التحكُّم في ارتفاع ضغط الدم - القاتل رقم واحد
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
في عام 2023 كان عقارُ التخسيس «ويجوفي» والأدوية المشابهة له الاكتشافَ العلمي والثقافي والمربح أيضا. هذه الأدوية التي تتيح لمن يعانون من السمنة إنقاص أوزانهم دون اللجوء الى الحمية أو التمارين الرياضية انجاز فريد وايجابي في مساعي التخلص من السمنة. وهي أيضا تقلل من الإصابة بأمراض القلب.
لكن ماذا إذا كانت لدينا أدوية أقل تكلفة بحوالي 5 آلاف مرة وأفضل في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تلك هي الحال مع الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم. ويجب أن يتغير ذلك.
مرض ارتفاع ضغط الدم أو «القاتل الصامت» هو الجائحة الأشد فتكا ولكن الأكثر إهمالا وانتشارا في وقتنا الحاضر. إنه يقتل أكثر من 10 مليون نسمة سنويا حول العالم. وأكثر من ثلث وفيات ارتفاع ضغط الدم تحدث وسط البالغين الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما. بل ترتفع هذه النسبة في بلدان الدخل المنخفض.
مع ذلك تذهب حوالي نصف في المائة (0.5%) فقط من الأموال المخصصة للرعاية الصحية إلى محاربة مرض ارتفاع ضغط الدم.
المال مهم. فبرامج الوقاية من فيروس ضعف المناعة المكتسب (الأيدز) وعلاجه والتي تقودها خطة الرئيس الطارئة للتخفيف من وطأة الأيدز منعت 25 مليون وفاة. كما تمنع لقاحات الأطفال ملايين الوفيات في كل عام. وتدعم منظمة بلومبيرج الخيرية سياسات البلدان في هذا الجانب والتي من المتوقع أن تمنع على الأقل 35 مليون وفاة بنهاية هذا العقد.
من الممكن أن تكون مكافحة ضغط الدم الإنجاز الصحي العالمي الكبير التالي. لكن ذلك يحتاج بشدة إلى تركيز الجهود والتمويل.
من الممكن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه. وتشمل الوقاية تقليل الصوديوم وزيادة البوتاسيوم في الطعام مثلا من خلال تناول الأملاح الغنية بالبوتاسيوم والمنخفضة الصوديوم.
الملح منخفض الصوديوم أكثر تكلفة من ملح الطعام العادي. وقد تكون هنالك حاجة إلى إجراءات تنظيمية وترويج ودعم مالي على الأقل في البداية لضمان انتشار استخدامه. وبالنسبة لأولئك الذين يحتاجون الى العلاج هنالك أدوية عامة آمنة ورخيصة يمكن أن تكلف بنسات فقط في اليوم أو أقل.
يمكن أن ينقذ التحكم الأفضل في ارتفاع ضغط الدم ملايين الأرواح في كل عام. وهذا أكثر من أي تدخُّلِ رعايةٍ صحية آخر للبالغين.
تستخدم برامج الرعاية الصحية الفعالة دليل الخطوة خطوة (الدليل التدريجي) لوصف الدواء. كما تؤمِّن الإمداد الدوائي وتستخدم فرق الرعاية الصحية بما في ذلك أفراد التمريض وتجعل الخدمات مجانية وفي المتناول.
هذه البرامج أيضا ترصد معدلات التحكم في ارتفاع ضغط الدم كل شهر. وتساعد الأنظمة الرقمية البسيطة مقدمي الرعاية الصحية في تحسين رعاية المرضي وزيادة معدلات التحكم لديهم.
على كل مسؤول صحي (وكل مسؤول سياسي يهتم بالصحة) التركيز على رقمٍ واحد وهو نسبة كل الناس المتعايشين مع ارتفاع ضغط الدم والذين تم توثيق تحكمهم به. الهدف العالمي هو معالجة نصف الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. بمعنى تقليص ضغط الدم إلى 140/90 أو أقل (بعض الناس يناسبهم معدل 130/ 80.)
اليوم ذلك الرقم في أفضل الأحوال واحد بين كل خمسة أفراد. في الولايات المتحدة العدد أقل من النصف. وهنالك أربعة بلدان فقط هي كندا وكوستا ريكا وايسلندا وكوريا الجنوبية تقدم علاجا فعالا لنصف من يحتاجون له.
تحسين معدل التحكم العالمي في ارتفاع ضغط الدم الى نسبة 50% من كل الذين يعانون منه سيمنع مليوني وفاة سنويا و200 مليون سكتة دماغية ونوبة قلبية خلال ربع القرن القادم. تحقيق ذلك أيضا سيوفر بلايين الدولارات بتجنب الحجز في المشافي والإعاقة والخسارة في الإنتاجية.
على الحكومات والوكالات المتعددة الأطراف والمانحين من القطاع الخاص حشد الجهود للتقدم في مكافحة ارتفاع ضغط الدم.
ويلزم إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية وضع ومراقبة وفرض أهداف لخفض الصوديوم في الأطعمة المعبأة.
تم تجريب مقاربة حث مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على تحسين علاج ضغط الدم لكنها لم تنجح. أنا أعلم ذلك. فقد اقترحتُ وتوليت بنفسي قيادة هذه المقاربة بوصفي مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
بدلا من ذلك يجب أن ترتِّب مراكزُ خدمات الرعاية الصحية والتأمين الصحي بإدارة الخدمات الصحية والإنسانية في الولايات المتحدة حوافزَ مالية سخية لأنظمة الرعاية الصحية بهدف التحكم في ارتفاع ضغط الدم وسحب هذه الحوافز عندما يقود الفشل الى نوبات قلبية وسكتات دماغية وأمراض كلى يمكن تجنبها.
عالميا، حتى الآن معظم بلدان الدخل المنخفض لا تعالج ارتفاع ضغط الدم بانتظام. لكن التقدم ممكن. ففي 32 بلدا منخفض الدخل يوجد الآن ما يقرب من 20 مليون شخص مسجل في برامج علاجية فعالة رفعت معدلات التحكم في ارتفاع ضغط الدم (وسط المرضى) بأكثر من الضعف.
سيتوجب على الحكومات الوطنية تقديم معظم التمويل. ويمكن أن تكلف الأدوية أقل من 5 دولارات في السنة لكن فقط البلدان التي تقدم الأدوية المجانية بطريقة مريحة لكل المرضى هي التي يُرجح أن تحقق الالتزام المطلوب بالتحكم في ضغط الدم طوال الحياة. كما تحتاج البلدان أيضا إلى تعزيز الرعاية الصحية الأولية وهي المجال الأكثر فعالية للتشخيص والعلاج.
يمكن للبنك الدولي إقراض أموال لتحسين الرعاية الصحية الأولية مع التركيز على نتائج محددة تشمل التحكم في ضغط الدم. وفي مقدور الصندوق العالمي لمحاربة الأيدز والسل والملاريا تيسير شراء أدوية وأجهزة مراقبة قليلة التكلفة وممتازة النوعية.
وسيكون تمويل المانحين ضروريا لسد الفجوة والتحفيز على المضي قدما.
تحسين تشخيص وعلاج ومراقبة ارتفاع ضغط الدم يعزز الرعاية الصحية الأولية والتي بدورها ستحسن العناية بالسكري وأمراض الرئة وأوضاع صحية عديدة أخرى.
القيام بذلك أيضا سيزيد مرونة السكان بحيث يمكننا الصمود بشكل أفضل أمام كل أنواع المهددات الصحية بما في ذلك الجائحة القادمة.
الفتوحات الحديثة مثل اكتشاف عقار «ويجوفي» مثيرة. لكن الإنجاز الصحي الأكبر في عام 2024 سيكون المعالجة الفعالة لحوالي 100 مليون شخص إضافي من ارتفاع ضغط الدم وهو القاتل رقم واحد في العالم.
توم فريدن المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة من 2009 الى2011 والرئيس التنفيذي للمنظمة غير الربحية ريزولف تو سيف لايفز «عازمون على انقاذ الأرواح».
الترجمة لـ عمان عن واشنطن بوست
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ارتفاع ضغط الدم الوقایة من
إقرأ أيضاً:
سيمنز تجدد التزامها بالابتكار في مجال الرعاية الصحية من خلال حلولها المبتكرة ومبادراتها
تشارك شركة سيمنز هيلثينيرز، الشركة العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا الطبية، في فعاليات المؤتمر الدولي المصري الثالث للأشعة، الذي ينعقد خلال الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر 2024 وتأتي هذه المشاركة للعام الثالث على التوالي، انطلاقاً من دورها كشريك استراتيجي لوزارة الصحة والسكان المصرية، وتأكيداً على التزام الشركة المستمر بتطوير ودعم قطاع الرعاية الصحية في مصر، وتعزيز الابتكار، وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية.
خلال النسخة الثالثة من المؤتمر، تستعرض سيمنز هيلثينيرز مجموعة شاملة من الحلول المبتكرة، بما في ذلك أحدث تقنيات الأشعة والتصوير الطبي، والتشخيصات المختبرية، وأنظمة الرعاية الفورية وعلاج السرطان، وتضمين الذكاء الاصطناعي، والتطبيقات الرقمية التي تعزز دقة التشخيص وسرعة اتخاذ القرارات الطبية، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية والارتقاء بتجربة المرضى، بما يتماشى مع هدفها لجعل الرعاية الصحية متاحة للجميع في كل مكان وبشكل مستدام.
وخلال فعاليات اليوم الأول، قام السيد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، بزيارة جناح سيمنز هيلثينيرز مصر، حيث سلطت الشركة الضوء على الجهود المبذولة في إنشاء وتشغيل أول معمل محاكاة للتدريب على أجهزة الأشعة المقطعية والتشخيصية والرنين المغناطيسي في الإسماعيلية، والذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما استعرضت الشركة دورها في إطلاق برامج تدريبية متعددة داخل المعمل، مما يعكس التزام سيمنز هيلثينيرز بدعم وتمكين العاملين بالقطاع الطبي من خلال تدريبهم ورفع كفاءتهم، وتعزيز ثقافة الابتكار، والمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة وتطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.
وفي إطار مشاركتها في المؤتمر، تتعاون شركة سيمنز هيلثينيرز مع الإدارة العامة للأشعة (GDR) لإعادة إطلاق مبادرة "اعرف رقمك". ويمثل هذا الإطلاق الثاني للمبادرة في منطقة الشرق الأوسط، بعد نجاح إطلاقها في المرة الأولى خلال المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC'24)، الذي نظمته وزارة الصحة والسكان المصرية في وقت سابق من هذا العام. تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية صحة الكبد والكشف المبكر لمرض الكبد الدهني باستخدام جهاز ACUSON Sequoia المزود بتقنية الموجات فوق الصوتية لقياس نسبة الدهون في الكبد (UDFF)، والذي يوفر تقييمات دقيقة وفورية دون تدخل جراحي. وتشجع المبادرة على الفحوصات الدورية واتباع أنماط حياة صحية لتقليل مخاطر أمراض الكبد. وقد شملت المرحلة الأولى فحوصات لأكثر من 300 فرد، مما ساعدهم على فهم حالتهم الصحية واتخاذ خطوات استباقية لتحسينها.
أكد عمرو قنديل، المدير التنفيذي لشركة سيمنز هيلثينيرز، على أهمية المؤتمر، قائلاً: "إن مشاركتنا في المؤتمر المصري الدولي الثالث للأشعة تؤكد التزامنا الراسخ بالمساهمة في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية في مصر والمنطقة، حيث نهدف إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وتعزيز كفاءة القطاع الطبيفي مصر. كما يشرفنا أن نتعاون للمرة الثانية مع الإدارة العامة للأشعة لتوسيع نطاق تأثير مبادرة "اعرف رقمك". وتعكس مشاركتنا ومبادراتنا التزامنا الراسخ بالابتكار، وزيادة الوعي الصحي، وتقديم حلول صحية مبتكرة في مصر، بما يتماشى مع أهداف رؤيتها لعام 2030."
يبرز التعاون المستمر بين شركة سيمنز هيلثينيرز ووزارة الصحة والسكان المصرية دورها الاستراتيجي في دعم أولويات قطاع الرعاية الصحية في مصر. وتهدف الشركة من خلال دمج التكنولوجيا مع الشراكات الفعالة إلى تعزيز وصول المرضى إلى خدمات صحية، مما يحسن من نتائجهم، ورفع كفاءة العاملين في القطاع الصحي، وإحداث تأثير إيجابي ومستدام في حياة المرضى والمجتمع بشكل عام.