عندما تنظر حولك سوف تجد تلك الحالة موجودة بشكل أو بآخر.. وعندما تركز أكثر سوف تجد تلك الحالة مستشرية بين العديد من الشباب.. هى حالة مرضية بكل المقاييس وتحتاج إلى العلاج.. وإهمال الحالة يؤدى للكثير من المشكلات الصحية.. فما هى حالة الكلينومينيا؟.. أنه الهوس بالفراش وبحب النوم!
والتعريف العلمى لتلك الحالة نجد أنها تعرف باسم CLINOMANIA أو DYSANIA والكلمة مشتقة من الكلمة اليونانية «CLINO» وتعنى الهوس بالفراش أو عشق الفراش أو إدمان الفراش.
والنوم أمر أساسى فى حياة الإنسان.. والطبيعى فى حالة النوم تتراوح بين 7 و 8 ساعات فى اليوم، والحد الأقصى 9 ساعات.. بعدها يشعر الفرد بالملل من النوم ومن الفراش.. وقد يكون السبب فى طول فترة النوم 9 ساعات راجع إلى الإرهاق والتعب.. وتستمر هذه الحالة لمدة يومين فقط مثلا.. ويعود الفرد لممارسة حياته بشكل طبيعى ونشط ليحقق أهدافه وغاياته ومتطلباته فى الحياة.. ولكن من الممكن أن يحدث اضطراب بمعنى أننا نجد الشخص لديه الرغبة الدائمة أو المستمرة فى النوم.. يصل لحد الهوس ولا يشعر بأى راحة بعد الاستيقاظ.. بل أنه لا يفكر إلا الرجوع مرة أخرى إلى الفراش.. تلك الحالة مرضية بلا شك.. وهى الرغبة الشديدة فى ملازمة الفراش.. وهو ما يعرف باسم (الكلينومينيا).
وهذه الحالة تدل على أن الشخص مصاب بحالة من الاكتئاب وأنه فى حالة نفسية سيئة.. ولذلك يكون النوم المستمر هو نوع من الهروب من واقعهم.. هو لا يملك أدنى إرادة لمواجهة الواقع ومحاولة تغييره إلى الأفضل.. ولذلك يجد فى النوم راحة له ولكل مشكلاته.. ولكن ما يلبث الأمر أن يصاب بالعديد من الأمراض نتيجة ذلك النوم المستمر.. فنجد مثلا : الوهن فى العضلات والعظام، الأنيميا، إلى جانب اضطرابات الغدة الدرقية، وعليه يشعر بالخمول والكسل.. أيضاً أمراض القلب.
عندما نلاحظ الشباب فى الوقت الحاضر نجده مصاب بهذه الآفة.. هوس الفراش.. هو يعانى من حالة كسل غير طبيعى.. ولا يريد فعل أى شئ.. من الأسباب الأساسية والجوهرية لتلك الحالة هو غياب الهدف وانعدام الطموح والدافعية داخل الفرد.. ناهيك عن موت إرادة التحدى لكل الظروف مهما كانت صعبة، إنه الاستسلام للواقع المحبط أو الغير مشجع.. إن تلك الحالة تمثل جرس إنذار ينبغى الانتباه له.. ناهيك عن الانحراف إلى تناول المخدرات بصورة أو بأخرى والسبب يرجع إلى طبيعة الشخص، والى طبيعة الحالة المعاصرة التى يعيشها العالم، إلى جانب الإحباط العام على المستوى المحلى.
أيضاً نجد أن غياب الهدف سواء على المستوى العام أو الخاص، يلعب بشكل كبير فى إيجاد تلك الحالة.. فعندما تصبح كل الأمور أمام عينى الشخص مغيبة وكل الأمور محبطة، هنا نجد الحالة تستشرى بشكل كبير.. هنا نقول أن من الواجب لمؤسسات الدولة أن تنتبه إلى تلك المشكلة.. هذا إذا افترضنا جدلا أن هناك من يهتم بمثل تلك الأمور.
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مؤسسات الدولة أكاديمية الفنون تلک الحالة
إقرأ أيضاً:
الأتباع و”مزاج” واشنطن!
يمانيون/ كتابات/ وديع العبسي
أن يدعي الشخص، الموضوعية والواقعية فإنه يفترض به أن يسمي الأمور بمسمياتها، فالأبيض يجب أن يبقى في حديثه أبيض ولو تلوث بالسواد، والأسود أسود ولو حاول البعض تزيينه بالبياض، وأن يظل بعض مثيري الشفقة، يصورون القوات المسلحة اليمنية والخروج الشعبي المليوني كل أسبوع وكأنهم خارجون عن القانون أو الإجماع بسبب أنهم يواجهون أمريكا، فذلك ليس أكثر من مرض مزمن استفحل في الشخص حتى لم يعد يرى ولا يدرك طبيعة الألوان أمامه.