أسماء الحسيني: الأوضاع بعيدة من الحسم العسكري وهذا هدف زيارة البرهان لأم درمان
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
قالت المتخصصة في الشأن السوداني أسماء الحسيني إن الأوضاع في السودان لا تزال بعيدة من الحسم لأي من طرفي الصراع.
وأضافت لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن زيارة البرهان لأم درمان تهدف في الأساس إلى رفع الروح المعنوية للجنود بعد الخسائر التي مني بها الجيش في أكثر من مكان وخسارة ولاية الجزيرة أمام قوات “الدعم السريع”.
في نهاية العام الحالي، سيطر “الدعم السريع” على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة شمال العاصمة، في خطوة اعتبرت “نقلة كبيرة” في الصراع الدائر في جميع أنحاء السودان.
كما سيطر “الدعم السريع” على مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة وهي ثاني أكبر مدن السودان، في أعقاب انسحاب الفرقة الأولى مشاة في الجيش السوداني من المدينة، وهي الخطوة التي وصفها سودانيون بالخيانة، بينما أعلن الجيش فتح تحقيق.
وتحدثت تقارير من ود مدني في أوائل العام الحالي عن انتشار عناصر “الدعم السريع” في كل مكان تقريباً وإقامة نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسة وحول المقار الحكومية.
لكن الجيش السوداني لم يعلن قط نتيجة للتحقيق، واكتفى بنفي ما تردد عن اتهامات بتواطؤ عدد من كبار الضباط في الأمر.
وبخلاف ولاية الجزيرة، يسيطر “الدعم السريع” خارج العاصمة على خمس ولايات، أربع منها في إقليم دارفور، وذلك من إجمالي 17 ولاية سودانية.
وبينما تقول مصادر عسكرية إن معارك متقطعة تدور على تخوم ولايتي شمال وغرب كردفان، يبسط الجيش السوداني سيطرته على 12 ولاية هي الولاية الشمالية ونهر النيل في الشمال، وكسلا والقضارف والبحر الأحمر في الشرق، وسنار والنيل الأزرق في الجنوب.
وتعتقد أسماء الحسيني، الباحثة المتخصصة في الشأن السوداني، أيضاً أن فشل جميع المبادرات السياسية لحل الأزمة يدفع الطرفين لتحسين الأوضاع العسكرية على الأرض قبل أي مفاوضات مقبلة.
وتضيف “البرهان يريد أن يبعث للخارج برسالة مفادها أنه لا يزال مسيطراً على البلاد، بخاصة بعد عودة قائد قوات (الدعم السريع) محمد حمدان دقلو للظهور وقيامه أخيراً بجولة إلى دول أفريقية”.
لكن الأفق لا يشي بأي محاولات للحل، بعد أن تسبب تمسك كل طرف بموقفه في انهيار فرص جمعهما في جيبوتي قبل أسابيع.
ولا ترى الباحثة المصرية أيضاً أي أفق لتوقف الحرب، وتقول إن الأمر في حاجة إلى ضغوط قوية ورغبة حقيقية من المجتمع الدولي لتحقيق ذلك.
وتابعت، “بعد هذه الأشهر الطويلة من الحرب والكر والفر، بات واضحاً أن كلا الطرفين منهك ويمنى بخسائر كبيرة، لكنه يسعى لتحقيق مكاسب على الأرض لتحسين فرصة في التفاوض، ولوقف هذه الدائرة على المجتمع الدولي أن يكون جاداً في فرض وقف إطلاق نار، وإجبار الطرفين على التفاوض لإنهاء الحرب”.
وقالت أيضاً، “لن يستطيع أي طرف حسم الحرب لصالحه، لكن كلما طالت زادت الأخطار التي تهدد السودان، وبخاصة خطر التقسيم”.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم والجزيرة والفاشر
الخرطوم- تشهد عدة مدن سودانية مواجهات عسكرية عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة سيما الطيران الحربي والمدفعية الموجهة، وتركزت في مدن الفاشر والخرطوم وولاية الجزيرة.
وقالت مصادر عسكرية للجزيرة نت إن طيران الجيش السوداني شن ضربات جوية عنيفة على مواقع قوات الدعم السريع بالخرطوم، وأوضحت أن القصف استهدف جنوب الخرطوم عند نقطة مجمع ساريا السكني وأوقع خسائر وصفت بالكبيرة.
كما قصفت مقاتلة حربية مواقع قوات الدعم بضاحية العزبة شمال شرق بحري، وتلا ذلك قصف مدفعي من الجيش على مواقع الدعم السريع ببحري التي تشهد معارك مستمرة بين الجيش الساعي لفك حصار قيادته العامة وقوات الدعم السريع التي تستميت في الدفاع عن مواقعها شمال القيادة العامة وتسعى لإيقاف تقدم الجيش عبر استخدام القناصة والكمائن.
في الأثناء، قصفت مسيرة لقوات الدعم قاعدة حطاب العملياتية التابعة للجيش السوداني وأوقعت خسائر في الأرواح، بحسب مصادر عسكرية.
معارك الوسط والفاشرفي وسط البلاد، تشهد ولاية الجزيرة اشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ يسعى الجيش للتوغل نحو مدينة ودمدني الخاضعة لسيطرة قوات الدعم.
وتدور المعارك بحسب مصادر تحدثت للجزيرة نت شرق وجنوب ود مدني، وقالت مصادر إن الجيش اشتبك -فجر اليوم الثلاثاء- مع قوات الدعم السريع ببلدة الشبارقة الواقعة على بعد 20 كيلومترا شرق ود مدني، كما تقدم الجيش وفرض سيطرته على بلدة الحرقة شرق مدني بعد معارك مع قوات الدعم.
إعلانمن جانب آخر، تشهد ولاية شمال دارفور غربي البلاد معارك مستمرة بين الجيش المسنود بالقوة المشتركة لحركات سلام جوبا من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
وتطورت المعارك حيث امتدّت إلى عمق الصحراء في دارفور سيما في الزرق ود شريفي والمالحة، وذكرت القوة المشتركة في بيان أنها أوقعت قوات الدعم في كمين محكم تمكنت خلاله من إلحاق خسائر بقوات الدعم من بينها مقتل ضباط كبار.
وفي مدينة الفاشر قصفت قوات الدعم السريع قيادة الجيش بالمدفعية الثقيلة -فجر اليوم- في حين قصف الطيران الحربي مواقع الدعم السريع شمال شرق المدينة.
وتعاني الفاشر أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد سيما بعد تحول المدينة لميدان للمعارك مما خلف مئات الضحايا وسط المدنيين.
غزو أجنبيوقال مني إركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، إن ما يحدث في السودان غزو أجنبي باستخدام أصابع سودانية بغرض تفكيك الدولة السودانية.
ودعا مناوي -في خطاب اليوم- جميع السودانيين للعمل سويا من أجل الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها وإعادة مؤسساتها وحدودها الدولية كاملة، من ثم يتفق الجميع على رؤية لحوار وطني شامل قبل الجلوس مع قيادة الدولة من أجل إخراج البلاد من المأزق الحالي.
وشدد مناوي على ضرورة التفريق بين الحرب والاستهداف المندرج تحت جرائم الحرب التي أصبحت السمة الرئيسية في عمليات الدعم السريع، وقال "لن نتنازل عن موقفنا حتى نرى سودانا موحدا آمنا مستقرا ينعم فيه الإنسان السوداني بالسلام والعدل".