عربي21:
2024-07-04@11:39:45 GMT

نظام السيسي يبني معسكر اعتقال ضخم لأهل غزة

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

اتضح منذ بداية العدوان الجديد الذي شنّه الجيش الصهيوني على غزة إثر عملية «طوفان الأقصى» أن الغاية منه تتعدّى الهجمات «العقابية» المعهودة منذ أن استولت «حماس» على إدارة القطاع، بل تنمّ في الواقع عن مسعىً لاستكمال نكبة 1948 بحلقة جديدة تتركّز في غزة وتمهّد لحلقة لاحقة في الضفة الغربية. 

وقد كتبنا على هذه الصفحات في اليوم الثالث بعد عملية «حماس» ما يلي: «منذ أن قامت دولة إسرائيل واليمين الصهيوني يحلم بأن يستكمل نكبة عام 1948 بطرد جماعي جديد للفلسطينيين من أراضي فلسطين بين البحر والنهر، بما فيها قطاع غزّة.

ولا شكّ في أنهم يرون الآن فيما جرى يوم السبت الماضي صدمة تتيح لهم جرّ سائر المجتمع الصهيوني وراءهم في تنفيذ حلمهم في القطاع أولاً، في انتظار فرصة تنفيذه في الضفة الغربية.

إن خطورة ما فُجعت به إسرائيل يوم السبت الماضي من شأنها أن تخفّف من الدور الرادع لاحتجاز «حماس» للرهائن، خلافاً لما جرى في جولات المواجهة السابقة بين الحركة والدولة الصهيونية.

ومن المحتمل جداً ألّا ترضى هذه الأخيرة هذه المرّة بأقل من تدمير القطاع إلى حد يفوق كل ما شاهدناه حتى اليوم، وذلك بغية إعادة احتلاله بأقل كلفة بشرية إسرائيلية ممكنة والتسبب في نزوح معظم سكانه إلى الأراضي المصرية، كل ذلك بحجة استئصال «حماس» منه استئصالاً كاملاً». («طوفان الأقصى» ينذر بأن يجرف غزة» 10/10/2023).

هذا وقد تأكد الأمر لمّا دعت إسرائيل سكان شمال القطاع إلى التوجه نحو جنوبه، واتضح أن حملة القصف التي شنّتها تعدّت كثافة كل ما قامت به في تاريخها، بل ما لبث أن تبيّن أنه قصفٌ أكثر كثافة من كل ما شهده التاريخ الحديث، منذ الحرب العالمية الثانية على الأرجح. ثم جاء الكشف عن التقرير الذي أعدّته وزارة الاستخبارات الصهيونية والصادر يوم بدء اجتياح الجيش الإسرائيلي للقطاع بعد أسبوع من بدء القصف المركز، ليؤكد أن المخطط المفضّل لدى الليكود وحلفائه في أقصى اليمين الصهيوني هو بالفعل تحقيق فصل ثان من النكبة بالاستيلاء على أرض القطاع واقتلاع السكان منها.

وإزاء تراكم المؤشرات، أعلن الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي رفضه البات لتهجير أهل غزة إلى الأراضي المصرية. وقد حذّر من خطورة الأمر بكلمات دلّت على أن خشيته ليست اقتلاع الدولة الصهيونية للفلسطينيين من أرضهم مرة أخرى، بل تبعات ذلك على «الأمن» المصري، وهو منطق لائق برجل سبق له أن تولّى قيادة المخابرات العسكرية. فأسدى الرئيس المصري بنصح لإسرائيل بأن تحشد الغزاويين في صحراء النقب عوضاً عن دفعهم نحو سيناء!

بيد أن الرفض الرسمي المصري ليس رادعاً بما يكفي لإسرائيل، وقد كتبنا في حينه، تعليقاً على تقرير وزارة الاستخبارات الصهيونية بعدما تم الكشف عنه، أنه يتبيّن منه «أن ثمة اعتقاداً… أن كثافة النزوح إلى الحدود المصرية مع تقدّم العمليات العسكرية البرّية من شأنها مفاقمة الحشد البشري على الحدود بما قد يجبر مصر، بالتضافر مع الضغط الغربي، على تغيير موقفها. كما يتمنى مخططو التهجير بكل تأكيد أن يؤدّي حشد النازحين على حدود غزة الجنوبية إلى اقتحامهم للأراضي المصرية هروباً من القصف والزحف العسكري الإسرائيليين، غصباً عن السلطات المصرية التي لن تستطيع إطلاق النار على المدنيين الغزّاويين». («انكشاف مخطط استكمال النكبة» 31/10/2023).

اتضح منذ بداية العدوان الذي شنّه الجيش الصهيوني على غزة إثر عملية «طوفان الأقصى» أن الغاية منه تتعدّى الهجمات «العقابية» بل تنمّ في الواقع عن مسعىً لاستكمال نكبة 1948 وقد تأكدت المرامي الصهيونية في الأيام الأخيرة من خلال استعداد قوات الاحتلال لاجتياح رفح استكمالاً لاحتلال القطاع، مع إصرار الحكم الصهيوني على القيام بذلك على الرغم من دعوات العالم إلى توفير رفح التي باتت تؤوي مخيما عملاقا للاجئين، بل ومن الدعوات الخبيثة الصادرة عن واشنطن ذاتها حيال هذا الأمر بينما تواصل الإدارة الأمريكية مدّ الجيش الصهيوني بمستلزمات تنفيذ الجريمة ضد الشعب الفلسطيني وضد الإنسانية. فماذا قام حكم السيسي بفعله، يا ترى، إزاء الاستعداد الإسرائيلي على مواصلة تنفيذ الحلقة الثانية من النكبة بتهجير الغزاويين إلى سيناء؟

لا تظننّ أنه هدّد بإبطال اتفاقية السلام التي عقدها أنور السادات مع الدولة الصهيونية، واتخذ قراراً سيادياً بنقض الحدود المفروضة على انتشار القوات المسلّحة المصرية في سيناء بموجب تلك الاتفاقية، وأمر ببدء حشد الجيش المصري على طول الحدود في سيناء، ودعا نظراءه من الحكام العرب إلى قمة عاجلة في القاهرة لإعلان قطع كافة العلاقات العربية مع الدولة الصهيونية وتقرير وقف كافة الصادرات العربية من النفط والغاز إلى جميع الدول التي تؤازر العدوان الصهيوني وترفض الدعوة إلى وقفه على الفور. فلا تحسبنّ أن عبد الفتّاح السيسي تقمّص روح جمال عبد الناصر، فإن روح أنور السادات ذاته أكثر حرصاً منه على كرامة مصر الوطنية!

ما قام به حكم السيسي هو ما كشفت عنه «مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان» منذ بداية الشهر الجاري في تقارير معزّزة بالصور وأشرطة الفيديو: قام أولاً بتعزيز الجدار الخرساني الفاصل بين مصر وقطاع غزة بالأسلاك الشائكة.

والحقيقة أن ذلك الجدار ذاته أمر معيب، شبيه بالسياج العازل بين القطاع وأراضي 1948 وبجدار الفصل العنصري الذي قامت إسرائيل ببنائه في الضفة الغربية. فإن قطاع غزة وأهله جزء لا يتجزأ من هذه الأمة، وهم وثيقو الصلة بالشعب المصري بوجه خاص، وقد خضعوا للسيادة المصرية طيلة سنوات عديدة، فلا يجوز أن تعاملهم مصر مثلما تعاملهم الدولة الصهيونية.

هذا وقد انتقل حكم السيسي إلى ما هو أنكى من المذكور: شرع في بناء منطقة أمنية عازلة محاطة بجدار خرساني من طراز ما هو قائم على الحدود مع غزة كما على أراضي الضفة الغربية، وذلك «تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وفي تواجد أمني كثيف» وفقاً لتقرير «مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان» (14/2/2024).

كما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» (15/2/2024) نقلاً عن «مسؤولين مصريين» لم يفصحوا عن هويتهم، «أن المجمّع الجديد العملاق هو جزء من خطط طوارئ في حال تمكّنت أعداد كبيرة من الغزاويين من الدخول. ويمكن إيواء أكثر من 100.000 شخص في المخيم… وهو محاط بجدران خرسانية وبعيد عن أي مواقع سكانية مصرية. ويقولون إن عدداً كبيراً من الخيم التي لم يتم تشييدها بعد، جرى إيصاله إلى الموقع».

بالطبع، مع انتشار هذه الأخبار في وسائل الإعلام العالمية، أنكرها الحكم المصري، فقام اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء (شرق) المتاخمة للحدود مع قطاع غزة والتي تقام فيها المنطقة اللوجستية، بإصدار بيان يوم السبت الماضي، جاء فيه أن «القوات المسلحة تقوم بإقامة منطقة لوجستية لاستقبال المساعدات لصالح غزة، وذلك لتخفيف الأعباء عن السائقين والتكدسات الموجودة بالعريش وعلى الطرق، إلى جانب تسهيل عمل الهلال الأحمر المصري». أما ما لم يوضّحه اللواء فهو لماذا تحتاج «منطقة لوجستية» إلى جدار عازل من طراز ذاك الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين السيسي السيسي فلسطين غزة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة الصهیونیة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

توقعات بتغيير وزراء المالية والخارجية والتموين في الحكومة المصرية الجديدة

أفادت وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، نقلا عن وسائل إعلام مصرية بأن التشكيل الوزاري الجديد في مصر سيشمل تغيير وزراء الخارجية والمالية والبترول والكهرباء والتموين، في ظل توقعات بأداء الحكومة الجديدة اليمين غدا الأربعاء.

وأوضحت الوكالة أن تلك التوقعات نقلها التلفزيون المصري الرسمي وقنوات محلية، مشيرة إلى أن سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي بدر عبد العاطي سيتولى منصب وزير الخارجية خلفا لسامح شكري، الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2014.

وأضافت أن أحمد كجوك سيتولى حقيبة المالية بعد أن كان يشغل منصب نائب وزير المالية محمد معيط منذ 2018، ولعب دورا يوصف بالمهم في مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي.

كما ذكرت تلك التقارير أنه من المتوقع أن يتولى شريف فاروق، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد المصري، منصب وزير التموين خلفا لعلي المصيلحي.

وكلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مطلع الشهر الماضي رئيس الوزراء المستقيل مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة، بعد قبول السيسي استقالة حكومة مدبولي (52 عاما)، الذي يعد ثالث رئيس للوزراء في عهد السيسي بعد إبراهيم محلب وشريف إسماعيل.

وبحسب البيان الصادر حينها عن الرئاسة المصرية، أوكل السيسي إلى مدبولي مهمة تشكيل حكومة من ذوي "الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة" لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ظل التحديات الإقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان المصري في مقدمة الأولويات، خاصة في مجالي الصحة والتعليم.

من 5 قروش إلى 20 قرش.. #مصر ترفع سعر الخبز المدعوم 300% اعتبارًا من أول يونيو pic.twitter.com/RxG2X0qHid

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 29, 2024

وأضاف البيان أن التكليفات تشمل أيضا مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل الجهود للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق.

وسبق ذلك قرار من حكومة مدبولي برفع سعر رغيف الخبز المدعوم من 5 قروش إلى 20 قرشا اعتبارا من يونيو/حزيران، وهو ما أثار انتقادات ناشطين على منصات التواصل المصرية.

مقالات مشابهة

  • خالد فودة يودّع جنوب سيناء.. للإطاحة بصهر السيسي أم لمنصب جديد؟
  • محمد الباز يطالب القطاع الخاص بتفعيل دور المساندة للدولة المصرية
  • الليلة ..انطلاق حملة تغريدات عربية وعالمية لفضح جرائم الصهيونية في غزة
  • التاسعة مساءً.. انطلاق حملة تغريدات عربية وعالمية لفضح جرائم الصهيونية في غزة
  • انطلاق حملة تغريدات عربية وعالمية لفضح جرائم الصهيونية في غزة.. مساء غدٍ الأربعاء
  • حملة تغريدات عربية وعالمية مساء غدٍ لفضح جرائم الصهيونية في غزة
  • توقعات بتغيير وزراء المالية والخارجية والتموين في الحكومة المصرية الجديدة
  • لواء أركان حرب: الجيش المصري الأول عربيا وإقليميا
  • محافظات القاهرة وشمال سيناء والغربية وكفر الشيخ والإسماعيلية والسويس ضمن حركة المحافظين
  • الحكومة الجديدة| حركة المحافظين.. تغيير القاهرة وشمال سيناء والغربية وكفر الشيخ والإسماعيلية والسويس وبورسعيد