عربي21:
2024-12-21@02:50:57 GMT

كل هذه الضجة الدولية عن «دولة فلسطينية»

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

صدق وهو الكذوب.. نتنياهو حين قال إن أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية في أعقاب ما حصل في 7 أكتوبر «من شأنه أن يعطي مكافأة ضخمة للإرهاب غير المسبوق ويمنع أي تسوية سلمية في المستقبل».

نعم، فبغض النظر عن المصطلحات التي استعملها رئيس الوزراء الإسرائيلي، من الممكن فعلا أن تكون هذه الدولة المنشودة «مكافأة» لهذا «الإرهاب» الذي يتحدث عنه، لكنها بالتأكيد لن تكون مكافأة حقيقية، كما لن تكون كما يريدها الطامحون إليها، فضلا عن أنها ليست «مكافأة» أكيدة ولا مضمونة.



نعم، فلولا ما حصل في السابع من أكتوبر لما عاد هذا الحديث على كل لسان عن دولة فلسطينية، مهما كان ما يضمره كل واحد عند الإشارة إليها، ومهما كان تصوّره حولها، وذلك بعد أن تراجعت القضية كثيرا على جدول أعمال العالم وذهب في ظن نتنياهو أن بإمكانه فرض تلك الخريطة التي رفعها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، متوهما أن إقامة علاقات مع أبو ظبي أو المنامة أو الخرطوم أو الرباط يعفيه من همّ البحث عن تسوية مع أصحاب الشأن الحقيقيين، وبعد أن ظنت أغلب العواصم العربية أن الانقسام الفلسطيني ومسلسل التطبيع رسّخا إلى الأبد حالة الاحتلال.

نعم، فما الذي يحول دون أن يرى الفلسطينيون أن هذا «الإرهاب» الذي تتحدث عنه حكومة نتنياهو قد يكون هو السبيل الموصل إلى قيام الدولة الفلسطينية المنشودة طالما أن المفاوضات لم تكن سوى عبارة عن مسلسل لا ينتهي من المماطلة والتسويف وبيع الأوهام؟ وطالما أن الشرعية الدولية باتت مشلولة بحكم التسلط الأمريكي على صناعة القرار الأممي؟

طالما أن هناك شبه إجماع إسرائيلي كامل على رفض قيام دولة فلسطينية، رغم كل المطالبات الدولية القديمة والجديدة، فإنه من الصعب جدا، إن لم نقل من المستحيل، أن ترى مثل هذه الدولة النور إن لم تسع واشنطن جادة إلى ذلك
أما لماذا هذه «المكافأة» المفترضة ليست كاملة فلأن الدولة، التي يشار إليها يمينا وشمالا في كل محفل، لن تكون على الأرجح تلك الدولة التي يمكن أن تقام على كامل الأراضي الفلسطينية التي تصنّفها القوانين الدولية «أراضي محتلة» عام 1967 أي كامل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، إذ لا أحد يتحدث حاليا في سياق خوضه في هذا الموضوع عن ضرورة إنهاء الاحتلال أو تفكيك المستوطنات أو التراجع عن اعتبار القدس الموحّدة عاصمة لإسرائيل.

لهذا فما يتم الخوض فيه حاليا لا يعدو أن يكون حديثا عن دولة بمواصفات هلامية كتلك التي أشار إليها الرئيس بايدن، أو كتلك التي تحدّث عنها وزير خارجيته حين يقرن أية إشارة إلى هذه الدولة بضرورة «ضمان أمن إسرائيل» دون أي كلمة مثلا عن دولة متواصلة جغرافيا أو بحدود معترف بها تضمن أمن الفلسطينيين بجوار دولة نووية ترفض أي تراجع عن سياستها الاستيطانية وتواصل قضم الأراضي بكل شراهة حتى استحال عمليا قيام دولة بهذا العدد من المستوطنات والمستوطنين الذين تضاعف عددهم 4 مرات منذ اتفاق أوسلو 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

أما لماذا هذه الدولة «المكافأة» المفترضة ليست مضمونة.. فذلك لسبب بسيط وهو أن صخب الحديث عن دولة فلسطينية يتصاعد ويخفت حسب الأحداث، ففي كل مرة تشتعل فيها المنطقة تتحوّل كلمة الدولة إلى ما يشبه «التعويذة» السهلة على كل لسان، لكن ما إن تهدأ الأمور حتى يكون للعالم شأن آخر يغنيه.

لقد ورد الحديث عن دولة فلسطينية في هذه العقود الأخيرة على لسان كل قادة العالم تقريبا، وأبرزهم رؤساء الولايات المتحدة وأوروبا، دون أثر حقيقي على الأرض بل العكس هو الصحيح، فكلما مرت السنوات التهمت الحكومات الإسرائيلية المزيد من الأراضي ليتحوّل الحديث عن دولة إلى ملهاة سمجة.

يكفي هنا التذكير، على سبيل المثال لا الحصر، بقمة زعماء الاتحاد الأوروبي في برلين في آذار/ مارس 1999 حين دعا هؤلاء «ألا تمتد المفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية) إلى ما لا نهاية» معلنين وقتها أن الاتحاد الأوروبي «مستعد للنظر في الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت المناسب».

مضى خمسة وعشرون عاما ولم يأت بعد هذا «الوقت المناسب» مع أن دولة مثل السويد مثلا اعترفت بهذه الدولة 2014 وكانت أول دولة أوروبية تقدم على ذلك، في حين تشير دول أخرى إلى إمكانية اتخاذها مثل هذه الخطوة لكنها تحجم عنها في الأخير.

وطالما أن هناك شبه إجماع إسرائيلي كامل على رفض قيام دولة فلسطينية، البعض بشكل مطلق والبعض الآخر إن هي أعلنت أو أعترف بها بشكل أحادي الجانب، رغم كل المطالبات الدولية القديمة والجديدة، فإنه من الصعب جدا، إن لم نقل من المستحيل، أن ترى مثل هذه الدولة النور إن لم تسع واشنطن جادة إلى ذلك، وتفرضها فرضا متسلحة بعقوبات أو التهديد بها، وهي ما لا شيء جديا يشير إليه حاليا.

إذا والحال على ما هو عليه، من يمكن أن يلوم الفلسطينيين إن هم سعوا إلى هذه الدولة بكل الوسائل حتى ينتزعوها بالقوة لتكون وقتها «مكافأة» مستحقة وليست هدية أو منّة من أي كان؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو دولة فلسطينية غزة غزة نتنياهو دولة فلسطينية مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة فلسطینیة هذه الدولة عن دولة

إقرأ أيضاً:

قطر ترحب بقرار إحالة حظر “الأونروا” إلى العدل الدولية

ترحب دولة قطر باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدعو محكمة العدل الدولية إلى  إصدار فتوى قانونية في اتهامات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالإرهاب، وقراراتها بحظر عمل الوكالة في الأراضي المحتلة.

وتعتبر وزارة الخارجية القطرية، أن اعتماد القرار بغالبية ١٣٧ صوتاً، يعكس الرفض الدولي الواسع لقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحظر أنشطة "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

وتجدد الوزارة تحذير دولة قطر من أن حظر أنشطة " الأونروا" سيؤدي إلى نتائج إنسانية وسياسية خطيرة ، لا سيما حرمان ملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا من خدماتها الضرورية، فضلاً عن تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى مناطقهم وبيوتهم. 

وتؤكد وزارة الخارجية دعم دولة قطر لوكالة "الأونروا"، انطلاقاً من موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • قطر ترحب بقرار إحالة حظر “الأونروا” إلى العدل الدولية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب الأمم المتحدة تفعيل نظام الحماية الدولية.. بعد حرق مسجد"مردا "
  • الجمعية العامة تطلب فتوى من “العدل الدولية” حول التزامات إسرائيل بأنشطة الأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية
  • مصطفى بكري: الفريق كامل الوزير مبينامش من أجل تطوير الصناعة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا من محكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • رئيس وزراء نيجيريا: هناك إجراءات يجب أن تتخذ لإقامة دولة فلسطينية
  • «الشؤون العربية» بالنواب تطالب المجتمع الدولي بتنفيذ روية مصر لإقامة دولة فلسطينية
  • شروط صارمة.. مشروع قانون إسرائيلي جديد لمنع إقامة دولة فلسطينية
  • الرقب: الوصول إلى هدنة سيكون مدخلا لإعادة الاستقرار ويمهد لقيام دولة فلسطينية
  • كاتب إسرائيلي: 10 معضلات تكتنف قيام دولة فلسطينية وأسئلة لصناع القرار