فاروق الباز عالم جيولوجي مصري أميركي، ولد عام 1938، درس تضاريس القمر وباطن الأرض، وترأس فريق التخطيط الجيولوجي لرحلة المركبة أبولو للهبوط على سطح القمر، وترك بصمة كبيرة في عالم الجيولوجيا الاقتصادية.

المولد والنشأة

اسمه الكامل فاروق محمد سيد الباز، ولقبّه رواد الفضاء "الملك" و"سيد القمر". ولد يوم 2 يناير/كانون الثاني 1938 في بلدة دلتا النيل التابعة لمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، ويرجع أصل عائلته إلى قرية طوخ الأقلام بمدينة السنبلاوين، وهي إحدى مدن محافظة الدقهلية.

والدته زاهية أبو العطا حمودة ووالده الشيخ محمد الباز، خريج الأزهر الشريف، وتتلمذ على يده الشيخ محمد الشعراوي، وعمل مدرسا للعلوم الدينية في دمياط.

اهتم والده بتعليم أبنائه التسعة، فصار أحد أبنائه أسامة الباز مستشارا للرئيس الراحل حسني مبارك.

تزوج فاروق الباز من الأميركية باتريشيا، ورزق منها بـ4 بنات هن منيرة وثُريّا وكريمة وفيروز.

فاروق الباز (يمين) مع رائد الفضاء رونالد إيفانز قائد مهمة أبولو 17 (وسط) ورائد الفضاء روبرت أوفرمير عام 1972 (غيتي) الدراسة والتكوين العلمي

حصل الباز على شهادة البكالوريوس في علوم الكيمياء والجيولوجيا من جامعة عين شمس عام 1958.

بعدها عمل معيدا بالجيولوجيا في جامعة أسيوط بين عامي 1958 و1960.

ثم ابتعث للدراسة ونال عام 1961 شهادة الماجستير في علوم الجيولوجيا من كلية ميسوري للمناجم والتعدين في ميسوري، وعاد لنيل الدكتوراة في عام 1964م، سافر إلى ألمانيا للعمل في تدريس علم الجيولوجيا في جامعة هايدلبرغ في 1965.

وبعد رحلة بحث ودراسة طويلة بين أميركا وأوروبا عاد الباز إلى وطنه مصر، وقد شحن على نفقته الخاصة 4 أطنان من عيّنات الصخور التي جمعها بنفسه على أمل تأسيس أول مركز للجيولوجيا الاقتصادية.

لكن وزارة التعليم التي ابتعثت الباز قررت تعيينه معلما للكيمياء في معهد السويس، فحاول الاستنكاف عن العمل وشرح قضيته، ووصل تظلمه إلى الرئيس جمال عبد الناصر الذي طلب النظر في قضيته، وهو ما اعتبره الباز "تحايلا بيروقراطيا".

التجربة العملية

وخلال انتظار الباز حلا لمشكلته مع البيروقراطية في مصر، جاءته فرصة للعمل في شركة بان أميركان النفطية للتنقيب عن النفط في السويس ليسهم في اكتشاف أول حقل نفط بحري.

فغادر الباز مصر إلى الولايات المتحدة، وبدأ بكتابة الخطابات إلى مختلف الجهات بحثا عن عمل وبلغ عدد خطاباته هذه 121 خطابا.

وكان واحد من هذه الخطابات، وتحديدا الخطاب الأخير، لوكالة ناسا، فذهب الباز لمقابلة الفريق، وانضم للعمل في برنامج أبولو التابع لناسا بين الأعوام 1967 و1972 مشرفا على التخطيط للدراسات القمرية، في مختبرات بيل في العاصمة الأميركية واشنطن.

وبدأ الباز بدراسة صور الصخور على سطح القمر، لينتهي بعد دراسة 2600 صورة، إلى نتيجة مفادها أن هنالك 16 موقعا مناسبا للهبوط على سطح القمر تبعا لنوع صخورها.

وخلال هذه السنوات الست، شغل الباز منصب السكرتير العام للجنة اختيار مواقع هبوط أبولو على القمر، وترأس فريق تدريب روّاد الفضاء، وعُيّن عام 1973 باحثا رئيسيا للملاحظات البصرية والتصوير الفوتوغرافي الجيولوجي.

وعيّن مستشارا علميا للرئيس السادات في العام 1978، بعد مخاطبة السادات للرئيس نيكسون من أجل السّماح للباز بشغل هذا المنصب بعد أن أصبح مواطنا أميركيا.

وفي عام 1986 التحق بجامعة بوسطن، وطور مركز الاستشعار عن بعد باستخدام تكنولوجيا الفضاء، في مجالات الجيولوجيا والجغرافيا.

أسس الباز مركز دراسات الأرض والكواكب وإدارتها، في المتحف الوطني للجو والفضاء بمؤسسة سميثسونيان في واشنطن عام 1982.

وعُيّن مستشارا أوليا للجنة العالمية المعنية بالمياه التابعة للبنك الدولي والأمم المتحدة للقرن الـ21. كما تم تعيينه سفيرا للبيئة من قبل منظمة البيئة العربية الأوروبية، وأصبح الرئيس الفخري للاتحاد العربي لحماية البيئة.

وهو عضو في مجلس الثقات في مؤسسة الجمعية الجيولوجية الأميركية في بولدر بكولورادو، وأصبح عام 2004 عضوا في مجلس أمناء معهد راند- قطر للسياسات.

فاروق الباز خلال عمله مديرا لمركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن عام 2011 (غيتي) ممر التنمية والتعمير

وهو مشروع أطلقه فاروق الباز بناء على الصور الفضائية للأرض، وألف فيه كتابا يشرح رؤيته الإصلاحية الحديثة لمصر من وجهة نظر ما يعرف بـ"الجيولوجيا الاقتصادية"، وغرضه توجيه رؤوس الأموال للاستثمار والتعمير في الصحراء الغربية المصرية، بهدف تخفيف العبء والضغط السكاني على المدن الموازية لدلتا النيل، بناء على تتبع مسارات المياه الجوفية.

ويتضمن المشروع إنشاء طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا لغاية بحيرة ناصر في الجنوب، وعلى مسافة تتراوح بين 10 و80 كيلومترا غرب وادي النيل، وهو نموذج للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري لمسافة تصل إلى ألفي كيلومتر.

استفادت الدولة المصرية الحديثة من الباز في عدة مشاريع، لا سيما في ما يتعلق بالتنقيب عن الثروات والمياه الجوفية، وكان أشهر ما أعلن عنه في هذا الشأن المياه الجوفية في شرق العوينات، والتي تمد مصانع القوات المسلحة بالمياه اللازمة.

كما تم الاستئناس بمقترحه الخاص بممر التنمية والتعمير في الخطة الخاصة بشبكة الطرق الحديثة الموازية للخط الطولي لدلتا النيل.

المؤلفات

كتب الباز ما يفوق 12 كتابا منها:

"أبولو فوق القمر". "الصحراء والأرض الجافة". "حرب الخليج والبيئة". "ممر إعادة التعمير في صحراء مصر". وألف كتابا بمشاركة جيمس وايزمن بعنوان "الاستشعار عن بعد في علم الآثار"، وذلك بعد الأبحاث التي أتمها بنفسه في تربة الغرفة المغلقة داخل الهرم الأكبر خوفو. ونشر له مركز الدراسات والبحوث كتابا بعنوان "العالم العربي والبحوث أين نحن منها؟". وكان لاهتمامه بالصحراء الكبرى شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، دور مهم في استكشاف موارد المياه الجوفية في عدة دول عربية. وبلغت الأوراق البحثية التي نشرها فاروق الباز أو شارك فيها حوالي 540 ورقة علمية. الجوائز والأوسمة

نال الباز العديد من الأوسمة والجوائز الرفيعة، منها:

جائزة أبولو للإنجاز من وكالة ناسا. ميدالية الإنجاز العلمي الاستثنائي. جائزة التقدير الخاص. جائزة إنجاز خريجي جامعة ميسوري للإنجازات العلمية الاستثنائية. شهادة الاستحقاق من المنظمة العالمية لتعليم علوم الفضاء. الباز حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الكيمياء والجيولوجيا من جامعة عين شمس عام 1958 (غيتي) جائزة الاستحقاق من الدرجة الأولى من جمهورية مصر العربية. جائزة الإنجاز المتميز من المنظمة المصرية الأميركية عام 1998. جائزة البوابة الذهبية من معهد بوسطن الدولي عام 1991. جائزة الفهم الجماهيري للعلوم والتكنولوجيا من الجمعية الأميركية لتَقَدُّم العلوم عام 1992. جائزة للاحتياجات البشرية من الجمعية الأميركية لعلماء الجيولوجيا النفطية عام 1996. وسام ولاية نيفادا لعام 2004. جائزة الريادة من مؤسسة الفكر العربي. الجائزة الذهبية للمجلس الأعلى للآثار لجهوده في هذا المجال. جائزة أفضل رسالة لجمعية الاستشعار عن بعد والمسح التصويري في لندن. جائزة الماجستير العالمي للمياه من الجمعية الدولية. جائزة كارولين وتشارلز. وحصل الباز على عدد كبير من شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات عربية وعالمية أخرى. ونال جائزة إناموري للريادة الأخلاقية سنة 2018، وذلك لكونه مثالا للريادة الأخلاقية على المستوى العالمي. التكريمات افتتح مدرسة فاروق الباز في قريته "طوخ القلم" في دلتا النيل الشرقي. أنشأت الجمعية الجيولوجية الأميركية "جائزة فاروق الباز لبحوث الصحراء" عام 1999، وهي جائزة سنوية تهدف إلى مكافأة التميز في دراسات الأراضي القاحلة من قبل الخبراء في جميع أنحاء العالم. كما أنشأت "جائزة فاروق الباز للطالب" التي تقدم سنويا إلى طالب واحد وطالبة من خريجي الدراسات العليا لتشجيع البحوث الصحراوية في جميع أنحاء العالم.  وفي العام 2019 أطلق "الاتحاد العالمي للفلك"، التابع للأمم المتحدة، اسم "الباز" على كويكب 7371 اكتشف حينها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاستشعار عن بعد فاروق الباز

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد يبحث ورئيس «مايكروسوفت» مجالات التعاون

التقى سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة مايكروسوفت العالمية.
وبحث الجانبان سُبل الاستفادة من الفرص المتعددة التي تُتيحها الشراكات الاستراتيجية بين الشركات والمؤسسات والجهات العاملة في قطاعات الذكاء الاصطناعي والطاقة والمناخ، وذلك خلال اللقاء الذي عُقد في مركز أبوظبي للطاقة، على هامش فعاليات مجلس (ENACT) 'تفعيل العمل'، الذي يُشارك في نقاشاته أكثر من 80 من قيادات قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار من مختلف أنحاء العالم.
وجرى خلال اللقاء أيضاً تسليط الضوء على التعاون الاستراتيجي المستمر بين 'أدنوك' و'مصدر' و'جي 42' و'مايكروسوفت' في مجالات الاستفادة من قدرات وإمكانات تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بهدف مواكبة المتغيِّرات المتسارعة عالمياً، ودعم تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة العالمي، واستخدام حلول الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية في تشغيل مرافق البنية التحتية اللازمة لدعم منظومة الذكاء الاصطناعي.
كما تم خلال اللقاء مناقشة آليات مواصلة الاستفادة من تجارب وخبرات 'مايكروسوفت' في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، بهدف تلبية تطلُّعات دولة الإمارات وأبوظبي في مجال التحوُّل إلى الطاقة النظيفة وتعزيز نمو منظومة الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات والقطاعات الرئيسية.
وتناول اللقاء أيضاً التعاون الاستراتيجي بين 'مايكروسوفت' و'أدنوك' و'مصدر'، والذي يهدف إلى استكشاف سُبل تزويد مراكز البيانات التابعة لشركة مايكروسوفت بالطاقة المتجددة، بما يواكب التوجُّهات العالمية نحو تعزيز ممارسات ومبادئ الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية؛ ويعكس التزام الأطراف الثلاثة بدعم الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، ما يُسهم في تعزيز ريادة دولة الإمارات وأبوظبي في مجال التكنولوجيا الخضراء وحلول الطاقة المستدامة.
واستعرض اللقاء أيضاً أبرز المميّزات التي توفّرها دولة الإمارات وإمارة أبوظبي من حيث البنية التحتية المتكاملة للأعمال والأطر التشريعية المتطورة والحوافز التنافسية للشركات والمستثمرين، ما يجعلها وجهة مثالية لنموّ الشركات العالمية في مختلف القطاعات الحيوية.
يُذكر أن هذا اللقاء يأتي بعد أن تم إصدار تقرير مشترك بين 'أدنوك' و'مصدر و'مايكروسوفت' في 31 أكتوبر 2024، بعنوان 'تعزيز الإمكانات: الذكاء الاصطناعي والطاقة من أجل مستقبل مستدام'، حيث سلَّط التقرير الضوء على قدرات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الطاقة، وإدارة أنظمتها المعقّدة، وخفض الانبعاثات، ودعم الوصول إلى الحياد المناخي بالتزامن مع تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز البيانات الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
حضر اللقاء الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها؛ ومنصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي؛ وسيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

مقالات مشابهة

  • محمد العمروسي يوجه رسالة لـ مي فاروق بمناسبة عيد الحب المصري
  • قافلة شاملة بقرية الوراورة.. ورئيس جامعة القناة: دورنا ليس تعليميا فقط
  • دفعات جديدة تنضم للقوات المسلحة اليمنية.. ورئيس الأركان: المعركة مستمرة حتى استعادة صنعاء
  • محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المهرجان الإرشادي الخامس عشر للجوالات 
  • محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المهرجان الإرشادي الخامس عشر للجوالات
  • خالد بن محمد بن زايد يبحث ورئيس «مايكروسوفت» مجالات التعاون
  • أبونعامة يناقش سير العمل مع مستشاره ومدير التخطيط الاستراتيجي
  • قسم الجيولوجيا فى كلية العلوم بالفيوم يختتم الزيارة العلمية لجبال البحر الاحمر
  • قسم الجيولوجيا بكلية العلوم بالفيوم يختتم الزيارة العلمية لجبال البحر الأحمر
  • ما حقيقة وجود اسم إسرائيل في استمارة التعداد السكاني؟ .. التخطيط العراقية تُجيب