الإمارات والهند..نموذج فريد للتعاون
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
الإمارات والهند..نموذج فريد للتعاون
أنهى، مؤخراً، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارته السابعة إلى دولة الإمارات خلال أقل من عقد وهي الزيارة الحادية عشر في مجمل الزيارات بين قائدي البلدين حيث زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” جمهورية الهند أربع مرات، وهي أحد المؤشرات المهمة لقياس ومعرفة مستوى العلاقة التي وصل إليها البلدان، هذا بالإضافة إلى العديد من المؤشرات الموضوعية مثل: الاتفاقيات التعاونية ونوعيتها.
بداية الهند، قدمت نفسها بشكل مختلف للعالم في عهد رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي الذي وصل إلى الحكم في عام 2014 ويُنتظر أن ينجح في الانتخابات المزمع إجراءها في إبريل القادم كنتيجة للنجاحات التي قدمها لبلاده على المستوى العالمي منها أن الهند تحتل المركز الخامس كقوة اقتصادية. وفي هذا التقديم الجديد بدت (الهند) أنها دولة تبحث عن صداقات وشراكات عالمية في المجالات المختلفة فعملت على الانفتاح في كل المجالات بما فيها المجال الثقافي، حيث تم افتتاح خلال الزيارة الأخيرة في العاصمة أبوظبي أكبر معبد هندوسي في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتماهى والاستراتيجية الإماراتية في التعايش ومحاربة التطرف الديني من خلال الاتفاقية التاريخية “الأخوة الإنسانية” التي نتج عنها منصة تجمع بين الأديان السماوية الثلاث وهي: الإسلام واليهودية والمسيحية “البيت الإبراهيمي”.
وبدأت الانطلاقة الهندية الجديدة من خلال تقوية علاقاتها مع الجوار الجغرافي لها وهي دولة مجلس التعاون الخليجي التي تربطهما علاقات تاريخية وثيقة وتعاون في مختلف الجوانب الحضارية والإنسانية ولكن التحولات الدولية التي ارتبطت بوصول شخصية سياسية هندية لديها طموح في إبراز دولتها دفع لأن ينتبه إلى الدور المقبل لدول مجلس التعاون الخليجي في النظام الدولي وفي القلب من هذه الكتلة الخليجية كانت دولة الإمارات العربية المتحدة التي برزت كقوة إقليمية مؤثرة في العديد من الملفات الاستراتيجية والإنسانية فكانت النتيجة تلك الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعتها الدولتان في مايو من عام 2022 ومنذ ذلك التاريخ نشهد المزيد من التنسيق المشترك.
إن المتتبع لمسار هذه العلاقات يدرك أنها باتت تشكل النموذج الأمثل للشراكات الاستراتيجية القائمة بين الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث شاركت الهند كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات التي تقعد في إمارة دبي مرتين. المرة الأولى فبراير 2018، والمرة الثانية في فبراير 2024، ما يعكس تميز العلاقات والمكانة التي تحظى بها الهند ضمن أولويات السياسة الخارجية الإماراتية. في مقابل ذلك يبدو واضحاً، أن الهند تطورت علاقات مع دولة الإمارات ليس فقط من منطلق شريك استراتيجي لها، وإنما أيضاً من منطلق أن الإمارات نقطة ارتكاز بارزة لانخراط الهند في منطقة الخليج، حيث يدرك كل طرف أهمية الطرف الآخر إقليمياً ودولياً، فالإمارات باتت لاعب فاعل على الصعيد الاقليمي، في حين يتسارع صعود الهنود كقوة دولية.
هذه العلاقات تلقى قوة دفع نوعية كبيرة من خلال الصداقة المتينة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حيث تلعب هذه الصداقة دوراً كبيراً في تطوير الشراكة الشاملة بين البلدين على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي، حيث توافر الزيارات المتبادلة نطاقات مهمة لمناقشة الملفات والموضوعات التي تهم البلدين الصديقين فخلال أقل من عقد من وصول مودي إلى السلطة حدثت (11) زيارة لقائدي البلدين وهذا مؤشر مهم في إبرار الأهمية الاستراتيجية التي توليها قيادة البلدين لهذه العلاقة.
على كل، الإمارات وعلاقتها بالهند تُجسد نموذجًا فريدًا في بناء مجتمعات يقتدى بها في العديد من المجالات واحدة منها محاربة الإرهاب والتطرف وهو ما يؤدي بالنتيجة إلى تحقيق الاستقرار والأمن الدوليين. فمن غير أنهما (الإمارات والهند) تتبنيان مواقف مشتركة في مواجهة الإرهاب ومصادره فإنها أيضاً يشكلان تجربتين متطابقتين في التعايش والتعددية الثقافية، فالإمارات تضم أكثر من 200 جنسية يعيشون على أراضيها في أمن وسلام ويعتنقون ديانات ومذاهب مختلة، فيما تحتضن الهند مئات الملايين من مختلف الديانات والأعراق.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات وجهة العالم.. والشتاء «ذروة» المواسم السياحية
عززت دولة الإمارات، مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في المنطقة والعالم، وباتت ضمن أكثر الوجهات السياحية طلباً طوال العام، فيما يشكل فصل الشتاء موسم «الذروة» السياحية.
ويعد فصل الشتاء موسما مميزا للترويج السياحي في الإمارات، نظرا لاعتدال درجات الحرارة وتعدد الخيارات السياحية ما بين الترفيه والتسوق والأعمال، فضلا عن الاستجمام والتمتع بالمناطق الطبيعية الخلابة التي تشمل الجبال والصحاري والسواحل والمحميات الطبيعة.
وأطلقت الإمارات مؤخرا، حملة «أجمل شتاء في العالم»، للعام الخامس على التوالي للاحتفاء بالإنسان والمكان وسط تجارب سياحية استثنائية تستهدف المواطنين والمقيمين والسياح القادمين من باقي دول العالم، وفق منظومة متكاملة أساسها 53 عاما من الإنجازات المميزة جعلتها قبلة السياحة الإقليمية والعالمية بلا منازع.
وهربا من برودة الطقس في كثير من الدول حول العالم، التي تشهد انخفاضا حادا في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، يتوافد العديد من السياح إلى دولة الإمارات، ذات الطقس الدافئ والأجواء المعتدلة في فصل الشتاء، ليستمتعوا إلى جانب ذلك بالعديد من الأنشطة مثل رحلات السفاري والمغامرات الجبلية والتخييم ومغامرات الأودية.
ووفق مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تبوأت الإمارات المركز الأول إقليميا، وحلت في المرتبة 18 عالميا، لتحقق تقدما بمقدار 7 مراكز، مقارنة بالنسخة الماضية.
وتُعد الإمارات الدولة الشرق الأوسطية الوحيدة في قائمة الدول العشر الأكثر في الإيرادات السياحة الدولية، وتشير توقعات تقرير السياحة والسفر الصادر عن مجلس السفر والسياحة العالمي للإمارات العام الماضي، إلى أنها استقطبت 29.2 مليون سائح دولي العام 2024، بنمو 15.5%، مقارنة بالعام 2023؛ في حين أن من المتوقع بحسب تقرير «مجلس السفر»، الخاص بالمؤشرات السياحية للإمارات، أن يبلغ عدد السياح الدوليين القادمين إلى الدولة بحلول عام 2033، نحو 45.5 مليون سائح.
أخبار ذات صلة الفردان: منتخب السلة يواجه سوريا في السعودية بـ«تصفيات آسيا» شخبوط بن نهيان يلتقي رئيس رواندا لبحث تعزيز العلاقات الثنائيةومع اعتدال الطقس والتنوع البيئي بين الواحات والجبال والصحاري الشاسعة، إضافة إلى الخيران والجزر والشواطئ الجميلة، تقدم الإمارات وجهة مثالية للباحثين عن مغامرات متنوعة وتجارب سياحية لا تنسى، وقد باتت في ظل مواصلة تطوير منظومة البنية التحتية والخدماتية، وجهة رئيسية للسياحة الشتوية يقصدها الزوار من دول العالم المختلفة.
ويزداد الإقبال في فصل الشتاء على سياحة الرحلات الصحراوية والمشي الجبلي والطيران الشراعي، إلى جانب رياضة التسلق والنزول بالحبال في المناطق الجبلية واستكشاف الأودية، وتجربة التخييم الصحراوي، وركوب الجمال، واستكشاف الحياة البدوية التقليدية، كما يمكن الاستمتاع بمشاهدة النجوم في الليل، حيث تتمتع الصحراء بصفاء سمائها، ما يجعلها من أفضل أماكن مشاهدة النجوم.
وقال السائح ليام أندرو من الدنمارك، إن تجربة السياحة الشتوية في دولة الإمارات تكتسب طابعا مميزا للغاية، فهي تتمتع بأجواء ساحرة وطبيعة خلابة تتجسد في مقوماتها الطبيعية من الجبال، والوديان والشواطئ الممتدة، والصحاري المكسوة بالرمال الذهبية، فضلا عن عوامل الجذب السياحي الأخرى.
ويضيف، «قضينا أياما جميلة ما بين (الهايكنج) وسياحة السفاري والتخييم، ومغامرات الجبال والأودية وركوب القوارب الشراعية، واستمتعنا بالمحميات الطبيعية، وزرنا المعالم التاريخية والأثرية، مثل متحف دبي، ورأينا أسواقا تستقبل ضيوفها برائحة البخور وعبق التراث، وتجولنا بين جنباتها ورأينا ما تضمه من مقتنيات تراثية ومنتوجات متنوعة تجسد الثراء التراثي لدولة الإمارات».
بدورها، تشارك «إيما» زوجها ليام أندرو، الرأي حول متعة السياحة الشتوية في الإمارات، التي يسهم في تألقها عدة عوامل من أبرزها التسوق، حيث توجد في الإمارات سلسلة كبيرة من أهم المراكز التجارية العالمية التي تشهد عروضا تسويقية مغرية، بالإضافة إلى فعاليات الترفيه المخصصة للصغار والكبار على حد سواء.
وتستهدف «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031»، جذب استثمارات سياحية للدولة بقيمة 100 مليار درهم، واستقطاب 40 مليون نزيل فندقي بحلول 2031.
المصدر: وام