نال السيناريست ومشرف وحدة السيناريو بالمركز القومي للسينما محمود خليل، العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها الجائزة الأولى لمسابقة التأليف الموجه للكبار عن نص «عائلة افتراضية»، التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح، وتسلم جائزتها من خلال مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشر التي أقيمت في بغداد الشهر الماضي.

ويظل سيناريو «العاشق» العلامة الفارقة في حياته الإبداعية، والذي حصد به الجائزة الأولى لمسابقة نادين شمس من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته التاسعة والثلاثين. إضافة إلى مشاركته كعضو لجنة قراءة ومشاهدة في العديد من المهرجانات الفنية، لاختيار الأعمال المميزة والهادفة، إلى جانب تقديمه العديد من الورش التدريبية في فن كتابة السيناريو في المراكز التابعة للمركز القومي للسينما.

ونظرًا لاهتمام وزارة الثقافة بشباب الكتاب والمبدعين، ينظم المركز القومي للسينما ممثلا في مركز الثقافة السينمائية ورشة مجانية مكثفة في كتابة السيناريو على مدار شهر كامل بواقع 4 محاضرات تقام الأربعاء من كل أسبوع، ويحاضرها السيناريست محمود خليل، والتي تضم 65 متدربًا من مختلف الفئات العمرية، وذلك بهدف إعداد جيل جديد من المهتمين بالكتابة للسينما.

التقت «البوابة نيوز» السيناريست محمود خليل، للتعرف على الورشة، والمشكلات التي تواجه كُتّاب السيناريو والسينما المصرية، والمشروعات الفنية القادمة ونصيحته لشباب المؤلفين.. إلى نص الحوار......

السيناريست محمود خليل

* ينظم المركز القومي للسينما ممثلا في مركز الثقافة السينمائية ورشة كتابة السيناريو المجانية على مدار شهر كامل بواقع ٤ محاضرات.. حدثنا عن تلك الورشة؟ والهدف منها؟

- ورشة السيناريو تعد أحد الأنشطة الفنية والثقافية الهامة التي ينظمها المركز القومي للسينما والتابع لوزارة الثقافة، فهي خدمة لكل المهتمين بكتابة السيناريو والساعين نحو تعلم قواعد هذا الفن بشكل علمي ومنهجي، بالإضافة إلى أنها مجانية تمامًا، ولا يتحمل الدارس فيها أية رسوم ويحصل في نهايتها على شهادة تفيد اجتيازه لها.
والهدف من الورشة هو تعريف المشاركين فيها على مبادئ وخطوات كتابة السيناريو السينمائي من مرحلة الفكرة حتى السيناريو النهائي.

* هل مدة الورشة كافية لإعداد جيل جديد من الكُتّاب؟

- لا يمكن اعتبار مدة الورشة مدة كافية لإعداد كاتب سيناريو محترف، إلا أنها تعد خطوة مبدئية وأولية هامة من الضروري أن تتبعها خطوات أخرى في ورش أخرى ومستويات تالية، وهذه هي طبيعة تلك النوعيات من الورش الفنية التي تضع المتدرب على بداية الطريق الصحيح وتدفعه إلى مواصلة العمل والتعلم والبحث والمشاهدة.

*كيف ترى هذا الإقبال الكبير على الورشة؟

- الإقبال على الورشة منبعه في الأساس هو ثقة الحاضرين في المركز القومي للسينما، وما يمكن أن يقدمه من خدمات ثقافية وكوادر فنية على أعلى مستوى، ثم يأتي بعد ذلك التأكيد على تلك الثقة بعد أن يعاين المتدرب بنفسه المحتوى والمنهج العلمي المقدم وطريقة تقديمه من خلال المُحاضر.

متدربي ورشة السيناريو بمركز الثقافة السينمائية 

*من وجهة نظرك هل الورش التدريبية تُغني عن الدراسة الأكاديمية؟

- الدراسة الأكاديمية لا بديل عنها ولا يمكن أن نعتبر الورش بديلًا كاملًا يساوي الدراسة في الأكاديميات الفنية، خاصة أن لدينا معاهد أكاديمية ذات تاريخ طويل وحافل أثبتت بالتجربة أنها الأهم على مستوى العالم العربي، مثل المعهد العالي للسينما الذي أتشرف بأني أحد خريجيه، ولكن الورشة والورش الفنية الأخرى يمكن اعتبارها البديل المتاح لمن فاتته الدراسة الأكاديمية لأي سبب، فيمكنه اللحاق بالقطار بشكل أو بآخر من خلال الاحتكاك بخريجي تلك المعاهد والذين تتوفر لبعضهم القدرة والموهبة على التواصل وإقامة تلك النوعيات من الورش على أساس علمي ومنهجي صحيح.

* هل يمكن لورش السيناريو المنتشرة الآن أن تُثري الدراما بمؤلفين جدد؟

- من الممكن أن تسهم ورش السيناريو التي يقدمها متخصصون في إعداد وتوجيه كوادر فنية جديدة في الكتابة الدرامية، لكن على المتدربين أولًا أن يختاروا بعناية وحرص الجهة المناسبة التي يمكن أن تفيدهم بشكل حقيقي ومخلص.

السيناريست محمود خليل بورشة السيناريو

*هل السينما المصرية تُعاني من أزمة حقيقية على مستوى كتابة السيناريو؟

- السينما المصرية مشكلاتها عديدة ومتشعبة ولكن ليس في مقدمتها كتابة السيناريو، الأزمة في رأيي هي في الأساس أزمة إنتاج وتوجهات عامة وإفساح المجال للمواهب للتعبير عن نفسها وإثبات ذاتها، فالأزمة أيضًا تكمن في الإحساس بقيمة فن السينما وتقدير تلك الصناعة الإستراتيجية ووضعها في مكانها المناسب، الذي يخدم الوطن ويسهم في بنائه وتقدمه كما كانت في الماضي، فنحن لدينا كُتّاب وأعمال ومشروعات تحتاج للدعم والإرادة.

*لماذا يلجأ بعض شباب الكُتّاب إلى نقل الأفلام الأجنبية بنفس جُملها ودون مُعالجتها؟

- اللجوء لنقل الأعمال الأجنبية واستنساخها هو أحد أنواع الاستسهال والجهل بقيمة ما لدينا من كنوز تتمثل في تراثنا وأعمالنا الأدبية وثراء مجتمعنا العريق الغني بالموضوعات التي يصلح الكثير منها لتقديمه في أعمال سينمائية راقية.

*من واقع خبرتك كعضو لجنة قراءة ومشاهدة.. ما هي أبرز المشاكل التي تواجه كُتّاب السيناريو في أعمالهم؟

- نقص الخبرة والثقة بالذات من أهم المشكلات التي تواجه المؤلفين الجُدد، فنحن في حاجة إلى منح الفرص والتجريب وفتح المجال العام، لابد للكاتب أن يتحلى بالثقة فيما يكتب أولا، كى ينقل تلك الثقة للقراء والجمهور المتلقي.

*من أبرز أسماء كُتّاب السيناريو على الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة؟

- دعنا لا نذكر أسماء كُتّاب، بل نذكر أعمال أرى أنها هامة وتستحق الالتفات إليها خلال السنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال فيلم «رحلة 404» الذي يعرض حاليًا في السينما، ومسلسل «الخواجة عبد القادر»، ومسلسل «تحت الوصاية» في الشاشة الصغيرة، ومجموعة أخرى من الأعمال المميزة التي يمكن أن تكون قليلة لكنها تظل موجودة وتعطينا الأمل.

السيناريست محمود خليل

* بعد جائزة نادين شمس لسيناريو الفيلم الروائي القصير بختام فعاليات الدورة 39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. هل يوجد لديك مشروع فني سينمائي قريبا؟

- لدي مشروع سينمائي بعنوان «خريف المحبة» أتمنى ظهوره قريبًا للنور بالشكل اللائق، وأبحث عن جهة إنتاج تمتلك الجرأة لتقديم أعمال مُغايرة عن النماذج المطروحة حاليًا، فالعمل أحداثه خلال النصف الأول من القرن العشرين.

* وماذا عن المشروعات المسرحية؟

- لدي كذلك عدة أعمال مسرحية مكتملة تنتظر الظهور للنور، وقد حصلت من خلالها على جائزة التأليف الموجه للكبار في مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشر، بالإضافة إلى عمل تليفزيوني آخر أعمل على كتابته حاليًا.

* حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.. ما هى الأهم بالنسبة لك؟

- لقد حصلت على عدة تكريمات وشهادات تقدير من جهات مختلفة، لكن يظل حصولي على الجائزة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن سيناريو «العاشق» أهم الجوائز بالنسبة لي، ثم في السنوات الأخيرة حصلت على الجائزة الأولى من الهيئة العربية للمسرح في الكتابة للكبار عن نص «عائلة افتراضية»، وتم تكريمي واستلام درع الجائزة منذ أسابيع في الدورة الرابعة عشر لمهرجان المسرح العربي التي أقيمت في بغداد عاصمة العراق الشقيق.

* ما هي النصيحة التي تقدمها لشباب الكُتّاب؟

- نصيحتي التي قدمتها للحاضرين وأؤكد عليها هي ضرورة المثابرة والإصرار على مواصلة الطريق، والقراءة في كافة المجالات، والمشاهدة الدائمة بعين المتخصصين، والتي بدأت تتشكل خلال حضورهم أيام الورشة، وأخيرًا عدم التوقف عن الكتابة.

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محمود خليل المركز القومي للسينما وزارة الثقافة مركز الثقافة السينمائية كتابة السيناريو السينما المصرية المرکز القومی للسینما کتابة السیناریو الجائزة الأولى العدید من من الورش یمکن أن من خلال

إقرأ أيضاً:

احتجاجات في نيويورك ضد اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل (صور)

نظم متضامنون مع فلسطين مظاهرة في مدينة نيويورك الأمريكية، الاثنين، احتجاجا على احتجاز السلطات الناشط الفلسطيني محمود خليل الذي قاد مظاهرات تضامنية مع غزة في جامعة كولومبيا، العام الفائت.

في حين أمر قاض أمريكي بعدم ترحيل خليل.

وأصدر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية جيسي فورمان، الاثنين، قرارا بوقف ترحيل خليل، "ما لم تأمر المحكمة بخلاف ذلك".



وتعرض خليل للتحريض من قبل الرئيس الأمريكي دنالد ترامب الذي قال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن اعتقال خليل "هو الأول من بين الكثير من الاعتقالات المقبلة".

وأعرب المتظاهرون عن احتجاجهم على احتجاز إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية لـ "خليل" الطالب السابق في جامعة كولومبيا، وإلغاء بطاقة الإقامة الدائمة (الغرين كارد) الخاصة به.

بدورها، تدخلت الشرطة في المظاهرة واحتجزت عددا كبيرا من المتظاهرين.

والأحد، اعتقلت السلطات الأمريكية الطالب الفلسطيني خليل، الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.

وأكدت إيمي غرير محامية الطالب الفلسطيني، في بيان، اعتقال خليل رغم أنه موجود في الولايات المتحدة بصفته "مقيما دائما يحمل بطاقة خضراء"، وأنه متزوج من أمريكية، وألغوا بطاقته الخضراء.

وسبق لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القول في منشور أرفقه بصورة لخليل على منصة "إكس": "سنلغي تأشيرات أنصار (حركة) حماس في أمريكا أو بطاقاتهم الخضراء حتى يمكن ترحيلهم".

من جهتها قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، الثلاثاء، إن الدفاع عن الطالب محمود خليل واجب مدني عالمي.



وأضافت تعليقا على اعتقال خليل إن "اضطهاد معارضي الفصل العنصري هو فصل عنصري".

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يتعلق بـ"مكافحة معاداة السامية"، يتيح ترحيل الطلاب الذين يشاركون في مظاهرات داعمة لفلسطين.

وبدعم أمريكي ارتكبت "إسرائيل" بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.









مقالات مشابهة

  • ألغت أمريكا إقامته.. من هو الفلسطيني محمود خليل؟
  • تجمد قرار ترحيل الطالب محمود خليل في جامعة كولومبيا الأميركية
  • احتجاجات في نيويورك ضد اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل (صور)
  • ألغت إدارة ترامب إقامته واعتُقل.. من هو الناشط الفلسطيني محمود خليل؟
  • قاضي أميركي يوقف ترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل ويحدد جلسة للنظر في قضيته
  • الناقدة ماجدة خير الله تكشف لـ"البوابة نيوز" لماذا يفضل الجمهور مسلسل "أثينا" ؟
  • الكاتبة نورا ناجي لـ "البوابة نيوز": "بيت الجاز" أحداثها واقعية.. وسأظل مخلصة للرواية
  • نورا ناجى لـ"البوابة نيوز": لا أنزعج بتصنيفي "نسوية".. وهناك نظرة دونية للكاتبات
  • طارق النهري في حوار خاص لـ«البوابة نيوز»: أنا أبو البنات في "شباب امرأة".. و"إش إش" سيشهد العديد من المفاجآت
  • إيقاف عرمان: أبحث بعيداً عن الإنتربول