ما تأثيرات قرار واشنطن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
فتح قرار الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تصنيف جماعة "أنصارالله" الحوثيين كمنظمة إرهابية، الباب واسعا أمام تساؤلات عدة حول تأثيرات هذا القرار على الجماعة المدعومة من إيران والتي تسيطر على المدن الأكثر كثافة سكانية في اليمن.
ودخل القرار حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضية، بعد مضي شهر من الإعلان عنه في 17 كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إن الحوثيين شنوا هجمات غير مسبوقة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وعلى القوات المتمركزة في المنطقة.
وأضاف بلينكن أن واشنطن تريد أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران.
وجاء تصنيف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للحوثيين أنها "كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص"؛ بدلا من تصنيف الجماعة كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، كما جرى في نهاية رئاسة دونالد ترامب 2021، وذلك في محاولة من إدارة بايدن "تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن".
وقد أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيان صادر عن البيت الأبيض، أن التصنيف هو "أداة هامة لقطع تمويل جماعة الحوثي، وتقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم، مؤكدا أنه تم وضع هذا التصنيف خصيصا، لتفادي تأثر المدنيين اليمنيين بالقرار، ولا يجب أن يدفع الشعب اليمني ثمن أفعال الحوثيين".
"تأثيرات لن تكون كبيرة"
وفي السياق، قال نائب رئيس تحرير موقع "المصدر أونلاين" (محلي) علي الفقيه إن القرار هو إجراء أمريكي ويراعي مصالح الولايات المتحدة وحلفائها فقط ولا علاقة له باليمنيين.
وأضاف الفقيه في حديث خاص لـ"عربي21" أن تأثيرات القرار ليست كبيرة على الجماعة بقدر التأثيرات المحتملة على حياة السكان، خاصة أن الجماعة تدير تحركاتها وتمويلها وتسليحها بطريقة تستطيع الالتفاف على هذه القرارات.
وأوضح الصحفي اليمني أنه مادام التصنيف مشروطاً فقط بهجمات البحر الأحمر فإنه سيظل مطروحاً كعصا ترفعه الإدارة الأمريكية في وجه الحوثيين وسيكون قابلاً للمراجعة في أي لحظة تتوقف فيها العمليات العسكرية في البحر.
" تجفيف موارد الحوثي"
من جانبه، قال الصحفي والناشط اليمني، سيف المثنى إنه في ١٢ كانون الثاني/ يناير الماضي كانت هناك عقوبات أمريكية على شركتين في الإمارات وهونغ كونغ لشحنهما سلعا إيرانية للحوثيين، وهذا مما يعني أن هذا التصنيف يحاول تجفيف موارد الحوثيين وإضعافهم اقتصادياً من خلال العقوبات.
وتابع المثنى في حديثه لـ"عربي21" أن العقوبات أيضا، تهدف إلى إضعاف الجماعة عسكريا من خلال مراقبة التصدير وشن الضربات العسكرية المستمرة والتي حتى اللحظة خفت وتيرة الهجمات واقتصرت على بيانات هزيلة ومكررة من الحوثي.
كما أكد الصحفي اليمني المقيم في واشنطن أن هذا التصنيف حالة أمنية ذات طابع مرتبط بالمصالح أكثر من كونه سياسي لارتباطه بالبحر الأحمر، مما يعني أن توقف الحوثي هو رفع التصنيف.
وقال إن الولايات المتحدة لا تزال تريد الحفاظ على التوازن اليمني الداخلي وفقاً لمصالحها، وهذه السياسية الحالية لإدارة بايدن، رغم ضغوطات من الحزب الجمهوري لإعادة تصنيف الحوثي جماعة إرهابية أجنبية كما فعل ترامب سابقاً.
وحسب الناشط اليمني فإن هذا الخيار يضع إدارة بايدن تحت ضغط سياسي خاصة أن أهم أولوياته وإنجازاته السياسية في الخارج وقف الحرب في اليمن.
لكنه استدرك قائلا: وإذا استمر الحوثي في التصعيد فالعقوبات قد تكون أشد، ولكن هذا مازال مرتبطاً بتوقف الحرب في غزة وهذا يضع إدارة بادين في موقف وخيار صعب آخر، في حال توقفت الحرب في غزة أو هدنة من خلال المفاوضات القادمة".
وتساءل المثنى قائلا: فما هي المعايير التي سوف تجعل من إدارة بايدن رفع هذا التصنيف حينئذ؟
كما أن العقوبات الأمريكية، مثار جدل، وفقا للصحفي والناشط اليمني، بشأن ما إذا كانت الرياض ستظل قادرة على الموقف المحايد بما يخص عدم تقويض جهود السلام، بعد تحسن العلاقة بين المملكة والحوثيين.
"تخبط وفشل"
من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثيين، علي القحوم أن قرار التصنيف يجسد " حالة الفشل والتخبط لدى الولايات المتحدة".
وقال القحوم عبر حسابه بموقع "إكس" إن دخول التصنيف حيز التنفيذ "يثبت وبما يدع مجالا للشك الحالة المخزية والفشل الذريع في حماية إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر ويؤكد مدى قدرة القوات التابعة للجماعة في تثبيت المعادلة والانتصار لغزة".
هذا ويسمح تصنيف جماعة أنصارالله الحوثيين، لحكومة الولايات المتحدة، بتجميد أصول أفراد وكيانات تقدم الدعم أو المساعدة للكيان المصنف، بالإضافة إلى فروع ترتبط بها أو منظمات صورية أو شركاء.
ومنذ مطلع العام الجاري، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا عدوانا جويا يقولون إنها "تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجمات الجماعة في البحر الأحمر"، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحوثيين اليمن اليمن البحر الاحمر الحوثي قرار واشنطن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة البحر الأحمر هذا التصنیف إدارة بایدن فی الیمن فی البحر
إقرأ أيضاً:
هل تكون الصومال بوابة ترامب الجديدة لسحق مليشيا الحوثي؟
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً غير مسبوق ضد مليشيا الحوثي، حيث أثار إدراجه للصومال في خطابه تساؤلات حول الخلفيات والأهداف الحقيقية وراء ذلك. جاء ذلك عبر منشور على منصة "تروث سوشال" مساء الأحد، حذر فيه من "تغلغل الحوثيين" في الأراضي الصومالية، ووعد بـ"القضاء على الإرهاب" وضمان "الرخاء" للصوماليين، مرفقاً بمقطع فيديو يظهر ضربة جوية غير موضحة السياق.
وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن المقطع يعود لعمليات أمريكية سابقة ضد الحوثيين، في حين أن التصريح جاء بالتزامن مع تصاعد الضربات الأمريكية على المليشيا الإرهابية المدعومة من إيران، منذ إعلان واشنطن في 15 مارس الماضي حملة عسكرية لوقف هجمات الحوثي على سفن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وتكمن المفارقة في تساؤل رئيسي: ما علاقة الصومال بهذا الصراع الذي تدور أحداثه في اليمن؟ للإجابة على هذا السؤال، لا بد من فهم الموقع الجيوستراتيجي للصومال الذي يقع مقابل اليمن على خليج عدن، ما يجعله منطقة ذات أهمية بالغة للولايات المتحدة، خاصة في ظل التصعيد العسكري ضد الحوثيين.
وتشير تقارير إعلامية أمريكية إلى وجود مؤشرات على تعاون محتمل بين حركة الشباب الصومالية والحوثيين، حيث نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا مؤخرا قوله إن هناك "مؤشرات على تواطؤ بين الجانبين"، بينما أفادت شبكة "سي إن إن" في تقرير سابق بأن المخابرات الأمريكية رصدت مناقشات بين الطرفين حول توريد أسلحة، وهو ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه "تطور مثير للقلق".
موقع جغرافي وخطابات ودية
لكنْ بعيداً عن حركة الشباب الصومالية، فهناك أيضاً الموقع الجغرافي للصومال، الذي يقع على الساحل الشرقي لقارة إفريقيا، وهو جزء مما يُعرف بالقرن الإفريقي، يحدّه من الشمال خليج عدن اليمني وجيبوتي، ومن الغرب إثيوبيا، والمحيط الهندي شرقاً، وكينيا جنوباً.
وبين الصومال واليمن ممرٌ مائي لطالما قطعه اللاجئون اليمنيون والصوماليون بزوارقهم خلال رحلات لجوئهم من اليمن للصومال وبالعكس.
تقول صحيفة نيويورك تايمز حول هذا الموقع في تقريرها الذي نشر مؤخراً: "للولايات المتحدة حالياً قاعدة في جيبوتي المجاورة، إلى جانب عمليات عسكرية صينية وأوروبية". تنقل الصحيفة عن مسؤولين في أرض الصومال قولهم "إن أرض الصومال ستكون خياراً أقل ازدحاماً لمراقبة الممر المائي وشن ضربات محتملة ضد أهداف الحوثيين في اليمن".
في داخل الصومال، تقع جمهورية أرض الصومال الانفصالية، وهي الجزء الشمالي الذي كان خاضعاً للاستعمار البريطاني سابقاً، وأعلن الاستقلال عن الصومال من جانب واحد، لتنشأ جمهورية "صوماليلاند" أو أرض الصومال. ولم تحظَ الجمهورية باعتراف أي دولة أو منظمة دولية، لكنها تقع على الساحل الجنوبي لخليج عدن.
وفق صحف عالمية، فإن ممثلين عن الصومال وعن أرض الصومال أرسلوا رسائل إلى ترامب خلال الفترة الماضية، يعرضون عليه فرصاً للاستثمار العسكري والاستراتيجي مقابل تمتين علاقات الولايات المتحدة معهما.
"يمتد مهبط الطائرات، الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وأرضه اللامعة تحت أشعة الشمس، باتجاه ساحل القرن الإفريقي. وعلى بُعد أميال قليلة، كان عمال الموانئ يُفرّغون حمولاتهم في ميناء على خليج عدن، وهو طريق ملاحي عالمي حيوي يتعرض باستمرار لهجمات الحوثيين من اليمن"، هكذا افتتح صحفيان في النيويورك تايمز تقريراً نشر في 13 من أبريل/نيسان، حول الفرص التي تحاول أرض الصومال منحها للولايات المتحدة.
يقول التقرير إن الميناء ومهبط الطائرات ينتميان لمدينة بربرة في أرض الصومال، ويرى سكان تلك المنطقة المرفقين "كمفتاح لتحقيق طموح دام لعقود من الزمن: ألا وهو الاعتراف الدولي".
"وتسعى أرض الصومال إلى إبرام صفقة مع ترامب يتم بموجبها استئجار الولايات المتحدة للميناء ومهبط الطائرات مقابل حصولها على الاعتراف باستقلالها الذي طال انتظاره".
فيما تذهب نيويورك تايمز إلى أن هجمات الحوثيين "وتعطيل حركة الشحن الدولي" إلى جانب احتدام الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد يدفعان الإدارة الأمريكية للتفكير "في وجود جديد في القارة".
وتتضمن الصفقة التي يفكر بها المسؤولون في أرض الصومال، وفق ما تنقل صحيفة نيويورك تايمز، إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على طول ساحل الإقليم الممتد لـ500 ميل، والمطل على خليج عدن، ومن شأن هذا الوصول "أن يمنح الولايات المتحدة حضوراً حيوياً على طريق ملاحي رئيسي، ونقطة مراقبة استراتيجية لمراقبة الصراعات في المنطقة، بحسبها".
لكن، على الجهة الأخرى، قالت وكالة "آسوشيتد برس" مطلع الشهر الجاري، إن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد بعث رسالة لترامب يعرض فيها الوصول الحصري إلى القواعد الجوية والموانئ البحرية، ما جدد التوترات بين الحكومة الصومالية وأرض الصومال، وفق الوكالة، ذلك أن أحد الموانئ تقع في مدينة رئيسية في أرض الصومال.
وفي الرسالة، عرضت الصومال على الولايات المتحدة السيطرة على قاعدتي بربرة وباليدوجلي الجوّيتين، ومينائي بربرة وبوساسو، "لتعزيز المشاركة الأمريكية في المنطقة"، وقد ساعدت الولايات المتحدة لسنوات القوات الصومالية بغارات جوية ضد جماعة الشباب وتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال.
فيما قالت قناة فوكس نيوز إنها تواصلت مع وزارة الخارجية الأمريكية للاستيضاح عن تصريح ترامب حول علاقة الصومال بالحوثيين، ولا تزال تنتظر الرد.
يذكر أن أول عمل عسكري قام به ترامب بعد توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، كان شن غارات جوية قال إنها تستهدف "إرهابيين" يتبعون لتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال، وفق ما نقل موقع أكسيوس الأمريكي.