ابراهيم ابوعتيله منذ النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عام 1948 وما صاحبها من تهجير قسري تسبب في اقتلاع أربعة أخماس مليون فلسطيني يمثلون 80% من الفلسطينيين من أرضهم وديارهم توزعوا على مخيمات طوارئ في ما تبقى من فلسطين وفي الدول المجاورة ” الأردن وسوريا ولبنان ” ، ورعى الصليب الأحمر تلك المخيمات إلى أن تم إنشاء وكالة الأمم المتحدة لتشغيل ولإغاثة اللاجئين الفلسطينيين  ” الأونروا ” والتي تم  تأسيسها في أعقاب حرب عام 1948 بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين وانتقلت مسؤولية رعاية تلك المخيمات إليها حيث بدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار عام 1950 وقد بلغ عدد تلك المخيمات سبعين مخيماً مسجلاً لدى الوكالة عدا عن مخيمات أخرى بنيت في فترات لاحقة … ووفق التعريف العملياتي للأونروا، فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين حزيران 1946 وأيار 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة حرب عام 1948 كما ينطبق التعريف على أبناء هؤلاء وتم ويتم تسجيلهم في قيود ” الأونروا ” بناء على ذلك ةتتاح لهم كافة الخدمات المقدمة منها .

عندما بدأت الأونروا عملها في عام 1950 استجابت لاحتياجات ما يقرب من 750,000 لاجئ فلسطيني فيما بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في قيود وكالة الأونروا هذا اليوم ما يزيد عن ستة ملايين ونصف مليون لاجئ يحق لهم الحصول على خدمات الأونروا ويعتبر عدد اللاجئين المسجلين لديى الوكالة أقل من الواقع من عدد اللاجئين الفعلي لأسباب ترتبط بهجرة كثير من الفلسطينيين إلى دول ليس للأونروا أي نشاط فيها فعلى سبيل المثال هناك أكثر من نصف مليون لاجئ في تشيلي لوحدها علاوة على أن عدد كبير من أصول اللاجئين ينتشرون في العديد من الدول في العالم إضافة إلى عدم قيام الكثير من أبناء اللاجئين بتسجيل أبنائهم لدى الأونروا بسبب عدم تقديمها للخدمات التي كانت تقدم سابقاً سواء في مجال الصحة أو التعليم إذ  لم تعد تلك قادرة على تلبية الحاجات الأساسية للاجئين نتيجة لتقليص خدماتها عاماً بعد عام بسبب تقليص ميزانيتها .. وتعتمد الأونروا في تمويلها بشكل كامل على التبرعات الطوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الوقت الذي باتت فيه بعض الدول وعلى رأسها أمريكا بتقليص تبرعاتها أوالإحجام عن تمويل الوكالة بهدف مبطن ومخطط له وهو إلغاء هذه الوكالة ومحاولة إلغاء صفة اللاجئ الفلسطيني مخالفة بذلك أساس إنشاء تلك الوكالة . لقد تزعمت أمريكا قائمة الدول التي تحارب صفة اللاجئ نافيةً حتى وجود اللاجئين الفلسطينيين مدعيةً أن عددهم لا يتجاوز أربعين ألفاً وربما تعني بذلك كبار العمر الباقين على قيد الحياة ممن هجروا من فلسطين سنة 1948 متناسية أو متجاهلة بقصد وإصرار أن تعريف اللاجئ ينطبق أيضاً على ذرية من هجروا عنوة و استحقوا بذلك خدمات الأونروا وتقوم الأونروا بتسجيلهم في سجلاتها … المخيمات عبارة عن قطع من الأراضي وضعتها حكومات الدول المضيفة تحت تصرف الأونروا وذلك بهدف إسكان اللاجئين الفلسطينيين وبناء المنشآت الخدمية اللازمة عليها ، أما المناطق التي لم يتم تخصيصها لتلك الغاية فلا تعتبر مخيمات ومع ذلك، فإن للأونروا مدارس وعيادات صحية ومراكز توزيع خارج المخيمات حيث يوجد تواجد كبير للاجئين الفلسطينيين كما وإن قطع الأراضي التي أنشأت المخيمات عليها هي أراض حكومية أو أنها في معظم الحالات أراض استأجرتها الحكومات المضيفة من أصحابها الأصليين وهذا يعني أن اللاجئين في المخيمات لا “يملكون” الأرض التي بني عليها مسكنهم، إلا أن لديهم حق “الانتفاع” بالأرض للغايات السكنية. وعلى الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على وجود المخيمات تضاعف خلالها أعداد اللاجئين عدة مرات وعلاوة على صغر مساحة المخيمات بشكل عام وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد المتضاعفة من اللاجئين فإن دول مضيفة تمنع التوسع في البناء في تلك المخيمات أو ترميم الكثير من البيوت الآيلة للسقوط فيها كما وتمنع اللاجئين من التملك خارج حدود تلك المخيمات مما أدى إلى زيادة كبيرة في سوء الوضع المعيشي في تلك المخيمات علماً بأن دول أخرى تسمح للاجئين بالتملك خارج المخيم بعد أن حصلوا على جنسية تلك الدول … ولم يقف الأمر على مضايقة اللاجئين بتقليص خدمات ” الأونروا ” ولا بالمضايقة في موضوع البناء بل وصل الأمر في عدد من الحالات إلى ارتكاب المجازر ضد اللاجئين وتدمير مخيماتهم بهدف إلغاء تلك المخيمات وإلغاء صفة اللاجئ عمن يسكنون فيها كمحاولة من محاولات تصفية قضيهم وإلغاء حقهم بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها. لقد تمسك غالبية سكان المخيمات بمخيماتهم على الرغم من ضيقها أما مجبرين على ذلك لعدم توفر البديل بسبب منع التملك من قبل الحكومات المضيفة أو لعدم قدرتهم المادية على شراء أرض بديلة ليبنوا عليها بيوتاً  لهم علاوة على أسباب أخرى تتعلق بالإندماج الكبير مع جيرانهم وأبناء جلدتهم يتنسمون من خلال ذلك رائحة الوطن بانتظار عودتهم الموعودة … فالعلاقة الاجتماعية بين اللاجئين في مخيماتهم علاقة وثيقة ومميزة ترقى إلى مستوى الأخوة الفعلية حيث يجمعهم هم النكبة وأمل التحرير والعودة حيث يعتبر اللاجئون بقاءهم في المخيمات نوعاً من الرابطة الوثيقة التي تجمعهم بأرضهم المغتصبة ويسعون بكل الوسائل المتاحة لهم للتعبير عن حقهم في العودة . تعتبر المخيمات كنزاً من كنوز الثورة وموئلاً للمقاومة وما نراه في تلك المخيمات يثبت صحة هذا القول حيث نرى جذوة المقاومة المشتعلة في كل المخيمات فنلاحظ ذلك بشكل قوي وواضح في مخيمات قطاع غزة وقوة المقاومة فيها كما يُلاحظ ذلك أيضاً في مخيمات الضفة الغربية وما يحدث من مقاومة عظيمة في مخيم جنين إلا دليل قوي على ذلك .. ومن مخيم جنين العظيم نقتبس مما كُتب على بوابته ” مخيم جنين – محطة انتظار لحين العودة – ” وهو قول ينطبق تماماً على كافة مخيمات اللجوء الفلسطيني فمهما طال الإنتظار فإن التحرير والعودة قادمان لا محالة عمان – الأردن

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أزمة التهجير العرقي في الهند: آلاف يعانون ظروفًا في مخيمات الإغاثة

تستمر المأساة في شمال شرق الهند، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين جراء العنف العرقي في ظروف بائسة داخل مخيمات إغاثة. ويتضاءل الأمل في العودة إلى المنازل المدمرة وتلك السليبة، بينما يعاني النازحون من انعدام الخصوصية وأبسط مقومات العيش.

اعلان

ومنذ اندلاع الاشتباكات العنيفة في ولاية مانيبور في مايو العام الماضي، أُجبر ما لا يقل عن 60 ألف شخص على الفرار من ديارهم، تاركين وراءهم منازلهم وذكرياتهم. وتعد المجتمعات العرقية المختلفة مثل "الميتي" و"كوك-زو" الأكثر تضررًا، حيث مزّقت النزاعات النسيج الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.

أطفال من قبيلة كوكـي يلعبون في مركز إغاثة في كانجبوكبي، مانيبور، الأحد، 15 ديسمبر 2024.Anupam Nath

ويعيش النازحون في ظروف قاسية داخل مراكز الإيواء التي تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية مثل النظافة والخصوصية. تقول فالنايفا خونساي، وهي أم لثلاثة أطفال، إنها فرت من منزلها الذي أُحرق بالكامل، لتجد نفسها تعيش مع عائلتها في مبنى حكومي تحوّل إلى مركز إغاثة مكتظ وغير صالح للسكن.

وتضيف خونساي: "الحياة هنا صعبة للغاية، ولا يمكننا العودة لأننا نخشى على حياتنا. لقد فقدنا الأمل في العودة إلى منازلنا". فيما تُظهر الاشتباكات المستمرة بين المجموعات المسلحة من الجانبين أن الوضع الأمني لا يزال هشًا للغاية.

امرأة من قبيلة كوكـي تطهو الطعام في مركز إغاثة في كانجبوكبي، مانيبور، الأحد، 15 ديسمبر 2024.Anupam Nath

ويعود أصل النزاع إلى مطالبات مجتمع الميتي ذات الأغلبية بتصنيفهم كـ"قبيلة معترف بها" للحصول على امتيازات حكومية. وبسبب معارضة قبائل الكوك-زو لذلك، اندلعت احتجاجات عنيفة تحولت إلى هجمات متبادلة شملت حرق المنازل وتهجير المدنيين.

طفلة من الميتاي تجلس في مركز إغاثة في إمفال، مانيبور، الاثنين، 16 ديسمبر 2024.Anupam Nath

وتفاقمت الأزمة الإنسانية مع فشل السلطات في تحقيق السلام أو إيجاد حلول دائمة. بينما تتهم قبائل الكوك-زو الحكومة المحلية بالانحياز ضدهم، وتطالب بحكم ذاتي وإدارة منفصلة. وقد دعا ممثلو المجتمع القبلي إلى تدخل الحكومة الفيدرالية لإعادة الاستقرار وإنهاء العنف.

Relatedمودي في كييف: لقاء مع زيلينسكي يركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون في مجال الدفاع في خطوة تاريخية.. مودي وسانشيز يفتتحان مصنع للطائرات العسكرية في فادودارا الهنديةمودي يبحث مع بوتين تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الهند وروسيا ويستعرض نتائج زيارته لأوكرانيا

ومع تصاعد الضغوط السياسية، يظل رئيس الوزراء ناريندرا مودي بعيدًا عن المشهد المباشر للأزمة، مما يثير انتقادات حادة من أحزاب المعارضة. وبينما تظل الحلول المقترحة كالتقسيم الإداري محل نقاش، تبقى المعاناة اليومية للنازحين تذكيرًا حيًا بثمن الصراعات العرقية.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رسالة باللغة الروسية تحذر من هجوم تفجيري على بنك الاحتياطي الهندي في مومباي والسلطات تتحرك "مسجد فوق معبد".. مقتل 4 أشخاص في تجدد المواجهات ذات الصبغة الدينية في الهند آلام وأحزان في الهند: عائلات الأطفال الرضع ضحايا الحريق يطالبون بإجابات واضحة ضحاياناريندرا موديالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةالهندأمناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في المنطقة (ب) بالضفة يعرض الآن Next المغرب: تكريم 99 مدرسة لتميزها البيئي ضمن برنامج "المدارس الإيكولوجية" يعرض الآن Next ألبانيا تحظر تطبيق تيك توك لمدة عام وتتهمه بتحريض الشباب على العنف والتنمّر يعرض الآن Next بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء يعرض الآن Next رومانيا: مهرجان لحم الخنزير.. احتفال بالمأكولات التقليدية خلال موسم عيد الميلاد اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلبشار الأسدعيد الميلادأبو محمد الجولاني حزب اللهبنيامين نتنياهوسورياإيرانروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أعياد مسيحيةالحرب في سورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • مفقودان منذ 3 أيام... هل شاهدتم آية وابنها ابراهيم؟
  • أمنيات محفوفة بالقلق.. اللاجئون في مخيمات دهوك يتحدثون عن العودة لسوريا الجديدة (صور)
  • حجار: لن نبني مخيمات جديدة للاجئين السوريين ولن نسجلهم كنازحين موقتين
  • أزمة التهجير العرقي في الهند: آلاف يعانون ظروفًا في مخيمات الإغاثة
  • مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم
  • شتاء قاسٍ يهدد حياة 67 ألف أسرة يمنية في المخيمات.. معاناة تتفاقم!
  • إهتمام فرنسيّ بانتخاب رئيس في 9 ك2 وبري يبدي تفاؤلاً.. بدء نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات
  • عوض الله: نطالب الدول بعدم التعاطي مع روايات إسرائيل بشأن المنظمات الدولية
  • لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس