صحيفة تركية: زيارة أردوغان لمصر أنشأت محورا جيوسياسيا جديدا في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
يقول الكاتب التركي إيراي غوتشلور إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر يوم 14 فبراير/شباط الجاري كانت لها معان تتجاوز تطبيع العلاقات بين البلدين ورفعها للمستوى المطلوب إلى إنشاء محور جيوسياسي جديد.
وأوضح -في تقرير بصحيفة "أكشام" التركية- أن المحور الجديد يضم تركيا، ومصر، وقطر، والسعودية والإمارات، وله أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط، إذ إنه ينطوي على تعاون وثيق وتضامن واسع النطاق.
ولفت غوتشلور إلى أن السبب الرئيس وراء هذا التضامن هو مواجهة رغبة القوى الإمبريالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا، في تقسيم الشرق الأوسط إلى أجزاء أصغر وإضعافه، مضيفا أن الدول العربية أدركت ذلك جيدا وأدركت أن دورها قد حان.
وقال إن صادرات الدفاع التركية للسعودية لعام 2023 بلغت 5.5 مليارات دولار، وإن هذه مجرد بداية، وإن المزيد سيأتي. فعلى سبيل المثال، ستطلب السعودية من تركيا عددا كبيرا من المنتجات الدفاعية، وعلى رأسها دبابة ألطاي.
وأضاف أنه في وقت لاحق، فتحت العلاقات المتطورة مع الإمارات المجال للتعاون بين البلدين في عديد من المجالات، وعلى رأسها الصناعات الدفاعية. وكانت الإمارات ثاني أكبر دولة تصدر إليها تركيا أسلحة بعد قطر في الفترة من 2018 إلى 2022.
الرئيس التركي أردوغان (يمين) وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القصر الرئاسي في أنقرة 22 يونيو/حزيران 2023 (رويترز) تشكيل جديد للمنطقةوتابع غوتشلور قائلا إن الحوار الذي تم تأسيسه مع مصر بعد 12 عاما من القطيعة مهد الطريق لنقل التشكيل الجيوسياسي في المنطقة إلى أبعاد أبعد. بالإضافة إلى تحديد هدف زيادة حجم التجارة مع مصر إلى 15 مليار دولار خلال هذه الزيارة، وستستمر المناقشات حول توفير عديد من أنظمة الأسلحة التي طلبتها مصر من تركيا، مثل السعودية.
وكما هو واضح، يقول غوتشلور، فإن الصناعات الدفاعية وأنظمة الدفاع أداة مهمة للغاية يمكن لتركيا استخدامها في تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة. ومن خلال ذلك، يمكن أن تسير السياسة على خطى سلمية وضد الإمبريالية في آن واحد.
ومع ذلك، فإن كون مصر وتركيا جارتين بحريتين أيضا يفتح المجال أمام تطوير علاقاتهما إلى أبعاد أخرى. وفي هذا السياق، من الممكن في المستقبل القريب إبرام اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين تركيا ومصر، كونهما أكبر دولتين تمتلكان جرفا قاريا.
وبالمثل، من المخطط أن تقوم مصر وتركيا بإجراء عمليات مشتركة للتنقيب عن النفط والغاز في حقول الطاقة الموجودة داخل الجرف القاري المصري.
وقف وحشية إسرائيلوأشار الكاتب إلى أن العمل المشترك مع الدول الموجودة على المحور الجيوسياسي الجديد، وخاصة مع مصر، اكتسب قوة أكبر لوقف وحشية إسرائيل في غزة، ومن خلال الدعم التركي لمصر، تقلص ضغط تل أبيب على القاهرة.
وختم التقرير بالقول: "هكذا تم فعليا وضع حد للسياسات اللاإنسانية لإسرائيل المتمثلة في ضم غزة والقضاء على الشعب الفلسطيني. وسنرى تأثير ذلك قريبا جدا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أردوغان يحذر من خطر حرب نووية ويؤكد استعداد تركيا للوساطة بين روسيا وأوكرانيا
البرازيل – حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خطر اندلاع حرب نووية على خلفية استخدام أوكرانيا للصواريخ البعيدة المدى ضد روسيا، معبرا عن أمله في تحقيق وقف لإطلاق النار بين الجانبين.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي في ريو دي جانيرو، امس الثلاثاء، تعليقا على تعديل روسيا لعقيدتها النووية، إن “حربا قد يستخدم فيها السلاح النووي لا يمكن أن يكون فيها أي شيء إيجابي”.
واعتبر أن روسيا اتخذت هذه الخطوة “ردا على الموقف الذي تم اتخاذه تجاهها في ما يخص استخدام الأسلحة التقليدية. وأعتقد أن هذه المسألة يجب أن يدرسها المسؤولون في الناتو”.
وتابع قائلا إن “روسيا يجب أن تكون لديها إمكانية للدفاع عن نفسها واتخاذ إجراءات لحماية نفسها، وهي اضطرت لاتخاذ هذه الإجراءات. وعلينا في دول الناتو أيضا أن ندافع عن أنفسنا ونتخذ خطوات في هذا الشأن”.
وأشار إلى أن روسيا وأوكرانيا تعتبران جارتين لتركيا، مضيفا أن “علينا أن نحمي علاقاتنا الثنائية معهما. وآمل في أننا سنحقق وقفا دائما لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا بأسرع ما يمكن وسنضمن السلام الذي ينتظره العالم”.
وأكد أن تركيا مستعدة لتولي دور الوساطة بين الطرفين، مشيرا إلى أن “لدينا رغبة وإمكانيات في هذا الشأن”.
وأعرب عن أمله في أن “تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة خطوات أكثر شجاعة وعقلانية لدعم التوجه نحو السلام”.
وأدلى الرئيس التركي بتصريحاته على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
ويأتي ذلك على خلفية التقارير الإعلامية حول قرار الإدارة الأمريكية رفع القيود عن استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ ATACMS التكتيكية الأمريكية الصنع لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وإعلان وزارة الدفاع الروسية عن استخدام أوكرانيا لتلك الصواريخ أثناء استهدافها لمقاطعة بريانسك الروسية فجر الثلاثاء 19 نوفمبر.
وفي سياق متصل صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الثلاثاء على التعديلات على العقيدة النووية الروسية، التي توسع قائمة الظروف التي قد تؤدي إلى استخدام روسيا للأسلحة النووية.
المصدر: وكالات