أبو هريرة هو الصحابي عبد الرحمن بن صخر، وأول من أسلم من قبيلة دوس الأزد من العرب القحطانية، وهي من أشهر قبائل العرب وأعظمها، وأمه تُدعى ميمونة بنت صبيح، وقد تعددت اسمائه وألقابه، إذ قيل عنه في الجاهلية عبد شمس، كما قيل عنه سعيد وعامر وبرير حتى سماه رسول الله بعد الإسلام عبد الرحمن، وهو ما جزم به الإمام البخاري.

سبب تسمية أبو هريرة

لُقب أبو هريرة بهذا الاسم لأنه كان يحب ملاعبة القطط وكان دائمًا ما يتجول بهرة، وعندما سُئل أبو هريرة، رضي الله عنه، عن سبب تسميته بهذا الإسم، قال إنه وجد هرة متوحشة فأخذ أولادها ووضعهم في حجره، كما أخذ هرة أخرى ووضعها في كمه، وعندما سأله أبوه عما يضع في كمه قال أنها هرة فقال له أبوه فأنت أبو هريرة، بحسب ما ذكره كتاب أبو هريرة راوية الإسلام للعالم محمد عجاج الخطيب.

وعندما كان صغيرًا كان يعمل في رعي الأغنام وهو يصطحب هرة يلاعبها طوال اليوم، لذا كان يقول له الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يا أبا هر، كما ورد في صحيح البخاري.

صفات أبي هريرة

عُرف عن أبو هريرة، رضي الله عنه، الكثير من الصفات الحميدة، التي كان يتسم بها صحابة الرسول محمد صلى الله عليها وسلم، منها ما يلي:

- كان حافظاً للسنة، ومن المكثرين في رواية الحديث.

- مؤمنًا عابدًا، فكان كثير الصلاة، والقيام والصيام.

- كان إنسانا صابرًا على فقره، وشديد الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

- كان يأمر بالمعروف وينهى عن المُنكر.

- شديد الخشية لربه في السر والعلن.

- عُرف عنه الورع والزهد، وكثرة التحري والاحتياط.

- كان عالماً بالقرآن ومعانيه، وكان يكثر من الأعمال الصالحة.

- كان عفيف النفس و كريماً مُحباً للخير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرسول محمد أبو هريرة السنة الصيام الصحابي أبو هريرة

إقرأ أيضاً:

حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام

قالت دار الإفتاء المصرية إن الأصل في المزاح الإباحة، وقد يستحب إذا كان بقصد التلطف وإدخال السرور على الآخرين، وتطييب نفوسهم ومؤانستهم، ولا يكون جائزًا إذا اشتمل على كذبٍ، أو ترويع أحد، أو كلامٍ فاحشٍ بذيءٍ، أو أيِّ قولٍ أو فعلٍ محرم؛ كالغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية.

مفهوم المزاح وحكمه بالشرع الشريف

والمزاح هو الدُّعابة ونقيض الجد؛ فهو كلامٌ يراد به الانبساط مع الغير على جهة التَّلطُّف والاستعطاف دون أن يُفضي إلى إيذاء أحد؛ ينظر "تاج العروس" للزبيدي (7/ 117، ط. دار الهداية).

حكم المزاح في الإسلام
والمزاح من وسائل الترويح عن النفس التي يتناولها النَّاس في حياتهم من أجل تناسي الهموم، وتخفيف الضغوطات اليومية، والتسلية، والـتخلص من الملل، وإدخال السعادة والسرور على الآخرين؛ وذلك عن طريق ذكر طُرفة أو نُكْتَة أو نحوها.

والمزاح الذي يخلو من إيذاء الآخرين، ويشتمل على إدخال السرور عليهم من أحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ؛ رَوى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله عزَّ وجلَّ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ».

وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يضحكون ويمزحون؛ اقتداءً بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن بكر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بالبطِيخ؛ فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ"، ومعنى: "يتبادحون بالبطيخ"؛ أي: يترامَوْن به، وكان فعلهم هذا رضوان الله عليهم من قبيل المزاح. ينظر: "غريب الحديث" للإمام أبي الفرج الجوزي (1/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

الموازنة بين الجد والمزاح
وأوضحت الإفتاء أنه ينبغي على الإنسان أن يوازن بين الجد والمزاح، ويكون المزاح في كلامه كالملح في الطعام إن عُدم أو زاد عن الحد فهو مذموم؛ فلكل مقام مقال؛ فقد أخرج البغوي في "شرح السنة" عن ثابت بن عبيد رضي الله عنه قال: "كَانَ زيد بْن ثَابت رضي الله عنه مِن أفكه النّاس فِي بَيته؛ فَإِذا خرج كَانَ رجلًا مِن الرِّجَال".

ضوابط وشروط المزاح المشروع
وهناك ضوابط وشروط يجب مراعاتها عند المزاج، وهى:

أوًلًا: ألَّا يشتمل المزاح على الكذب من أجل إضحاك الناس؛ روى الترمذي في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ.

ثانيًا: ألَّا يشتمل المزاح على الترويع والإخافة؛ جاء في "مسند الإمام أحمد" عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنَّهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسيرٍ، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى نَبْلٍ معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: «مَا يُضْحِكُكُمْ؟»، فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نَبْلَ هذا ففزع، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا.

ثالثًا: ألَّا يُكْثِر من المزاح ولا يداوم عليه؛ لأنَّ كثرة المزاح تُميت القلب، وتُسقط الوقار، وتُشغل عن ذكر الله؛ جاء في "سنن الترمذي" و"ابن ماجه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.

رابعًا: البُعْد في المزاح عن الكلام الفاحش البذيء، والقول القبيح، وتَجنُّب سيء الحديث؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي في "سننه" عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ».

خامسًا: ألَّا يشتمل المُزَاح على قولٍ أو فعلٍ مُحَرَّم كالسخرية والغيبة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [الحجرات: 12]، أو النميمة؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» رواه الشيخان.

 

مقالات مشابهة

  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • هل رحلة الإسراء والمعراج تمت بالروح والجسد؟.. محمد أبو هاشم يجيب
  • رد قوي من محمد أبو هاشم على محرمي الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج
  • بيان مدى مشروعية المديح والابتهالات النبوية
  • حكم قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر
  • حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام
  • أفضل وقت لصلاة الضحى في رجب.. احرص عليها بهذا التوقيت
  • لماذا اختير الماء للعماد؟
  • رمضان عبد المعز يروي قصة الصحابي الذي باع نفسه ابتغاء مرضاة الله
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم