بالتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار شركة H2O للضيافة تؤسِّس مقرها الإقليمي في أبوظبي
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
أسَّست الشركة الكورية الجنوبية « H2Oللضيافة»، المتخصصة في الابتكار والتطوير الرقمي في قطاع الضيافة والترفيه، مقرها الإقليمي في أبوظبي بالتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار.
وبموجب الاتفاقية، سيقدِّم مكتب أبوظبي للاستثمار لشركة «H2O للضيافة» مجموعة شاملة من حُزَم دعم النمو، تتضمَّن الدعم المالي والمساعدة على تأسيس العمليات، إضافة إلى تسهيل التواصل مع منظومة الأعمال في إمارة أبوظبي، وإتاحة الفرصة للشركة للاستفادة ممّا تتمتَّع به الإمارة من سهولة الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
وتؤكِّد هذه الخطوة قوة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين أبوظبي وكوريا الجنوبية، التي تشهد مزيداً من التعاون في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. وتتمتَّع كوريا الجنوبية بمرتبة متقدِّمة عالمياً في مجال الابتكار، حيث صُنِّفَت ست مرات خلال السنوات العشر الماضية، الدولة الأكثر تقدُّماً على مؤشِّر بلومبرغ للابتكار. وفي المقابل صُنِّفَت أبوظبي المدينة الأذكى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مؤشِّر المدن الذكية، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية لعام 2023.
وقال بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار: «تمتاز أبوظبي وكوريا الجنوبية عالمياً بنهجهما الفريد، وسعيهما المستمر لاحتضان الابتكار وتشجيعه، وتتشاركان برؤى متقدِّمة للتحوُّل الرقمي. ونجحت أبوظبي في ترسيخ مكانتها وجهةً استثماريةً عالميةً تمتاز ببيئة داعمة للأعمال ورائدة في قطاع التكنولوجيا والرقمنة، ما يجعلها الشريك المفضَّل لكبرى الشركات العالمية التي تسعى إلى النمو والتوسُّع، مثل شركة H2O للضيافة. ونلتزم في مكتب أبوظبي للاستثمار بعقد شراكات بنّاءة مع شركات الابتكار العالمية، لتحقيق نتائج ملموسة في التنمية الاقتصادية في الإمارة».
ويسهم المقر الإقليمي لشركة «H2O للضيافة» في سوق أبوظبي العالمي في دفع مسيرة نمو الشركة وتنمية أعمالها على المستوى العالمي، مستفيدةً من النجاح الذي حقَّقته في آسيا، ومن الفرص الواعدة في قطاع الضيافة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يُتوقَّع أن يواصل نموَّه في ظل التعافي الكامل للسياحة العالمية في عام 2024، مع توقُّعات بوصول أعداد المسافرين إلى 400 مليون مسافر.
يُذكَر أنَّ الفنادق في دولة الإمارات سجَّلت إيرادات تجاوزت 12.2 مليار درهم، وزار الدولة أكثر من 7.2 ملايين زائر خلال الربع الأول من عام 2023. وتشير التوقُّعات إلى ارتفاع أسعار الغرف الفندقية بنسبة 7.1% في أبوظبي خلال عام 2024.
وتدعم حلول «H2O للضيافة» مسيرة تطوُّر قطاع الضيافة في إمارة أبوظبي، إذ تتعاون الشركة مع أكثر من 85 وكالة سفر عبر الإنترنت، وتدير أكثر من 190,000 وحدة إقامة، وأكثر من 680 عقاراً. وتوفِّر الشركة حلولاً لأتمتة العمليات الفندقية المتعلقة بالتعامل المباشر مع العملاء، والعمليات الفندقية المتعلقة بإدارة الفنادق. وتركِّز الشركة على المعاملات والإجراءات الإلكترونية، ما يسهم في تحسين مستويات الكفاءة والربحية لشركات الإدارة الفندقية. وتعزِّز حلول الشركة تجربة ضيوف الإمارة، من خلال توفير خدمات متطورة مثل الحجز عبر الهاتف المحمول، وإنجاز إجراءات تسجيل الدخول الذاتي، وإجراءات تأمين الغرف الفندقية الإلكترونية، والدفع إلكترونياً.
وقال جون لي، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة «H2O للضيافة»: «أصبح التحوُّل الرقمي من العوامل الأساسية لتطوير قطاع السياحة والضيافة، ونلتزم في (H2O للضيافة) بتوظيف ابتكاراتنا وخبراتنا لدعم العملاء في أبوظبي، ومساعدتهم على تبنّي أحدث التطوُّرات والتوجُّهات التي يشهدها هذا القطاع. ونتطلَّع إلى العمل مع المؤسَّسات الفندقية في أبوظبي، لتعزيز مسيرة تطوير قطاع السياحة بدعم من مكتب أبوظبي للاستثمار».
وقال سالم محمد الدرعي، الرئيس التنفيذي لسلطة سوق أبوظبي العالمي: «نُهنِّئ شركة (H2O للضيافة) على اختيارها سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الدولي لعاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، لتأسيس مقرها الإقليمي والانطلاق لتطوير أعمالها في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. لا شكَّ أنَّ هذه الخطوة تعكس جاذبية المركز المالي ومكانته وجهةً مفضَّلةً للشركات العالمية العاملة في مختلف قطاعات الابتكار، وتسلِّط الضوء على تعاوننا الاستراتيجي مع مكتب أبوظبي للاستثمار لإنشاء منصة قوية لتعزيز الاستثمارات، ونشر ثقافة الإبداع والابتكار، تماشياً مع رؤية أبوظبي لبناء اقتصاد متنوِّع ومستدام».
وكان مكتب أبوظبي للاستثمار قد افتتح في عام 2021 مكتباً تمثيلياً له في العاصمة سيول، بهدف تعزيز التعاون بين منظومتي الأعمال في البلدين. وتنضمُّ شركة «H2O للضيافة» إلى عدد من الشركات الكورية الجنوبية الأخرى التي وفَّر مكتب أبوظبي للاستثمار الدعم لها لتأسيس عملياتها في أبوظبي، ومنها شركة «بيسبن غلوبال»، المتخصصة في مجال استشارات التكنولوجيا السحابية وإدارتها، والتحالف الكوري للمزارع الذكية (الذي يضمُّ أربع شركات هي بوميت، ونونغشيم، وأرغو سوليوشنز كوريا، وإم إس غروب)، وشركة «نيوبلاي» المتخصِّصة في تقنية البلوكتشين.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مکتب أبوظبی للاستثمار فی أبوظبی
إقرأ أيضاً:
الحضور العربي في سوريا يؤسس للتوازن الإقليمي
كتب سميح صعب في" النهار": برز الإثنين تقاطر وفود سعودية وأردنية وقطرية واول اتصال إماراتي مع دمشق في مرحلة ما بعد بشار الأسد. التوجه العربي إلى سوريا، أتى بعد زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ومن قبل رئيس الاستخبارات ابراهیم کالین.لا جدال في أن تركيا هي المنتصر الأول في سوريا، وفي المقابل، هناك إسرائيل التي وسعت رقعة احتلالها للأراضي السورية.
وبين وقوف نتنياهو على قمة جبل الشيخ ووقوف فيدان على قمة جبل قاسيون المطل على دمشق، يتأكد احتدام الصراع التركي - الإسرائيلي على سوريا الجديدة. هنا يبرز السؤال عن دور العرب مجدداً. في الأعوام السابقة ملأت إيران وروسيا الفراغ العربي، فهل تترك سوريا مجدداً للنفوذين التركي والإسرائيلي ومن خلفه النفوذ الأميركي ؟ حصل في السابق أن تخلى العرب عن العراق، الذي بات ساحة لصراع النفوذين الأميركي والإيراني. وعندما بدأ العرب بالعودة إلى بغداد في الأعوام الأخيرة تغير المشهد، وتمكن العراق من أن يكون لاعباً في التقريب بين إيران ودول الخليج.
سوريا تتقاسمها الآن تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، وهي دول تطمح إلى وراثة إيران وروسيا، حتى ولو أدى ذلك إلى تغيير في معالم الخريطة السورية.
الحضور العربي في دمشق يمكن أن يحد من اندفاعة القوى الثلاث لجعل سوريا ساحة للنفوذ والصراعات، ويعيد التذكير بأن سوريا هي دولة عربية محورية، وبأن ابتعادها عن الدول العربية تسبب لها في الماضي بالكثير من الأضرار وصولاً إلى الحرب الأهلية في 2011.
ربما تكون سوريا دفعت ثمن علاقاتها الاستراتيجية التي أقامتها مع إيران على مدى 40 عاماً. ولذلك يجب ألا تدفع الآن ثمن اندفاع استراتيجي نحو تركيا، على رغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن بلاده لا تعتزم أن تشكل "إيران" سنية" في سوريا. ويقع على عاتق الدول العربية أن تكون حاضرة اليوم في قلب المشهد السوري الانتقالي، وأن لا تترك تركيا تقوم بدور الوصي على دمشق، وأن تلعب دورا في الضغط على الولايات المتحدة لمنع إسرائيل من اللعب بالجغرافيا السورية باطلاق ذرائع وحجج تتعلق بالأمن. وهناك فرصة نادرة لاستعادة سوريا إلى الحضن العربي والحد من طموحات الآخرين، لا سيما أن العرب يملكون امكانات هائلة لتوظيفها في سوريا الجديدة وفي إعادة الإعمار.تدل تجربة العراق على أن الانسحاب العربي كان سبباً في معاناة العراقيين لسنوات، بينما ساهم انفتاح بغداد على الجوار في ترسيخ الاستقرار والعودة بفوائد سياسية واقتصادية على بغداد، التي باتت محور الاتصالات في الإقليم بالاستناد إلى سياسة متوازنة. وسوريا الجديدة يمكن أن تقوم بالدور ذاته.