لجريدة عمان:
2025-04-07@16:45:43 GMT

جنوب إفريقيا .. الانتصار للقضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

كما يقال دومًا أن التاريخ وإن كان لا يعيد نفسه ولكن أحيانا تتقاطع أحداثه. ومن هنا فإن الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين على مدى سبعة عقود كانت هي المحرك الإنساني للشعوب في العالم شرقه وغربه، حيث انتفض الضمير الإنساني وهو يشاهد المجازر البربرية التي ترتكبها قوات العدو الصهيوني وعصابته الحاكمة في الكيان الإسرائيلي.

إن نموذج جنوب إفريقيا والنضال ضد المستعمر العنصري على مدى عقود من قبل شعب جنوب إفريقيا ومناضليه، وفي مقدمتهم المناضل الكبير الراحل نيلسون مانديلا زعيم هذه الدولة الإفريقية، يعطي بعضا من تلك التقاطعات التاريخية على صعيد القضية الفلسطينية من خلال تشابه الأحداث وفلسفة الاحتلال العنصري. ومن هنا، فإن موقف دولة جنوب إفريقيا الشجاع قيادةً وشعبًا تجاه الوقوف مع القضية الفلسطينية هو موقف تاريخي يسجل لهذه الدولة الإفريقية، من خلال تقديم ملف متكامل إلى محكمة العدل الدولية حول جريمة الإبادة التي ترتكبها عصابات الكيان الإسرائيلي، وفي مقدمتهم نتانياهو ووزير الدفاع والأركان وبقية المجرمين الصهاينة، والذي سوف يسجل التاريخ الحديث بأنهم عصابة لا تحترم القانون الدولي ولا أخلاقيات الحرب.

ومن هنا فإن دعم دولة جنوب إفريقيا هو تعرية للكيان الصهيوني أمام شعوب وقيادات العالم، ولعل قرار المحكمة بإلزام إسرائيل بالكف عن تدمير وقتل المدنيين وإن كان ليس بالحكم القوي المنتظر لكنه إشارة واضحة على خروج نتانياهو والكيان الإسرائيلي عن كل الاعتبارات الأخلاقية والقانونية. ولعل خطوة جنوب إفريقيا فتحت الباب لعدد كبير من الدول لمقاضاة الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية من خلال الاستماع إلى المرافعات حول السلوك الإسرائيلي المشين تجاه الشعب الفلسطيني وسلوك الاحتلال البغيض طوال أكثر من سبعة عقود. ولذا فإن الكيان الإسرائيلي ونتانياهو بالتحديد يشعر بالحصار الدولي وحتى الخناق عليه من الداخل، حيث إن انتهاء الحرب بين جيش الكيان الإسرائيلي المحتل والمقاومة الفلسطينية سوف ينهي حياته السياسية، ويذهب به إلى السجن؛ نظرًا لعدد من اتهامات الفساد ضده.

إن نموذج دولة جنوب إفريقيا هو موقف يحترم وينم عن مقاربة سياسية تاريخية فجنوب إفريقيا عانت لعقود من احتلال الفصل العنصري وناضل شعبها بقيادة الزعيم مانديلا لسنوات طويلة حتى نالت الحرية والاستقلال، وهو الأمر الذي سوف يتحقق للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧. ولعل موقف جنوب إفريقيا المشرف يعطي مؤشرًا على أن الكيان الإسرائيلي أصبح محاصرًا من شعوب العالم، وتم تعرية الكيان الإسرائيلي المحتل أخلاقيا وقانونيا، حتى الشعوب الغربية تظاهرت بعشرات الآلاف ضد سياسة الإبادة التي تنتهجها إسرائيل المحتلة، وعلى الصعيد السياسي هناك العديد من الدول الغربية التي تحدثت عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما أن الأمم المتحدة عبرت عن إدانتها للسلوك الإسرائيلي المشين ضد المدنيين في قطاع غزة والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال وهي جرائم حرب لابد أن يقدم مرتكبوها إلى محكمة الجنايات الدولية. إن الكيان الصهيوني وعلى مدى أكثر من أربعة أشهر ارتكب مجازر ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يندي لها جبين الإنسانية، ولعل الإعلام الدولي وشبكات التواصل الاجتماعي قد وضحت الصورة بشكل جلي وفضحت ممارسات الكيان الإسرائيلي المحتل الإجرامية. ومن هنا فإن تحريك الدعاوى في المحاكم الدولية هو أمر حتمي وواقعي وننتظر من الدول العربية أن تقوم بحملة قانونية شاملة ضد الكيان الصهيوني المحتل. كما أن النقابات العربية خاصة نقابات المحامين والصحفيين لابد أن يكون لها دور مماثل لأن جنوب إفريقيا فتحت الباب لهذا الجانب القانوني والأخلاقي ضد الكيان الصهيوني وهذا شيء يزعج الكيان الإسرائيلي من خلال محاصرته إعلاميًا وقانونيًا وأخلاقيًا مع دعم المقاومة الفلسطينية؛ لأن مقاومة المحتل على مر التاريخ البعيد والقريب هي عملية مشروعة لإنهاء الاحتلال خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي هو أكثر احتلال قبحًا في التاريخ، ولا يحترم حقوق الإنسان وهو أقرب بجيش عصابات جاءت من كل مكان طلبًا للمال مقابل القتل.وعلى ضوء ذلك فإن فضح المحتل الإسرائيلي بكل الوسائل هو أمر حتمي وضروري على صعيد الشعوب العربية والتي هبت لنصرة الشعب الفلسطيني والمقاومة ولعل نموذج مقاطعة البضائع والشركات التي تدعم الكيان الصهيوني هو أحد النماذج الناجحة كما أن وقوف المقاومة في لبنان والعراق واليمن ضد الكيان الاسرائيلي هو جزء من المعركة الشاملة التي تهدف إلى وقف همجية الكيان الصهيوني وإجباره على وقف إطلاق النار. كما أن تلك المقاومة الفلسطينية وبقية المقاومة يعطي دروسًا للغرب والولايات المتحدة الأمريكية بأن الكيان الإسرائيلي المحتل أصبح يشكل مشكلات حتى على مصالح الغرب في المنطقة العربية، وأصبحت السياسات الغربية المؤيدة للاحتلال مثار سخط الشعوب العربية. ومن هنا فإن الكيان الإسرائيلي ومن خلال الحرب ضد قطاع غزه وعموم فلسطين سقط أخلاقيا بشكل دراماتيكي ولعل الإعلام العربي والدولي الموضوعي والمنصات الرقمية كشفت عن جريمة الاحتلال، حيث استشهاد آلاف المدنيين في قطاع غزة من الأطفال والنساء وحتى المسعفين وقصف المستشفيات علاوة على استشهاد عشرات من الصحفيين الذين ينقلون الحقيقية للعالم. فالكيان الصهيوني هو كيان منبوذ في كل مكان حتى من اليهود في الغرب، ومن هنا فإن دولة جنوب إفريقيا يسجل لها الاحترام والتقدير على موقفها المشرف لمساندة القضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال من خلال مرافعة قانونية محكمة سوف تظل أحد العلامات البارزة في المرافعات القانونية في تاريخ محمكة العدل الدولية. وعلى ضوء ذلك تشهد القضية الفلسطينية حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا وحصارًا ضد الكيان الصهيوني لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والإعلان عن دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وان يحل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی المحتل القضیة الفلسطینیة دولة جنوب إفریقیا الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة ضد الکیان من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

النائب أحمد مقلد: سيذكر الحاضر والمستقبل ما قدمته مصر العروبة للقضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال النائب أحمد مقلد، أمين سر لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن الدولة الوطنية المصرية ليست مجرد داعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولكنها تحمل بمعنى الكلمة هموم القضية منذ ميلادها جيلا بعد جيل وكأن قدر مصر أن تكون المدافع الأول عن المقدرات العربية في كل الانهيارات التي تمر بها المنطقة، وفى مقدمتها قضية العرب المركزية قضية القضايا القضية الفلسطينية.
وأكد مقلد في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أن الدولة الوطنية كانت حاضرة في كل مشاهد القضية الفلسطينية سواء في اجتماعات الفصائل الفلسطينية بالقاهرة لرأب الصدع وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل والعمل على إحياء منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد الكلمة الفلسطينية تحت مظلتها، والوقوف أمام كافة المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب العربي الفلسطيني من أراضيه المحتلة وحصار وتجويع الشعب الفلسطيني، مبادئ ثابتة والتزامات أخلاقية الزمنا أنفسنا بها، لم تزحزحها قيد انملة الضغوط التي تمارسها أقوى دول العالم أو الإغراءات التي يتم التلويح بها اقتصاديا، لتسطر الدولة الوطنية المصرية ملحمة دبلوماسية وسياسية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى التصدي للعدوان على الشعب الفلسطيني وحماية الأراضي الفلسطينية والمصرية والدفاع عن الأمن القومي العربي بمواقفها المشرفة التي اتسمت بكل معانى العزة والكبرياء الوطني.
وأضاف أن ما قام الشعب المصري العظيم من خلال مؤسسات المجتمع المدني من إرسال المساعدات الإغاثية لأشقائه من أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم كان نموذج حي لتقاسم كسرة الخبز رغم الصعوبات الاقتصادية.
وأوضح أمين سر لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن موقف مصر لم نشهده من أعتى الديموقراطيات وأكثر الشعوب تشدقا بالديموقراطية وحقوق الإنسان .
وتابع: "سيذكر الحاضر والمستقبل ما قدمته مصر العروبة بأحرف من نور وكيف كان للدولة الوطنية المصرية الدور الحاسم في مقاومة مخططات تصفية القضية الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • طرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مقر الاتحاد الإفريقي
  • هيئة مغربية تعبر عن استنكارها لتداول أخبار بشأن عبور سفينة أسلحة إلى الكيان الصهيوني عبر ميناء طنجة المتوسط
  • برلمانية: إسرائيل مدانة بجرائم حرب.. و لا للتهجير ونعم للقضية الفلسطينية
  • السيسي: تحقيق السلام بعيد المنال دون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية
  • التجمع يؤيد الإضراب العالمي للتضامن مع غزة.. ويدعو لمواصلة الضغط على الكيان الصهيوني
  • الجيل: زيارة ماكرون لمصر فرصة لتكثيف الدعم الدولي للقضية الفلسطينية
  • النائب أحمد مقلد: سيذكر الحاضر والمستقبل ما قدمته مصر العروبة للقضية الفلسطينية
  • روجت لـ«حق إسرائيل في الرد».. بلاغ للنائب العام يتهم داليا زيادة بالتخابر ودعم الكيان الصهيوني
  • رئيسة البرلمان الإسباني: نريد أن يكون هناك حل سلمي للقضية الفلسطينية
  • المحويت تشهد وقفات جماهيرية تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة