شهر رمضان شهر الطاعة والتأمل والتضامن
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
شهر رمضان، الشهر الفضيل الذي يحمل في طياته روحانية خاصة، حيث يأتي ليحمل معه فرصة لتطهير النفس والتقرب إلى الله.
يعتبر هذا الشهر الكريم من أهم أشهر السنة في الإسلام، حيث يتسم بالعبادة والتضامن والتفكر في قيم الصبر والتواضع.
فعاليات شهر رمضانالعبادة والتقوى: تتركز فعاليات شهر رمضان حول العبادة، حيث يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.
التضامن والإحسان: يشدد شهر رمضان على أهمية التضامن والإحسان، حيث يُشجع المسلمون على فعل الخيرات وصدقاتهم، وتوفير الدعم للفقراء والمحتاجين. يظهر في هذا الشهر روح المشاركة والعناية بالآخرين، مما يجعله فرصة لتعزيز قيم المحبة والرحمة.
التأمل والتفكر: يوفر شهر رمضان للمسلمين فرصة للتأمل والتفكر في معاني الحياة والهدف من وجودهم في هذا العالم. يتخذ الفرد هذا الوقت لتقييم ذاته والعمل على تحسين نفسه من الداخل.
الاجتماع العائلي والترابط: يشهد شهر رمضان عودة التركيز إلى الأسرة، حيث يتجمع أفراد العائلة لتناول وجبة الإفطار والسحور معًا. تتعزز روح الترابط الأسري والاجتماعي، مما يعزز الروح الإيجابية والتفاهم المتبادل.
وفي شهر رمضان، يظهر التأثير الإيجابي الذي يتركه على حياة المسلمين كما يعتبر هذا الشهر فرصة للتجديد الروحي والاقتراب من الله، وتطوير النفس وتعزيز الروحانية، مما يترك أثرًا إيجابيًا يستمر على مدى العام.
أدعية مستحبة في شهر رمضان لتعزيز العبادة والتقرب إلى الله حكم صوم شهر رمضان
صوم رمضان هو من أهم الفرائض في الإسلام وفرض على المسلمين بناءً على العديد من الأدلة الشرعية الموجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية. إليك بعض الآيات والأحاديث التي تشير إلى فرض صوم رمضان:
آية الصيام: في سورة البقرة (الآية 183)، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، حيث يُشرع الصيام لتحقيق التقوى والتزكية الروحية.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري ومسلم). يظهر هنا أهمية الصوم في تربية الفرد على الالتزام بالأخلاق وتجنب السلوكيات السيئة.
موعد أول يوم رمضان عمان 2024.. تعرف على توقيت شهر رمضان في عمانحديث جبريل: في حديث جبريل عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإحسان والإسلام، تحدث عن الصوم قائلًا: "الصِّيَامُ شَهْرُ رَمَضَانَ" (رواه البخاري ومسلم). يظهر هنا أن الصوم من أركان الإسلام الخمسة.
بناءً على هذه الآيات والأحاديث، يُظهر أن فرض صوم رمضان مستند إلى تشريع الله وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رمضان شهر رمضان فعاليات شهر رمضان حكم صوم رمضان
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الطاعة أن تعبد الله كما يريد لا كما تريد، وهذه الحقيقة الواضحة يلتف عليها كثير من الناس، في حين أنها هي الأصل في عصيان إبليس الذي قص الله علينا حاله، وأكد لنا الإنكار عليه وعلى ما فعله في كثير من آيات القرآن الكريم.
ونوه عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن إبليس لم يعترض على عبادة الله في ذاتها، ولم يكفر بوجوده، ولم يُشرك به غيره، بل إنه أراد أن يعبده سبحانه وحده وامتنع عن السجود لآدم، والذي منعه هو الكبر وليس الإنكار.
واشار الى ان الكبر أحد مكونات الهوى الرئيسية، والهوى يتحول إلى إله مطاعٍ في النفس البشرية، وهنا نصل إلى مرحلة الشرك بالله، فالله أغنى الأغنياء عن الشرك. قال تعالى في هذا الحوار : (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ) .
ضل فريقان فى مسألة الطاعةولفت الى انه في مسألة الطاعة ضل فريقان : فريق أراد الالتزام فزاد على أمر الله وحرّف، وفريق أنكر وفرّط وانحرف.
فالأول أراد أن يعبد الله كما يريد هو؛ فاختزل المعاني وتشدّد وأكمل من هواه ما يريد، وقال: هذا معقول المعنى عندي.
والثاني أراد أن يتفلّت وأن يسير تبع هواه؛ وقال: إن هذا هو المعقول عندي، في حين أنه يريد الشهوات.
وذكر أن ربنا يحدثنا عن كل من الفريقين، وهما يحتجان بالعقل، ولا ندري أي عقل هذا؟ وما هو العقل المرجوع إليه والحاكم في هذا؟ وهما معًا يؤمنان ببعض الكتاب ويكفران ببعض آخر، والقرآن كله كالكلمة الواحدة. قال تعالى : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، وقال سبحانه : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) وقال سبحانه : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ).
أما الذين يدّعون العقل ويتبعون من حولهم من أصحاب الأهواء، ويغترون بكثرتهم، فهم يتبعونهم في الضلال، ولا ينبغي أن يغتر هؤلاء بالكثر؛ فدور العقل هو الفهم وإدراك الواقع ومحاولة الوصل بين أوامر الوحي وبين الحياة، واستنباط المعاني بالعلم ومنهجه، وليس دور العقل إنشاء الأحكام واختراعها؛ فإن هذا من شأن الله سبحانه وحده. قال تعالى : (إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).