السيناريست محمود خليل في حواره لـ«البوابة نيوز»: ورش الكتابة تسهم في إعداد كوادر إبداعية للسينما.. أبحث عن جهة إنتاج جريئة بعيدا عن المعروض.. ورسالتي للشباب: المثابرة والإصرار على مواصلة الطريق
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
نال السيناريست ومشرف وحدة السيناريو بالمركز القومي للسينما محمود خليل، العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها الجائزة الأولى لمسابقة التأليف الموجه للكبار عن نص «عائلة افتراضية»، التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح، وتسلم جائزتها من خلال مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشر التي أقيمت في بغداد الشهر الماضي.
ويظل سيناريو «العاشق» العلامة الفارقة في حياته الإبداعية، والذي حصد به الجائزة الأولى لمسابقة نادين شمس من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته التاسعة والثلاثين. إضافة إلى مشاركته كعضو لجنة قراءة ومشاهدة في العديد من المهرجانات الفنية، لاختيار الأعمال المميزة والهادفة، إلى جانب تقديمه العديد من الورش التدريبية في فن كتابة السيناريو في المراكز التابعة للمركز القومي للسينما.
ونظرًا لاهتمام وزارة الثقافة بشباب الكتاب والمبدعين، ينظم المركز القومي للسينما ممثلا في مركز الثقافة السينمائية ورشة مجانية مكثفة في كتابة السيناريو على مدار شهر كامل بواقع 4 محاضرات تقام الأربعاء من كل أسبوع، ويحاضرها السيناريست محمود خليل، والتي تضم 65 متدربًا من مختلف الفئات العمرية، وذلك بهدف إعداد جيل جديد من المهتمين بالكتابة للسينما.
التقت «البوابة نيوز» السيناريست محمود خليل، للتعرف على الورشة، والمشكلات التي تواجه كُتّاب السيناريو والسينما المصرية، والمشروعات الفنية القادمة ونصيحته لشباب المؤلفين.. إلى نص الحوار......
السيناريست محمود خليل* ينظم المركز القومي للسينما ممثلا في مركز الثقافة السينمائية ورشة كتابة السيناريو المجانية على مدار شهر كامل بواقع ٤ محاضرات.. حدثنا عن تلك الورشة؟ والهدف منها؟
- ورشة السيناريو تعد أحد الأنشطة الفنية والثقافية الهامة التي ينظمها المركز القومي للسينما والتابع لوزارة الثقافة، فهي خدمة لكل المهتمين بكتابة السيناريو والساعين نحو تعلم قواعد هذا الفن بشكل علمي ومنهجي، بالإضافة إلى أنها مجانية تمامًا، ولا يتحمل الدارس فيها أية رسوم ويحصل في نهايتها على شهادة تفيد اجتيازه لها.
والهدف من الورشة هو تعريف المشاركين فيها على مبادئ وخطوات كتابة السيناريو السينمائي من مرحلة الفكرة حتى السيناريو النهائي.
* هل مدة الورشة كافية لإعداد جيل جديد من الكُتّاب؟
- لا يمكن اعتبار مدة الورشة مدة كافية لإعداد كاتب سيناريو محترف، إلا أنها تعد خطوة مبدئية وأولية هامة من الضروري أن تتبعها خطوات أخرى في ورش أخرى ومستويات تالية، وهذه هي طبيعة تلك النوعيات من الورش الفنية التي تضع المتدرب على بداية الطريق الصحيح وتدفعه إلى مواصلة العمل والتعلم والبحث والمشاهدة.
*كيف ترى هذا الإقبال الكبير على الورشة؟
- الإقبال على الورشة منبعه في الأساس هو ثقة الحاضرين في المركز القومي للسينما، وما يمكن أن يقدمه من خدمات ثقافية وكوادر فنية على أعلى مستوى، ثم يأتي بعد ذلك التأكيد على تلك الثقة بعد أن يعاين المتدرب بنفسه المحتوى والمنهج العلمي المقدم وطريقة تقديمه من خلال المُحاضر.
متدربي ورشة السيناريو بمركز الثقافة السينمائية*من وجهة نظرك هل الورش التدريبية تُغني عن الدراسة الأكاديمية؟
- الدراسة الأكاديمية لا بديل عنها ولا يمكن أن نعتبر الورش بديلًا كاملًا يساوي الدراسة في الأكاديميات الفنية، خاصة أن لدينا معاهد أكاديمية ذات تاريخ طويل وحافل أثبتت بالتجربة أنها الأهم على مستوى العالم العربي، مثل المعهد العالي للسينما الذي أتشرف بأني أحد خريجيه، ولكن الورشة والورش الفنية الأخرى يمكن اعتبارها البديل المتاح لمن فاتته الدراسة الأكاديمية لأي سبب، فيمكنه اللحاق بالقطار بشكل أو بآخر من خلال الاحتكاك بخريجي تلك المعاهد والذين تتوفر لبعضهم القدرة والموهبة على التواصل وإقامة تلك النوعيات من الورش على أساس علمي ومنهجي صحيح.
* هل يمكن لورش السيناريو المنتشرة الآن أن تُثري الدراما بمؤلفين جدد؟
- من الممكن أن تسهم ورش السيناريو التي يقدمها متخصصون في إعداد وتوجيه كوادر فنية جديدة في الكتابة الدرامية، لكن على المتدربين أولًا أن يختاروا بعناية وحرص الجهة المناسبة التي يمكن أن تفيدهم بشكل حقيقي ومخلص.
السيناريست محمود خليل بورشة السيناريو*هل السينما المصرية تُعاني من أزمة حقيقية على مستوى كتابة السيناريو؟
- السينما المصرية مشكلاتها عديدة ومتشعبة ولكن ليس في مقدمتها كتابة السيناريو، الأزمة في رأيي هي في الأساس أزمة إنتاج وتوجهات عامة وإفساح المجال للمواهب للتعبير عن نفسها وإثبات ذاتها، فالأزمة أيضًا تكمن في الإحساس بقيمة فن السينما وتقدير تلك الصناعة الإستراتيجية ووضعها في مكانها المناسب، الذي يخدم الوطن ويسهم في بنائه وتقدمه كما كانت في الماضي، فنحن لدينا كُتّاب وأعمال ومشروعات تحتاج للدعم والإرادة.
*لماذا يلجأ بعض شباب الكُتّاب إلى نقل الأفلام الأجنبية بنفس جُملها ودون مُعالجتها؟
- اللجوء لنقل الأعمال الأجنبية واستنساخها هو أحد أنواع الاستسهال والجهل بقيمة ما لدينا من كنوز تتمثل في تراثنا وأعمالنا الأدبية وثراء مجتمعنا العريق الغني بالموضوعات التي يصلح الكثير منها لتقديمه في أعمال سينمائية راقية.
*من واقع خبرتك كعضو لجنة قراءة ومشاهدة.. ما هي أبرز المشاكل التي تواجه كُتّاب السيناريو في أعمالهم؟
- نقص الخبرة والثقة بالذات من أهم المشكلات التي تواجه المؤلفين الجُدد، فنحن في حاجة إلى منح الفرص والتجريب وفتح المجال العام، لابد للكاتب أن يتحلى بالثقة فيما يكتب أولا، كى ينقل تلك الثقة للقراء والجمهور المتلقي.
*من أبرز أسماء كُتّاب السيناريو على الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة؟
- دعنا لا نذكر أسماء كُتّاب، بل نذكر أعمال أرى أنها هامة وتستحق الالتفات إليها خلال السنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال فيلم «رحلة 404» الذي يعرض حاليًا في السينما، ومسلسل «الخواجة عبد القادر»، ومسلسل «تحت الوصاية» في الشاشة الصغيرة، ومجموعة أخرى من الأعمال المميزة التي يمكن أن تكون قليلة لكنها تظل موجودة وتعطينا الأمل.
السيناريست محمود خليل* بعد جائزة نادين شمس لسيناريو الفيلم الروائي القصير بختام فعاليات الدورة 39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. هل يوجد لديك مشروع فني سينمائي قريبا؟
- لدي مشروع سينمائي بعنوان «خريف المحبة» أتمنى ظهوره قريبًا للنور بالشكل اللائق، وأبحث عن جهة إنتاج تمتلك الجرأة لتقديم أعمال مُغايرة عن النماذج المطروحة حاليًا، فالعمل أحداثه خلال النصف الأول من القرن العشرين.
* وماذا عن المشروعات المسرحية؟
- لدي كذلك عدة أعمال مسرحية مكتملة تنتظر الظهور للنور، وقد حصلت من خلالها على جائزة التأليف الموجه للكبار في مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشر، بالإضافة إلى عمل تليفزيوني آخر أعمل على كتابته حاليًا.
* حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.. ما هى الأهم بالنسبة لك؟
- لقد حصلت على عدة تكريمات وشهادات تقدير من جهات مختلفة، لكن يظل حصولي على الجائزة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن سيناريو «العاشق» أهم الجوائز بالنسبة لي، ثم في السنوات الأخيرة حصلت على الجائزة الأولى من الهيئة العربية للمسرح في الكتابة للكبار عن نص «عائلة افتراضية»، وتم تكريمي واستلام درع الجائزة منذ أسابيع في الدورة الرابعة عشر لمهرجان المسرح العربي التي أقيمت في بغداد عاصمة العراق الشقيق.
* ما هي النصيحة التي تقدمها لشباب الكُتّاب؟
- نصيحتي التي قدمتها للحاضرين وأؤكد عليها هي ضرورة المثابرة والإصرار على مواصلة الطريق، والقراءة في كافة المجالات، والمشاهدة الدائمة بعين المتخصصين، والتي بدأت تتشكل خلال حضورهم أيام الورشة، وأخيرًا عدم التوقف عن الكتابة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمود خليل المركز القومي للسينما وزارة الثقافة مركز الثقافة السينمائية كتابة السيناريو السينما المصرية المرکز القومی للسینما کتابة السیناریو الجائزة الأولى العدید من من الورش یمکن أن من خلال
إقرأ أيضاً:
مجلس الشباب المصري يطلق مبادرة لبناء كوادر تنويرية لمكافحة التطرف والاستقطاب الفكري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مجلس الشباب المصري جلسة نقاشية متميزة بعنوان "ليه الحوار هو الحل"، ضمن برنامج مكافحة التطرف والاستقطاب الفكري بالمجلس، لمناقشة كتاب "محاكمة القمح وحوار مع صديقي المتطرف" للكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت.
شهدت الفعالية حضور المفكر الدكتور حسام بدراوي، ونخبة من المثقفين المصريين، وعدد من القضاة، ورؤساء تحرير الصحف، وممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس الأمناء لمجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي ينظمها المجلس بهدف نشر الوعي وتعزيز التواصل البناء بين أفراد المجتمع.
وأوضح أن الحوار ليس رفاهية، بل ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المعاصرة، مشددًا على أهمية دور الشباب في التصدي للأفكار المتطرفة من خلال الفكر والتفاعل الإيجابي.
فيما أوضحت دكتورة ريهام الشافعي منسق البرنامج الوطني لمكافحة التطرف والاستقطاب الفكري بمجلس الشباب أن أن هذه الفعالية تأتي في إطار خطة عمل البرنامج ودورة في توعية الشباب ومنع الاستقطاب الفكري لهم.
وخلال الفاعلية، استعرضت الكاتبة فاطمة ناعوت أبرز القضايا التي تناولها كتابها، مؤكدة على أهمية استخدام الكلمة كأداة للتغيير الاجتماعي ونشر قيم التسامح والانفتاح الفكري.
من جانبه، أشار المفكر الدكتور حسام بدراوي إلى أهمية إعادة بناء جسور التواصل بين مختلف فئات المجتمع، مؤكدًا أن الحوار الوطني يشكل الأساس لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وتماسكًا، وأن تجاوز الاختلافات يتحقق من خلال الحوار القائم على الفهم المشترك.
وفي ختام النقاش، تم الإعلان عن إطلاق مبادرة لبناء كوادر تنويرية في جميع المحافظات المصرية، تحت مظلة البرنامج الوطني لمكافحة التطرف والاستقطاب الفكري. تهدف المبادرة إلى إعداد 1000 كادر تنويري في مرحلتها الأولى، ليكونوا قادرين على مواجهة الأفكار المتطرفة بالفكر وليس بالعنف.
وتعتمد المبادرة على عدة محاور رئيسية، تشمل:
تدريب الشباب على التفكير النقدي وآليات مواجهة التطرف بالحوار والمنطق.
خلق مساحات آمنة للحوار بعيدًا عن الاستقطاب، في جميع المحافظات.
تقديم برامج تدريبية مكثفة لإعداد كوادر قادرة على المساهمة في بناء مجتمع أكثر وعياً واستنارة.
وأكد مجلس الشباب المصري من خلال هذه المبادرة التزامه بدوره في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات الفكرية، وتعزيز ثقافة التعددية والحوار، بما يسهم في تحقيق مجتمع أكثر انفتاحًا وتماسكًا. وفي ختام الفاعلية تم تكريم الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت لدورها التنويري الذي تقوم به من خلال أعمالها الأدبية.