RT Arabic:
2025-02-04@04:43:07 GMT

هل تجوز الرحمة على كارل ماركس؟

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

هل تجوز الرحمة على كارل ماركس؟

‍‍‍‍‍‍

بين سكب القمح على قضبان السكك الحديدية على الحدود البولندية الأوكرانية ومواطن غزاوي يحاول جمع ما تيسر من الطحين من بين التراب لا يسع المرء سوى أن يتذكر كارل ماركس.

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مشهدان الأول من بولندا والثاني من قطاع غزة بفلسطين، الأول يسكب فيه أحد المحتجين، ممن أغلقوا نقاط التفتيش بين بولندا وأوكرانيا، القمح على الأرض، احتجاجا على عبور القمح الرخيص من أوكرانيا إلى أوروبا، بدعوى "العبور" إلى دول ثالثة، بينما يتم بيعه بأرخص الأسعار في أوروبا، ما يضر بمصالح المزارعين من بولندا وسلوفاكيا وهنغاريا، التي عارضت قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن الحبوب الأوكرانية.

في المشهد الثاني يحاول مواطن فلسطيني جمع دقيق مطحون من بين التراب، بينما تبعثر أحد أكياس الدقيق، وهو شحيح في ظل الحرب والقتل والدمار والإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل ضد قطاع غزة.

لكن القضية أعقد من ذلك..

فعقب بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، ونظرا لظروف العمليات العسكرية أغلقت الموانئ الأوكرانية، ثم توسّطت تركيا بين البلدين، وتم التوصل إلى "صفقة الحبوب" التي تؤمن بموجبها روسيا فتح الموانئ الأوكرانية لتصدير الحبوب والأسمدة من الجانبين، أوكرانيا وروسيا، وكانت الصفقة برعاية الأمم المتحدة.

كان الجزء الثاني من الصفقة يسمح لروسيا بتصدير أسمدتها ويسمح باستيرادها للمعدات الزراعية وغيرها، إلا أن ذلك الجزء ظل محل شد وجذب، ولم ينفذ، فالموانئ مغلقة، والبنوك الروسية معزولة عن نظام "سويفت"، ولا تستطيع روسيا التصدير، بينما تصدر أوكرانيا حبوبها لا إلى إفريقيا والدول المحتاجة كما نصت الصفقة، وإنما إلى أوروبا، حيث الأسعار مرتفعة، والأموال حاضرة، والـ "سويفت" مفتوح على مصراعيه.

إقرأ المزيد احتجاجات المزارعين في أوروبا مرحلة من انهيار الاتحاد الأوروبي وبروفة لثورات الدول النامية

حذرت روسيا مرارا وتكرارا من أن الجزء الروسي من الصفقة لا يتم تنفيذه، وهددت بالخروج من الصفقة، ثم خرجت. فلم يتبق لأوكرانيا سوى الطرق البرية، عن طريق حدودها من بولندا الصديقة الشقيقة التي لا تضن على أوكرانيا بالأسلحة والعتاد والأموال. إلا أن الحبوب التي يفترض أنها "عابرة"، كانت تستقر في أوروبا، وتخلق وضعا غير مقبول بالمرة للمزارعين البولنديين، فقامت الاحتجاجات والمظاهرات ولم تنفض حتى وقت كتابة هذه السطور.

أعود للمشهدين اللذين دفعا بي دفعا نحو تحليل المفكر والفيلسوف الألماني كارل ماركس لمشكلة الاقتصاد الرأسمالي الذي يراها ماركس في "غزارة الإنتاج وسوء التوزيع". وبرغم أن الحديث لم يعد يدور هنا عن أي "اشتراكية" أو "شيوعية" لا سمح الله، إلا أن المشهدين يدعوان للتأمل في مدى تعقيد وتشابك لا الأزمة الأوكرانية فحسب، وإنما المشهد العالمي برمته، في ظل أفول نظام القطب الواحد لصالح التعددية القطبية، وتداعيات هذا الزلزال.

إقرأ المزيد المزارعون البولنديون يعربون عن استعدادهم لمواصلة الحصار على الحدود مع أوكرانيا

فلا يمكننا في هذين المشهدين أن نقف ضد المحتج البولندي الذي يجري على قوت يومه، مدافعا عن رزقه ومصلحته الشخصية المباشرة، فيسكب القمح على أراض أوروبية، ولا في صف المزارع الأوكراني "المدلل"، الذي أتيحت له، بفضل قرارات الاتحاد الأوروبي، والتسهيلات من جانب نظام كييف، أن يستغل الموقف لصالحه، ولا بإمكاننا أن نقف في صف أي من قادة ودول أوروبا التي فقدت الحد الأدنى من الإرادة السياسية لتقف أمام الولايات المتحدة بينما كانت تزحزح على مدار خمسة وثلاثين عاما الخطوط الحمراء للأمن القومي الروسي من جدار برلين عام 1989، وحتى حدود أوكرانيا في 2014، متجاهلين طوال عقود التحذيرات الروسية بمغبة ما يحدث من تمدد لـ "الناتو" نحو الحدود الغربية لروسيا.

إلا أن هذين المشهدين ليسا المشهدان الوحيدان، وغيرهما ملايين المشاهد التي لا نعلم عنها شيئا والتي تؤكد مقولة العجوز كارل ماركس بشأن "غزارة الإنتاج وسوء التوزيع"..

ألا تجوزإذن الرحمة على العم كارل ماركس؟

محمد صالح

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: قطاع غزة العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو عقوبات اقتصادية عقوبات ضد روسيا مؤشرات اقتصادية وزارة الدفاع الروسية إلا أن

إقرأ أيضاً:

ختام دورة تفسير القرآن الكريم بولاية بطاقة

أُقيم بمدرسة الفاروق لتعليم القرآن الكريم حفل ختام فعاليات دورة التفسير في نسختيها الثانية والثالثة، وذلك في جامع الرحمة بولاية طاقة. وقد حضر الحفل أنور بن عبد الله باعمر المدير المساعد للشؤون الدينية بالمديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار.

بدأ الحفل بكلمة ألقاها الدكتور صالح يوسف أحمد داود إمام وخطيب جامع الرحمة بولاية طاقة، حيث أشار إلى أن الدورة استمرت لمدة أربعة أشهر، وشارك فيها أكثر من مائة دارس ودارسة. وأضاف أن المشاركين في الدورة اكتسبوا زادًا روحيًا وإيمانيًا من خلال تفسير مبسط لآيات القرآن الكريم، كما تعلموا مهارات الإتقان في تلاوة القرآن عبر تبسيط أحكام التجويد.

وأكّد الدكتور داود أن هذه الدورة تعتبر ضرورة شرعية وصيحة إيمانية تهدف إلى توجيه الناس إلى طريق الهدى، وجذبهم إلى الحق والحكمة والموعظة الحسنة.

كما تضمن الحفل أنشودة من أداء المنشد نواف بن سالم الشحري، حثت الحضور على التعلق بالقرآن الكريم. وبعد ذلك، تم عرض مقتطفات من محاضرات الدورة، التي لاقت إعجاب الحضور وأبرزت الجهود المبذولة في تعزيز الفهم الصحيح لآيات القرآن الكريم وأحكامه.

وفي الختام تم تكريم بعض المشاركين في دورة التفسير وحول هذا الحفل قال الدكتور صالح: إن هذه الدورة هدفها تزويد الجماهير المسلمة بثقافة إسلامية تنفعهم في دينهم وتكون ذخرا لهم يوم لقاء ربهم.

مقالات مشابهة

  • أدعية لنفسي في ليلة النصف من شعبان.. مفتاح الرحمة والمغفرة
  • أفضل الأدعية للمتوفى من القرآن والسنة لطلب الرحمة والمغفرة
  • بإطلاق 83 مقذوفا.. القوات الأوكرانية تقصف دونيتسك 28 مرة
  • مبعوث ترامب يحدد شرطاً لإنهاء الحرب الأوكرانية
  • دبلوماسي سابق: المفاوضات ضرورية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • رئيس منظمة إسرائيلية يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. سكان غزة لا يستحقون الرحمة
  • ختام دورة تفسير القرآن الكريم بولاية بطاقة
  • عمرو أديب يهاجم منتقدي استقبال مصر للمصابين الفلسطينيين: أين الرحمة؟
  • كريمة أبو العينين تكتب : قبلة الحياة ورصاصة الرحمة
  • كارل كير تطلق أسبوع الصيانة المجانية لهواتف Infinix و Itel وTECNO في مصر