صنعاء وواشنطن.. مواجهة غير متكافئة لصالح اليمن
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
خلال حديثه الأسبوعي عن آخر التطورات في غزّة، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى نقطة في غاية الأهمية، لم تأخذ حقها في الالتفات إليها، أن الأمريكيين والبريطانيين “ورَّطوا أنفسهم وهم يحاولون أن يسندوا العدوّ الإسرائيلي بالعدوان على بلدنا؛ فأدخلوا أنفسهم في ورطة، هم معترفون بأنهم فشلوا في فرض استراتيجية ردع، لم يتمكّنوا من تحقيق هذا الهدف، ولا استراتيجية إجبار لبلدنا على وقف مساندته لغزّة”.
ليس بالأمر الهين أن تنجح صنعاء وتفشل واشنطن، في منطقة كانت الولايات المتحدة تظن أنها قد أمسكت بمقاليدها، وسيطرت على مفاصلها، وتحكمت بمداخلها ومخارجها، فجأة تجد نفسها أمام هذا التحدّي غير المسبوق، ويمكن تفسير ما يجري بتحليل الموقف الأمريكي العام، وموقف اليمن الخاص.
بالنسبة للأمريكي، رغم أن القوّة العسكرية الأمريكية تعتبر الأولى في العالم، إلا أنها قوة منهزمة، تاريخيًّا في فيتنام وكوبا، والصومال، مرورًا بالعراق وأفغانستان، وهذه المعطيات يدركها جنرالات الجيش الأمريكي، ويدركون أيضًا أن القوّة الكبرى لم تصنع لهم الانتصار في افغانستان ولا في العراق، أحدث تجارب الحروب الأمريكية الفاشلة، وهنا لا نتحدث عن حرب أيام ولا ساعات ولا شهور، بل عن حروب استمرت عقدين من الزمن، كان المقرر لها أن تصنع هيبة أمريكا الإمبراطورية للقرن الحادي والعشرين، وإذا بها تهوي بها إلى مستنقع من الإهانة والإذلال.
ثانيًا، أيضًا بالنسبة لواشنطن، على مستوى العلاقات الدولية، والأزمة الواضحة في تشكيل التحالفات، ظهرت الولايات المتحدة عاجزة عن تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، الأمر الذي جعلها تبحث عن أسماء دول ربما لا أحد يجدها على الخارطة، حتّى أوروبا لم تقبل الدخول معها في تحالفها البحري ضدّ اليمن، باستثناء لندن، وفضَّل الأوروبيون تشكيل تحالف خاص لا يبدو، حتّى هذه اللحظة، أنّهم بصدد التصرف بعدوانية، كما هو حال الأمريكي والبريطاني.
ثالثًا: التوازن الدولي اليوم لم يعد في صالح الولايات المتحدة، والقوى الكبرى روسيا والصين المتنافسة والمتصارعة مع واشنطن، تحاول أن تستفيد من الوضع القائم في البحر الأحمر، والذي يقلص النفوذ الأمريكي، وهذا يجعل الولايات المتحدة، تفكر ألف مرة، وتضرب الأخماس بأسداس، خشية أن يصب التصعيد المحتمل، في صالح المنافسين في موسكو وبكين، ومواقفها أصبحت أكثر وضوحًا في مجلس الأمن، ضدّ التصرفات الأمريكية، وتحميلها أيضًا مسؤولية تهديد المنطقة الاستراتيجية.
أما بالنسبة لصنعاء، فليس خافيًا أنها تنطلق أولًا من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية التي يمليها الدين الإسلامي في نصرة المظلوم، وتلبية نداء المستضعفين، من موقع قوة الحق والمبدأ، وهذا يجعل اتّخاذ القرار في حل من النظر إلى التداعيات المحتملة، بل عندما يستند إلى القرآن الكريم الذي وعد بالنصر، فإنه يكون موقنًا إلى أبعد مدى، أن الله سبحانه هو من سيسدد الرمي، ويثبت الأقدام، ويصنع النصر الموعود.
عسكريًّا، راكمت القوات المسلحة اليمنية خبرات كبيرة خلال سنوات العدوان التسع الماضية، إلى جانب مراكمة الأسلحة والعتاد المتطور كمًّا ونوعًا، وتعترف قائدة البحرية الأمريكية، الأدميرال “ليزا فرانشيتي- حسب ما نقلته صحيفة التلجراف البريطانية- “بنجاح الأسلحة اليمنية في اختراق الأنظمة، وإصابة السفن التجارية مما يتسبب في أضرار وحرائق”.. وفي وقت سابق قال قائد الأسطول الخامس الأمريكي تشارلز كوبر، إن الصواريخ والمسيرات اليمنية تستطيع أن تضرب هدفها خلال 75 ثانية، وأكد في مقابلة مع قناة سي بي سي حينها، أن قواته لا تملك سوى ما بين 9 و15 ثانية لاتّخاذ قرار بإسقاط صاروخ أو مسيّرة، بل ذكرت نيويورك تايمز أن هناك تقارير تفيد بأن الجنرالات في البنتاجون بدأوا يتعلمون من التكتيكات اليمنية، وأن الجيش الأمريكي يعتمد تلك التكتيكات في بحر البلطيق في مواجهة روسيا.
في التخفي والتمويه، تنقل التلغراف أن حركة صاروخ أنصار الله تجعله هدفًا صعبًا لتحديد موقعه وضربه قبل إطلاقه، وتستنتج الصحيفة البريطانية أنهم “سوف يستمرون في إطلاق النار بشكل دوري”، ومؤخراً وجه السيد القائد عبدالملك الحوثي إهانة قوية للجيش الأمريكي، متحدثًا عن فشله في استهداف القدرات اليمنية، فمحصلة عدوانه من بداية الأسبوع، “والتي وصلت إلى 40 غارة، كان معظمها على محافظة الحديدة، والبعض منها على محافظة صعدة، وحصيلتها، نتيجتها وإنجازها العملاق في محافظة صعدة، كان ماذا؟ استهداف سيارة مزارع تحمل أنابيب بلاستيكية، هذا هو الإنجاز العملاق لأمريكا وبريطانيا العظمى، في عدوانهما بصواريخهما، وتقنياتهما الضخمة، وإمكاناتهما العسكرية الضخمة: استهداف سيارة مزارع في محافظة صعدة تحمل أنابيب بلاستيكية! هذه هي الحصيلة، هذا يعبِّر عن فشلهما الكبير، ولن تصلا إلى نتيجة”، يختم السيد عبدالملك الحوثي.
هذه المعطيات والمجريات على الميدان البحري تؤكد أن يد صنعاء هي العليا في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وأن المعادلات القائمة اليوم، والتي يمكن أن تتطور غدًا، ستكون مقدمة لإنهاء الهيمنة الأمريكية في المنطقة، بما يضمن بالمحصلة عدم القدرة الأمريكية على حماية الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
منتخب اليمن للناشئين يبدأ استعداداته لكأس آسيا
يمن مونيتور/مونيتور
خاض منتخب اليمن للناشئين، مساء اليوم الأربعاء تقسيمة أمام شباب أهلي صنعاء على ملعب النادي الأهلي في إطار المعسكر الإعدادي الداخلي للمنتخب بصنعاء تحت قيادة المدرب الوطني سامر فضل.
يأتي ذلك ضمن استعداده للمشاركة في نهائيات كأس آسيا المقرر إقامتها خلال الفترة (3- 20) أبريل/نيسان المقبل بمدينتي جدة والطائف بالسعودية ضمن المجموعة الثالثة التي ضمت منتخبات (اليمن، كوريا الجنوبية، إندونيسيا، أفغانستان).
وهدفت التقسيمة لإجراء تقييم أولي لمستويات اللاعبين حيث تم إتاحة الفرصة للاعبين الجدد الذين تم إضافتهم مؤخرًا للمشاركة من أجل الوقوف أمام مستوياتهم الفنية والبدنية.
وشهدت التقسيمة أداءً طيبًا وسعى اللاعبون لتقديم أفضل ما لديهم من قدرات وإمكانات وبما يشفع لهم بالبقاء ضمن قائمة المنتخب اليمني خلال الفترة المقبلة التي ستشهد تقليص القائمة والاستقرار على القائمة قبل النهائية والتي سيقع عليها الاختيار من قبل الجهاز الفني لخوض المعسكر الإعدادي الخارجي قبل بطولة كأس آسيا.
وكان لاعبو المنتخب اليمني للناشئين قد خضعوا لفحوصات الرنين المغناطيسي MRI للتأكد من مطابقة أعمار اللاعبين حسب الفئة السنية المحددة في البطولة تحت 17 عامًا وتم تقليص القائمة من 50 لاعبًا إلى 30 لاعتبارات فنية حسب رؤية الجهاز الفني.
وتأتي التقسيمة أمام أهلي صنعاء في مستهل الأسبوع الثالث من مرحلة إعداد المنتخب ومن المقرر أن يخوض غدًا الخميس أولى مبارياته التجريبية أمام فريق اليرموك والتي يعقبها سلسلة من المباريات التجريبية مع مختلف أندية العاصمة صنعاء من أجل رفع وتيرة الإعداد والبدء في تطبيق النواحي التكتيكية وأسلوب اللعب بما يخلق حالة من التجانس والانسجام في صفوف المنتخب.