لجريدة عمان:
2025-07-12@00:25:28 GMT

التحكُّم في ارتفاع ضغط الدم - القاتل رقم واحد

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

في عام 2023 كان عقارُ التخسيس «ويجوفي» والأدوية المشابهة له الاكتشافَ العلمي والثقافي والمربح أيضا. هذه الأدوية التي تتيح لمن يعانون من السمنة إنقاص أوزانهم دون اللجوء الى الحمية أو التمارين الرياضية انجاز فريد وايجابي في مساعي التخلص من السمنة. وهي أيضا تقلل من الإصابة بأمراض القلب.

لكن ماذا إذا كانت لدينا أدوية أقل تكلفة بحوالي 5 آلاف مرة وأفضل في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وماذا إذا كان يحصل عليها واحد من بين كل خمسة أشخاص يحتاجون إليها؟

تلك هي الحال مع الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم. ويجب أن يتغير ذلك.

مرض ارتفاع ضغط الدم أو «القاتل الصامت» هو الجائحة الأشد فتكا ولكن الأكثر إهمالا وانتشارا في وقتنا الحاضر. إنه يقتل أكثر من 10 مليون نسمة سنويا حول العالم. وأكثر من ثلث وفيات ارتفاع ضغط الدم تحدث وسط البالغين الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما. بل ترتفع هذه النسبة في بلدان الدخل المنخفض.

مع ذلك تذهب حوالي نصف في المائة (0.5%) فقط من الأموال المخصصة للرعاية الصحية إلى محاربة مرض ارتفاع ضغط الدم.

المال مهم. فبرامج الوقاية من فيروس ضعف المناعة المكتسب (الأيدز) وعلاجه والتي تقودها خطة الرئيس الطارئة للتخفيف من وطأة الأيدز منعت 25 مليون وفاة. كما تمنع لقاحات الأطفال ملايين الوفيات في كل عام. وتدعم منظمة بلومبيرج الخيرية سياسات البلدان في هذا الجانب والتي من المتوقع أن تمنع على الأقل 35 مليون وفاة بنهاية هذا العقد.

من الممكن أن تكون مكافحة ضغط الدم الإنجاز الصحي العالمي الكبير التالي. لكن ذلك يحتاج بشدة إلى تركيز الجهود والتمويل.

من الممكن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه. وتشمل الوقاية تقليل الصوديوم وزيادة البوتاسيوم في الطعام مثلا من خلال تناول الأملاح الغنية بالبوتاسيوم والمنخفضة الصوديوم.

الملح منخفض الصوديوم أكثر تكلفة من ملح الطعام العادي. وقد تكون هنالك حاجة إلى إجراءات تنظيمية وترويج ودعم مالي على الأقل في البداية لضمان انتشار استخدامه. وبالنسبة لأولئك الذين يحتاجون الى العلاج هنالك أدوية عامة آمنة ورخيصة يمكن أن تكلف بنسات فقط في اليوم أو أقل.

يمكن أن ينقذ التحكم الأفضل في ارتفاع ضغط الدم ملايين الأرواح في كل عام. وهذا أكثر من أي تدخُّلِ رعايةٍ صحية آخر للبالغين.

تستخدم برامج الرعاية الصحية الفعالة دليل الخطوة خطوة (الدليل التدريجي) لوصف الدواء. كما تؤمِّن الإمداد الدوائي وتستخدم فرق الرعاية الصحية بما في ذلك أفراد التمريض وتجعل الخدمات مجانية وفي المتناول.

هذه البرامج أيضا ترصد معدلات التحكم في ارتفاع ضغط الدم كل شهر. وتساعد الأنظمة الرقمية البسيطة مقدمي الرعاية الصحية في تحسين رعاية المرضي وزيادة معدلات التحكم لديهم.

على كل مسؤول صحي (وكل مسؤول سياسي يهتم بالصحة) التركيز على رقمٍ واحد وهو نسبة كل الناس المتعايشين مع ارتفاع ضغط الدم والذين تم توثيق تحكمهم به. الهدف العالمي هو معالجة نصف الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. بمعنى تقليص ضغط الدم إلى 140/90 أو أقل (بعض الناس يناسبهم معدل 130/ 80.)

اليوم ذلك الرقم في أفضل الأحوال واحد بين كل خمسة أفراد. في الولايات المتحدة العدد أقل من النصف. وهنالك أربعة بلدان فقط هي كندا وكوستا ريكا وايسلندا وكوريا الجنوبية تقدم علاجا فعالا لنصف من يحتاجون له.

تحسين معدل التحكم العالمي في ارتفاع ضغط الدم الى نسبة 50% من كل الذين يعانون منه سيمنع مليوني وفاة سنويا و200 مليون سكتة دماغية ونوبة قلبية خلال ربع القرن القادم. تحقيق ذلك أيضا سيوفر بلايين الدولارات بتجنب الحجز في المشافي والإعاقة والخسارة في الإنتاجية.

على الحكومات والوكالات المتعددة الأطراف والمانحين من القطاع الخاص حشد الجهود للتقدم في مكافحة ارتفاع ضغط الدم.

ويلزم إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية وضع ومراقبة وفرض أهداف لخفض الصوديوم في الأطعمة المعبأة.

تم تجريب مقاربة حث مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على تحسين علاج ضغط الدم لكنها لم تنجح. أنا أعلم ذلك. فقد اقترحتُ وتوليت بنفسي قيادة هذه المقاربة بوصفي مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

بدلا من ذلك يجب أن ترتِّب مراكزُ خدمات الرعاية الصحية والتأمين الصحي بإدارة الخدمات الصحية والإنسانية في الولايات المتحدة حوافزَ مالية سخية لأنظمة الرعاية الصحية بهدف التحكم في ارتفاع ضغط الدم وسحب هذه الحوافز عندما يقود الفشل الى نوبات قلبية وسكتات دماغية وأمراض كلى يمكن تجنبها.

عالميا، حتى الآن معظم بلدان الدخل المنخفض لا تعالج ارتفاع ضغط الدم بانتظام. لكن التقدم ممكن. ففي 32 بلدا منخفض الدخل يوجد الآن ما يقرب من 20 مليون شخص مسجل في برامج علاجية فعالة رفعت معدلات التحكم في ارتفاع ضغط الدم (وسط المرضى) بأكثر من الضعف.

سيتوجب على الحكومات الوطنية تقديم معظم التمويل. ويمكن أن تكلف الأدوية أقل من 5 دولارات في السنة لكن فقط البلدان التي تقدم الأدوية المجانية بطريقة مريحة لكل المرضى هي التي يُرجح أن تحقق الالتزام المطلوب بالتحكم في ضغط الدم طوال الحياة. كما تحتاج البلدان أيضا إلى تعزيز الرعاية الصحية الأولية وهي المجال الأكثر فعالية للتشخيص والعلاج.

يمكن للبنك الدولي إقراض أموال لتحسين الرعاية الصحية الأولية مع التركيز على نتائج محددة تشمل التحكم في ضغط الدم. وفي مقدور الصندوق العالمي لمحاربة الأيدز والسل والملاريا تيسير شراء أدوية وأجهزة مراقبة قليلة التكلفة وممتازة النوعية.

وسيكون تمويل المانحين ضروريا لسد الفجوة والتحفيز على المضي قدما.

تحسين تشخيص وعلاج ومراقبة ارتفاع ضغط الدم يعزز الرعاية الصحية الأولية والتي بدورها ستحسن العناية بالسكري وأمراض الرئة وأوضاع صحية عديدة أخرى.

القيام بذلك أيضا سيزيد مرونة السكان بحيث يمكننا الصمود بشكل أفضل أمام كل أنواع المهددات الصحية بما في ذلك الجائحة القادمة.

الفتوحات الحديثة مثل اكتشاف عقار «ويجوفي» مثيرة. لكن الإنجاز الصحي الأكبر في عام 2024 سيكون المعالجة الفعالة لحوالي 100 مليون شخص إضافي من ارتفاع ضغط الدم وهو القاتل رقم واحد في العالم.

توم فريدن المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة من 2009 الى2011 والرئيس التنفيذي للمنظمة غير الربحية ريزولف تو سيف لايفز «عازمون على انقاذ الأرواح».

الترجمة لـ عمان عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ارتفاع ضغط الدم الوقایة من

إقرأ أيضاً:

الغذاء والدواء: تسجيل مستحضر وينريفير سوﺗﺎتيرسيبت لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي

الرياض

أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن تسجيل مستحضر وينريفير (سوﺗﺎتيرسيبت), الذي تم تعيينه سابقًا مستحضرًا يتيمًا ضمن برنامج الأدوية اليتيمة، لعلاج البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي من الدرجة الوظيفية الثانية أو الثالثة حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية (WHO Functional Class II to III)، للإسهام في توفير خيارات علاجية نوعية في المملكة.
وأشارت إلى أن ارتفاع ضغط الدم الرئوي الشرياني يؤدي إلى تضيق وسماكة الأوعية الدموية في الرئتين، مما يسبب أعراضًا تشمل ضيق التنفس، وآلامًا في الصدر، والشعور بالإرهاق.
ويعتمد المستحضر على آلية علاجية مبتكرة من خلال تثبيط مادة الأكتيفين، التي تؤدي دورًا في زيادة سُمك الأوعية الدموية في الرئتين وارتفاع ضغط الدم فيها، ومن خلال ذلك يعمل المستحضر على إعادة التوازن في إشارات نمو الخلايا مما يساعد على تحسين تدفق الدم في الرئتين وتخفيف الضغط على القلب، وزيادة كفاءة نقل الأوكسجين وتحمّل النشاط البدني، وبالتالي تعزيز جودة حياة المرضى.
وأوضحت الهيئة أن تسجيل المستحضر جاء بعد تقييم شامل لفعاليته وسلامته وجودته، واستيفائه المعايير المطلوبة للتسجيل.
وأظهرت الدراسات السريرية التي أُجريت على الدواء نتائج فعالة تمثلت في انخفاض ذي دلالة إحصائية وأهمية سريرية في خطر تدهور الحالة الصحية أو الوفاة لدى المرضى المصنفين بالدرجة الوظيفية الثانية أو الثالثة وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.
وأشارت البيانات إلى أن للمستحضر ملف أمان مقبول، حيث كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا تشمل: الصداع، الرعاف (نزيف الأنف)، والحكة الجلدية، وكانت في الغالب خفيفة ويمكن التعامل معها سريريًا.
وتحرص الهيئة العامة للغذاء والدواء على دعم وتيسير الوصول إلى العلاجات الفعالة، لا سيما في مجال الأمراض النادرة والمستعصية، التي غالبًا ما تعاني من نقص في الخيارات العلاجية المتاحة.
وتماشيًا مع هذا المبدأ، أطلقت الهيئة برنامج الأدوية اليتيمة، الذي يُعد أحد الركائز الإستراتيجية لتعزيز الابتكار الدوائي وتلبية الاحتياجات الطبية، بما ينسجم مع مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي أحد برامج رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الرعاية الصحية.
ويُعرف الدواء اليتيم بأنه علاج مخصص لمرض نادر أو حالة نادرة تؤثر على أقل من خمسة أفراد من كل 10 آلاف فرد في المملكة العربية السعودية، ويمنح برنامج الأدوية اليتيمة مزايا للشركة الراغبة في تسجيل الأدوية اليتيمة للأمراض النادرة تتضمن الاجتماعات المسبقة قبل تقديم ملف التسجيل، والأولوية في تسجيل المستحضر، والاستشارات العلمية المقدمة من قطاع الدواء.
وللمزيد من التفاصيل يمكن الاطلاع على “دليل الأدوية اليتيمة” المنشور على موقع “الهيئة” الإلكتروني ، أو التواصل عبر البريد الإلكتروني ([email protected]).

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي من جوجل يمكن أن يحدث تحولا في الرعاية الصحية
  • رياضة توازي الأدوية في السيطرة على ضغط الدم المرتفع
  • الغذاء والدواء: تسجيل مستحضر وينريفير سوﺗﺎتيرسيبت لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي
  • الرعاية الصحية وسفير اليابان يطلقان مشروع الرعاية المرتكزة حول المريض E‑PaCC
  • السبكييتفقد منشآت الرعاية الصحية في القنطرة شرق بالإسماعيلية
  • الرعاية الصحية:171 ألف خدمة رعاية أولية قدمها مركز القنطرة شرق
  • محافظ الإسماعيلية يلتقي رئيس هيئة الرعاية الصحية لبحث أخر التطورات
  • تقرير: تدهور الرعاية الصحية في ليبيا يدفع السكان للهجرة غير الشرعية
  • 81.8% نسبة رضا المجتمع عن خدمات الرعاية الصحية
  • زيادته ونقصانه خطر .. علامات غير متوقعة لارتفاع السكر وانخفاضه