جرت أحداث أشهر محاولة اغتيال لزعيم النازية أدولف هتلر في 20 يوليو 1944 في مقره "وكر الذئب" بغابة "غورليتز" في شرق بروسيا الواقعة حاليا في بولندا.

إقرأ المزيد الكافيار النازي.. نساء فرنسيات ارتمين في أحضان جنود هتلر "فحق عليهن الحد"

نفذ محاولة الاغتيال، كلاوس شينك فون شتاوفنبرغ، وهو ضابط من عائلة لها تقاليد عريقة في الخدمة العسكرية، ويوصف بأنه كان صاحب تعليم جيد ويعرف بآرائه المحافظة،، وكان يميل إلى الأدب ومولعا بالعزف على آلة التشيلو.

كان "وكر الذئب" تحت حراسة مشددة، وكان يستحيل على الغرباء الوصول إليه، وكانت المنطقة المحيطة بأكملها في وضع خاص لأن مقر القيادة العليا للقوات البرية كان يوجد على بعد كيلومتر واحد فقط.

للحصول على دعوة إلى "وكر الذئب"، كان يتوجب الحصول على توصية من شخص مقرب من القيادة العليا. وفي تلك المناسبة تمت الموافقة على استدعاء كلاوس شينك فون شتاوفنبرغ، وكان في منصب رئيس أركان القوات البرية في قوات الاحتياط من قبل فيلهلم كيتل، رئيس القيادة العليا للجيش الألماني، وكبير مستشاري هتلر للشؤون العسكرية.

شتاوفنبرغ كان أيد خلال الانتخابات الرئاسية الألمانية في أبريل 1932، ترشيح هتلر في مواجهة المرشح الثاني، القائد العام السابق للجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الأولى، بول هيندنبورغ.

من المواقف اللافتة التي تعكس طبيعة شتاوفنبرغ، أنه في حفل زفافه من البارونة نينا فون ليرشينفيلد في سبتمبر عام 1933، ارتدى زيا عسكريا وخوذة حديدية.

هذا الضابط الألماني، صاحب الدماء "الورقاء"، التحق بالأكاديمية العسكرية المرموقة في برلين في عام 1936، وعيّن بعد تخرجه ضابطا في هيئة الأركان العامة.

مع بداية الحرب العالمية الثانية، شارك كلاوس شينك فون شتاوفنبرغ في احتلال بولندا، وكتب من هناك رسالة على زوجته قال فيها: "السكان رعاع بشكل لا يصدق. هناك العديد من اليهود وذوي الدماء المختلطة. الجيد بالنسبة لهؤلاء الناس حين تقودهم بالسوط. سيكون الآلاف من السجناء مفيدا للزراعة الألمانية. إنهم يعملون بجد وطاعة عمياء".

بصفته ضابطا في هيئة الأركان العامة، شارك شتاوفنبرغ في احتلال فرنسا في عام 1940، وتم تعيينه في قسم قيادة الجيش، كما أيد تركيز السلطة في يد هتلر في ديسمبر 1941.

بدأت حماسة هذا الضابط الألماني لهتلر في الخبو منذ عام 1942، وأدرك بعد  دحر السوفييت للقوات النازية الغازية في ستالينغراد، أن ألمانيا تسير نحو الهاوية، وأنها ستخسر الحرب لامحالة.

في منتصف عام 1944 قرر هذا الضابط وكان برتبة عقيد مع آخرين، التخلص من هتلر في محاولة اعتقد أنها قادرة على إنقاذ المانيا من الغرق بشكل كامل. في ذلك الوقت كان العقيد شتاوفنبرغ قد فقد عينه ويده اليمنى أثناء مشاركته في القتال في صفوف الفيلق الإفريقي بقيادة إرفين روميل.

حانت الفرصة في 20 يوليو 1944. في ذلك اليوم، كان من المقرر أن يعقد هتلر اجتماعا مع مقره الرئيس "وكر الذئب"، ولتنفيذ مهمته، أعد مع الآخرين، حزمتين من المتفجرات بوزن 975 غراما، كانتا كافيتين للقضاء على جميع المشاركين في الاجتماع.

دخل العقيد "وكر الذئب" في حوالي الساعة 12 من صباح ذلك اليوم، حاملا حقيبة جلدية بداخلها متفجرات. جلس في مكانه ووضع الحقيبة تحت الطاولة بعد أن وقت التفجير بعد 10 دقائق، ثم طلب الإذن بالخروج لإجراء اتصال هاتفي، وغادر المكان.

فشلت المحاولة ولم يصب هتلر إلا بخدوش، والسبب في ذلك يعود إلى أن العقيد كلاوس فون شتاوفنبرغ، لسبب ما حمل معه حزمة واحدة فقط من المتفجرات، كما أن أحد الضباط قبل لحظات من الانفجار حمل حقيبة المتفجرات ووضعها في مكان آخر مبعدا إياها عن مكان هتلر. علاوة على ذلك امتصت الطاولة المصنوعة من خشب البلوط الثقيل موجة الصدمة وخففت من قوة الانفجار.

انتهت محاولة "إنقاذ ألمانيا من الهزيمة" بالفشل، وقبض على صاحب محاولة الاغتيال وشركائه. وفي ليلة نفس اليوم 20 يوليو 1944، نفذ حكم الإعدام في العقيد شتاوفنبرغ، الذي صرخ قبل أن ينهال الرصاص عليه قائلا: "تحيا ألمانيا المقدسة"!

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا النازية

إقرأ أيضاً:

خبير: ترامب يأخذ بعين الاعتبار دور مصر في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن ترامب يأخذ بعين الاعتبار دور الدول الكبرى، وأهمها  مصر في تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

 

محمد إسماعيل: ترامب حاد المزاج وقراراته غير متوقعة حسين هريدي: فوز ترامب إشارة هامة لكل الدول المتحاربة


وأضاف «سنجر» خلال مداخلة بقناة «القاهرة الإخبارية» أن إشارة حملة دونالد ترامب إلى فكرة «السلام من خلال القوة»، يأتي في إطار نظرية تحول القوة، مشيرًا، إلى أنّ هذه النظرية ترمي إلى ضرورة إظهار القوة السياسية للولايات المتحدة في العالم، والشرق الأوسط جزء من هذا الأمر.


وتابع، أنّ ترامب أكد في حملته الانتخابية قدرته على إيقاف نتنياهو، وهو ما كرره أكثر من مرة، مشيرًا، إلى أنّ اللوبي الإسرائيلي قد يكون منزعجا، و99% من اليهود الأمريكيين صوتوا لكامالا هاريس.

وأكد، أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تظهر قوتها في وقف إطلاق النار، رغم تحدث قوى إقليمية كبيرة في المنطقة أهمها مصر عن ضرورة وقف هذه الحرب، ولم تسمع واشنطن لكل هذه النداءات، وبالتالي، فإن هناك آمالا كبيرة متوقعة لترامب من أجل وقف الحرب في فلسطين ولبنان.

مقالات مشابهة

  • فضل قراءة سورة يس بعد الفجر وماذا يحدث للميت عند تلاوتها؟ أسرار السورة المباركة
  • علاقات وأزمات.. تركيا تنظر لفوز ترامب بعين سوريّة
  • رئيس مركز التوظيف بعين شمس: دور الجامعات لا يقتصر على التعليم والبحث العلمي فقط
  • خبير سياسي: ترامب يأخذ بعين الاعتبار دورميدي مصر في تحقيق الاستقرار بالمنطقة
  • خبير: ترامب يأخذ بعين الاعتبار دور مصر في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط
  • استاذ صحة عامة: حقنة هتلر خطيرة وتسبب الوفاة ولا علاقة لها بالأمراض الفيروسية
  • الإمارات تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
  • خلاف مالي انتهى بجريمة.. قرار قضائي ضد المتهمين بقتل سائق بعين شمس
  • القبض على متهم بحادثة قتل ضابط في نهروان بغداد
  • .. وماذا ننتظر بعد سيطرة ترامب على الرئاسة والكونجرس؟