جزيرة السعديات بأبوظبي.. منارة تجمع سحر الطبيعة وألق الثقافة والفنون
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
تجمع جزيرة السعديات في أبوظبي بين سحر وجمال الطبيعة الخلاب وألق الثقافة والفنون، حيث تقدّم نفسها وجهةً سياحية رائدة تمنح زائرها تجربة استثنائية تنقلهم إلى عالم الخيال في رحاب الشواطئ الخلابة والوجهات الثقافية الرائدة عالمياً.
وتسترخي الجزيرة على مساحة 27 كيلومتراً مربّعاً وتبعد 500 مترٍ عن شواطئ العاصمة الإماراتية، التي تعد موطناً للحياة البرية المذهلة، ومركزاً عالمي المستوى للأنشطة الثقافية والترفيهية والسكن والأعمال، حيث تضمّ أكبر تجمّع للمؤسسات الثقافية الرائدة في العالم أبرزها «متحف اللوفر أبوظبي»، فضلاً عن مجموعة من المتاحف العالمية والمحلية التي يجري تطويرها الآن ويتوقع افتتاحها في 2025، إضافة لجامعات دولية وأندية رياضية، ومجموعة كبيرة من الفنادق الفخمة.
وتعتبر جزيرة السعديات واحدة من أبرز الوجهات السياحية في أبوظبي، لما تتمتع به من مقومات فريدة، من شواطئها الطبيعية الخلابة إلى متاحفها ومنشآتها الفنية والثقافية والتعليمية العالمية وتجاربها الرياضية والترفيهية وأرقى مرافق الضيافة والمطاعم.
وتعد الجزيرة الطبيعية موطناً للحياة البرية المذهلة ومنتجعات وفنادق فاخرة إلى جانب باقة متنوعة من العروض التي تلبي تطلعات واهتمامات الجميع، بما يتماشى مع استراتيجية الجزيرة الرامية إلى تعزيز مكانة الإمارة على خريطة الوجهات المفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويعتبر التعريف بسحر وجمال الجزر الإماراتية وعلى رأسها جزيرة السعديات في أبوظبي، في قلب «أجمل شتاء في العالم»، الحملة الوطنية الشاملة، والتي تكتسب بنسختها الرابعة لهذا العام أهمية خاصة انطلاقاً من شعارها «قصص لا تنسى» وما يحمله من دلالات تبرز جماليات السياحة الإماراتية وما تحمله من مقومات طبيعية وجغرافية وتراثية تترك لدى السائح والمواطن والمقيم ذكريات عصية على النسيان.
وجهات ثقافية
تعد جزيرة السعديات أول موقع دولي لمتحف اللوفر الشهير، الذي يعد أول متحف من نوعه في العالم العربي بمقتنياته التاريخية والحضارية النادرة وبهندسته المعمارية الفريدة، ويربط المتحف، في مشهد ثقافي وفني فريد وللمرة الأولى، منطقتنا العربية بجذورها الحضارية العريقة والعميقة عمق التاريخ بعالم الفنون والثقافة الغربية بما يحويه من تاريخها وحضارتها، ويلهم العالم أجمع رؤية إبداعية جمعت معاني التسامح والمحبة والرقي في أبهى صورها.
ويقدم المتحف، الذي صممه المعماري جان نوفيل، وجاء ثمرة التعاون بين دولة الإمارات وفرنسا، سرداً تاريخياً للفن الذي يفتح أبواب الحضارة البشرية على مصراعيها، ويبرز أهمية التجربة الإنسانية المشتركة.
وافتتح اللوفر أبوظبي أبوابه في نوفمبر 2017 في جزيرة السعديات بصالات عرض دائمة يبلغ عددها 23 صالة تعرض مجموعة واسعة من الثقافات والحضارات والعصور التاريخية ضمن أسلوب فريد. وتتيح طريقة العرض هذه للزوار اكتشاف التأثيرات المشتركة والروابط الفريدة بين الثقافات المختلفة.
وتضم مجموعة معروضات المتحف عدداً من الأعمال الفنية البارزة، وأفضل مثال عليها هو تمثال «أميرة باختريا» الذي يعود تاريخه إلى حوالي 2000 عام قبل الميلاد، إضافة إلى سوار ذهبي من الشرق الأوسط عمره 3000 عام على شكل رأس أسد، ولوحة للفنان عثمان حمدي بيك تعود للعام 1878 تحمل عنوان «أمير شاب منكب على الدراسة».
من الأعمال المهمة الأخرى، رائعة بول غوغان «فتيان يتصارعان»، ولوحة رينيه ماغريت «القارئة الخاضعة»، ولوحة لبيكاسو تعود لعام 1928 بعنوان «صورة شخصية لامرأة»، وتسع لوحات زيتية على قماش الكانفاس للفنّان المعاصر سي تومبلي، بالإضافة إلى أقدم صورة فوتوغرافية معروفة لامرأة محجبة.
متحف جوجنهايم
تضم المنطقة الثقافية في الجزيرة بالإضافة إلى متحف اللوفر أبوظبي، متحف جوجنهايم أبوظبي، الذي من المقرر استكماله خلال عام 2025، ويشكل أحد المنجزات الرئيسة في المشهد الثقافي والفني والإبداعي في إمارة أبوظبي، حيث سيكون جوجنهايم أبوظبي المتحف الأبرز في المنطقة للأعمال والبرامج الفنية والثقافية العالمية الحديثة والمعاصرة والذي سيعمل على تعزيز التبادل والتعايش الثقافي بين مختلف شعوب العالم، واستكشاف تاريخ الفن من منظور أوسع.
وسيسهم متحف جوجنهايم أبوظبي، بما يزخر به من أعمال فنية متعددة الثقافات تركز على منطقة غرب وجنوب آسيا وشمال إفريقيا، في تحقيق فهم أعمق لتفاعل الرؤى الفنية المختلفة ودورها في رسم ملامح الثقافات والتجارب التاريخية المترابطة في عصرنا. كما سيمثل المتحف منصة فريدة لإبداع الأعمال الفنية الجديدة والمبتكرة والوصول إلى جماهير جديدة، وذلك من خلال مشاركة نخبة من الفنانين والخبراء من دولة الإمارات والمنطقة لإثراء المجموعة المتنوعة من الأعمال والبرامج الفنية والثقافية التي يحتضنها.
في حين يعد متحف زايد الوطني، الجاري تطويره حالياً، المتحف الوطني لدولة الإمارات ويقع في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات ويحتفي بتاريخ دولة الإمارات الغني وثقافتها الثرية، وفي مارس 2022 تم إطلاق مشروع إنشاء متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة، ومن المقرر اكتماله عام 2025. وسيأخذ المتحف زواره في رحلة عبر الزمن تمتد من قبل 13.8 مليار سنة وصولاً إلى منظور يحفز التفكير في ضمان مستقبل مستدام لكوكب الأرض، ويسهم في ترسيخ مكانة المنطقة كواحدة من أهم المراكز الثقافية الرائدة في العالم.
منصة مجتمعية
تشكل منارة السعديات التي تعتبر مركزاً للمعارض افتتح في عام 2009، منصة مجتمعية نابضة بالحياة تسهم في إثراء المشهد الفني في أبوظبي. وقد نجحت منارة السعديات في التواصل مع المجتمع باستمرار من خلال المعارض الدورية التي تنظمها على مدار العام، والورش، وتقديم الأفلام، وعروض الأداء الفني، ومساحات الإستوديو المفتوحة للاستخدام اليومي، حيث يستكشف الزائر في منارة السعديات جميع المفاهيم والأفكار المعاصرة التي تخاطب جميع الأعمار.
وتكمن الفنون المتحضرة والثقافة الشعبية في صميم منارة السعديات، مع التركيز بشكل خاص على التصوير الفوتوغرافي والوسائط المتعددة. وتركز البرامج الحالية على الأفلام والموسيقى والرسوم المتحركة والألعاب والتصوير والوسائط.
كما توفر المنارة مساحة للتعبير والابتكار من خلال الورش الفنية للأطفال والكبار في مجال الطباعة والبورتريه ورسم الأشكال والأشخاص والخزفيات.
ويضم مركز المنارة استوديو التصوير الفوتوغرافي واستوديو الفنون وثلاث صالات عرض مخصصة للمعارض المؤقتة.
كما يحتوي مركز منارة السعديات على ساحة خارجية كبيرة للفعاليات والمناسبات، ومقهى ومطعم، وقاعة تتسع لنحو 250 مقعداً، ومسرح يسع 100 مقعد، وتقع منارة السعديات في المنطقة الثقافية في السعديات، وهي تشكل بوابة المتاحف مثل اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني المقرر افتتاحه قريباً، وجوجنهايم أبوظبي، وتستضيف منارة السعديات سنوياً كلاً من فن أبوظبي والقمة الثقافية - أبوظبي.
برامج أكاديمية
على الصعيد الأكاديمي يوجد على أرض الجزيرة مقر جامعة نيويورك أبوظبي التي تقدم برنامجاً أكاديمياً متكاملاً للفنون والعلوم الإنسانية، كما تضم الجزيرة فرعاً دولياً لكلية بيركلي المرموقة للموسيقى، التي تتمتع بتاريخ حافل بتخريج العديد من الفائزين بجائزة «جرامي».
أما على الصعيد الرياضي، فتضم الجزيرة نادي مونتي كارلو الشاطئي بالإضافة إلى نادي جولف شاطئ السعديات الذي افتتح في العام 2010 وهو من تصميم لاعب الجولف العالمي جاري بلاير، وإلى جانب ذلك، تحتضن الجزيرة خمسة منتجعات فاخرة على واجهتها البحرية لعلامات عالمية.
بيت العائلة الإبراهيمية
ومن أبرز المقاصد في جزيرة السعديات «بيت العائلة الإبراهيمية» الذي تم تدشينه في فبراير العام الماضي ليكون منارة جديدة للحوار والمعرفة والتسامح، وصرحاً ثقافياً ضمن منطقة السعديات الثقافية، ويضم البيت ثلاثة دور عبادة، مسجداً وكنيسة وكنيساً وقد بدأ باستقبال زواره في الأول من مارس 2023.
ويعكس بيت العائلة الإبراهيمية رؤية الإمارات وقيمها لتلاقي الإنسانية وحوار الثقافات، والتنوع الذي تتسم به الدولة، مكرساً جهوده لتعزيز التعايش السلمي للأجيال القادمة، ومستلهماً مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي عام 2019.
محميات طبيعية
تكرّس جزيرة السعديات أبوظبي جهودها للحفاظ على بيئتها الطبيعية وحماية الحياة البرية والبحرية فيها، وتواصل العمل لتعزيز جاذبيتها كوجهة متناغمة ومستدامة وموطن لمنظومة بيئية متنوعة من الأحياء البحرية والبرية المحمية، لتوفر بذلك وجهة مثالية تتيح للسكان والزوار التناغم والتواصل مع الطبيعة البكر لإمارة أبوظبي.
ويمكن للزوار الحريصين على الاستدامة والحفاظ على البيئة والسياحة المسؤولة استكشاف منظومة المحميات المتنوعة في جزيرة السعديات، علاوة على الحياة البحرية الغنية في الجزيرة حيث يعد متنزه السعديات البحري الوطني الذي يقع في المنطقة البحرية المتاخمة لجزيرة السعديات، موطناً يتميز بوفرة الحياة البحرية مثل سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، والدلافين الحدباء وقارورية الأنف، والغزلان العربية المحلية، وأكثر من 300 فصيل من الطيور.
جوائز عالمية
حصدت جزيرة السعديات أبوظبي لقب «الوجهة الشاطئية الرائدة في الشرق الأوسط» للسنة ال 12 على التوالي من قبل جوائز السفر العالمية، التي تعد بمثابة أوسكار صناعة السياحة والسفر في العالم، في خطوة تؤكد مكانة الجزيرة الرائدة كأفضل وجهة شاطئية في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، تخضع الجزيرة باستمرار لخطط تطويرية لرفع مستوى الجذب السياحي لها واستقطاب المزيد من الزائرين الباحثين عن التجارب الفاخرة والمتميزة، حيث تم الكشف خلال فعاليات سوق السفر العربي 2022 بدبي عن الرؤية الجديدة والاستراتيجية المتكاملة والعلامة التجارية لجزيرة السعديات، بهدف ترسيخ مكانة جزيرة السعديات؛ كوجهة رائدة زاخرة بالشواطئ الخلابة والوجهات الطبيعية والثقافية المميزة، في خطوة من شأنها دعم القطاع السياحي في إمارة أبوظبي، وإثراء تنوعها الاقتصادي، ومن المتوقع استقطاب 19 مليون زائر لجزيرة السعديات، والمساهمة بنحو 4.2 مليارات درهم كإيرادات مباشرة للقطاع السياحي في عام 2025.
وعلى صعيد الخدمات المقدمة للترويج لجزيرة السعديات يحظى زوار أبوظبي بفرصة التعرف على الجزيرة ومعالمها البارزة من خلال شركة «جولات الباص الكبير» التي أضافت الجزيرة إلى خط سير جولاتها لمشاهدة المعالم السياحية في العاصمة، حيث يمكن للسياح التوقف في منارة السعديات ومن ثم الانطلاق إلى المناطق السياحية والترفيهية الأخرى ضمن الجزيرة.
وتُورِّد شبكة شركة أبوظبي للتوزيع حالياً ما يقارب 4.4 ملايين جالون يوميّاً من المياه المعاد تدويرها إلى الجزيرة، حيث تُستخدم هذه المياه في ريِّ الحدائق والمسطحات الخضراء، الأمر الذي يُعد إنجازاً هاماً في تقليل استخدام المياه المُحلاة في أعمال الرَّي.. وقد قامت الشركة بوصل جزيرة السعديات بالشبكة الحالية للمياه المعاد تدويرها في جزيرة ياس.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي السعديات فی جزیرة السعدیات منارة السعدیات اللوفر أبوظبی السعدیات فی فی المنطقة فی العالم فی أبوظبی من خلال
إقرأ أيضاً:
مدير عام صون الطبيعة لـ"الرؤية": محمية أشجار الغاف تعزز جهود الحفاظ على التنوع الأحيائي وتخلق فرص عمل للمواطنين
◄ إعادة تأهيل الموائل الطبيعية في البيئات البرية الصحراوية
◄ تعزيز جهود حماية تجمعات الأشجار والحيوانات البرية والزواحف
◄ العمل على إعادة توطين بعض الحيوانات التي تناقصت أعدادها
◄ قرار إنشاء المحمية يُساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والأحيائي
◄ إنشاء مشاتل لإنتاج شتلات الغاف والنباتات المحلية الأخرى
◄ إطلاق برامج سياحية لجذب مُحبي الطبيعة والتخييم المستدام
◄ إشراك أفراد المجتمع في تقديم الخدمات السياحية مثل الإرشاد وبيع المنتجات التقليدية
الرؤية-ريم الحامدية
أكد المهندس سليمان الأخزمي مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، أن الهدف من إنشاء موقع محمي مُؤقت في محافظة جنوب الشرقية باسم "محمية أشجار الغاف" على أن تكون مدة حماية المحمية 30 عامًا، هو حماية تجمعات أشجار الغاف في البيئات البرية والصحراوية، وحماية الأشجار والنباتات الأخرى مثل السدر والسمر والأرطى وبعض النباتات الحولية والموسمية.
وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن قرار هيئة البيئة بإنشاء هذا الموقع يعزز من جهود حماية الحيوانات المنتشرة بالمحمية مثل الثعلب الأحمر والأرنب والقط البري والقنفذ والنمس، ومجموعة من الزواحف مثل الضب والرول، وأيضاً بعض الطيور المهمة مثل الحجل العربي والرخمة المصرية وعقاب السهول وغيرها من الطيور، إلى جانب حماية الموائل الطبيعية المتعلقة بتلك البيئات البرية الصحراوية وإعادة تأهيل الموائل ومكافحة التصحر، بالإضافة إلى إعادة توطين بعض الأنواع التي تناقصت أعدادها مثل الغزال العربي.
وحول إسهام هذا القرار في تعزيز التنوع البيولوجي وحماية البيئة في المنطقة، أوضح مدير عام صون الطبيعة أن أحد أهداف إنشاء المحمية هو الحفاظ على القيم الطبيعية الرئيسية بالمحمية وهي أشجار الغاف، والتي تأتي على رأس الهرم الغذائي للأنواع الأحيائية، كما أنها الحاضن الرئيسي لعدد من الطيور والزواحف والثدييات الصغيرة، مبينا: "خلال فترة الحماية سوف يتم البدء في عمليات استزراع أشجار ونباتات متنوعة وسيتم إعادة توطين أنواع أحيائية، ما يعزز من دور المحمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأكد الأخزمي أن هناك معايير رئيسية تم الاستناد إليها في مسألة تحديد الموقعين بالمحمية، وأهمها هو الجانب الطبيعي وتوفر الموائل، إذ تم الأخذ في الاعتبار المناطق التي تعرضت للتصحر بحيث سوف يتم التركيز على اعادة تأهيلها، كما تمت مراعاة التوسع الحضري والتخطيط للمستقبل، حتى لا يتعارض الموقعان مع الخطط الاستراتيجية للتوسع الحضري.
وبيّن مدير عام صون الطبيعة أن أشجار الغاف تعتبر من الأشجار السائدة في مناطق المحمية أو بمثابة "أيقونة المحمية"، كما أنها ذات طبيعة اقتصادية باعتبارها عنصرا رئيسيا للرعي في المنطقة، ولها دور في امتصاص وتخزين الكربون، مضيفا: "فيما يخص خطط الهيئة لتوسيع حماية أشجار الغاف في مناطق أخرى في السلطنة، فبموجب قانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية فإنَّ حماية أشجار الغاف تعتبر أساسية في المحميات وخارجها، وأغلب المحميات بها أشجار الغاف وهي من العناصر الرئيسية في تلك المحميات".
وأكد مدير عام صون الطبيعة أن المجتمع بكافة شرائحه عنصر أساسي في إدارة المحميات الطبيعية وتحقيق أهدافها، ولذلك من الضروري إشراكه في عمليات الحماية وتوعيته حول الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وحماية مكونتاتها الطبيعية، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ برامج رئيسية لإدارة المحمية مثل برنامج الصون وبرنامج الرقابة وبرنامج السياحة البيئية وبرنامج إعادة التأهيل، إلى جانب تدشين المبادريات والمشاريع التي تتطلب كادرا بشريا مؤهلا لتنفيذها.
وعن التحديات المتوقعة في حماية المحمية على المدى الطويل، بين الأخزمي أن هناك مجموعة من التحديات أبرزها التوسع العمراني والذي يتمثل في ازدياد النشاط السكاني والحضري، وهو ما قد يشكل ضغطا على حدود المحمية، وكذلك الرعي الجائر خاصة أن أشجار الغاف تُستخدم كعنصر رئيسي للرعي، وكذلك الأنشطة الاقتصادية غير المستدامة مثل الزراعة المكثفة والتي قد تؤدي إلى تدهور الموائل، وكذلك التغير المناخي الذي قد يؤثر على نمو الأشجار والنباتات الطبيعية، بالإضافة إلى التحديات الإدارية والمالية، لأن الحفاظ على المحمية يتطلب موارد مالية مستدامة.
وفي هذا الإطار، قال مدير عام صون الطبيعة: "إن التعامل مع الأنشطة البشرية أو الاقتصادية التي قد تؤثر على المحمية سيتم عبر عدة محاور، تشمل التوعية المجتمعية لتعريف السكان بأهمية المحمية وضرورة الحفاظ عليها، وفرض قوانين صارمة للحد من الأنشطة غير القانونية مثل الرعي الجائر وقطع الأشجار، كما سيتم إنشاء مناطق تقسيم لحماية المناطق الحساسة داخل المحمية ووضع مناطق عازلة تحيط بها لحمايتها من التأثيرات البشرية المباشرة، بالإضافة إلى إطلاق برامج بديلة تعزز دور السكان في تبني أنشطة اقتصادية مستدامة".
وأوضح أن الهيئة ستعمل على تنفيذ برامج تهدف إلى زيادة عدد أشجار الغاف وتعزيز نموها في المنطقة من خلال استزراع الأشجار لزيادة التغطية النباتية وإنشاء مشاتل متخصصة لإنتاج شتلات الغاف والنباتات المحلية الأخرى، كما سيتم التعاون مع أفراد المجتمع لتشجيع زراعة أشجار الغاف في المزارع والمناطق المحيطة، وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة عبر زراعة أشجار الغاف والنباتات المساندة.
ولفت إلى أنه بعد انتهاء مدة الـ30 عامًا ستقوم الهيئة بإجراء تقييم شامل لتحديد نجاح أهداف المحمية، وإذا أظهرت النتائج أن البيئة والأنواع لاتزال بحاجة إلى الحماية، ستستمر الحماية مع العمل على تحويل المحمية إلى نموذج دائم يدمج في خطط التنمية المستدامة بالتعاون مع الشركاء لضمان تمويل طويل المدى ودعم إضافي للمحمية.
وعن تأثير إنشاء المحمية على الأنشطة الاقتصادية في المحافظة مثل الزراعة أو الرعي، أوضح: "سيؤثر ذلك بشكل إيجابي عبر تطوير فرص السياحة البيئية وتحسين الموارد الطبيعية مما يُعزز الزراعة والرعي المستدامين، إلى جانب توفير فرص عمل للسكان، إذ سيتم تنظيم أنشطة الرعي والزراعة داخل حدود المحمية وتقليل الأنشطة الاقتصادية غير المستدامة".
وبشأن السياحة البيئية، قال إنَّ المحمية ستتيح فرصًا سياحية مهمة حيث سيتم إنشاء مسارات مخصصة للزوار تتيح مشاهدة الطبيعة دون الإضرار بها، كما سيتم إطلاق برامج سياحية تعرف الزوار بأهمية المحمية مثل الجولات التعليمية وتنظيم فعاليات تشمل رحلات مراقبة الطيور والتخييم المستدام، وسيتم إشراك المجتمع في تقديم خدمات سياحية تشمل الإرشاد وتوفير المنتجات التقليدية، مما يعزز التنمية المستدامة في المنطقة.