سفير ليبي يتحدث لـعربي21 عن ضغوطات من دول داعمة لـإسرائيل
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
في أول حوار صحفي له منذ توليه منصبه، أكد السفير الليبي لدى هولندا، زياد دغيم في مقابلة خاصة مع "عربي21" أن ليبيا ستقدم دفوعها بعد غد الخميس 22 فبراير أمام محكمة العدل الدولية لدعم الموقف الفلسطيني في رفض وإدانة دولية لسياسات الفصل والتمييز العنصري للاحتلال المستمرة منذ سنوات طويلة.
وأكد في حواره الحصري لـ"عربي21" أن "التدابير المؤقتة التي فرضتها محكمة العدل الدولية يمكن أن تحرج مجلس الأمن والقوى الداعمة لإسرائيل وأنها أسست لقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأشار إلى تعرض بلاده لتضييقات من قوى دولية وإقليمية تدعم سياسات دولة الاحتلال وبعض الدول العربية التي تقود حملة التطبيع في المنطقة عبر تجنيد مرتزقة من الإعلاميين للهجوم عليه شخصيا وتنظيم حملة ممولة لتشويهه".
وإلى نص المقابلة الخاصة:
بداية ما دوافع اتخاذ ليبيا خطوة دعم دولة جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني؟
أؤكد بداية أن الدولة الليبية قررت الانضمام إلى موقف دولة جنوب إفريقيا في الدعوى ضد الاحتلال الإسرائيلي بتهمة الإبادة الجماعية وأيضا ليبيا رابع دولة انضمت إلى فلسطين في القضية الثانية بطلب رأي محكمة العدل الدولية تجاه سياسات الاحتلال العنصرية.
أما عن الدوافع فهي أولا: قيم وثوابت المجتمع الليبي العربي المسلم المحافظ الذي يجمع ويفتخر برمزية عمر المختار والنضال والفداء، وثانيا: لتداعيات تهجير سكان غزة على الأمن القومي الليبي ووحدة أراضيه التي ستكون جزءا من أية تسوية كبرى بالمنطقة لو نجحت إسرائيل.
وما دلالة وأهمية حضوركم للجلسة التاريخية دعما للفريق القانوني لجنوب أفريقيا؟
حضورنا ومشاركتنا سيعيد ليبيا إلى دورها الطبيعي الذي تخلف ويجب أن نبحث عن كل ما يجمعنا كدول عربية وإسلامية وحتى من يخالفنا في الدين لكنه يدعم الإنسانية وحقوق الإنسان ويرفض الظلم والإبادة.
وما فحوى وأهمية المرافعة التي ستقدمها ليبيا بعد غد..وهل هي خطوة منفصلة عن دعوى جنوب أفريقيا؟
ليبيا ستقدم دفوعها الخميس 22 فبراير الجاري أمام محكمة العدل الدولية لدعم الموقف الفلسطيني في رفض وإدانة سياسات الفصل والتميز العنصري للاحتلال المستمرة منذ سنوات طويلة، وهذه قضية مختلفة عن الإبادة الجماعية التي ترتكب الآن في قطاع غزة والتي سننضم فيها أيضا إلى جنوب إفريقيا وبالتنسيق معها.
ألم تخشى الدولة الليبية من صدام مع قوى عالمية ودولية تدعم إسرائيل فيما تفعله في قطاع غزة؟
كل شعوب العالم أدانت الاحتلال لارتكاب أسوأ إبادة موثقة بالتاريخ والحكومات جميعا ستنحاز عاجلا أم آجلا لشعوبها، فالإنسانية أكبر ما يجمعنا وستنتصر الإنسانية قطعا.
ذكرت أن سفارتكم في هولندا وأنت على رأسها تواصلون التشاور مع دولة جنوب إفريقيا بشأن القضية المرفوعة..ما طبيعة هذه المشاورات؟
التشاور أوسع من جنوب إفريقيا وبالتحديد التوقيت الأنسب لبدء إجراءات الانضمام بما لا يضر أو يعطل صدور حكم بالشق العاجل بوقف إطلاق النار.
بعد هذه الخطوات.. هل تعرضتم لتضييقات أو تهديدات من قبل قوى داعمة للكيان المحتل؟
للاسف نعم، وذلك عبر حملة تشويه عبر الكذب والافتراء من قبل صحافين وإعلاميين مقيمون في الخارج وممولين من دولة تقود مشروع التطبيع بالمنطقة.
ذكرت في تصريحات سابقة أن قرار محكمة العدل الدولية بعد مرافعة جنوب أفريقيا يمهد لإدانة الكيان الصهيوني بجريمة الإبادة الجماعية بعد شهر من صدوره.. هل تم ذلك؟
قراءتي للحكم الصادر والذي لم يفرض وقف إطلاق النار حتى الآن إلا أنه أسسس له حيث الالتزامات المقيدة للاحتلال تستلزم تنفيذها وقفا لإطلاق النار حكما، كما مهد الحكم لإحراج مجلس الأمن الدولي وأيضا وضع الاحتلال في مأزق بإلزامه تقديم تقارير تثبت تنفيذ التزامات محددة بعد شهر وهذا ما يستحيل فعله مما يمهد لإدانة الاحتلال نفسه دوليا.
ذكرت أنك شخصيا ومنذ إعلانك رفع دعوى قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي أنك "تتعرض لحملة تشوية من مرتزقة تمولهم دولة تقود مشروع التطبيع في المنطقة".. هل يمكن ذكر تفاصيل أكثر؟
مرحليا سأكتفي بهذا القدر من التلميح وربما يوما نذكره بتصريح وتفصيل.
وما خطوتكم القادمة أمام محكمة العدل الدولية لإدانة الاحتلال في حربه على غزة؟
من وجهة نظري الحرب طويلة وما معركة غزة إلا معركة أولى من حرب طويلة وشاملة وتشمل كل المجالات وهناك صولات قانونية وسياسية وعسكرية وستنزلق دول كثيرة تواليا، أيضا محكمة الجنايات الدولية ستكون ساحة أخرى قريبا.
وما تقييمك للموقف العربي تجاه ما يحدث في غزة حتى الآن؟
بصراحة اعتبره مخيب للآمال وخاصة على المستوى الشعبي، لكن ما يدعو للأمل هو أن قضية فلسطين انتصرت استراتيجيا وأمست قضية إنسانية كبرى وهي الحقيقة الفارقة فكلما زادت إنسانيتك ورقيك زاد إحساسك ودعمك للمظلومين الذين أبهروا العالم بصبرهم الجميل وثباتهم وسمو أخلاقهم.
بعيدا عن غزة.. أثير لغط مؤخرا بأن هناك تلاعب في مستندات بعض أملاك الدولة الليبية في هولندا وبيعها أو رهنها.. ما صحة ذلك؟
غير صحيح بالمطلق وهو كلام مرسل دون دليل فقط للتشويه ولسبب واضح جدا ذكرته أعلاه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات زياد دغيم ليبيا غزة التطبيع ليبيا غزة التطبيع ضغوط زياد دغيم المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.