لبنان ٢٤:
2025-03-04@07:32:58 GMT

شعبُ لبنان منقسم.. بين ساحتي الحرب والسهر

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

شعبُ لبنان منقسم.. بين ساحتي الحرب والسهر

بالتوازي مع الأحداث المأسوية التي تشهدها المنطقة الجنوبية،وسط استهدافٍ طال المدنيين مع خرق العدو الإسرائيلي لقواعد الإشتباك، تشهد المناطق البعيدة عن الجنوب اللبناني مشهدية أخرى، تتمثل بحفلات فنية أشعلت شوارع العاصمة، بدءًا من عيد الحب، وصولاً إلى الحفلات الفردية التي يحييها الفنانون العرب، طمعًا بالإدارة اللبنانية المهنية، التي غالبًا ما تؤمن للأعمال الفنية قاعدة انطلاق استثنائية.



وخلال الأيام القليلة الماضية، اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بردود فعل عنيفة، تعليقًا على اللامبالاة التي وصل إليها قسم من الشعب اللبناني،الذي وبحسب الناشطين، لم يقدّر هؤلاء التضحيات التي يقدمها أهالي الجنوب، خصوصًا بعد مجزرة النبطية، التي راح ضحيتها 7 شهداء جلّهم من النساء والأطفال، واصفين إيّاهم بأنّهم يتواجدون على كوكب آخر كليًا. حلبة الإنتقادات، والمناوشات بدأت شرارتها تحديدًا خلال سهرة رأس السنة، وارتفعت حماوتها مع عيد الحب، وذلك خلال إحياء عشرات الحفلات التي كانت شبه مكتملة بالعديد من المناطق، لتنفجر ساحة مواقع التواصل الإجتماعي منذ 4 أيامٍ تقريبًا، عقب إحياء فنّان سوريّ صاعد حفلاً في وسط بيروت، حضره الآلاف من المعجبين، إذ اتهم الناشطون عبر منشورات لهم الفنان والإدارة التي نظّمت الحفل بعدم إعطائهم أي أهمية لما يحدث في الجنوب، لحدّ أن وصلت الأمور إلى تقسيم لبنان إلى لبنانين، وكأنّ البلد يحمل المزيد من التقسيم؛وأبدى هؤلاء عتبهم الأكبر على الحضور، الذين من المفترض أن يكونوا إلى جانب أهلهم في الجنوب، وتقدير دماء الشهداء التي تسقط على الجبهة، خاصة الشهداء المدنيين الأبرياء بدل الإحتفال علناً، حيث تم توجيه رسائل العتب بشكلٍ خاص إلى "البلوغرز"، أي المؤثرين عبر مواقع التواصل، إذ أُجبر العديد من المشاهير منهم على حذف منشورات كانوا قد ظهروا بها خلال تواجدهم بالحفل من صفحاتهم الخاصة؛ لا وبل عمد البعض منهم إلى تدارك الأمر، ونشروا مقاطع فيديو توجهوا من خلالها بالإعتذار إلى شعب الجنوب، خاصةً وأن حادثة النبطية لم تلتئم جراحها بعد..

المتعهدون: هذا مصدر رزقنا
في مقابل مشهدية الإنتقاد، يدافع المتعهدون عن أعمالهم، التي بحسب تعبيرهم تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، إذ لا إمكانية للقضاء على قطاع كامل طالما أن الوضع الأمني يسمح بذلك.

بهذا السياق يقول أحد المتعهدين خلال إتصال مع "لبنان 24" أن "لبنان يُعتبر معقل الحفلات العربية، إذ بظل المنافسة القوية التي برزت مؤخرًا في الدول الخليجية، يرى الفنانون العرب في لبنان ساحة مستقلة، ومختلفة تمامًا عن أي ساحة أخرى، نظرًا إلى النجاحات الإستثنائية التي حققوها في هذا البلد، أو لناحية التنظيم، والجمهور الذي يعتبر من أوفى الجماهير للفنانين العرب".

ويضيف:" لا نستطيع في الوقت الحاضر أن نتخذ قرارًا يقضي على أكثر من 20 ألف عائلة تعتاش من هذا القطاع، وهذا الأمر يعتبر كسلسلة مترابطة، تبدأ من الفنان، وتنتهي بأصغر عامل يكون متوجدًا على أرض الحدث ويساهم بإنجاحه.

ويشدّد المتعهد على أن الفنان يتواجد على الأرض كي ينقل الرسالة، ولا ضيم بالقول أن رسالته في العديد من الأحيان، خاصة خلال الفترة السابقة، كانت تسلط الضوء على المجازر التي ترتكب بحق أهلنا داخل فلسطين.. ومنبره قد يكون له اليد الطولى بالتأثير أكثر من أي صورة من صور التضامن الأخرى".

ولا يخفي في الوقت نفسه خوف الفنان المستقبلي لناحية علاقته مع الشركات المنظمة، إذ يحرص على ضمان استمرار الهدوء بالعلاقة التي تجمعه بها، هذا عدا عن البنود الجزائية التي تكون مفروضة ضمن العقود، والتي تضع الفنان أمام خيار صعب في حال ازداد الضغط عليه.

الحياة ستستمر
من جانبها، ترى المرشدة الإجتماعية أماني ظاهر أن ما يحصل على أرض الواقع هو نتيجة طبيعية لشعوب تعيش وسط الحرب، ولشعوب أخرى لا تكترث لما يحصل، أقلّه لأنّها تحمّلت الكثير، حسب تعبيرها.

وترى ظاهر، بأنّ هؤلاء، أي الطرف الذي يؤيّد إقامة الحفلات خلال فترات الحرب، هم على الأرجح يحاولون أن يبتعدوا عن الواقع بطريقة أو بأخرى، إذ إنّهم يعمدون إلى طمس ذاكرة نهر الدماء الجارف الذي رأوا أبشع صوره خلال الأشهر الماضية، وهذا ما قد يدفعهم للإنتقال من حالة الواقعية التي يعيشونها إلى حالة إنكار الواقع، وإن لساعات قليلة تهيمن عليها الموسيقى، والضجة، والفرح..".

وعلى خطّ الموازنة بين التضامن، وضرورة إتمام العمل، تؤكّد ظاهر أنّ هذه الإشكالية لن يتم فكّ لغزها، إذ إن الصراع بين المتضادات سيستمر، ومهما برّر الفنان موقفه، فإن حلبة الصراع هذه ستبقى مشتعلة دائمًا؛ مع العلم أن أغلب الفنانيين قدموا أرباح حفلاتهم بشكل كامل لإغاثة سكان غزة، كرسالة تضامن من رحم مهنتهم.
وعليه، ما حصل خلال الأيام الماضية في لبنان يختصر جملة الإنتقادات التي طالت الفنانين الذين أحيوا حفلاتهم في كافة البلاد العربية.. منهم من أعطى رأيه بشكل مباشر وقال "أنني مضطر"، ومنهم من وجّه رسائله بشكل غير مباشر عبر تبرّعه بأرباح الحفل، ومنهم من اكتفى بتوجيه رسالة تضامن سريعة في بداية الحفل، واستكمل ليلته بشكل عاديّ.. إلا أن السؤال الأكبر يبقى: هل يجب أن نتفهم حقوق الفنان وضرورة الحفاظ على مصدر رزقه ورزق الآلاف معه، أم يجب أن يضحي في سبيل التضامن مع الأحداث المفصلية الحاصلة.. وهل من واجب الفنان أن يتحمل وحده وزر بثّ أجواء الرفاهية وسط السوداوية التي نعيشها؟!
نعتقد أّنّه في كلّ شيء جواب إلا في هذا السؤال! المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • ماجد المصري: سيف الحديدى فى مسلسل آدم كان من أصعب الأدوار التي قدمتها
  • الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...
  • توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
  • فضل الله: ألم تتعب الدولة من العدوان عليها وانتقاص سيادتها؟
  • سلام يزور جنوب لبنان.. الجيش هو الوحيد المخول بالدفاع عن البلاد
  • الحاج: على البرلمان القيام بورشة تشريعية لمواكبة الحكومة
  • مفاجأة من الجنوب.. ما فعلته إسرائيل غير متوقع