الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: رأت دراسة إسرائيليّة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب أنّ الأزمة الداخليّة في كيان الاحتلال وطريقة إدارتها هي بمثابة حدثٍ مُدمِّرٍ وغيرُ مسبوقٍ في تاريخ إسرائيل، من ناحيته خطورتها، وحجمها وتبعاتها وتداعيتها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه من الصعب استشراف تطورّه.

وأوضحت الدراسة أيضًا أنّ الفرضية تؤكِّد أنّه خلال الأشهر الأخيرة تمّ خلق توازن رعب متأرجح بين حكومة بنيامين نتنياهو وبين حركة الاحتجاج، علمًا أنّ الشقيْن المتنازعيْن يعيشان في واقعيْن مُختلفيْن تمامًا. وشدّدّت الدراسة على أنّه “في هذا الوضع المُعقّد والمُركّب فإنّه السيناريو الأكثر احتماليّةً هو استمرار الأزمة السياسيّة-الاجتماعيّة، مُشيرةً إلى أنّ استمرار هذه الأزمة هو بمثابة حلم من أحلام اليقظة، لأنّه سيؤدّي لتدمير قوّة إسرائيل بشكلٍ تدريجيٍّ، على حدّ تعبيرها.

في السياق عينه، تسود أجواء من القلق الكبير لدى قادة الاحتلال الإسرائيلي، عقب ارتفاع عدد قوات الاحتياط الرافضين للخدمة العسكرية احتجاجا على خطة الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو، والتي تسعى إلى إحداث تغييرات قضائية جوهرية.

وحذر رئيس الوزراء المتهم بالفساد نتنياهو، من أنّ “رفض الطاعة أيًّا كان مصدره يشكل نهاية للجيش الإسرائيلي، والأعداء يستمدون التشجيع من ذلك”، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلي (كان).

واتهم رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هرتسي هليفي، الذي يواجه صعوبات كبيرة في ظلّ تصاعد عدد الرافضين للخدمة العسكرية، كلّ مَنْ يدعو إلى رفض الخدمة العسكرية بأنّه “يمس بأمن إسرائيل“.

وخلال مشاركته في جلسة للجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست أمس، قال الجنرال هليفي: “التحديات الأمنية الراهنة تلزمنا بأنْ نكون على أتمّ الجهوزية”، مشدّدًا على “وجوب الحفاظ على الجاهزية إلى جانب وحدة الصفوف“.

بدوره، دعا وزير الأمن يوآف غالانط، إلى “إبقاء الجيش وقادته وعناصره خارج أيّ خلاف”، مناشدًا أفراد الخدمة الاحتياطية “عدم المسّ بالجيش بسبب آراء سياسية مهما كانت“.

وتوقع المعلق العسكري أمير بار شالوم، أنْ “يبلغ العدد الإجماليّ لجنود وضباط الاحتياط الذين يعتزمون رفض الطاعة احتجاجًا على خطة التغييرات القضائية نحو عشرين ألفًا، نصفهم مقاتلون”، محذّرًا من أنّ “الجيش سيُواجِه صعوبة بالغة في التعامل مع هذه الظاهرة“.

وتشتعل أكثر فأكثر الأزمة السياسية التي تضرب الاحتلال الإسرائيلي وتتشعب، خاصّةً بعد إعلان المزيد من قوات الاحتياط التابعة لجيش الاحتلال ومن بينهم أطباء وطيارون، عن وقف خدماتهم العسكرية في جيش الاحتلال، تعبيرًا عن رفضهم لخطة التغييرات القضائية التي تعتزم حكومة نتنياهو تمريرها تدريجيًا.

جدير بالذكر، أنّه من بين أكثر الأزمات التي تقلق المحافل الإسرائيلية المختلفة، توتر وتردي العلاقات بين الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال نتنياهو الذي يتزعم حزب (الليكود) ويقود الحكومة المتطرفة حاليًا.

ووصف موقع “i24” الإسرائيليّ، إعلان 161 من ضباط احتياط بسلاح الجو الإسرائيلي “توقفهم عن التطوع بخدمة الاحتياط”، بأنّه صفعة قوية لحكومة الاحتلال، مشيرًا إلى أنّ “دائرة الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية في إسرائيل تتسِّع“.

وأشار إلى أنّ الضباط الرافضين للخدمة، “كانوا في طليعة المهمات لسلاح الجو الإسرائيليّ على مدار سنوات طويلة”، وجاء في رسالتهم: “نحن الموقعين أدناه، 161 عضوًا في القلب العملياتي لمقر قيادة سلاح الجو، نعلن عن التوقف الفوريّ للتطوع في خدمة الاحتياط، نحن مجموعة من جنود الاحتياط الذي كانوا في طليعة التفكير، التخطيط والتحكم بالهدوء والعمليات القتالية للقوات الجوية لعقود من الزمن، نحن نخدم في مقر القوات الجوية وخارجها، ومن بيننا أعضاء الطاقم الجوي والمراقبون ومشغلو الطائرات بدون طيار وضباط المخابرات وغيرها من المناصب“.

وتابعوا: “إنّ الموافقة النهائية على هذه القوانين، وإدراجها في كتاب قوانين إسرائيل، هي عملية رسمية وقصيرة، لكنها ستغير بشكل كبير جوهر ووجه إسرائيل، وستحولها إلى دكتاتورية“.

وأكّد مسؤولون إسرائيليون مطلعون، أنّ “قائد سلاح الجو تومر بار تلقى التبليغ اليوم، علمًا بأنّ عددًا من الموقعين على الرسالة، دعموها من خلال رسائل شخصية لقادتهم المباشرين“.

وفي نهاية آذار (مارس) 2023، تمّ تمرير قانون (تغيير تشكيل لجنة تعيين القضاة) في القراءة الأولى في الكنيست، وأقر الكنيست بالقراءة الأولى يوم أمس الأوّل الأربعاء، قانونًا من أجل (إلغاء سبب المعقولية).

من ناحيتها، قالت مجلة (تايمز أوف إسرائيل)، في تحليلٍ نشرته إنّ “رجلاً واحدًا كان بإمكانه تجنب هذه المأساة الوطنية الآخذة بالتطور في الأشهر الستة الأخيرة، الرجل الذين بدأها، بنيامين نتنياهو. لكن لديه هو أيضًا أجندة: الحفاظ على السلطة، مع كل شخص يدعمه أيًّا كان، مهما كلف ذلك، كما نحن على وشك أنْ نرى، بلدنا ممزقة وتتسِّم بالشرذمة وضعيفة، ونتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية”، على حدّ تعبيرها. وعودٌ على بدء: دراسة مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ خلُصت إلى القول إنّه يتحتّم على المُستوطنين في الكيان وأقطابه أنْ يفهموا حقيقة المخاطِر التي تُشكّلها الأزمة الحاليّة على استمرار كون إسرائيل دولةً ديمقراطيّةً ويهوديّةً، ولذا يتعيَّن عليهم أنْ يستخلصوا العبر ويعملوا على وقف الجنون، طبقًا لأقوالها.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

مقتل خبير جيولوجي بالجيش الإسرائيلي جنوب لبنان "جاء لدراسة مقام النبي شعيب"

أعلن جيش الكيان الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عن مقتل الخبير الجيولوجي الرائد زئيف الرايخ في معارك جنوبي لبنان.

الباحث الإسرائيلي جاء لدراسة مقام النبي شعيب في بلدة شمعة جنوب لبنان وقتل هناك في كمين نفذه حزب الله.

 

وكانت حدشوت للو تسنزورا، قالت إن حدثا غير عاديا وقع جنوب لبنان، حيث قتل مستوطن غير عسكري برفقة عدد من الجنود اليوم.

 

الخبير الجيولوجي الرائد زئيف الرايخ

 

مقالات مشابهة

  • مخاوف إسرائيلية من اعتقال ضباط بـالجيش بعد قرار الجنائية ضد نتنياهو وغالانت
  • من هي ”أم كيان” التي تقود الاستخبارات النسائية لدى الحوثيين؟
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
  • البرلمان العربي يدين تهديدات كيان الاحتلال الإسرائيلي بضرب العراق
  • ارتقاء 8 شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال العملية العسكرية في الضفة الغربية
  • مقتل خبير جيولوجي بالجيش الإسرائيلي جنوب لبنان "جاء لدراسة مقام النبي شعيب"
  • القومي دان الفيتو الأميركي: يمنح إسرائيل صكاً مفتوحاً لإبادة شعب فلسطين
  • الخارجية: سورية تطالب جميع دول العالم بالقيام بواجبها الإنساني واتخاذها موقفاً حازماً لإيقاف المجازر المتسلسلة التي يرتكبها كيان الاحتلال في المنطقة ومحاسبة قادته على جرائمهم وعدوانهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب
  • إيران: واشنطن تعارض الحل السياسي في اليمن وتواصل زعزعة المنطقة
  • القائد العام يوجه المؤسسات العسكرية والأمنية بمنع فصائل الحشد من استهداف إسرائيل