تعاون استراتيجي بين وزارة الإعلام وجوجل لدعم التحول الرقمي
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
أعلنت وزارة الإعلام مساء اليوم وجوجل عن تعاون استراتيجي لدعم التحول الرقمي لقطاع الإعلام في المملكة العربية السعودية، وذلك خلال فعاليات المنتدى السعودي للإعلام المنعقد في مدينة الرياض، وتزامنًا مع إعلان معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري عام 2024 عامًا للتحول الإعلامي.
ويهدف التعاون إلى إطلاق برامج متخصصة لبناء قدرات الإعلاميين المحليين والصحفيين وصناع المحتوى، وتنظيم برامج حول السلامة الرقمية للأطفال والمعلّمين، والاستفادة من خبرات "Google" في مجال الوسائط الرقمية والتقنيات الحديثة، ودعم التحول الرقمي في قطاع الإعلام، والإسهام في بناء المعرفة الرقمية، والإسهام في تطوير قطاع الإعلام بالمملكة، ومواصلة تعزيز ودعم اقتصاديات الإعلام في ظل برامج رؤية السعودية 2030.
ويضمن التعاون الإسهام في تحقيق مستهدفات التنمية المبتكرة والمستدامة لمنظومة الإعلام وسلسلة القيمة بشكل خاص لوسائل الإعلام الإخبارية، وذلك عبر بناء قدرات المنظمات الإخبارية المحلية من خلال تدريب "Google" للصحفيين من مختلف وسائل الإعلام السعودية، في مجالات المهارات الرقمية والمؤسسات الإخبارية، بما في ذلك القيادات التنفيذية والمدراء ومسؤولي غرف الأخبار.
ويسعى التعاون إلى بناء المعرفة التشريعية والتنظيمية؛ من خلال مشاركة أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بقطاع الإعلام، والتعاون في بناء اللوائح والسياسات، وتطوير سلسلة القيمة في قطاع الإعلام وفق استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لاسيما في (غرف الأخبار والمؤسسات الإخبارية).
كما يشمل مجال تدريب وتطوير الكفاءات والمدراء التنفيذين، ودعم الصحفيين السعوديين الشباب الموهوبين والعاملين في قطاع الإعلام، وتنمية قدراتهم الابتكارية، ومهاراتهم الرقمية لتعزيز إنتاجيتهم وكفاءتهم.
ويدعم التعاون تعزيز اقتصاد صنّاع المحتوى السعوديّين، حيث ستقدم "YouTube"دورات تدريبية وإرشادية حول استراتيجية إنشاء الفيديوهات لصناع المحتوى والأخبار.
ويسهم التعاون إلى بناء الوعي والمسؤولية الشخصية لمستخدمي المحتوى الإعلامي في المملكة من جميع الأعمار، حيث ستسهم في تعليم الأطفال على تطوير سلامتهم والحفاظ عليها عند استخدامهم للإنترنت، وذلك من خلال توسيع برنامج المعرفة الرقمية "أبطال الإنترنت" من Google؛ ليشمل 50,000 طالب تحت سن 13 عامًا في جميع أنحاء المملكة، من أجل توفير تجربة أكثر أمانًا على الإنترنت للأطفال.
الجدير بالذكر أن "Google" درّبت خلال العام الماضي 2023 نحو 300 إعلامي سعودي على منتجات وأدوات Google المفيدة للإعلاميين؛ مثل "مؤشرات Google"، وأدوات معاينة البيانات وأدوات التحقق من صحة الأخبار. علاوةً على ذلك، درّبت Google القيادات الإعلامية على كيفية زيادة عائدات الإعلانات، وتحليل شرائح الجمهور، وتحسين ترتيب المواقع الإلكترونية على "بحث Google"، وذلك بالتعاون مع Upskill Digital. وبالمثل، يواصل YouTube العمل مع الآلاف من صناع المحتوى السعوديين لمساعدتهم على تنمية قنواتهم وتحسين محتواهم.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: جوجل وزارة الإعلام قطاع الإعلام
إقرأ أيضاً:
التحول الرقمي في دولة الإمارات
الفاهم محمد
أخبار ذات صلة الترجمة.. جسور إماراتية بين الثقافات جلال لقمان: لن تهزمني النارفي ظل التسارع الهائل للثورة التكنولوجية والرقمية تسعى الإمارات إلى تبني أحدث التقنيات والابتكارات، من أجل توظيفها في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية. ولأن التحول الرقمي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في نمط حياة الناس وتفاعلاتهم الاجتماعية وأنماط فكرهم، فإن هذا التحول يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العمل وآليات التواصل البشري، هذا إضافة إلى المشاكل المعروفة بشأن الخصوصية والأمن الرقمي والجرائم السيبرانية، وتعمل الإمارات في هذا الإطار بناءً على رؤية واستراتيجية واضحة ودقيقة، وذلك بالاستفادة القصوى من الثورة التكنولوجية، مع إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، كما تعمل على تعزيز الهوية الوطنية، عبر التطبيقات الذكية والبوابات الإلكترونية التي تعكس الطابع الإماراتي العربي الإسلامي، مع استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
هناك العديد من المبادرات التي قامت بها الحكومة، من أجل دعم جهود التحول الرقمي في المجتمع الإماراتي مع المحافظة على تراثها الحضاري والثقافي، في مواجهة موجات التحول الرقمي، نذكر من بينها ما يلي:
1- استراتيجية الإمارات الرقمية 2025: وهي عبارة عن خريطة طريق شاملة، من أجل تحويل الإمارات إلى دولة رقمية متطورة في العالم، بحلول هذا التاريخ. تركز هذه الخريطة على النهوض بالبنية التحتية الرقمية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية.
2- مبادرة الإمارات السحابية: وهي مبادرة تهدف إلى تحويل الحكومة الاتحادية، إلى بيئة سحابية آمنة وذكية، كما تسهم في تعزيز التعاون الرقمي، وتبادل البيانات بين كافة الجهات الحكومية، ضمن ما يعرف بالشبكة الاتحادية.
3- برنامج المهارات الرقمية للجميع: يركز هذا البرنامج على تطوير المهارات الرقمية للمواطنين، عبر توفير دورات تدريبية، ومنصات تعليمية للرفع من قدرات المجتمع في التقنيات الرقمية الحديثة.
4- مبادرة الحكومة الذكية: وتهدف إلى تحويل الخدمات الحكومية، إلى منصات رقمية ذكية وسهلة الاستخدام. كل ذلك من أجل تعزيز التفاعل الإلكتروني بين الحكومة والمواطنين. هذا وقد استفاد القطاع الحكومي من هذا التحول، حيث ازدادت كفاءة العمليات الداخلية للحكومة، كما تم تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، واستثمار ذلك في صنع القرار.
5 - المنطقة الحرة للتكنولوجيا والابتكار «دبي تيك»: وهي المنطقة التي تسعى الإمارات من خلالها، إلى توفير بيئة داعمة للشركات التقنية الناشئة، وكذا الإسهام في تطوير الابتكار والريادة الرقمية.
وكما يشير التقرير الصادر عن اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، فإن هناك العديد من المجالات الاجتماعية، التي استفادت من هذا التحول. فبالإضافة إلى القطاع الحكومي الذي سبقت الإشارة إليه، هناك قطاع الرعاية الصحية، الذي عرف العديد من التطورات مثل تطبيقات الرعاية، وتعزيز التواصل الرقمي بين المرضى والأطباء. هناك أيضاً التجارة الرقمية ومنصات التسوق، التي بدأت تعرف ازدهاراً متنامياً. دون أن ننسى كذلك الخدمات المصرفية الرقمية، والتحول نحو الدفع الإلكتروني، والقطاع التعليمي والبيئي والأمني والقضائي، وغيرها من القطاعات التي باتت لا تستغني عن عملية الرقمنة.
أبرز التحديات
من أبرز التحديات التي تواجه أي دولة أمام تحقيق التحول الرقمي الشامل والمستدام:
- التحديات المرتبطة بالبنية التحتية: وتقتضي ضمان توفير البنية التحتية الرقمية المتطورة والموثوقة في جميع أنحاء الدولة. وكذا تطوير القدرات التقنية القادرة على استيعاب وتطبيق التقنيات الحديثة، مثل إنترنت الأشياء والجيل الخامس وغيرها.
- التحديات المالية والاقتصادية: حيث يجب ضمان التمويل الكافي للمشاريع الرقمية الطموحة، والعمل على إعداد القوى العاملة المدربة في هذا المجال.
- التحديات الثقافية والاجتماعية: الرفع من الوعي المعلوماتي، والذي من شأنه أن يدفع إلى انخراط المواطنين بشكل إيجابي في التحول الرقمي. كما يجب العمل في الآن ذاته، على الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل تأثيرات الثورة الرقمية الجامحة.
- التحديات التنظيمية والتشريعية: يجب وضع إطار تنظيمي مرن، يعمل على تنظيم البيئة الرقمية، وتطوير السياسات والقوانين اللازمة المؤطرة لهذا المجال.
نحو مجتمع الإعلام والمعرفة
هكذا، فإن كل الجهود التي بذلتها الإمارات في سبيل ترسيخ عملية التحول الرقمي، تعبر عن أنها تسير بخطى حثيثة نحو ما يصطلح عليه بـ «مجتمع الإعلام والمعرفة». وهو المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات والمعرفة، هي المصدر الرئيسي للثروة والتقدم. كما أنه يتميز بالتطور السريع، بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية. إضافة إلى المشاركة النشطة والإبداعية للمواطنين في إنتاج ونشر المعرفة. ويمكن التأكيد على أن الإمارات تسعى بخطى ثابتة نحو بناء مجتمع معرفي متكامل، قادر على المنافسة العالمية. من الضروري الحديث في هذا السياق عن مشروع تحويل دبي إلى مركز عالمي للابتكار في التكنولوجيا المتقدمة، وكذا إنشاء المعاهد المتخصصة لذلك.
الهوية الحضارية
من دون شك، يلعب التحول الرقمي دوراً كبيراً في التأثير على الهوية الحضارية للمجتمعات. فعلى الرغم من التطور التكنولوجي السريع تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للحفاظ على هويتها الثقافية العربية الأصيلة، فهي تعمل - كما ذكرنا سابقاً - على إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، وتعزيز الهوية الوطنية وضرورة استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
وبهذه الجهود المتكاملة، يمكن القول بأن دولة الإمارات تنجح في الحفاظ على هويتها الحضارية، جنباً إلى جنب تسخير التقنيات الرقمية، لتعزيز مكانتها كنموذج ريادي في التطور التكنولوجي.