كيانٌ مهزومٌ ومجتمعٌ مأزومٌ وجيشٌ مهزوزٌ يقودهم نتنياهو الفاسِد للهاوية… الأمن القوميّ: الأزمة السياسيّة الاجتماعيّة غيرُ المسبوقة والخطيرة ستُدمِّر قوّة الكيان.. اتسّاع الرفض بالجيش والتقديرات: عشرون ألفًا
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: رأت دراسة إسرائيليّة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب أنّ الأزمة الداخليّة في كيان الاحتلال وطريقة إدارتها هي بمثابة حدثٍ مُدمِّرٍ وغيرُ مسبوقٍ في تاريخ إسرائيل، من ناحيته خطورتها، وحجمها وتبعاتها وتداعيتها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه من الصعب استشراف تطورّه.
في السياق عينه، تسود أجواء من القلق الكبير لدى قادة الاحتلال الإسرائيلي، عقب ارتفاع عدد قوات الاحتياط الرافضين للخدمة العسكرية احتجاجا على خطة الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو، والتي تسعى إلى إحداث تغييرات قضائية جوهرية.
وحذر رئيس الوزراء المتهم بالفساد نتنياهو، من أنّ “رفض الطاعة أيًّا كان مصدره يشكل نهاية للجيش الإسرائيلي، والأعداء يستمدون التشجيع من ذلك”، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلي (كان).
واتهم رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هرتسي هليفي، الذي يواجه صعوبات كبيرة في ظلّ تصاعد عدد الرافضين للخدمة العسكرية، كلّ مَنْ يدعو إلى رفض الخدمة العسكرية بأنّه “يمس بأمن إسرائيل“.
وخلال مشاركته في جلسة للجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست أمس، قال الجنرال هليفي: “التحديات الأمنية الراهنة تلزمنا بأنْ نكون على أتمّ الجهوزية”، مشدّدًا على “وجوب الحفاظ على الجاهزية إلى جانب وحدة الصفوف“.
بدوره، دعا وزير الأمن يوآف غالانط، إلى “إبقاء الجيش وقادته وعناصره خارج أيّ خلاف”، مناشدًا أفراد الخدمة الاحتياطية “عدم المسّ بالجيش بسبب آراء سياسية مهما كانت“.
وتوقع المعلق العسكري أمير بار شالوم، أنْ “يبلغ العدد الإجماليّ لجنود وضباط الاحتياط الذين يعتزمون رفض الطاعة احتجاجًا على خطة التغييرات القضائية نحو عشرين ألفًا، نصفهم مقاتلون”، محذّرًا من أنّ “الجيش سيُواجِه صعوبة بالغة في التعامل مع هذه الظاهرة“.
وتشتعل أكثر فأكثر الأزمة السياسية التي تضرب الاحتلال الإسرائيلي وتتشعب، خاصّةً بعد إعلان المزيد من قوات الاحتياط التابعة لجيش الاحتلال ومن بينهم أطباء وطيارون، عن وقف خدماتهم العسكرية في جيش الاحتلال، تعبيرًا عن رفضهم لخطة التغييرات القضائية التي تعتزم حكومة نتنياهو تمريرها تدريجيًا.
جدير بالذكر، أنّه من بين أكثر الأزمات التي تقلق المحافل الإسرائيلية المختلفة، توتر وتردي العلاقات بين الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال نتنياهو الذي يتزعم حزب (الليكود) ويقود الحكومة المتطرفة حاليًا.
ووصف موقع “i24” الإسرائيليّ، إعلان 161 من ضباط احتياط بسلاح الجو الإسرائيلي “توقفهم عن التطوع بخدمة الاحتياط”، بأنّه صفعة قوية لحكومة الاحتلال، مشيرًا إلى أنّ “دائرة الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية في إسرائيل تتسِّع“.
وأشار إلى أنّ الضباط الرافضين للخدمة، “كانوا في طليعة المهمات لسلاح الجو الإسرائيليّ على مدار سنوات طويلة”، وجاء في رسالتهم: “نحن الموقعين أدناه، 161 عضوًا في القلب العملياتي لمقر قيادة سلاح الجو، نعلن عن التوقف الفوريّ للتطوع في خدمة الاحتياط، نحن مجموعة من جنود الاحتياط الذي كانوا في طليعة التفكير، التخطيط والتحكم بالهدوء والعمليات القتالية للقوات الجوية لعقود من الزمن، نحن نخدم في مقر القوات الجوية وخارجها، ومن بيننا أعضاء الطاقم الجوي والمراقبون ومشغلو الطائرات بدون طيار وضباط المخابرات وغيرها من المناصب“.
وتابعوا: “إنّ الموافقة النهائية على هذه القوانين، وإدراجها في كتاب قوانين إسرائيل، هي عملية رسمية وقصيرة، لكنها ستغير بشكل كبير جوهر ووجه إسرائيل، وستحولها إلى دكتاتورية“.
وأكّد مسؤولون إسرائيليون مطلعون، أنّ “قائد سلاح الجو تومر بار تلقى التبليغ اليوم، علمًا بأنّ عددًا من الموقعين على الرسالة، دعموها من خلال رسائل شخصية لقادتهم المباشرين“.
وفي نهاية آذار (مارس) 2023، تمّ تمرير قانون (تغيير تشكيل لجنة تعيين القضاة) في القراءة الأولى في الكنيست، وأقر الكنيست بالقراءة الأولى يوم أمس الأوّل الأربعاء، قانونًا من أجل (إلغاء سبب المعقولية).
من ناحيتها، قالت مجلة (تايمز أوف إسرائيل)، في تحليلٍ نشرته إنّ “رجلاً واحدًا كان بإمكانه تجنب هذه المأساة الوطنية الآخذة بالتطور في الأشهر الستة الأخيرة، الرجل الذين بدأها، بنيامين نتنياهو. لكن لديه هو أيضًا أجندة: الحفاظ على السلطة، مع كل شخص يدعمه أيًّا كان، مهما كلف ذلك، كما نحن على وشك أنْ نرى، بلدنا ممزقة وتتسِّم بالشرذمة وضعيفة، ونتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية”، على حدّ تعبيرها. وعودٌ على بدء: دراسة مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ خلُصت إلى القول إنّه يتحتّم على المُستوطنين في الكيان وأقطابه أنْ يفهموا حقيقة المخاطِر التي تُشكّلها الأزمة الحاليّة على استمرار كون إسرائيل دولةً ديمقراطيّةً ويهوديّةً، ولذا يتعيَّن عليهم أنْ يستخلصوا العبر ويعملوا على وقف الجنون، طبقًا لأقوالها.المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدير معهد فلسطين للأمن القومي: نتنياهو لا يريد أي حل سياسي
قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، إن إسرائيل تواصل عدوانها على قطاع غزة لعدة أسباب، أبرزها ممارسة الضغط على حركة حماس للدخول في مفاوضات بشأن ملف الرهائن، ودفعها للتنازل عن مطالبها.
وتابع خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تعمل على الضغط على الفلسطينيين لدفعهم إلى ترك منازلهم، مما يشير إلى أن الهدف الأساسي لنتنياهو هو تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزةوأشار إلى أن نتنياهو يتبنى سياسة التدمير الشامل، حيث تزداد وتيرة العنف عادة في المراحل الأخيرة من الحروب، مما يفسر قصف إسرائيل للقطاع براً وبحراً وجواً.
وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسعى إلى حل سياسي فيما يتعلق بالرهائن، بل يفضل حلاً إنسانيًا لتجنب إعطاء الطرف الآخر فرصة للاعتقاد بأنه حقق نصراً.
وأضاف أن نتنياهو يواجه ضغوطاً كبيرة من أهالي الرهائن الذين يطالبون بالإفراج عنهم، إلى جانب الضغوط الأخرى التي تمارسها حكومته اليمينية المتطرفة لدفعه إلى استمرار العدوان على غزة.
ولفت إلى أن نتنياهو يشعر بالنشوة حالياً جراء الاغتيالات التي نفذتها قواته، والتغيرات التي طرأت على المنطقة، خصوصاً في سوريا، إلى جانب التفاهمات التي تمت مع حزب الله في لبنان.