حلب- سانا

نظمت مطرانية السريان الأرثوذكس في حلب بالتشاركية مع الأمانة السورية للتنمية في منارة حلب القديمة مساء اليوم فعالية (حروف من نور) احتفاء باللغة السريانية في اليوم العالمي للغة الأم.

وشهدت الفعالية بأمسيتها الأولى فقرات منوعة قدمها مشاركون من فئات عمرية عدة تنوعت بين الغناء والمسرح وعرض كشفي للفرقة النحاسية.

وشهدت الأمسية الأولى أيضاً تكريماً لأبرز الشخصيات التي ساهمت في صون اللغة السريانية وتراثها وحمايتهما من الاندثار ومنها الخوري الراحل برصوم أيوب والملفونو الراحل ابروهوم نورو.

وفي كلمة له تطرق مطران أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس بطرس قسيس إلى أهمية اللغة السريانية كامتداد لأعرق الحضارات القديمة وترابطها مع دول المنطقة، ولا سيما سورية حاضنة اللغة السريانية وإحدى أهم نقاط انتشارها حول العالم.

وأضاف المطران قسيس في تصريح لمراسل سانا: إنّ فعالية (حروف من نور) بأيامها الثلاثة تبرز دور اللغة السريانية وحضورها في الأدب والتاريخ والموسيقا كجذر مهم بُنيت عليه مختلف الفنون واللغات بالأخص القدود الحلبية.

وبيّنت منسقة الفعاليات الثقافية في منارة حلب القديمة للأمانة السورية للتنمية شاميرام مقديس أنّه ضمن خطة المنارة في احتواء وصون التراث السوري المادي واللامادي تقيم أمسيات (حروف من نور) نظرا لما يمثلانه من ركيزة في الهوية الوطنية وتشجيع رواد المنارة على العودة إلى جذورهم الحضارية وصونها.

وتحدث المايسترو كابي شابو عن أهمية الموسيقا السريانية لكونها أصبحت أساساً للموسيقا الأصيلة وأثرت بكبار الموسيقيين والمنشدين العرب فبنوا عليها موسيقاهم وأناشيدهم الدينية ومن خلالها عبرت اللغة والموسيقا السريانية بين مختلف الفئات والشرائح من مكونات الشعب السوري.

بدورها عبرت الفنانة سلاف فواخرجي عن سعادتها بتكريمها ضمن الفعالية إلى جانب أهم المحافظين على اللغة السريانية والمساهمين في نشرها، لافتة إلى أنّ اللغة والتراث السرياني جزء مهم من الهوية الحضارية لسورية وجسر متين بين الماضي والحاضر والمستقبل فضلاً لما تحمله من أهمية وعراقة وتاريخ.

وتضمنت الأمسية أيضاً فيلماً وثائقياً عن تاريخ اللغة السريانية وانتشارها ودور سورية الرائد في الحفاظ عليها، إلى جانب معرض لأهم الأيقونات والكتب السريانية.

تستمر فعاليات (حروف من نور) لثلاثة أيام بفقرات وبرامج منوعة تضم ندوات وأمسيات موسيقية.

أوهانيس شهريان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: حروف من نور

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا

ونحن أيضاً
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 4 / 11 / 2017

قبل أيام اجتاح وسم “أنا أيضاَ” مواقع التواصل الاجتماعي في تظاهرة عالمية لنبذ التحرّش الجنسي ،وحتى تتشجع كل سيدة في رواية قصّتها مع الجريمة الصامتة ولو بعد حين.
كم يدهشني استفاقة #الضمير_العالمي فجأة تجاه قضية نائمة فيجعلها بإرادة واعية قضية هامّة ثم ينشر فيروس “الحمى” لتصيب حساباتنا وأجهزتنا ونتفاعل معها كما يريدون وبالكيفية التي يتمنّون لها..فتنبت “أنا أيضاَ” فوق قمم الوسوم السياسية وتطفو فوق الخلافات العربية والمناكفات القُطرية وفوق مخاض الشعوب “الحبلى” بالثورة والكفاح والموت اليومي.

جميل أن يتّحدَ العالم ضدّ التحرش، لكن هل لهذا الضمير العالمي أن يستفيق تجاه أوطاننا “المغتصبة” ويجعلها بإرادة واعية قضية هامة ليصعد بها فوق الوسوم، منذ مائة عام والأمة العربية تتعرّض لتحرش وانتهاك واغتصاب وإجهاض لحلم الوعي والاستقلال، فهل تريدون أن تسمعوا قصّتنا مع التحرّش؟

و”نحن أيضا” تعرّضنا لما تعرّضت له ضحايا هذا الوسم، في مثل هذا الشهر قبل مائة عام أرسل آرثر بلفور رسالة إلى “لونيل روتشيلد” يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقبل مائة عام كان تعداد اليهود لا يزيد عن 5% من سكّان فلسطين، لكنهم اغتصبوا الوطن كله، فحبلت الأراضي العربية بمخيّمات اللجوء وولدت الأوجاع في كل مكان.

مقالات ذات صلة موظف محكوم بجناية ومطلوب للتنفيذ القضائي منذ 2022 وما زال على رأس عمله 2024/12/26

كان الفلسطينيون عندما ينصبون خيامهم يبقون أبوابها مشرعة نحو فلسطين، ليروا الضوء القادم من التلال المحتلة، ليشتموا رائحة أراضيهم التي تموج بالزيتون الحزين، للزيت الذي يتساقط دمعاً كلما داسته جرافات الاحتلال، كان الفلسطينيون يغلون قهوتهم أمام خيامهم على فجر فلسطين، الدخان المتصاعد صباحاً يرسل إلى الوطن غيمة من شوق وتنهيدات، ظلّت المفاتيح الطويلة بأيدي الكبار على أمل العودة، وظلت الثياب المطرزة تحتضن الإبرة في الكمّ، هناك في غرف الطين لم تكمل الرسمة بعد ولم يكتمل قوام الثوب المطرّز، وظل الزيت يؤنس السراج المطفأ فوق فراش “العيلة” أن اصبر فالفلسطيني عائد، فماتت الأمهات ومفاتيح “العودة” تحت الوسائد.

وسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك
وسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك “وسم” اغتصاب الأوطان مثل الوشم يبقى في ذاكرة الشعوب لا يمحوه إلا دم الحرية أو حلّ القضية

ونحن أيضاَ تعرَضنا لما تعرَضت له ضحايا هذا الوسم، ففي مثل هذا الشهر قبل خمسة عشر عاماً كان مجلس الأمن يغتصب قناعات العالم وسلام العراق، كان يروّج لأسلحة الدمار الشامل وطرد المفتّشين، كان يتحرّش بعروبتنا وبعفّة عراقنا عندما ألجمت أمريكا المجتمع الدولي بأكاذيب مارست فيها كل الوقاحة السياسية والدناءة الأخلاقية فلون النفط لدى “مقامر” البيت الأبيض أكثر إغراء من الدم العربي كله.

نزعوا عباءتها بحجة التفتيش، أغمض العرب جميعاً عيونهم كي لا يروا عوراتهم أو تنكشف سوءاتهم، وفي لحظة الإغماض الطويلة اغتصبت بغداد فأصيبت الأمة بالعمى، وصارت بلد الرشيد بلد “رامسفيلد”، واستبدل المصفقون لاحتلال أرضهم عمامة “هارون” بقبّعة “برمير”، وأُحرقت جثّة عبير! لا أحد يذكر عبير بالتأكيد، لكنني أذكرها، وأذكرها جيدا في أول الاحتلال، عبير تلك الفتاة العراقية التي اقتحم جندي أمريكي ثمل منزلها، فاغتصبها أمام مرأى عائلتها ثم أطلق النار عليهم جميعاً وأحرق عبير، لكن لسوء الحظ لم يكن في ذاك الوقت “تويتر” ولا “فيس بوك” حتى تكتب عبير قصتها ككل نساء العالم تحت وسم “أنا أيضاَ”.

ونحن أيضا تعرّضنا ما تعرّضت له ضحايا هذا الوسم، بل تعرّضنا لما هو أبشع منه والعالم كله يقيس مستوى صوت الأنين، أو التفاوض مع الجاني أو تبادل الدور معه حتى، سوريا تتعرض لاغتصاب جماعي، روسي وإيراني وأمريكي وتركي وداعشي وعربي عند الضرورة، والنتيجة إجهاض للثورة واغتصاب للثروة، والبلاد الماجدة ذات الرسالة الخالدة أصبحت مما “ملكت أيمانهم”، وممنوع على سورياً أن تكتب ككل الحرائر اللاتي تعرّضت للتحرش أو الاغتصاب قصتها تحت “أنا أيضاَ” لأن حنجرتها محتلّة بين “شبّيح” و”تاجر ثورة”، وكلاهما يخنقان الوجع الحقيقي ويفضلان الموت بصمت، بين تاء التأنيث وتاء التحرير وجع مقتسم، فوسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك “وسم” اغتصاب الأوطان مثل الوشم يبقى في ذاكرة الشعوب لا يمحوه إلا دم الحرية أو حلّ القضية.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#178يوما بقي #98يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: المتأمل في تاريخ الإسلام سيجد سجلا حافلا من الإنجازات الحضارية للمرأة
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  • من أساطير اليونان القديمة.. كريستوفر نولان يحضّر لفيلم ملحمي جديد
  • الأب أندراوس الأنطوني يهنئ مطران الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بجبل لبنان بعيد الميلاد
  • وفد كنسي يهنئ الكنيسة السريانية بعيد الميلاد المجيد .. صور
  • الأوبرا تستضيف عروض «نيران الأناضول» التركية في 3 أمسيات على المسرح الكبير
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية للتهنئة بعيد الميلاد
  • المسرح واللغة
  • إيران …بدء محادثات لإعادة السفارة في سوريا
  • كل أسبوع.. ليتنا نستشعر الحرج