□ أهاااا – كل الخرطوم ومدني ودارفور تم نهبها، بسبب إنو الأموال كلها عند الكيزان، وبالذات الخرطوم العدمت عود الكبريت.
□ أهاااا عاد خموا وصروا – وكل الخرطوم سرقوها قنقر كي هههههه زي ما بقولوا الدعامة.
□ والحمدلله الذي لا يحمد علي مكروهٍ سواه – إغتراب ٣٧ عام صلت وجلت فيها معظم دول المعمورة – من جامعة إلي أخري ومن مؤسسة إلي غيرها – ساهمت في العديد من المشاريع التنموية الرائدة في العديد من الدول – ورغم رغد الحياة في دول المهجر ولكن يبقي الحنين للوطن.


□ أتيت قبل ١٠ أعوام وبنيتُ منزل أسرتي بأرقي أحياء الخرطوم، كلفني تشييده مئات الآلاف من العملة الأجنبية – راعيتُ فيه كل سبل الراحة للأسرة أو لعائلتي – فقد كان تُحفة عمرانية فريدة الطراز.
□ وكان ذلك بداية التفكير في الإستقرار في وطني السودان بعد عناء السنين.
□ شيدت مزرعة ضخمة لتربية الأبقار الهجين مابين مستورد ومحلي كمشروع علمي أكثر من أن يكون مشروع إستثماري ذات دخل.
□ بالإضافة لحديقة للموالح والمانجو والجوافة والليمون كملحق للمشروع، صرفت في هذا المشروع كثيراً وقد أرهقني.
□ ولكن كانت أهدافي هي التي تقودني لتحقيق النجاح، والحمدلله بدأت أجني نتائج مشروعي هذا قبل ٥ أعوام.
□ كانت لدينا ٤ سيارات لي ولأبنائي معظمها كان في خدمة مشروعي
□ قبل بداية الحرب في الخرطوم بأسبوعين، أتتني مأمورية عمل في أحدي دول أوربا، سافرت تلبيةً للطلب.
□ وأنا هناك، ومن غير سابق معرفة أو موعد بأن هناك حرب ستكون في الخرطوم، وصلتني المعلومات من السودان عبر وسائط التواصل الاجتماعي من الأبناء والأهل والمعارف.
□ حينها إتصلت علي الأبناء وتناقشنا كثيراً، ووجهوني أنهم لابد أن يبتعدوا عن الخرطوم، فالأوضاع كانت صعبة، وصوت المدافع يملأ العاصمة، وأعمدة الدخان تصل عنان السماء.
□ بالفعل إستطاعت العائلة من الخروج من الخرطوم بصعوبة، ووصلوا ميناء حلفا ومنها الي مصر ثم الي أوربا.
□ خرج جميع أبنائي وأحفادي، عدا أحد إبنائي الذي رفض ترك المنزل وتسبب بأهمية متابعته للمزرعة، حاولت إقناعه لكنه رفض، فقد كنت أخاف علي حياته، سيما والاخبار السيئة ترد الينا من الخرطوم ( من نهب وسرقة للبنوك والمحلات التجاريو والقتل والاغتصاب.
□ في تلك الأجواء المشحونة بالترقب والأمل والألم، عشنا أسوأ أيامنا ونحن بعيدين عما يجري بالخرطوم، وما سيحدث لإبننا الذي تخلف عن ركب العائلة.
□ اتصل علي جاري ليبلغني أن إبني أحمد أقتحم عليه لصوص ومرتزقة يتبعون لحميدتي، وهددوه بالقتل لو لم يخرج من المنزل، وفعلاً خرج وبعد ذلك انقطعت أخباره عنا لمدة يومين، إلي أن إتصل بنا وحكي كل معاناته حتي وصل لبورتسودان، وأقام مع عمته هناك، إلي أن حضر إلينا بعد أسبوعين من خروجه من المنزل.
□ حكي لي إبني أحمد أن مشروع الأبقار انتهي، فجنود حميدتي قد ذبحوا كل الأبقار في يوم واحد، ورحلوا لحومها إلي جهة غير معلومة، أعتقد تم توزيعها علي جنودهم المتواجدين في الخرطوم.
□ تواصلت مع أحد المعارف القريبين من منزلي لكي يذهب للمنزل ويطمننا، عاودني باتصال بعد أيام وقد قال لي ( ربنا يعوضك فمنزلك أصبح خرابة، وحتي السيراميك تم تكسيره، والشبابيك والأبواب تم خلعها.
□ أما داخل المنزل فلا يوجد شئ يوحي بوجود حياة فيه قبل ذلك، فقد تم نهب وتحطيم المنزل بتشفي وحقد شديد.
□ وهكذا فقد ذهب مشروع استقراري أو منزلي، وكذلك مشروع تربية الأبقار، وحديقة الفواكه، كل ذلك أدراج الرياح.
□ حينها أدركت أنني أضعتُ كل ما أملك، وها أنا الآن يجب أن أبدأ من الصفر.
□ وقناعتي بعد الذي حدث أن السودان ليس وطني أو بلدي الذي وُلدت ونشأت فيه.
□ يبدو أن كثيراً من المعالم ومعرفة طباع بعض السودانيين قد غابت عني، سيما القادمون للخرطوم من أقصيٰ غرب السودان وغرب أفريقيا، القادمون المقيمون في أطراف العاصمة، فقد علمت من المعارف والأصدقاء والمقربين أن نهب الخرطوم تمت بواسطة سكان أطرافها شرقا وغرباً وجنوباً من العاصمة الخرطوم.
□ ها أنا الآن أبدأ من جديد مع أبنائي والحمدلله أن الأبناء حاصلون علي درجات علمية رفيعة، فلا خوفٌ عليهم، وهدفي إقامة أو شراء منزل وعمل مشروع اعاشي لعائلتي ولكن ليس في الخرطوم ولا حتي السودان.
□ فيكفي ما حدث لي فإنه قد فاق الخيال.
□ أنا لم يكن في عمري الوقت الكافي لأنتمي لأي حزبٍ كان، وإذا كانت العمارات والمنشئآت الجميلة والتشييد والتعمير يشبه الكيزان فقط ( أفتخر أن أكون من الكيزان ).
□ فما بنيته وأسسته كان من كدي واجتهادي خارج السودان.
□ ولم أعمل طوال عمري منذ تخرجي من جامعة الخرطوم بأي قطاع حكومي داخل السودان، فقد كان همي التحصيل العلمي، وبناء قدراتي، وتحقيق أهدافي، خارج السودان لأعوامٍ اقتربت من النصف قرن.
□ ومن هنا نقول للوطن السودان وداعاً، ولن نأتي إلا بعد اعتدال الأمور في كل مناحي الحياة البشرية.
○ حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ظلمنا واعتدى علينا وعلى ما نملك.
□ نصيحة لكل من امتدت يده لحقوق الغير في هذه الحرب:–
○ الذي يسعي للخراب لن يعمر أبدآ.
○ وإذا ظن أنه سينعم بما سرق فهو علي خطأ.
○ وقبل أن تجتمع الخصوم عند المليك المقتدر، سيكون هناك حسابٌ عسير في الدنيا.

** متداول

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی الخرطوم

إقرأ أيضاً:

السودان: قوات الدعم السريع تجدد قصف الخرطوم والأبيض

جددت قوات الدعم السريع صباح اليوم الجمعة قصفها المدفعي على مواقع تابعة للجيش السوداني في محيط القصر الجمهوري وسط الخرطوم، فيما استهدفت أيضًا مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، وفقًا لمصادر عسكرية.

ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر عسكري أن القصف انطلق من حي الصالحة جنوبي أم درمان، واستهدف محيط القصر الجمهوري، دون تسجيل خسائر بشرية. ويأتي هذا الهجوم بعد قصف مماثل يوم الخميس طال مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية بالعاصمة.

وفي تطور ميداني آخر، أفاد مصدر عسكري بأن طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع شنت هجومًا ليليًا على مدينة الأبيض، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من أحد المقار العسكرية التابعة للجيش، بحسب روايات شهود عيان.

في المقابل، أعلن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، أن قواته سيطرت على مدينة النهود، العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان. وأشار في تسجيل مصور من أمام مقر محلية المدينة إلى أن القوات في طريقها لبسط السيطرة على بقية مدن الولاية.

 

 

كلمات دالة:السودانقوات الدعم السريع السودانية

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند السودان: قوات الدعم السريع تجدد قصف الخرطوم والأبيض غزة: مجزرة إسرائيلية جديدة في البريج والاحتلال يوسع عدوانه وزارة الدفاع الإسرائيلية تهدد الرئيس السوري أحمد الشرع هجوم إسرائيلي على سفينة "أسطول الحرية" المتجهة إلى غزة قبالة سواحل مالطا عملية نوعية مركبة للقسام توقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • السودان: قوات الدعم السريع تجدد قصف الخرطوم والأبيض
  • أولويات ما بعد الحرب في السودان
  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • سفير المملكة في السودان: بدء تأهيل 6 مستشفيات بالخرطوم
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • مصر تدشن مشروعًا وطنيًا لتصنيع أكياس وقرب الدم بالشراكة مع اليابان.. استثمارات بـ1.4 مليار جنيه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • مسؤول سوداني سابق لـ”سبوتنيك”: إعلان إثيوبيا عن قرب التشغيل الكامل لسد النهضة يتطلب تحركا غير مسبوق
  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات
  • فرن بلدي للمليشيا الإجرامية داخل مكتب أحد الأساتذة بجامعة الخرطوم