أسلحة جديدة وترسانة كبيرة.. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تتصاعد وتزداد حدة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
على الرغم من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة منذ شهر، لا يزال الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن قادرين على شن هجمات كبيرة. هذا الأسبوع، ألحقوا أضرارًا جسيمة بسفينة في مضيق باب المندب أدت إلى غرقها جزئياً، وأسقطوا طائرة أمريكية بدون طيار تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات،
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الثلاثاء، إن الحوثيين يملكون مخزوناً كبيراً من الوسائل العسكرية، وأنهم يعملون على تقليصها.
وشن الحوثيون أكثر من 34 هجوماً على السفن التجارية التي يقول إنها مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هجوم يوم الثلاثاء على سفينة شحن صغيرة ترفع علم بليز يمكن اعتباره أكبر هجوم ألحق ضراراً بأي سفينة تجارية منذ بدء الحوثيين هجماتهم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ردًا على حرب الاحتلال الإسرائيلي الوحشية على قطاع غزة.
وتم إنقاذ طاقم السفينة المكون من 24 فردًا بواسطة سفينة حاويات بعد أن قرر ضباط “روبيمار” الإخلاء بسبب الأضرار. ثم تم نقلهم إلى جيبوتي. وقال مسؤولون أمريكيون وبريطانيون إن “روبيمار”، لم تغرق. وهذا يتناقض مع ادعاء للحوثيين يوم الاثنين بأن الهجوم أدى إلى “غرقها بالكامل”. وقالت شركة “ديابلووس جروب” للأمن البحري إن السفينة شوهدت صباح الثلاثاء نصف مغمورة خارج الممر المائي الرئيسي للعبور في المنطقة.
كان هجوم روبيمار بمثابة إحدى الضربات القليلة المباشرة والخطيرة التي نفذها الحوثيون على الشحن. وفي أواخر يناير/كانون الثاني، أدت ضربة مباشرة أخرى إلى اشتعال النار في ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال لساعات.
اقرأ/ي.. تهديد جديد للحوثيين يستمر بالتطور يثير قلق قائد “آيزنهاور”: قد يصبح الأمر بشعاً بسرعة طائرة أمريكية مسيّرةبالتزامن مع هجوم روبيمار العنيف، نشر الحوثيون في وقت مبكر من يوم الثلاثاء لقطات لما وصفوه بصاروخ أرض-جو أسقط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper قبالة ساحل الحديدة، وهي مدينة ساحلية يمنية يسيطرون عليها على البحر الأحمر. وتضمنت اللقطات مقطع فيديو لرجال يسحبون قطعًا من الحطام من الماء إلى الشاطئ. وما قالوا إنها حطام الطائرة والتي تتضمن معدات كهربائية تتوافق مع قطع معروفة للطائرة الأمريكية التي تستخدم في شن هجمات والاستطلاع.
وأكد البنتاغون يوم الثلاثاء إسقاط الطائرة بصاروخ أرض-جو. وهي الطائرة الثانية من هذا النوع يتم اسقاطها بعد اسقاط واحدة في نوفمبر الماضي واعترف البنتاغون بفقدانها. وهي الطائرة الرابعة التي تسقط في اليمن منذ 2014 بعد أن سقطت طائرتين من نفس النوع في 2017 و2019 وقال الحوثيون إنهم أسقطوها.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة أسقطت 10 طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين تحمل قنابل، بالإضافة إلى صاروخ كروز كان متجهًا نحو مدمرة يو إس إس لابون. كما شن الجيش الأمريكي ضربات استهدفت قاذفة صواريخ أرض جو تابعة للحوثيين وطائرة بدون طيار قبل إطلاقها. بعد أن أعلن الحوثيون شن هجمات على السفن البحرية العسكرية الأمريكية.
وحتى الآن، لم يصب الحوثيون أي بحار أو طيار أمريكي بجروح منذ أن شنت أمريكا غاراتها الجوية التي استهدفت في يناير/كانون الثاني.
اقرأ/ي.. ما تأثيرات إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب على الواقع العسكري للجماعة؟ ( تقرير خاص )وتمثل الطائرات دون طيار والسفن المسيّرة التي يستخدمها الحوثيون لشن هجمات في البحر الأحمر ضد السفن التجارية والعسكرية تهديداً كبيراً لهذه السفن بسبب صعوبة رصدها من قِبل الردارات. يضيف وجود غوصات يتم التحكم بها عن بُعد أو “مركبات مسيّرة تحت الماء” كما تصفها البنتاغون تهديداً أكبر للقوات الغربية العاملة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وعُرفت هذه المركبات المسيّرة تحت الماء للمرة الأولى يوم الأحد، عندما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن القوات البحرية في البحر الأحمر دمرت مركبة غير مأهولة تحت الماء في المياه التي يسيطر عليها الحوثيون حول اليمن.
وقال الجيش الأمريكي في بيانه إن الولايات المتحدة ضربت كلاً من السفينة السطحية بدون طيار والغواصة وشنت ضربات أخرى ضد الصواريخ المضادة للسفن، لكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة عن الموقع.
وقال ميك مولروي، المسؤول السابق في البنتاغون وضابط وكالة المخابرات المركزية، إن استخدام الحوثيين لمركبة مسيّرة تحت الماء كان أمرًا مهمًا. وأضاف أن الحوثيين يعدلون على ما يبدو استراتيجيتهم.
وقال مولروي: “من المرجح أن يكون اكتشاف وتدمير السفن السطحية وتحت السطحية غير المأهولة أكثر صعوبة من اكتشاف الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للسفن”. مضيفاً أن أنظمة الأسلحة غير المأهولة تشكل تهديدًا خطيرًا، لأنها يمكن أن “تطغى على دفاعات السفينة” من خلال الهجوم من أبعاد متعددة، وهو ما يسمى “هجوم السرب“.
وتقول الولايات المتحدة إن فيلق قدس التابع للحرس الثوري الدولي، وهو ذراع القوات العسكرية للنظام الإيراني الذي ينسق العمليات خارج حدود إيران، يدعم الحوثيين والجماعات المسلحة الأخرى بالأسلحة والتمويل. لكنها تقول أيضاً إن طهران ليس لديها سيطرة مباشرة على الحوثيين.
اقرأ/ي.. (حصري).. داخل تظاهرات الحوثيين في صنعاء.. دعم غزة ورفض بقاء سلطة الجماعةوحول دوافع الحوثيين لشن الهجمات قالت فاطمة أبو الأسرار، الباحثة في معهد الشرق الأوسط ومقرها واشنطن “إنه يضفي الشرعية على تصرفات الحوثيين في نظر أولئك الذين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية، ويصرف الانتباه عن القضايا الأكثر إلحاحًا المرتبطة بالصراع اليمني وفشل حكم الحوثيين، وربما يوسع قاعدة دعمهم خارج حدود اليمن”.
إذا استمرت هجمات الحوثيين، فقد يجبر ذلك الولايات المتحدة على تكثيف وتوسيع هجماتها المضادة عبر منطقة الشرق الأوسط المضطربة بالفعل. في وقت يواجه الحوثيون بالفعل ضغوط دولية، وأطلق الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين حملته الخاصة لحماية الشحن. وقالت فرنسا العضو يوم الثلاثاء إنها أسقطت طائرتين مسيرتين تابعتين للحوثيين خلال الليل في البحر الأحمر.
وكتبت إليونورا أرديماني، زميلة المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: “بدون وقف إطلاق النار في غزة، قد يميل الحوثيون إلى مزيد من التصعيد ضد المصالح الأمريكية في البحر الأحمر وفي المنطقة”.
وتقول أبو الأسرار: في مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة، من المرجح أن يستمر الحوثيون في استخدام استراتيجية أتقنوها على مر السنين: شراء المزيد من الوقت مع مضاعفة مطالبهم التي لا يمكن تحقيقها.
وأضافت: يتماشى هذا النهج مع تكتيكهم التاريخي المتمثل في استخدام الصراع كفرصة لتعزيز وتوسيع نفوذهم. ويشير هذا إلى أن الهدف الأساسي للحوثيين هو تعزيز مصالحهم الخاصة، وضمان بقائهم، وتوسيع نطاق سيطرتهم.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، لبرنامج ” 60 دقيقة ” الذي تبثه شبكة سي بي إس الأمريكية في مقابلة أذيعت يوم الأحد إن “15% من التجارة العالمية تتدفق عبر البحر الأحمر بالضبط”، لذلك “حافظ على هذه فتح الممرات المائية الحيوية أمر بالغ الأهمية.”
وتشير “أرديماني” أنه بالنسبة لواشنطن فإن “خيارات الردع” تضيق.
وأشار الباحث في الشؤون اليمنية نيكولاس برومفيلد إلى أن الحوثيين، إن الحوثيين يستخدمون حشدهم للاحتجاجات الجماهيرية ضد الهجمات الأمريكية والبريطانية في اليمن، وضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بشكل استراتيجي لتصوير معارضتها القوية للضربات الأميركية والبريطانية كجزء من مقاومة إقليمية أوسع ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وتابع: “يبدو أن هذه هي الورقة التي يستخدمها الحوثيون، وبالنظر إلى أنهم كانوا يواجهون أكبر أزمة سياسية على الإطلاق في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر مباشرة، يبدو أن الورقة الرابحة أصبحت في يدهم اليوم”.
وأضاف: أن تصوير أنفسهم على أنهم في صراع مباشر مع الولايات المتحدة يلاقي الكثير من الروايات التي لطالما رددها الحوثيون لأنفسهم وللآخرين حول ما يمثلونه في العالم
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هجمات الحوثیین طائرة أمریکیة یوم الثلاثاء الحوثیین فی بدون طیار شن هجمات فی الیمن
إقرأ أيضاً:
العملية البرية ضد الحوثيين في اليمن.. بين مخاوف السعودية والإمارات والانقسامات في مكونات الحكومة (ترجمة خاصة)
أفادت تقارير غربية أن الحملة الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن التي تثير شبح هجوم بري حكومي، تهدد بإشعال التهديدات الأمنية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وذكرت شبكة " Worldview- News" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن أي هجوم بري حكومي محتمل ضد الحوثيين يهدد بإعادة إشعال التهديدات الأمنية للدولتين الخليجتين، وقد يُقوّض التحالف الداخلي للحكومة اليمنية.
في 14 أبريل/نيسان، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين أمريكيين ويمنيين يزعمون أن هناك مناقشات جارية حول هجوم محتمل على مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية على البحر الأحمر، كجزء من هجوم بري ضد حركة الحوثيين المسلحة.
وأشارت تقارير أخرى في بلومبرغ وصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية إلى أن الهجمات قد تهدف إلى استعادة العاصمة صنعاء، وستشمل عشرات الآلاف من القوات.
وحسب التقرير فإن الهجوم المحتمل لا يزال في مرحلة التخطيط، وليس مرحلة التجهيز، ولا يزال من غير الواضح مدى التزام مختلف الشركاء في أي من هذه السيناريوهات المحتملة. مشيرا إلى ان أبوظبي الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية ولوكلاء أقوياء على الأرض مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، نفت مشاركتها في مثل هذه المناقشات.
رغم الشكوك حول صحة التقارير الإعلامية، إلا أنها الأولى التي تظهر منذ أن أطلقت الولايات المتحدة حملتها البحرية والجوية ضد الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2023 (والتي صعّدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ مارس/آذار).
"يشير هذا إلى أن واشنطن تدرس دورًا أكثر مباشرة في الحرب الأهلية اليمنية المتجمدة، في محاولة لكسر عزيمة الحوثيين على مواصلة مهاجمة السفن المدنية في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل تضامنًا مع حماس في غزة"، وفق التقرير.
يقول التقرير "مع فشل الغارات الجوية الأمريكية المكثفة في وقف هجمات الحوثيين على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر، من المرجح بشكل متزايد أن تسعى واشنطن إلى شركاء يمنيين على الأرض لممارسة الضغط العسكري على الحركة المسلحة".
ورجح التقرير فشل القوة الجوية الأمريكية في إحباط جميع هجمات الحوثيين نظرًا للبنية التحتية العسكرية اللامركزية للجماعة، بالإضافة إلى أسلحتها منخفضة التقنية نسبيًا والتي تعتمد على طرق التهريب من إيران واستخدام السلع الاستهلاكية ذات الاستخدام المزدوج.
في واشنطن، يتضاءل الحماس السياسي لحملة الغارات الجوية المستمرة على خلفية التكاليف المتزايدة والمخاوف من أن الذخائر المستخدمة في اليمن قد يكون من الأفضل نشرها في أوروبا أو آسيا. ونتيجة لذلك، من المرجح أن تسعى الولايات المتحدة إلى شركاء يمنيين للتقدم ضد خطوط المواجهة للحوثيين على الأرض، كما يقول التقرير.
مخاوف سعودية إماراتية
وتابع أن مثل هذه الخطة ستواجه قيودًا كبيرة، بما في ذلك تردد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين مثل الإمارات والسعودية. ولكن إذا تحقق ذلك، فستكون الحديدة هدفًا بارزًا بشكل خاص، لأنها الميناء الرئيسي الوحيد على البحر الأحمر الخاضع لسيطرة الحوثيين، وستعيق بشدة قدرة المسلحين على إعادة الإمداد والحصول على الواردات الأساسية من الغذاء والوقود للشمال، وستضع القوات على الطريق إلى صنعاء.
وأردف "كما أنها ستوجه ضربة لمعنويات الجماعة وتضعف قدرتها على تجنيد المقاتلين والحفاظ على ولاء القبائل الرئيسية التي تشكل تحالفها. ومع ذلك، فإن الحديدة ليست الهدف المحتمل الوحيد، حيث من المحتمل أن تحدث هجمات برية أكثر محدودية حول مأرب (حيث تشن الولايات المتحدة بالفعل غارات جوية) وتعز. إذا هاجمت الولايات المتحدة وشركاؤها على الأرض هذه الأهداف، فسيشير ذلك إلى اهتمام واشنطن بتغيير ميزان القوى في الحرب الأهلية اليمنية دون زعزعة استقرار موقف الحوثيين بشكل عام في الشمال بالضرورة".
واستطرد "إن طرد الحوثيين من الحديدة، حتى لو كان ممكنًا، لن يُضعف بالضرورة قدرتهم على مواصلة شن هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر". وقال إن "إجبارهم على التوغل أكثر في عمق اليمن قد يُحبط بعض أنظمة الحوثيين قصيرة المدى من قدرتها على استهداف السفن المارة في الممرات البحرية الإقليمية".
واستدرك "ومع ذلك، فإن ترسانة الحوثيين الضخمة وشبكات التهريب تعني أنهم سيظلون قادرين على الأرجح على شن بعض الهجمات، حتى لو لم يكن بنفس الوتيرة، وهو ما سيظل كافيًا لردع معظم شركات الشحن عن إعادة دخول المنطقة".
وزاد التقرير "لطالما نُشر عدد غير مؤكد، وإن كان يُفترض أنه صغير، من القوات الخاصة الأمريكية سرًا في اليمن، كجزء من جهود مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، لا يزال نشر المزيد من القوات البرية مثيرًا للجدل في الولايات المتحدة، حيث تُحاول إدارة ترامب تقليص نفوذها في الشرق الأوسط".
من شأن شنّ هجمات برية جديدة حسب التقرير أن يُخاطر بدفع الحوثيين إلى إعادة توجيه بعض أنظمتهم بعيدة المدى من إسرائيل إلى السعودية والإمارات، مُستهدفين مدنًا رئيسية مثل الرياض وأبو ظبي، والبنية التحتية للطاقة في دول الخليج العربية على طول الخليج العربي.
رؤية 2030
ولفت التقرير إلى أن الحوثيين يمتلكون القدرة على ضرب عمق دول مجلس التعاون الخليجي. في الماضي، غالبًا ما كانت تُعترض هذه الضربات بواسطة دفاعات جوية أمريكية الصنع، لكنها مع ذلك هزّت العزيمة السياسية لحكومات دول الخليج العربية، وأوجدت حالة من عدم اليقين لدى الشركات والمستثمرين الذين يتطلعون إلى الانخراط في برامج التنويع الاقتصادي في هذه الدول. وخاصةً إذا شاركت وكلاء دول الخليج العربية، مثل لواء العمالقة المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، في هجمات برية في اليمن، فمن المرجح أن يستهدف الحوثيون الدول المضيفة لهم في محاولة لتقويض الإرادة السياسية لتلك الحكومات لدعم مثل هذا الهجوم.
وأكد أنه ورغم أن هذه الهجمات قد لا تُسبب أضرارًا مادية كبيرة، إلا أنها ستظل تُشكل مخاطر على المدنيين وتُقوّض ثقة الشركات والمستثمرين في الأوضاع الأمنية الإقليمية.
"ونتيجة لهذه المخاطر، قد لا ترغب أجزاء من التحالف اليمني في المشاركة في هجوم بري منسق أمريكيًا ضد الحوثيين، مما يجهد تحالف الحكومة اليمنية ويعمق الانقسامات الداخلية القائمة. كما جاء في التقرير.
وأشار إلى أن السعودية، على وجه الخصوص، نهجت مؤخرًا نهجها تجاه اليمن نحو خفض التصعيد والدبلوماسية بدلاً من الضغط العسكري بعد سنوات من الحملات الفاشلة لطرد الحوثيين من الشمال.
وقال "قد تكون العناصر المدعومة من السعودية في التحالف اليمني أقل استعدادًا لشن هجمات برية خوفًا من استفزاز السعودية مجددًا لشن ضربات مباشرة، وتقويض الثقة في برنامج المملكة للتنويع الاقتصادي "رؤية 2030". كما يساور الرياض القلق من أن دعم حملة تُنظمها الولايات المتحدة ضد الحوثيين قد يُقوّض تواصلها المستمر مع إيران، والذي تجلّى مؤخرًا في زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى البلاد في 17 أبريل/نيسان الجاري".
يضيف "لذا، فبدون الدعم السعودي، من غير الواضح ما إذا كان الهجوم البري المدعوم من الولايات المتحدة سيكفي للسيطرة على مدن رئيسية مثل الحديدة".
وقال إذا "تعثّر هذا الهجوم أو تسبّب في هزائم عسكرية، فسيُسفر عن تداعيات سياسية داخلية كبيرة بين الفصائل الداخلية في الحكومة اليمنية، مما سيُضعف من تماسكها، حيث يتبادل القادة اللوم على فشل الهجوم. وفي المقابل، إذا نجح الهجوم دون الدعم الكامل من تحالف الحكومة اليمنية، فسيُعمّق الانقسامات الداخلية، حيث تُعزّز الفصائل المشاركة نفوذها وتستولي على الأراضي لجمع الأموال وتجنيد مقاتلين جدد".
ورجح أن يؤدي أي هجوم بري يُشن ضد الحوثيين دون الوحدة الكاملة للتحالف اليمني إلى تفاقم التوترات بين الحكومة المركزية في اليمن ومنافسيها، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات، مما قد يؤدي في النهاية إلى مزيد من تجزئة البلد الذي مزقته الحرب.
ولفت إلى أن الهجوم الحكومي الأخير لاستعادة الحديدة في عام 2018 فشل بسبب المخاوف الدولية من أن القتال في المدينة الساحلية قد يتسبب في أزمة إنسانية في شمال اليمن. ساهم الهجوم الفاشل في قرار الإمارات العربية المتحدة بالانسحاب من اليمن بعد عام.
وخلص التقرير إلى القول "توجد انقسامات طويلة الأمد بين الفصائل المدعومة من السعودية والفصائل المدعومة من الإمارات حول مستقبل اليمن وتقاسم السلطة، مع اندلاع اشتباكات عرضية بينهما. لا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي يريد جنوب اليمن مستقلاً، وهو أمر يعارضه السعوديون."