اعتبر مراقبون أن إقدام الجيش المصري على الكشف عن وثائق سرية متعلقة بحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 مع إسرائيل له دلالات مهمة من حيث التوقيت، وتزامنه مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح الملاصقة للحدود المصرية، وهي الخطوة التي دفعت القاهرة للتهديد بتداعياتها الواسعة على العلاقات مع تل أبيب.

وفي 17 فبراير/شباط الجاري، نشرت وزارة الدفاع المصرية، عبر موقعها الإلكتروني، وثائق سرية خاصة بحرب 1973، تحت عنوان "وثائق حرب أكتوبر 193.. أسرار الحرب".

ويتجاوز عدد الوثائق المصرية 200 وثيقة، وتتضمن مخاطبات عسكرية تكشف عن "جرائم" إسرائيلية، ومذكرات لقادة بخط اليد وتقارير وخرائط، وتفاصيل عن معركة "الثغرة" الشهيرة، وخطة الخداع الاستراتيجي في الحرب المعنونة باسم "الخطة سلامة".

وتعلق وكالة "الأناضول" التركية على ذلك بالقول إن نشر الوثائق يأتي بينما تتصاعد منذ أسابيع توترات بين القاهرة وتل أبيب بشأن شبه جزيرة سيناء التي حررتها مصر خلال حرب 1973، وذلك على وقع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة المجاور منذ 7 أكتوبر الماضي.

اقرأ أيضاً

"رسالة ردع".. مصر تكشف عن وثائق نادرة بحرب أكتوبر 1973

ونقلت الوكالة تصريحات للواء يعمل مستشارا بأكاديمية ناصر العسكرية، التابعة للجيش المصري، قال فيها لصحيفة "اليوم السابع"، المقربة من السلطات، إن نشر الوثائق "يحمل دلالة مهمة في التوقيت في ظل منطقة تموج بكثير من المتغيرات".

وتابع أن هذه الوثائق "تجعلنا نتذكر ما حدث، و نذَّكر الآخرين بما حدث، لأننا نقول للعالم إنه رغم الظروف وقتها فقد حققنا المطلوب، وظروفنا اليوم أفضل ونستطيع فعل المطلوب في كل وقت وحين".

محتويات الوثائق

الاستراتيجي العسكري"، و"إدارة العملية/ الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران"، و"التخطيط لتصفية الثغرة".

وكذلك "فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية"، ودور "الإعلام العسكري في حرب 1973"، و"الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية"، و"مذكرات القادة" بشأن الحرب.

وشملت هذه البنود، بحسب إطلاع الأناضول، مخاطبات وتقارير وخرائط عسكرية تكشف تفاصيل لأول مرة بشأن الحرب التي أسفرت عن استعادة مصر لسيناء.

اعتداءات إسرائيلية 

تحت بند "فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية"، قالت الوزارة إنه "بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر 1973، صدر قرار مجلس الأمن رقم 338، والذى يقضى بوقف بجميع الأعمال العسكرية بدءا من 22 أكتوبر 1973، والذى قبلته مصر ونفذته، ولكن خرقته كعادتها إسرائيل؛ مما أدى إلى صدور قرار آخر في 24 أكتوبر التزمت به إسرائيل اعتبارا من 28 أكتوبر".

اقرأ أيضاً

ناشطون مصريون يدعون الجيش للتدخل قبل وقوع مجزرة في رفح

وأضافت: "اضطرت بعدها إسرائيل للدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات في أكتوبر ونوفمبر 1973، وهي مباحثات الكيلو 101 التي تم فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار وتولي قوات الطوارئ الدولية المراقبة، ثم بدأ تبادل الأسرى والجرحى".

ضمن البند نفسه، وتحت عنوان "تقارير هامة"، أظهرت وثيقة بندا حمل رقم 538/ 20051 بتاريخ 1 ديسمبر/ كانون الأول 1973 يشير إلى تقرير بخصوص اعتداءات إسرائيلية على المدنيين والأهداف غير العسكرية.

وتحت عنوان "سري"، نشرت الوزارة 13 وثيقة، إحداهما بعنوان "بيان بالاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والأهداف غير العسكرية التي تمثل خرقا لنصوص الاتفاق الدولي".

ورصد البيان الاعتداءات التي قام بها "العدو" على مختلف محافظات مصر بين 6 أكتوبر و6 نوفمبر/تشرين الثاني 1973، وتشمل غارات وإطلاق صواريخ ونيران وهدم منازل في محافظات بينها الدقهلية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط والقليوبية (شمال) والإسماعيلية والسويس وبورسعيد (شرق).

وهذه الاعتداءات أسفرت، وفق الوثائق، عن استشهاد وإصابة أعداد كبيرة من المواطنين وتدمير عشرات المنازل وتلف طرق عام وتضرر في شبكة الاتصالات واشتعال حرائق.

الخطة سلامة

"الخطة سلامة".. كانت عنوان خطة الخداع الاستراتيجي والتعبوي للهجوم المصري المفاجئ، وبدأت قبل حرب 6 أكتوبر، وهدفت بحسب الوثائق إلى "التمهيد لقيام القوات المسلحة بعمليات هجومية قريبة، مع التركيز على تضليل العدو".

اقرأ أيضاً

مصر تؤكد رفضها أي محاولة لتهجير سكان غزة طوعا أو قسرا

الخطة شامل

"الخطة شامل" هو عنوان التخطيط العسكري لتصفية "ثغرة الدفرسوار"، وهو مصطلح يشير إلى منطقة في محافظة الإسماعيلية مطلة على قناة السويس، تمكن "العدو" من اختراقها ليلة 16 أكتوبر 1973، قبل أن تعمل تلك الخطة على القضاء عليها.

كما تتضمن الوثائق عشرات الخرائط والتقارير العسكرية بشأن تحركات "العدو" ومخاطبات عبر الهاتف اللاسلكي بشأن عبور وتحطيم الساتر الترابي الشهير المعروف باسم "خط بارليف" (ِشرق قناة السويس)، ومحادثات بين قادة.

تقرير الجمسي

ومن بين الوثائق تقرير رئيس هيئة العمليات في الجيش المصري آنذاك اللواء محمد عبد الغني الجمسي، الذي ألقى ملخصه أمام لجنة الأمن القومي في مصر خلال جلسة سرية

وقال الجمسي، في التقرير المؤلف من 24 ورقة، إن مصر بدأت حرب استنزاف ضد اسرائيل في 28 سبتمبر/ أيلول 1968 وتوقفت في 7 أغسطس/ آب 1970، وهدفت إلى "إنزال أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو"، بموازاة الإعداد للحرب.

الجمسي اختتم تقريره بأن "الدور الرئيسي في حسم هذه المعركة وتحقيق النصر هو المقاتل المصري الذي يتمتع بإيمان راسخ وروح معنوية قتالية عالية والمؤمن بالهدف الذي يحارب من أجله، وكانت أكبر مفاجأة في هذه الحرب هي كفاءة الجندي المصري واستعداده للتضحية".

وإلى جانب التقرير، شملت الوثائق العسكرية المصرية الجزء الأول من مذكرات الجمسي بخط يده، ويستعرض فيهم أوضاع ما قبل حرب 1973.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات المصرية الإسرائيلية حرب أكتوبر وثائق سرية غزة الجيش المصري حرب أکتوبر أکتوبر 1973 حرب 1973

إقرأ أيضاً:

تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)

■ عقب دخول الجيش والتشكيلات العسكرية الأخري إلي مدينة ودمدني وتحريرها تم نقل عدد من الجرحي والمصابين إلي مستشفي السلاح الطبي بمدينة القضارف .. داخل عنابر المستشفي كانت هنالك لوحة رسمتها دماء الشجعان الذين شاركوا في معارك التحرير بالمحور الشرقي ..قوات مسلحة .. مخابرات .. مشتركة .. مستنفرون ..براؤون ..ودرع السودان ..

■ كانوا جميعاً يتلقون العلاج من طاقم طبي واحد ويتقاسمون آلام ( غيار) الجروح الصعب .. ويتعاونون في تدبير أمورهم بطريقة مدهشة ..لا تكاد ( تفرز) هذا من ذاك ..

■ أثناء تجوالنا داخل الأقسام المخصصة لجرحي عمليات المحور الشرقي استوقفني شاب في بداية العقد الثالث من عمره .. كان ينادي : يا أستاذ .. يا أستاذ .. ذهبت إليه في الركن الشمالي الشرقي من العنبر برغم جرحه الغائر إلا أن إبتسامة وضيئة غطّت وجهه الصبوح .. علمت أنه من الذين يكرموني بالمتابعة .. قال لي : أنا تابع لدرع السودان .. قلت له : يعني إنتو أولاد كيكل؟! .. قال لي لا .. كيكل دة قائدنا في الحرب .. نحنا أولاد البطانة ..

■ قضيت وقتاً مع ابن البطانة داخل عنبر الجرحي بالسلاح الطبي .. علمت أنه طالب بكلية الهندسة جامعة السودان .. وأنه ليس وحده .. عدد كبير من خريجي وطلاب الجامعات السودانية التحقوا طوعاً بدرع السودان لحماية أهلهم والمشاركة في تحرير وتطهير القري التي دنستها وأستباحتها مليشيات التمرد ..

■ عدد كبير من الذين التحقوا بدرع السودان رجال مال وأعمال وأصحاب مهن وحرف وتجارة تركوا كل مايشغلهم وتفرغوا لتحرير أرضهم وحماية أعراضهم تحت لواء قوات درع السودان .. وبعض هؤلاء سقطوا شهداء ومن بينهم حملة درجات علمية عليا في مقدمتهم من يحمل درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية تقبله الله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..
■ بعيداً عن التدقيق في النوايا وتصنيف المقاصد ومراجعة المواقف والملفات السابقة .. نقول إن تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت وتساهم حالياً في سحق الجنجويد ومليشيات التمرد .. هذه التجارب مجتمعة تستحق الآن التقدير وكامل الإحترام ..

■ يكفي أن هؤلاء الشجعان يقاتلون الآن تحت مظلة الجيش السوداني الذي تعرف قرون استشعاره كيف تدير وترتب أمرها أثناء وخلال وبعد الحرب ..
■ نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ليس استعادة الأسرى.. هآرتس تكشف عن هدف العملية العسكرية على غزة!
  • صحف إسرائيلية: إقالة رئيس الشاباك تحول خطير ينذر بحرب أهلية بإسرائيل
  • النائب العام يقف على حجم الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المتمردة خلال فترة سيطرتها على مقر منطقة قري العسكرية
  • خطة جهنمية: وثائق تكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر ودور حزب الله وإيران
  • أكادير.. مكتب دراسات يتخلص من وثائق حساسة واتفاقيات في حاوية الأزبال
  • بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
  • “هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر
  • تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)
  • عدل 3.. هذا ما يجب فعله عند تحميل وثائق خاطئة
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟