاروخي الحوثي بعد شنّ الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، سلسلة غارات على مدينتي صنعاء والحديدة اليمنيتين، استُهدفت فيها محطات توليد الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، ما تسبب في سقوط تسعة شهداء على الأقل من المدنيين وأضرار كبيرة في البنية التحتية في اليمن.
ويشنّ الحوثيون عمليات عسكرية على أهداف إسرائيلية في الداخل الفلسطيني وفي البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق بحرية. وتؤكد الجماعة أنها لن توقف عملياتها إلا برفع الحصار عن قطاع غزة.
وكشف سلاح الجو الإسرائيلي، يوم الأحد، في تحقيق أجراه سبب فشله في اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون السبت، قائلاً إن خللاً حدث في الصاروخ الاعتراضي أدى إلى الفشل في التصدي للصاروخ. وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن الحوثيين أطلقوا 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيّرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، اعترض الأميركيون وسلاح الجو والبحرية معظمها. وفي الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة نفسها أن “إسرائيل لم تكن مستعدة استخبارياً وسياسياً لمواجهة تهديد الحوثيين، ولم تشكل تحالفاً إقليمياً للتصدي لهم”، مؤكدة أن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التصدي لهم دفاعاً وهجوماً”.
ومساء أمس السبت، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” تنفيذ سلاح الجو ضربات دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها: “أسقطنا طائرات مسيّرة وصاروخ كروز مضاداً للسفن في أثناء قصفنا الحوثي”، وأضافت: “نفذنا ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء”.
وأشارت “سنتكوم” إلى أنّ الضربات “تهدف إلى تعطيل عمليات الحوثيين وتقليصها، كالهجمات على السفن الحربية في البحر الأحمر”، مضيفة أنّ “الضربة تعكس التزام الإدارة الأميركية حماية القوات الأميركية والشركاء الإقليميين والشحن الدولي”.
وفي بيان لاحق، قال الجيش الأميركي إن طيّارين اثنين من البحرية الأميركية قد أُسقِطا فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة “نيران صديقة”. وأُنقِذ الطياران، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة. وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية عن طبيعة المهمة. في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين إسقاط طائرة “إف 18” أثناء محاولة المدمرات الأميركية والبريطانية التصدي للمسيّرات والصواريخ اليمنية.
المصدر/ العربي الجديد