مذكرات نتنياهو.. ماذا تكشف عن شخصيته وتعامله مع القضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
تحت عنوان «مذكرات نتنياهو ماذا تكشف عن شخصيته»، دّونت حبيبة ياسر باحثة سياسية بالإدارة العامة للقضايا الاستراتيجية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، قائلة: «إن هجوم السابع من شهر أكتوبر الماضي وما تلاه من قيام إسرائيل بشن حرب على قطاع غزة كشف العديد من السمات في شخصية بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي والأطول بقاءً في السلطة، والتي من أبرزها لهجته العدائية في الخطب التي يوجهها إلى الإسرائيليين وتردده في اتخاذ القرار فضلاً عن قدرته على حساب تداعيات ما يتخذه من قرارات.
شرّحت الباحثة في دراسة صادرة عن المركز، ما جاء في التقارير الصادرة من جانب صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية وواشنطن بوست الأمريكية فضلاً عن صحيفة الجارديان البريطانية بشأن المذكرات التي أصدرها نتنياهو بعنوان «بي بي قصتي» في 2022 وذلك في أعقاب الإطاحة به من منصبه في عام 2021، من قِبل ائتلاف سياسي إسرائيلي متنوع أيدولوجياً يضم مختلف الأحزاب السياسية الإسرائيلية بمختلف توجهاتها.
طفولة بنيامين نتنياهوأشار التقرير الذي أصدرته صحيفة الجارديان البريطانية إلى ما تناوله نتنياهو في بداية كتابه وهو الحديث عن طفولته ونشأته في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً أنه برغم قضاء سنوات طفولته وتعليمه الأساسي في الولايات المتحدة، فضلاً عن التحاقه بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإتقانه اللغة الإنجليزية فإنه لم يتأثر أو ينجذب إلى الثقافة الأمريكية، منبهاً إلى تأثير هذه السمة الشخصية على طريقة نتنياهو في تعامله مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والذي اتسم بالتشدد وعدم إبداء أي مرونة تجاه آراء مختلف الرؤساء الأمريكيين بشأن بعض القضايا الإقليمية، خاصة المتعلقة بالملف النووي الإيراني، لافتاً الانتباه إلى ما أبداه نتنياهو من شهور بالأسف في كتابه إزاء رفض الرئيس الأمريكي السابق أوباما طلبه بشأن قيام واشنطن بتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية بهدف الحفاظ على أمن واستقرار إسرائيل.
التقرير الصادر عن صحيفة وانشطن بوست بعنوان «مراجعة كتاب بيبي: قصتي لبنيامين نتنياهو»، أشار إلى ما ذكره نتنياهو في كتابه بشأن الأشخاص الأكثر إلهاما في حياته، وهم شقيقه الأكبر يوناتان نتنياهو والذي قُتل أثناء قيادته وحدة كوماندور إسرائيلية في عملية لتحرير الرهائن الإسرائيليين في مطار عنتيبي بدولة أوغندا في 1976 ووالده بنزيون نتنياهو الذي لطالما عُرف بتشدده، فضلاً عن زوجته الثالثة سارة، موضحاً أن تسليط نتنياهو الضوء على هذا الجزء من حياته في مذكراته يهدف بالأساس إلى إعطاء انطباع لدى الإسرائيليين بأنه رجل عائلة قادر ليس فحسب على أن يقود دولة إسرائيل بل الشعب اليهودي بأكمله.
اختلافات عميقة في الرؤىوفي سياق متصل لفت التقرير الانتباه إلى أن نتنياهو الذي حرص بشدة على إظهار والده في كتابه على أنه شخصية قدمت تضحيات جمة لإنشاء دولة إسرائيل وذلك من خلال إقناع كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأمريكيين في عام 1944، بأهمية إنشاء دولة يهودية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه لم يذكر حقيقة واضحة لا لبس فيها، وهي أن بنزيون لم يكن يرغب في أنه يعيش هو وعائلته في إسرائيل، فضلاً عن كونه انتقد قرار أبنائه الخاص بعودتهم مرة أخرى إلى إسرائيل، بعد أن كانوا قد انتقلوا بالفعل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأداء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى ما تعكسه السيرة الذاتية لنتنياهو من اختلافات عميقة في الرؤى بين سياسيات إسرائيل وما تطمح إليه من جهة وبين النهج الذي تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تعاملها مع منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى، مشيراً إلى ما أوضحه الكتاب من علاقات متوترة ومتدهورة بين نتنياهو وأوباما لا سيما في ظل الاختلافات الصارخة بينهما بشأن طريقة التعامل مع كل من القضية الفلسطينية والبرنامج النووي الإيرايي، متطرقاً إلى رفض الرئيس الأمريكي السابق أوباما واعتراضه على قيام إسرائيل بتوسيع المستوطنات غير الشرعية في مدينة القدس والضفة الغربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل غزة فلسطين الاحتلال الإسرائيلي مجلس الوزراء الولایات المتحدة الأمریکیة إلى ما
إقرأ أيضاً:
وكيل خارجية النواب: مصر تعاملت من منظور أخوي مع القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال النائب طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن مصر عبر تاريخها اصطفت داعمة للقضية الفلسطينية.
وأوضح الخولي، في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أنه في الكثير من الفترات التي غض فيها العالم الطرف عن القضية الفلسطينية كانت مصر دائمًا تتحدث وتسعى وتحاول وتضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته في حل هذه القضية.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن مصر دومًا كانت صوت الحكمة أمام العالم بأن هذا الإقليم لن يشهد استقرارًا إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بوصف القضية الفلسطينية على لسان القيادة السياسية بأنها أم القضايا، مشيرًا أن مصر سعت بكل ما أوتت من قوة وقدمت تضحيات من شهدائها في دعم القضية الفلسطينية فضلًا عن سعيها بكل قوة عن طريق العملية السياسية.
ولفت إلى أنه على الطرف الآخر تعاملت مصر في هذه القضية بشرف شديد في حين أنه كان هناك أطراف كثيرة تسعى لاستغلال القضية الفلسطينية لإحراز مكاسب سياسية معينة أو لدعم أطراف على حسب أطراف أخرى، إلا أن مصر قدمت نموذج شديد الإحترام في السعي نحو توحيد البيت الفلسطيني والتعامل في القضية الفلسطينية من منظور أخوي بحت في حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على أرضهم.
وأشار إلى السعي المصري الدؤوب لتطوير قطاع غزة قبل 7 أكتوبر وما شهدناه من تنمية في مناطق عدة من غزة بدعم مصري وسعي مصري دؤوب لتوفير حياة كريمة لأشقائنا في قطاع غزة، إلا أن الحرب الإسرائيلية الغاشمة أدت إلى تدمير كل ذلك، مضيفًا أنه من خلال الموقف المصري الحاسم أمام المجتمع الدولي هناك محددات وضعتها مصر وضحت منذ وقت مبكر أن المساعي الحالية في تهجير الفلسطينيين هي غرضها تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أن مسألة التهجير إلى سيناء خط أحمر بالنسبة لمصر، وعندما تضع مصر الخطوط الحمراء فلا يستطيع أحد أن يتجاوزها _بحسب تعبيره_، وذلك في ظل العجز الدولي في حل القضية الفلسطينية وغض الطرف من العديد من الأطراف للإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، والبشاعة في الممارسات الإسرائيلية تجاه شعب أراد الحياة والعيش، وأراد أن يحصل على حقه المشروع في إقامة دولته.
وتابع: وفي ظل ذلك ما زالت المساعي المصرية حثيثة ودؤوبة لوقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته فيما يتعلق بإدخال المساعدات وعدم استغلال استخدام سلاح التجويع تجاه الشعب الفلسطيني ووقف كل الممارسات الباطشة من جانب إسرائيل والعمل على طرف آخر في استقبال الوفود من الفصائل الفلسطينية في سعي حثيث أيضا لتوحيد البيت الفلسطيني مما يسهم في قدرة الفلسطينيين على تجاوز هذه الفترة الصعبة وعلى الحصول على حقوقهم المشروعة.