فاروق الباز.. سيد القمر المصري ورئيس فريق التخطيط الجيولوجي لرحلة أبولو
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
فاروق الباز عالم جيولوجي مصري أميركي، ولد عام 1938، درس تضاريس القمر وباطن الأرض، وترأس فريق التخطيط الجيولوجي لرحلة المركبة أبولو للهبوط على سطح القمر، وترك بصمة كبيرة في عالم الجيولوجيا الاقتصادية.
المولد والنشأةاسمه الكامل فاروق محمد سيد الباز، ولقبّه رواد الفضاء "الملك" و"سيد القمر". ولد يوم 2 يناير/كانون الثاني 1938 في بلدة دلتا النيل التابعة لمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، ويرجع أصل عائلته إلى قرية طوخ الأقلام بمدينة السنبلاوين، وهي إحدى مدن محافظة الدقهلية.
والدته زاهية أبو العطا حمودة ووالده الشيخ محمد الباز، خريج الأزهر الشريف، وتتلمذ على يده الشيخ محمد الشعراوي، وعمل مدرسا للعلوم الدينية في دمياط.
اهتم والده بتعليم أبنائه التسعة، فصار أحد أبنائه أسامة الباز مستشارا للرئيس الراحل حسني مبارك.
تزوج فاروق الباز من الأميركية باتريشيا، ورزق منها بـ4 بنات هن منيرة وثُريّا وكريمة وفيروز.
فاروق الباز (يمين) مع رائد الفضاء رونالد إيفانز قائد مهمة أبولو 17 (وسط) ورائد الفضاء روبرت أوفرمير عام 1972 (غيتي) الدراسة والتكوين العلميحصل الباز على شهادة البكالوريوس في علوم الكيمياء والجيولوجيا من جامعة عين شمس عام 1958.
بعدها عمل معيدا بالجيولوجيا في جامعة أسيوط بين عامي 1958 و1960.
ثم ابتعث للدراسة ونال عام 1961 شهادة الماجستير في علوم الجيولوجيا من كلية ميسوري للمناجم والتعدين في ميسوري، وعاد لنيل الدكتوراة في عام 1964م، سافر إلى ألمانيا للعمل في تدريس علم الجيولوجيا في جامعة هايدلبرغ في 1965.
وبعد رحلة بحث ودراسة طويلة بين أميركا وأوروبا عاد الباز إلى وطنه مصر، وقد شحن على نفقته الخاصة 4 أطنان من عيّنات الصخور التي جمعها بنفسه على أمل تأسيس أول مركز للجيولوجيا الاقتصادية.
لكن وزارة التعليم التي ابتعثت الباز قررت تعيينه معلما للكيمياء في معهد السويس، فحاول الاستنكاف عن العمل وشرح قضيته، ووصل تظلمه إلى الرئيس جمال عبد الناصر الذي طلب النظر في قضيته، وهو ما اعتبره الباز "تحايلا بيروقراطيا".
التجربة العمليةوخلال انتظار الباز حلا لمشكلته مع البيروقراطية في مصر، جاءته فرصة للعمل في شركة بان أميركان النفطية للتنقيب عن النفط في السويس ليسهم في اكتشاف أول حقل نفط بحري.
فغادر الباز مصر إلى الولايات المتحدة، وبدأ بكتابة الخطابات إلى مختلف الجهات بحثا عن عمل وبلغ عدد خطاباته هذه 121 خطابا.
وكان واحد من هذه الخطابات، وتحديدا الخطاب الأخير، لوكالة ناسا، فذهب الباز لمقابلة الفريق، وانضم للعمل في برنامج أبولو التابع لناسا بين الأعوام 1967 و1972 مشرفا على التخطيط للدراسات القمرية، في مختبرات بيل في العاصمة الأميركية واشنطن.
وبدأ الباز بدراسة صور الصخور على سطح القمر، لينتهي بعد دراسة 2600 صورة، إلى نتيجة مفادها أن هنالك 16 موقعا مناسبا للهبوط على سطح القمر تبعا لنوع صخورها.
وخلال هذه السنوات الست، شغل الباز منصب السكرتير العام للجنة اختيار مواقع هبوط أبولو على القمر، وترأس فريق تدريب روّاد الفضاء، وعُيّن عام 1973 باحثا رئيسيا للملاحظات البصرية والتصوير الفوتوغرافي الجيولوجي.
وعيّن مستشارا علميا للرئيس السادات في العام 1978، بعد مخاطبة السادات للرئيس نيكسون من أجل السّماح للباز بشغل هذا المنصب بعد أن أصبح مواطنا أميركيا.
وفي عام 1986 التحق بجامعة بوسطن، وطور مركز الاستشعار عن بعد باستخدام تكنولوجيا الفضاء، في مجالات الجيولوجيا والجغرافيا.
أسس الباز مركز دراسات الأرض والكواكب وإدارتها، في المتحف الوطني للجو والفضاء بمؤسسة سميثسونيان في واشنطن عام 1982.
وعُيّن مستشارا أوليا للجنة العالمية المعنية بالمياه التابعة للبنك الدولي والأمم المتحدة للقرن الـ21. كما تم تعيينه سفيرا للبيئة من قبل منظمة البيئة العربية الأوروبية، وأصبح الرئيس الفخري للاتحاد العربي لحماية البيئة.
وهو عضو في مجلس الثقات في مؤسسة الجمعية الجيولوجية الأميركية في بولدر بكولورادو، وأصبح عام 2004 عضوا في مجلس أمناء معهد راند- قطر للسياسات.
فاروق الباز خلال عمله مديرا لمركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن عام 2011 (غيتي) ممر التنمية والتعميروهو مشروع أطلقه فاروق الباز بناء على الصور الفضائية للأرض، وألف فيه كتابا يشرح رؤيته الإصلاحية الحديثة لمصر من وجهة نظر ما يعرف بـ"الجيولوجيا الاقتصادية"، وغرضه توجيه رؤوس الأموال للاستثمار والتعمير في الصحراء الغربية المصرية، بهدف تخفيف العبء والضغط السكاني على المدن الموازية لدلتا النيل، بناء على تتبع مسارات المياه الجوفية.
ويتضمن المشروع إنشاء طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا لغاية بحيرة ناصر في الجنوب، وعلى مسافة تتراوح بين 10 و80 كيلومترا غرب وادي النيل، وهو نموذج للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري لمسافة تصل إلى ألفي كيلومتر.
استفادت الدولة المصرية الحديثة من الباز في عدة مشاريع، لا سيما في ما يتعلق بالتنقيب عن الثروات والمياه الجوفية، وكان أشهر ما أعلن عنه في هذا الشأن المياه الجوفية في شرق العوينات، والتي تمد مصانع القوات المسلحة بالمياه اللازمة.
كما تم الاستئناس بمقترحه الخاص بممر التنمية والتعمير في الخطة الخاصة بشبكة الطرق الحديثة الموازية للخط الطولي لدلتا النيل.
المؤلفاتكتب الباز ما يفوق 12 كتابا منها:
"أبولو فوق القمر". "الصحراء والأرض الجافة". "حرب الخليج والبيئة". "ممر إعادة التعمير في صحراء مصر". وألف كتابا بمشاركة جيمس وايزمن بعنوان "الاستشعار عن بعد في علم الآثار"، وذلك بعد الأبحاث التي أتمها بنفسه في تربة الغرفة المغلقة داخل الهرم الأكبر خوفو. ونشر له مركز الدراسات والبحوث كتابا بعنوان "العالم العربي والبحوث أين نحن منها؟". وكان لاهتمامه بالصحراء الكبرى شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، دور مهم في استكشاف موارد المياه الجوفية في عدة دول عربية. وبلغت الأوراق البحثية التي نشرها فاروق الباز أو شارك فيها حوالي 540 ورقة علمية. الجوائز والأوسمةنال الباز العديد من الأوسمة والجوائز الرفيعة، منها:
جائزة أبولو للإنجاز من وكالة ناسا. ميدالية الإنجاز العلمي الاستثنائي. جائزة التقدير الخاص. جائزة إنجاز خريجي جامعة ميسوري للإنجازات العلمية الاستثنائية. شهادة الاستحقاق من المنظمة العالمية لتعليم علوم الفضاء. الباز حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الكيمياء والجيولوجيا من جامعة عين شمس عام 1958 (غيتي) جائزة الاستحقاق من الدرجة الأولى من جمهورية مصر العربية. جائزة الإنجاز المتميز من المنظمة المصرية الأميركية عام 1998. جائزة البوابة الذهبية من معهد بوسطن الدولي عام 1991. جائزة الفهم الجماهيري للعلوم والتكنولوجيا من الجمعية الأميركية لتَقَدُّم العلوم عام 1992. جائزة للاحتياجات البشرية من الجمعية الأميركية لعلماء الجيولوجيا النفطية عام 1996. وسام ولاية نيفادا لعام 2004. جائزة الريادة من مؤسسة الفكر العربي. الجائزة الذهبية للمجلس الأعلى للآثار لجهوده في هذا المجال. جائزة أفضل رسالة لجمعية الاستشعار عن بعد والمسح التصويري في لندن. جائزة الماجستير العالمي للمياه من الجمعية الدولية. جائزة كارولين وتشارلز. وحصل الباز على عدد كبير من شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات عربية وعالمية أخرى. ونال جائزة إناموري للريادة الأخلاقية سنة 2018، وذلك لكونه مثالا للريادة الأخلاقية على المستوى العالمي. التكريمات افتتح مدرسة فاروق الباز في قريته "طوخ القلم" في دلتا النيل الشرقي. أنشأت الجمعية الجيولوجية الأميركية "جائزة فاروق الباز لبحوث الصحراء" عام 1999، وهي جائزة سنوية تهدف إلى مكافأة التميز في دراسات الأراضي القاحلة من قبل الخبراء في جميع أنحاء العالم. كما أنشأت "جائزة فاروق الباز للطالب" التي تقدم سنويا إلى طالب واحد وطالبة من خريجي الدراسات العليا لتشجيع البحوث الصحراوية في جميع أنحاء العالم. وفي العام 2019 أطلق "الاتحاد العالمي للفلك"، التابع للأمم المتحدة، اسم "الباز" على كويكب 7371 اكتشف حينها.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاستشعار عن بعد فاروق الباز
إقرأ أيضاً:
3 ملايين دولار مكافأة.. ناسا تعلن استقبال اقتراحات لحل مشكلة على القمر
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، فتح باب الاقتراحات من أجل التوصل إلى حلول جذرية للحد من النفايات على القمر، وذلك في إطار سعيها لإنشاء وجود مستدام عليه، ونقل النفايات بطريقة غير مكلفة إلى الأرض، خاصة أن نقل رطل واحد فقط منها إلى القمر، تصل إلى ما يقرب من 100 ألف دولار، ورصدت مكافأة قدرها 3 ملايين دولار، لمن يحل تلك المشكلة، ويجب أن تتراوح أعمارهم من 18 عامًا فيما أكثر.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن وكالة ناسا الفضائية تشجع الباحثين والمبتكرين على اقتراح أنظمة إعادة تدوير، قادرة على ضمان إدارة النفايات، مشيرين إلى أن المسابقة مكونة من مرحلتين، يتم فيها تقديم حلول صديقة للبيئة لتقليل النفايات، وتصنيع نموذج أولي بناءً على الاقتراحات والحلول، خاصة أن إدارة النفايات على القمر، تتطلب نهجًا أكثر صرامة بكثير مقارنة بالنفايات الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية.
NASA Offers $3 Million for Space Waste Solutions
NASA’s LunaRecycle Challenge offers $3M to design waste recycling tech for lunar missions
Shape the future of space sustainability!https://t.co/LdIZ98EcZP
وتنقسم المسابقة إلى جزأين، أحدهما مخصص لتصميم نسخة افتراضية من أنظمة إعادة التدوير، تحاكي العملية الحقيقية، والآخر تطوير أجهزة ومعدات فعلية قادرة على معالجة النفايات الصلبة الموجود على القمر، ويجب أن تنجح تلك الأنظمة في تصنيع المواد المعاد تدويرها في الموقع.
تطبيق الفكرة على الأرضوبعد أن تنجح الفكرة على سطح القمر، تخطط وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، في تطبيق المشروع على الأرض، من أجل تقديم بعض الحلول الجديدة لتحسين إعادة التدوير على الأرض.