محيي الدين الشريف أحد رموز المقاومة الفلسطينية، ولد عام 1966، وهو المهندس رقم "2" في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عدّه الاحتلال الإسرائيلي تلميذا موفقا لمعلمه المهندس يحيى عياش، رفض التنسيق الأمني والمخابراتي بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، اغتيل عام 1998 وتبادلت إسرائيل والسلطة الفلسطينية التهم بشأن اغتياله.

المولد والنشأة

ولد محيي الدين ربحي سعيد الشريف في بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة يوم 5 يناير/كانون الثاني 1966، تجرع وهو صبي مرارة التهجير وجرائم العصابات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين من تقتيل ومذابح وملاحقات.

الدراسة والتكوين

درس المرحلة الأساسية في مدارس بيت حنينا والمرحلة الثانوية بمدرسة دار الأيتام في البلدة القديمة بالقدس، وعرف بين أقرانه بشغفه بالدراسة والتحصيل ودماثة الخلق، وبعدما حصل على الثانوية العامة بتفوق التحق بقسم الهندسة الإلكترونية في كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة القدس في أبو ديس، حيث نال درجة البكالوريوس.

وبالموازاة مع دراسته كان محيي الدين يقبل على حلقات العلم في رحاب المسجد الأقصى ويتنقل بينها، ويشارك في الاعتكافات والأنشطة الدعوية التي تقام هناك.

المسار النضالي

خلال مرحلة الدراسة الجامعية انضم إلى جماعة "الإخوان المسلمين" وكان من أبرز من أسسوا نواة الكتلة الإسلامية في الجامعة، وفي هذه المرحلة التحق أيضا بحركة حماس.

اعتقله الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى لمدة سنتين ونصف بسبب المشاركة في انتفاضة المساجد.

تعرّف داخل السجن على عدد من أعضاء المقاومة في الضفة الغربية، وكانوا السبب في التحاقه بكتائب القسام، وكُلف بعد خروجه بإيواء الأعضاء المطاردين من قبل الاحتلال ومساعدتهم، مما تسبب في اعتقاله سنة 1991 بتهمة إيواء المجاهدين من القسام.

بقي في السجون سنة ونصف السنة، وتعرّض خلال فترة اعتقاله لتعذيب شديد، وأحدثت تجربة الاعتقال تحولا كبيرا في حياته، إذ خرج من السجن أكثر إصرارا على المضي في طريق المقاومة والانخراط فيها بشكل كامل.

ولم يكد يمضي على مغادرته المعتقل أسبوع واحد حتى التحق بـ"مجموعات الاستشهاد" التي أسسها الشهيد المهندس يحيى عياش، والذي التقاه في النصف الأول من سنة 1995 في قطاع غزة، وتدرب على يده في صناعة المتفجرات، ثم عاد إلى الضفة الغربية للعمل مع محمد الضيف وعادل عوض الله.

وفي يوليو/تموز من السنة نفسها حاولت قوات الاحتلال اعتقاله لكنه نجا بأعجوبة من حصار محكم، فانتقمت منه بإيذاء عائلته وهدم بيتها، وبات على رأس قائمة المطلوبين والمطاردين.

مهندس القسام الأول يحيى عياش (مواقع التواصل الاجتماعي)

بعد أن اغتالت قوات الاحتلال المهندس يحيى عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 بات محيي الدين الشريف المهندس رقم "2" في كتائب القسام وقائدها في الضفة الغربية، وحال دون فرحة الاحتلال بما سماها "نهاية أسطورة الكتائب".

سار محيي الدين على درب معلمه وأكمله، وأخذ على عاتقه الثأر له، إذ ظهرت خلية في كتائب القسام باسم" تلاميذ المهندس" بعد شهر واحد من تاريخ استشهاد عياش، ونظمت عمليات في فبراير/شباط ومارس/آذار 1996 أطاحت بشيمون بيريز في انتخابات مايو/أيار من السنة نفسها.

تعرض الشريف سنة 1996 لمحاولة اغتيال جديدة على يد وحدة مستعربين أطلقت النار على سيارة كان يستقلها، ولاحقه أفراد من أجهزة قيل إنها تابعة لأمن السلطة الفلسطينية لكنه نجا مرة أخرى.

وفي ظل تواصل عمليات كتائب القسام تكثفت المطاردة، ولا سيما أنه طوّر أسلوبا شديد التعقيد في المكونات الأصلية للعبوات الناسفة.

عمليات قادها محيي الدين الشريف

اعترف الاحتلال الإسرائيلي بأن سلسلة العمليات القسامية التي قادها محيي الدين الشريف أوقعت ما يزيد على 129 قتيلا وأكثر من ألف جريح ومصاب.

محيي الدين الشريف قاد عمليات عدة في الضفة الغربية بعد اغتيال يحيى عياش (مواقع التواصل الاجتماعي)

ومن أبرز تلك العمليات:

تفجير حافلة يوم 26 فبراير/شباط 1996 في القدس على خط رقم "18" المؤدي إلى مقر القيادة العامة لكل من الشاباك والشرطة الإسرائيلية أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، واندرجت العملية في إطار عمليات "الثأر المقدس" ردا على اغتيال الاحتلال المهندس يحيى عياش. تفجير حقيبة مفخخة في التاريخ نفسه وسط تجمع لجنود الاحتلال عند مفترق عسقلان أدى إلى سقوط 32 إسرائيليا بين قتيل وجريح. تفجير عبوة ناسفة يوم 3 مارس/آذار 1996 في شارع يافا بالقدس قتل وأصيب فيها 290 إسرائيليا. تفجير عبوات ناسفة في مقهى "أبروبوس" الكائن في شارع بن غوريون بتل أبيب يوم 21 مارس/آذار 1997 أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة نحو 46 آخرين. عملية مزدوجة في "سوق محناه يهودا" يوم 30 يوليو/تموز 1997 عند مدخلي أكبر مجمع تجاري في الجزء الغربي المحتل من مدينة القدس أسفرت عن مقتل 17 إسرائيليا وإصابة أكثر من 160 آخرين.

وقد ذكرت عدد من التقارير الإعلامية الفلسطينية أن أجهزة أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية شاركت في مطاردة محيي الدين الشريف واعتقلته عام 1998 وتعرّض لتعذيب شديد أدى إلى إصابة في ساقه تسببت في بترها.

الاغتيال

بقيت ظروف استشهاد محيي الدين الشريف غامضة، وقيل إنه استشهد في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية يوم 29 مارس/آذار 1998، كما قيل إنه عثر عليه في التاريخ المذكور داخل سيارة متفجرة ومحترقة بعد انفجار في بلدية بيتونيا الصناعية بمدينة رام الله غير بعيد عن المقر الرئيسي لقائد جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية حينها جبريل الرجوب.

واتهمت الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية بعد 4 أيام من ذلك الانفجار حركة حماس بالوقوف وراء الاغتيال وتدبيره، واعتقلت عددا من رفاقه الذين قدموا له المأوى بتهمة التورط في اغتياله، الأمر الذي عدته حماس محاولة لتشويه سمعة كتائب القسام وإخافة الفلسطينيين منها والزعم بوجود صراعات على القيادة داخلها.

لكن والد الشهيد سارع قبل الحركة إلى الرد على مزاعم السلطة ونفيها، قائلا إن "تاريخ حركة حماس نظيف لم تشُبْه الاغتيالات ولم يعرف عنها أنها اغتالت أفرادها أو غيرهم، ونحن لم نسمع بالاغتيالات إلا بعد مجيء السلطة الفلسطينية"، وهو ما ردت عليه السلطة بمنعه من الكلام.

من جانبها، فتحت حركة حماس تحقيقا قالت في نتائجه إن جهاز الأمن الوقائي عذب محيي الدين خلال اعتقاله، واستشهد تحت التعذيب، واتهمت الجهاز المذكور بفبركة عملية انفجار السيارة المفخخة بعد أن وضعت جثته داخلها على بعد مئات الأمتار من مقر الجهاز في مدينة رام الله يوم 29 مارس/آذار 1998.

واتهمت الحركة بعد تحقيقها رئيس الأمن الوقائي في الضفة الغربية بتصفية محيي الدين الشريف بالتواطؤ مع مخابرات الاحتلال الاسرائيلي، وطالبت بتشكيل لجان تحقيق مستقلة، لكن السلطة الفلسطينية رفضت ذلك، واعتقلت المتحدث الرسمي باسم حركة حماس حينها عبد العزيز الرنتيسي لرفضه تفسيرها حادث الاغتيال، ومطالبته بالكشف عن القتلة.

وطالبت حركة حماس في بيان لها بشأن الاغتيال بتاريخ 9 أبريل/نيسان 1998 بـ"عزل جميع المتورطين في جريمة اغتيال المجاهد محيي الدين الشريف لصالح العدو الصهيوني، وعلى رأسهم المدعو جبريل الرجوب".

كما طالبت الحركة بـ"تقديم اعتذار علني للشعب عن هذه الجريمة المزدوجة التي لم تكتف باستباجة دماء المجاهدين، وإنما عملت على تشويه جهادهم لتبرير مواصلة جرائمهم بحقهم".

وقد تناولت بعض الصحف الدولية حادث الاغتيال المذكور، إذ ربط مراسل صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في القدس باتريك كوكبرن بين الرواية التي وصفها بالإجراء "الخطير سياسيا" وبين موقف حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي حمّلت السلطة الفلسطينية مسؤولية أي هجمات قد تنفذها حركة حماس انتقاما لاغتيال قائدها العسكري.

وتساءلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية بعد اعتقال السلطة عبد العزيز الرنتيسي يومها "لماذا عادت السلطة إلى اتهام حماس مع أنها كانت اتهمت إسرائيل قبل 3 أيام فقط؟! وكيف أنهت السلطة تحقيقها بسرعة مع أن الحركة معروفة بأنها منظمة سرية يصعب اختراقها؟!".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة کتائب القسام مارس آذار حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

الدين و السلطة

ؤ#الدين و #السلطة

بقلم : المهندس محمود ” محمدخير” عبيد


ارسل الله الرسل و الأنبياء من اجل المحبة و السلام, فالرسل بعثت و الكتب انزلت و الأديان اتبعت من اجل تصحيح مسار البشر في كل مرحلة من مراحل الحياة على هذه الأرض, فكافة الأديان هدفها واحد و هو عبادة الله و الأيمان به و توجيه بني البشر الى حياة المحبة و التسامح. لسنا في موقع ان نكفر احد لأنا لسنا أصحاب ولاية ولكن من يكفر بدين او ملة او مذهب او عقيدة ارسلها الله الى خلقه فقد انكر على الله قدرته على الكمال في اصطفاء الرسل او بعث الكتب. معاذ الله ان يكون هناك دين افضل من دين او رسول افضل من رسول فرب العالمين منذ خلق البشر و اوجد الخليقة على هذه الأرض و هو العالم بغيب الأمور يعلم كيف سيهذب خلقه و يعلمهم و يهديهم و يعلمهم و هو العالم ان من خلقهم من البشر في كل فترة يحتاجون الى من يصحح مسارهم و يضعهم على الطريق الصواب و يهديهم الى طريق الخير و المحبة و السلام و الى الأيمان بوحدانيته و بربوبيته, فمن ارسل الزبور و صحف ابراهيم والتوراة و الآنجيل و القران و من جاء بابراهيم و موسى و عيسى و محمد و إخوانهم من الأنبياء عليهم السلام هو الله عز وجل فالمصدر واحد فكيف لنا ان نكفر او نتجاهل احدهم او اتباعهم و هم من كان ربهم الله خالقهم و خالقنا و موجدنا و موجدهم. انما كل نبي منهم جاء في مرحلة من مراحل هذه الدنيا لأعادة الأمور في العبادة وبين الخلق في نصابها و تصحيح المسار فما نادى به موسى هو ما دعا اليه عيسى و نادى به محمد عليهم السلام. فعلى ماذا تختلفون و تكفرون بعضكم بعضا” و تتعصبون الى دين او رسول او عقيدة او مذهب اذا ما كان الهدف واحد و الآديان اديان الله و الشريعة شريعة الله و رب الأديان و باعثها واحد لا اله الا هو. ماذا لو كان الله عز و جل ارسل رسول واحد و دين واحد على مر الأزمان و العصور على هذه الأرض، هل كان بني البشر سيتصارعون دينيا” و مذهبيا” او سينتصرون لدين او مذهب او عقيدة على حساب دين اخر، ام كنا سوف نجد سبب اخر من اجل الأختلاف و الصراع. اهي مسميات او عصبية او تدين دنيوي زائف لا يغني و لا يسمن من جوع و نحن ليس لدينا الوصاية على اي من خلقه ان نكفره او نحاسبه, ام هو اتباع لأصحاب الهوى من رجال الدين المنافقين من مسيلمات هذا العصر و العصور السابقة و دجاليها. ان الأختلاف دائما” وابدا” خلاف سياسي و صراع سلطوي و لم يكن له علاقة من قريب او بعيد باي دين او مذهب او عقيدة، هو صراع على السلطة منذ ان خلق الله البشرية منذ ان قتل قابيل اخاه هابيل. فرجال السلطة لا يريدون من هو اعلى منهم سلطة حتى لو كانوا رسل الله و انبيائه لماذا لم يخضع قيصر الروم و كسرى الفرس و كبار قريش لرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ليس لعدم ايمانهم و لكن لم يريدوا احد يزاحمهم على السلطة, لماذا صلب بيلاطس البنطي و بني اسرائيل سيدنا عيسى عليه السلام خوفا” على السلطة و قريش لم تؤمن بمحمد خوفا” على السلطة, لذلك نجد الساسة و كبار القوم هم من حاربوا الأديان و انتصروا لسلطتهم و هم مؤمنين برسالة الرسل و لكن ابت انفسهم ان تؤمن بما جاؤوا به . فالسلطة اهم اسباب الدمار لهذه الأرض, فالجميع يتصارع على السلطة , ارضاءا” لغروره و شهواته و نزعاته و هاهم رجال السلطة يحيطون انفسهم بزبانية هذه الأرض من علماء النفاق و الدجل الذين يكذبون باسم خالقهم و انبيائه معتقدين انهم متحصنين بدجلهم و كذبهم و نفاقهم و متسلحين برجال الدين مسيلمات هذا العصر و دجاليها حتى يشدوا من ازرهم و يلبوا مصالحهم و يقدموا لهم الفتاوى الدنيوية من اجل سلطة و حياة و جاه زائلين شادين الركاب الى مقعدهم في جهنم و بئس المصير فكل من فسد على شعبه و امته و خان الآمانة و نهب و سرق و نهب خيرات البشر التي انعم الله بها على خلقه فلينتظر عقاب رب الخلق العادل مهما كان مركزه و سلطانه على الأرض و مهما علا شانه فتحت عرش رب العزة و ايمانا” بعدل رب العزة و وعده سوف يكون جناح السلاطين و القادة مليئا” بكل من خان الأمانة التي اوكله بها الله و شنع في خلقه و جوعهم من اجل ان يعيش هو و حاشيته و من اجل ان يرتفع و يعلوا بسلطانه, فالعدل قادم لا محالة يا من اتخذتم المنافقين اتباعا” لكم من اجل ان يوجهوكم الى حساب عسير من الله. اذا لم يكتب لكم ان تحاسبون على الأرض سوف نترك حسابكم لرب الناس عندما تسقط اوراقكم و تنكشف عوراتكم امام الخلق اجمعين فارونا ماذا سينفعكم منافقوكم و رجال علمكم و دينكم.

ان الكنيس بيت الله و الكنيسة بيت الله و المسجد بيت الله و كل له حرمته مهما اختلفت المسميات و كل منا له طريقته في عبادة رب العزة كما وصلت اليه من اباءه و اجداده فما يضمن لنا ان اتباع موسى او اتباع عيسى او اتباع محمد طريقتهم الصحيحة بعد 3500 عام و 2025 عام و 1470 عام, ما يسوقني الى اي طريقة هي فطرتي التي فطرني الله عليها و ايماني بوحدانيته و جميع الطرق التي تقربني الى الله اؤمن بها و هي جزء من التركيب الروحاني و العقلاني لأي دين او اي رسالة . متى ستنار عقولنا بالمعرفة و المحبة و السلام و التسامح و قبول الأخر بغض النظر عن مسمى دينه او الرسول الذي نؤمن به او المكان الذي نعبد الله فيه فجميع الأنبياء و الرسل اصطفاهم الله ليكونوا رسله للبشرية و لم يصطفيهم او يزكيهم من اجل ان نعبدهم او نبجلهم او نزكيهم على الله حتى اصبحنا ننتظر شفاعتهم لنا قبل ان نسال شفاعة و رضا رب العزة و اوصلناهم الى مرحلة الالوهية بعاداتنا و تقاليدنا و هذا ليس محصور بدين او مذهب او عقيدة او شرع فجميع اتباع الديانات اوصلوا رسلهم الى هذه المرحلة كل بطريقته, كما لو عدنا الى الجاهلية مرة اخرى و لكن جاهليتنا ان وضعنا الرسل هم الواسطة بيننا و بين من خلقنا هو الذي لا يحتاج الى واسطة للتواصل معه سوى دعوة من قلب مؤمن بوحدانيته و بقدرته على الأجابة. كفانا تعصبا” لأفكار بالية مدمرة تزيدنا فرقة و تشرذما” من اجل سلطة زائلة او دعما” لأهداف اناس لن يزيدونا الا تعصبا” و كراهية و لنعود الى فطرتنا التي فطرنا الله علينا عندما خلقنا انقياء اتقياء و اخرجنا من ارحام امهاتنا لنعود الى الأيمان بالله الواحد و العمل على نشر تعاليمه التي بعث بها رسله جميعا” و لا نزكي رسول على رسول او نبي على نبي والتي ارادها لنا المبنية على المحبة و العدل و السلام فلنامن اننا هنا على هذه الأرض في رحلة ستنتهي في اي وقت و سوف نغادر قطار الدنيا لننتقل الى الدنيا الأبدية التي سوف نكون بها جميعا” تحت عرش الرحمن صاحب السلطة الوحيدة و الأبدية الذي لا اله الا هو و الذي سنعبده بغض النظر عن ديننا و رسلنا و مذهبنا و عرقنا و مبادئنا و حاكمنا على الأرض. الرسل جمعاء و الأنبياء بعثت من اجل إيصال الانسان الى الكمال و السعادة الأبدية و للدعوة الى المحبة و السلام و العدل و التسامح و قبول الأخر, هذا هو الهدف الذي خلق الله تعالى من أجله الإنسان ، فان حكمة الباري تعالى اقتضت بخلق الظروف المناسبة لوصول الإنسان إلى الكمال اذا ما استخدم عقله و فطرته بالشكل الصحيح ، بل إلى ذروته و قمة انسانيته و عطاءه.
ان الهدف من إرسال الرسل وبعث الأنبياء والكتب هو إقامة العدل الإلهي على الأرض. يقول تعالى في الآية 25 من سورة الحديد :
“لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز”
أن الهدف الذي من أجله أرسل الله الرسل جميعا هو تحقيق العدل الإلهي (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) من هذا المنطلق نجد ان البشرية جمعاء بغض النظر عن الدين او الرسول او المذهب او العقيدة و دون استثناء لابد أن يكون لها دور كبير في قيام دولة العدل الإلهي على الأرض، حيث ان نهضة الأرض و من عليها من بشر لن تنهض و لن تنتفض على قهر السلطة و قمعها و تجبرها التي شاعت في الأرض فسادا” منذ ان خلق الله الأرض و من عليها الا بنبذ الفرقة و العنصرية و التعصب الديني و المذهبي و العرقي. أن العدل الإلهي لا بد أنه سيتحقق على الأرض ان اجلا” ام لاحقا” لأن عشق العدل وتحقيقه من الفطرة بل هو لفظ جامع لكل أنواع الخير ولذلك كان هو الهدف من بعثة الرسل جميعا
من الأية الكريمة ” لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” نستخلص الآتى :
أن الله عز وجل أرسل الرسل لقيادة الأمم وأنزل معهم المنهج الكامل والميزان. فلنترك الوصاية والحكم على البشر و تكفيرهم و انكار افعالهم لرب البشر فمن لم يعطي الوصاية لرسله على البشر و انبيائه لن يعطيها لأي انسان من اجل ان يكفر و يحكم على الناس بالكفر و الأشراك فاذا ما كان البعض كافرين باعينكم فانتم كافرين باعينهم و ربما يكونوا خير البشر باعين رب البشر. كل له مقياسه و اذا ما اردتم اصلاح الكون اصلحو انفسكم اولا و عقولكم البالية و موروثكم الهريء, قوموه بالوحدة و التكافل و المحبة و التسامح مع كافة الآديان و العقائد و المذاهب توحدوا على الآيمان بوحدانية الخالق و ربوبيته و احترام كافة الرسل و الديانات و المذاهب و لندع الخلق للخالق و كفانا هرولة خلف زبانية العصور من شيوخ و علماء النفاق و الفرقة و العصبية من رجال الدين الذين يدعون الى الفرقة و الكره و لتنتصر فطرتنا البريئة النظيفة النقية التي خلقنا الله عليها و شكلنا على المحبة و التسامح و السلام قبل ان تشكلنا مجتمعاتنا و محيطنا بالشكل الذي يضمن لهم ديمومتهم بمحاربة الأخر و كرهه. لسنا أصحاب ولاية و ليس لنا ان نحكم على الناس و لكن لو كانت لنا الولاية لجعلنا وقود جهنم رجال الدين و زبانيتهم على مر العصور الذين افسدوا الأرض باسم الله و الله بريء منهم و من افعالهم و فرقوا اهلها بفتاويهم و بث روح الفرقة و اهدار دم بني البشر لمن خالفهم في دينهم او مذهبهم او عقيدتهم انتصارا” لنزعاتهم الشخصية و سلطانهم. عافانا الله و عافاكم من زبانية الأرض من رجال دين ينكرون السلام على هذه الأرض و المحبة و ينكرون رسالات رب العالمين و يزكون الأنبياء و الرسل على خالقهم. فلنتفكر ايها المتفكرون و لنستيقظ من غفوتنا كفانا تاليها لرجال الدين و لنتبع فطرتنا التي فطرنا الله عليها و لننتصر لله خالقنا و لخلقه جميعا” قبل ان ننتصر لدين او مذهب او عقيدة او رسول او شيخ او من يسمون بالعلماء بالدين( رجال علم) او رجل دين او فكر.
نريد لهذه الأرض السلام و المحبة و التسامح و قبول الأخر و احترامه. و لنتذكر تبدا الحياة عندما نزيح الأنا الخاصة بنا و نفسح المجال لمحبة الأخرين.

مقالات ذات صلة سقوط آخر سجون القومية الاستبدادية 2024/12/16

مقالات مشابهة

  • القائد العام لكتيبة جنين: الأجهزة الأمنية طلبت نزع سلاحنا وترفض الحلول 
  • قائد كتيبة جنين: “السلطة الفلسطينية” طلبت تسليم سلاحنا ورفضت كافة الحلول
  • قائد كتيبة جنين: السلطة الفلسطينية طلبت تسليم سلاحنا ورفضت كافة الحلول
  • حماس تدعو لحماية المقاومة في جنين والحشد في فعاليات “يوم الغضب”
  • حملة حماية وطن الفلسطينية تحمي المحتل!
  • الدين و السلطة
  • حماس: الحملة الأمنية في جنين تعزز المقاومة ولا تقضي عليها
  • حماس : الحملة الأمنية في جنين لن تنهي المقاومة
  • السلطة تبرر حملتها بجنين وحماس تصفها بالانتحار السياسي
  • بايدن يطلب موافقة الاحتلال لدعم أمن السلطة الفلسطينية عسكريا