كيف بررت واشنطن عرقلتها إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
المكان: مجلس الأمن الدولي الذي يعد أقوى مؤسسات هيئة الأمم المتحدة، والكائن مقرها في مدينة نيويورك الأميركية.
والزمان: مساء الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، بالتزامن مع اكتمال اليوم الـ137 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني والذي تجاوز عدد ضحاياه 29 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن تهجير معظم سكان القطاع وهدم معظم منازله.
والحدث: هو مناقشة مشروع قرار قدمته الجزائر وبمقتضاه يدعو مجلس الأمن إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية تحترمه جميع الأطراف"، كما يرفض مشروع القرار "التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين"، ويدعو إلى وضع حد لهذا "الانتهاك للقانون الدولي".
المجلس يتكون من 15عضوا منهم 5 أعضاء دائمون هم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، و10 غير دائمين هم حاليا الجزائر وسيراليون وموزمبيق واليابان وكوريا الجنوبية وسويسرا وسلوفينيا ومالطا والإكوادور وغويانا.
اختارت بريطانيا الامتناع عن التصويت، لتتبقى 14 دولة وافقت 13 منها على القرار ورفضته دولة واحدة هي الولايات المتحدة، لكن لسوء الحظ فهذه إحدى الدول الـ5 الدائمة العضوية التي تمتلك حق النقض (الفيتو) الذي يمكنه ببساطة عرقلة صدور أي قرار حتى لو وافقت عليه كل الدول الأخرى.
المثير أن هذه ليست المرة الأولى وإنما الثالثة التي تستخدم فيها واشنطن حق الفيتو لعرقلة صدور قرار بهذا الشأن منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
القصف الإسرائيلي دمر معظم المنازل في غزة (الجزيرة)
ولكن ما الذي دفع أكبر دولة في العالم إلى الوقوف بمفردها أمام قرار يطلب إيقاف حرب أسقطت آلاف المدنيين وهدمت آلاف المنازل؟
الإجابة الأولية جاءت خلال جلسة التصويت، حيث قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن مشروع القرار المعروض على المجلس لن يحقق هدف السلام المستدام، على حد قولها.
ثم قدمت واشنطن مبررات لا تختلف كثيرا خلال إيجاز صحفي للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي -مساء الثلاثاء- حيث قال إن الإدارة الأميركية لا تعتقد أن الوقت قد حان لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، مضيفا أن أي وقف دائم لإطلاق النار سيسمح باستمرار سيطرة حماس على القطاع.
وأضاف كيربي، أن بلاده تؤيد وقفا مؤقتا لإطلاق النار، لمدة أسبوع على الأقل قابل للتمديد لمدة تصل إلى 6 أسابيع، من أجل إطلاق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين لديها وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أنهم يعتقدون بأن هذا الخيار أكثر قابلية للتطبيق، على حد قوله.
نوايا أميركية
وقبل أن يبدأ التصويت على مشروع القرار الجزائري كانت النوايا الأميركية قد اتضحت، حيث قالت المندوبة الأميركية إن بلادها لا تؤيد اتخاذ إجراء بشأن مشروع القرار هذا، وإذا طُرح للتصويت بصيغته الحالية، فلن يُعتمد، وهو ما حدث بالفعل.
بل إن غرينفيلد كانت قد كشفت مبكرا عن نوايا بلادها تجاه مشروع القرار الجزائري أثناء إعداده، واعتبرت أن مبادرة الجزائر لإصدار قرار جديد تمثل "تهديدا بتقويض" المفاوضات الجارية بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة أميركية مصرية قطرية، لإرساء هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين في غزة، وأسرى فلسطينيين مسجونين في إسرائيل.
وأضافت المندوبة الأميركية أن على مجلس الأمن الدولي أن يضمن "أن يؤدي أي إجراء يتخذه في الأيام المقبلة إلى زيادة الضغط على حماس، لكي تقبل الاقتراح المطروح على الطاولة.
ويبقى أن الموقف الأميركي لقي استهجانا كبيرا، حيث أدانته فلسطين، واعتبرت أنه يتحدى إرادة المجتمع الدولي ويعطي ضوءا أخضر إضافيا لدولة الاحتلال لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن استغرابها من استمرار الرفض الأميركي لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني.
وبدورها عبرت الصين على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون عن "خيبة أملها الشديدة" إزاء عرقلة الولايات المتحدة مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية مضيفا أن على المجلس الضغط من أجل وقف إطلاق النار الذي وصفه المندوب الصيني بأنه "التزام أخلاقي لا يسع المجلس التهرب منه".
وقال تشانغ إن "الفيتو الأميركي يبعث برسالة خاطئة، ويدفع الوضع في غزة إلى مستوى أكثر خطورة"، مضيفا أن الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة "لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة".
وختم المندوب الصيني حديثه بالتحذير من أن امتداد الصراع يزعزع استقرار الشرق الأوسط، مما يزيد من مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إطلاق النار فی غزة لإطلاق النار مشروع القرار مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
بيان مشترك لوزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بشأن الأونروا
أعرب وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، عن قلقهم البالغ بشأن تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لتشريع يحظر أي اتصال بين الكيانات والمسؤولين الإسرائيليين ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"؛ كما يحظر أي وجود للأونروا داخل إسرائيل و القدس الشرقية المحتلة.
ودعا وزراء الخارجية في بيان مشترك صدر عنهم، اليوم الجمعة 31 يناير 2025، الحكومة الإسرائيلية إلى "الامتثال لالتزاماتها الدولية وتحمل مسؤوليتها لضمان تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للسكان المدنيين بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق".
كما طالبوها بالتعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، لضمان استمرارية العمليات، مؤكدين أنه "لا يوجد كيان آخر أو وكالة أممية تمتلك القدرة أو البنية التحتية لاستبدال تفويض الأونروا وخبرتها".
وجدد الوزراء التأكيد على دعم بلادهم لتفويض الأونروا، الممنوح من الأمم المتحدة، في تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرين إلى أن "الأونروا هي المزود الأساسي للخدمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وهي جزء لا يتجزأ من الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة ".
كما جددوا التأكيد على دعم بلادهم الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورحبوا بالزيادة الملحوظة في المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، ودعوا إلى ضمان استمراريتها.
وختم الوزراء بيانهم: "سنقوم بدورنا الكامل في الأيام والأسابيع المقبلة لاغتنام فرصة وقف إطلاق النار هذا، وضمان أن يؤدي إلى مسار موثوق نحو حل الدولتين، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنباً إلى جنب بسلام".
ودخل قانونا الكنيست الإسرائيلية اللذان يستهدفان عمل "الأونروا" حيز التنفيذ أمس الخميس، ما يعني حرمان عشرات آلاف اللاجئين من خدمات بينها التعليم والرعاية الصحية.
ويحظر القانون الأول نشاط "الأونروا" داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية"، بما يشمل تشغيل المكاتب التمثيلية وتقديم الخدمات، فيما يحظر القانون الآخر أي اتصال مع الوكالة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل عثور السلطات الأميركية على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة كتائب القسام تعلن أسماء أسرى إسرائيل المقرر الإفراج عنهم غداً غزة: الشرطة تدعو المواطنين لإعادة أي ممتلكات حصلوا عليها خلال فترة العدوان الأكثر قراءة مكتب نتنياهو: تم إطلاع أهالي الأسرى على الاستعدادات لمفاوضات المرحلة الثانية حكومة نتنياهو توعز للجيش بألا ينسحب من القطاع الشرقي بجنوب لبنان صورة: 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بيانات إدانة دولية للعملية الإسرائيلية في مدينة جنين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025